مصر: أزمة «بطالة الممثلين» تعود إلى الواجهة

أحمد عزمي طلب فرصة عمل وحصل عليها في اليوم التالي

أحمد عزمي يوقع عقد مسلسله الجديد مع عمرو الفقي (فيسبوك)
أحمد عزمي يوقع عقد مسلسله الجديد مع عمرو الفقي (فيسبوك)
TT

مصر: أزمة «بطالة الممثلين» تعود إلى الواجهة

أحمد عزمي يوقع عقد مسلسله الجديد مع عمرو الفقي (فيسبوك)
أحمد عزمي يوقع عقد مسلسله الجديد مع عمرو الفقي (فيسبوك)

عادت أزمة «بطالة الممثلين» إلى الواجهة مجدداً بالوسط الفني في مصر، بعد شكاوى من فنانين تحدثوا عن عدم منحهم فرصاً بالأعمال الدرامية أو السينمائية المختلفة.

الفنان المصري أحمد عزمي كان أحدث المطالبين بفرص للعمل، إذ كتب عبر صفحته الشخصية بموقع «فيسبوك»، منشوراً جاء فيه: «أتمني أن تتيح لي الشركة المتحدة فرصة للمشاركة في أعمالها المتميزة».

وذكر عزمي مقتطفات عابرة من سيرته الذاتية وبدايته ممثلاً أكاديمياً، وحصوله على جوائز، كما طلب عزمي من أصدقائه وزملائه دعمه ومساعدته في التواصل مع الشركة المتحدة للانضمام إلى ركب الدراما في مصر، وفق قوله.

وقال عزمي، خلال منشوره، إنه «لا طعم للحياة من دون عمل»، مؤكداً أنه غير قادر على إعانة ابنه، وعلى مواجهة صعوبات الحياة، وهو محروم من تحقيق ذاته داخل بلده، بل يخشى الموت من شدة حزنه.

الفنان أحمد عزمي (صفحته بـ«فيسبوك»)

وتفاعل مع منشور عزمي عدد كبير من الفنانين بمصر، من بينهم نشوى مصطفى، وأحمد السعدني، وأيتن عامر، وحاتم صلاح، ومصطفى غريب، وريهام عبد الغفور، وصلاح عبد الله، ورانيا فريد شوقي، وغيرهم.

وعبر صفحتها الشخصية بموقع «فيسبوك» نشرت الفنانة المصرية رانيا فريد شوقي «بوستر مجمع» لعدد من الفنانين من بينهم، راندا البحيري، وفادي خفاجة، وكريم الحسيني، ومها أحمد، وغيرهم، وكتبت: «للأسف غيرهم الكثير في بيوتهم من دون عمل، والله العالم بحالهم».

بينما كتب الفنان المصري صلاح عبد الله عبر صفحته بموقع «فيسبوك»، تعليقاً على اشتعال أزمة «بطالة الفنانين» مجدداً: «أدعم وبكل قوة زملائي الشطار المنسيين في إعلانهم عن احتياجهم للعمل، ولا أعتبرها شكوى بل سعي للتذكير بهم».

وفي اليوم التالي لمطالبة أحمد عزمي بفرصة عمل، استجابت الشركة المتحدة، وكتبت عبر حسابها الرسمي بموقع «فيسبوك»: «المتحدة ترحب بالفنان أحمد عزمي بأحد أعمالها الفنية الكبيرة في رمضان القادم».

ووجه عزمي الشكر لمن ساندوه، وكتب منشوراً جديداً بـ«فيسبوك»، ونشر صورة جمعته بالرئيس التنفيذي للشركة المتحدة عمرو الفقي، أكد خلال المنشور تعاقده على عمل فني سيتم عرضه في موسم دراما رمضان القادم، قائلاً: «شكراً لكل أساتذتي وزملائي وللجمهور، وللشركة المتحدة»، وأضاف: «تم توقيع عقد لعمل فني لرمضان، والقادم أفضل».

وأدت أزمة «بطالة الممثلين» إلى لجوء بعض منهم إلى الظهور عبر موقع «تيك توك» مؤخراً، مما تسبب في اتهامهم بالتربح بشكل «لا يليق بهم»، وهو ما علقت عليه الفنانة المصرية مروة عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط»، قائلة: «الفنان مهنته التمثيل، فكيف سيعيش دون العمل؟ مؤكدة أن الظهور عبر التطبيقات الإلكترونية وغيرها وسيلة للكسب لا تؤذي أحداً، فلماذا لا نترك كل شخص يفعل ما يحلو له دون تعرضه للتنمر».

من جانبه، أكد نقيب الممثلين المصريين، الدكتور أشرف زكي، أنه تواصل مع الفنان أحمد عزمي، وقال زكي لـ«الشرق الأوسط»: «عزمي يتمتع بموهبة كبيرة، ولا يحتاج للمطالبة بتشغيله»، مضيفاً: «الموسم الفني بمصر ما زال في بدايته، وسيتم اختيار الفنانين للمشاركة في الأعمال الفنية».

وتحدث زكي عن دور النقابة في دعم الفنانين غير المشتغلين، قائلاً: «النقابة ليس منوطاً بها التشغيل، والسوق عرض وطلب، والنقابة لا تتدخل في فرض أحد على الأعمال الفنية».

يذكر أنها لم تكن هذه المرة الأولى التي طالب فيها عزمي بفرصة عمل، بل ظهر قبل عامين في أحد البرامج، وطالب بالعودة مجدداً إلى الفن بعد توقفه نتيجة تعرضه لعقوبة قانونية.

وقبل عزمي اشتكى عدد كبير من الفنانين من عدم إتاحة فرص العمل لهم، وكتبوا ذلك عبر صفحاتهم بـ«السوشيال ميديا»، وأيضاً خلال وجودهم ضيوفاً بالبرامج التلفزيونية، حيث عبروا عن استيائهم لعدم مشاركتهم بأعمال فنية، من بينهم فادي خفاجة، وكريم الحسيني، وشريف إدريس، ووفاء مكي، ومحمود عامر، ونجوى فؤاد، وغيرهم.


مقالات ذات صلة

شكري أنيس فاخوري لـ«الشرق الأوسط»: هم مترجمو قصص درامية وليسوا مؤلفين

يوميات الشرق فاخوري أول من كتب دراما الـ«سوب أوبرا» (فيسبوك)

شكري أنيس فاخوري لـ«الشرق الأوسط»: هم مترجمو قصص درامية وليسوا مؤلفين

في رأي شكري أنيس فاخوري أن التّكريم يبرهن على حب الناس للمكرَّم فيحفّزه ويعزّز ثقته بنفسه. وصار اسمه اليوم محفوراً في القلوب وفي التاريخ.

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات (إنستغرام)

ندى أبو فرحات من قلب بيروت... مسرح تحت القصف

النيران تسيّج المدينة، ونارٌ من نوعٍ آخر تتّقد على خشبات مسارحها. «في انتظار بوجانغلز» جزء من هذه الفورة المسرحية البيروتية، وبطلتها الممثلة ندى أبو فرحات.

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق توقيع البروتوكول المشترك (صفحة الشركة المتحدة بفيسبوك)

«الممثلين المصرية» و«المتحدة» للحدّ من «بطالة الفنانين»

بعد تفاقُم أزمة «بطالة الفنانين»، وشكوى بعضهم من عدم الاستعانة بهم، أعلنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عن بروتوكول تعاون للاستعانة بالفنانين.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق محمد أنور مع أكرم حسني في كواليس التصوير (الشركة المنتجة)

«ديبو»... مسلسل مصري يراهن على الكوميديا وجمهور «المنصات»

في إطار اجتماعي يمزج بين الكوميديا والرّعب، تدور أحداث مسلسل «ديبو»، من بطولة الممثل المصري محمد أنور، ويُعرض على منصة «يانغو بلاي» في 12 حلقة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان المصري الراحل هشام سليم (فيسبوك)

فنانون ونقاد يستعيدون ذكرى هشام سليم بأدواره «الأيقونية»

استعاد فنانون ونقاد بمصر أصداء مسيرة الفنان هشام سليم، في الذكرى الثانية لرحيله، التي تحل، الأحد، ممثلة في أدوار «أيقونية» أدّاها.

رشا أحمد (القاهرة )

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
TT

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)
داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري، إن التكريم الذي يحظى به الفنان له وقع رائع على معنوياته لما يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح، مؤكدة في حوار مع «الشرق الأوسط» أنها تعتز بتكريم مهرجان «سلا الدولي لفيلم المرأة» في المغرب، لا سيما أنها قدّمت أعمالاً عديدة طرحت قضايا المرأة، لافتة إلى أنها تجد صعوبة في الاختيار خلال الآونة الأخيرة بسبب مركزية الإنتاج الدرامي في مصر. مُشدّدة على أنها لن تطرق باب أحد حتى لو بقيت في بيتها بلا عمل. معربة عن تحمّسها لتقديم جزء خامس من مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوي»، وترقُبها عرض مسلسل «بدون مقابل» الذي تظهر فيه بشكل جديد تماماً.

داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

وبدت داليا البحيري سعيدة لدى تلقيها التهاني التي تقبلتها بالترحيب من الجمهور المغربي قائلة: «حين يأتي التكريم من بلد مثل المغرب به جمهور كبير يُقدر الفنان والفن المصري يكون له وقع آخر، كما أنه مهرجان يعنى بإبداع المرأة السينمائي ويعرض قضاياها، وقد حضرته قبل 11 عاماً وشاركت في لجنة التّحكيم، لذا تزداد سعادتي بوجودي فيه على منصة التكريم خلال دورته الحالية».

وتستطرد داليا: «كنا نُعيب تكريم الفنان بعد وفاته، ومن ثَمّ حدثت طفرة، وأصبح التكريم يأتي مبكراً، وأنا أعتبره نوعاً من الطبطبة والتشجيع والإشادة، لذا يكون له وقع جميل ويؤثر على الفنان بشكل إيجابي.

وطرحت داليا قضايا المرأة في أعمال فنية عدة، تتذكرها قائلة: «قدّمتُ مسلسل (القاصرات) الذي تصدى لظاهرة زواج الأطفال، ومسلسل (صرخة أنثى) وفيلم (للحب قصة أخيرة) الذي أدّيتُ به شخصية امرأة لا تعمل، بل تعيش في كنف رجل هو مصدر دخلها الوحيد وتضطر لقبول حياة قاسية تتعرض فيها للإيذاء البدني والنفسي لأنها ليس لديها بديل، كما مسلسل (يوميات زوجة مفروسة أوي) الذي ناقش قضايا المرأة والبيت المصري في إطار(لايت كوميدي)».

وتنفي داليا البحيري أن يكون هذا المسلسل قد استنفد أغراضه، مؤكدة أنه عبارة عن يوميات تستمد أحداثها من متغيرات الواقع، وكل يوم هناك تحديات جديدة في حياة الأسرة، مشيرة إلى أن هناك جزءاً خامساً لدى الكاتبة أماني ضرغام وقد وضعت له خطوطاً رئيسية وأن فريق العمل متحمس له لأن الناس تحبه وارتبطت به، وتسألهم عنه حين تلتقيهم.

داليا البحيري تعتزّ بعملها مع عادل إمام (الشرق الأوسط)

وتواجه داليا صعوبة في تقديم موضوعات تحقّق طموحها لطرح نماذج مختلفة للمرأة حالياً، مبرّرة ذلك بأنه لم تعد لديها فرص للاختيار لوجود مركزية في الإنتاج الفني تحدّد من يعمل ومن لا يعمل، مؤكدة أنها لا تجيد الطَّرق على الأبواب، فقد اعتادت أن تُعرض عليها أعمالٌ عدة تختار من بينها.

وتشدد: «أنا فنانة لديّ كرامة لن أطلب أن أعمل، ولن أقول سأعتزل الفن، ليسارع البعض للتعاقد معي، فأنا ممثلة مصرية وعندي تاريخ أعتز به، لم يعتمد في أي وقت على الكمّ، بل اخترت أعمالاً لها صدى كبير لدى الجمهور، ورصيدي 14 فيلماً و12 مسلسلاً بخلاف المسرحيات، وأصوّر مسلسلاً واحداً في العام، أعطيه مجهودي ووقتي. وأتذكر أنه في عام 2005 شاركت في بطولة 4 أفلام عندما كان الإنتاج غزيراً، كما أن تصوير الفيلم لا يستغرق أكثر من 4 أسابيع عكس المسلسل الذي يستغرق أشهراً، وقد اعتذرت عن تقديم أعمالٍ أشبه بأفلام المقاولات، ورأيتها فشلت فشلاً ذريعاً ما جعلني أثق في قرارتي».

وتعترف داليا أنها محظوظة بالعمل مع الفنان الكبير عادل إمام في فيلم «السفارة في العمارة»، ومسلسل «فلانتينو»، مؤكدة أن العمل مع فنان كبير بمكانته وجماهيريته الواسعة يُعدّ فرصة رائعة خاصة، غير أنها تؤكد أنه رغم النجاح الكبير في الفيلم فلم تقدّم بعده مباشرة أعمالاً سينمائية، لأن المنتجين خافوا من التعاون معها بعض الوقت كونها باتت بطلة أمام أكبر نجم مصري، وفق تعبيرها.

وعن علاقتها بالفنان عادل إمام حالياً، تقول: «أطمئن عليه من نجله المخرج رامي إمام، وأرى أن من حقه أن يستريح طالما أراد ذلك، وأن يَسعَد بأسرته بعدما رفع مكانة الفن المصري عالياً على مدى عقود».

خلال تكريمها في مهرجان «سلا» (الشرق الأوسط)

وتترقّب الفنانة عرض أحدث أعمالها الدرامية عبر مسلسل «بدون مقابل» الذي تقوم ببطولته أمام هاني رمزي، قائلة: «لقد أنهينا التّصوير تقريباً، ويبقى أمامنا 5 أيام لمشاهد معدودة وقد جذبني العمل لأن موضوعه قائم على حبكة درامية جيدة، وهو ليس عملاً كوميدياً بل اجتماعي، كما أن الدور جديد عليَّ تماماً، وبالطبع أسعد بالعمل مع الفنان هاني رمزي، كما تحمّست له لأنه يشهد عودة المنتج الكبير محمد فوزي، وهو من المنتجين المحترمين الذين قدموا أعمالاً كبيرة ومهمة».

وأهدت داليا تكريمها في «سلا» للمرأة الفلسطينية ولوالديها وزوجها وابنتها قِسمت التي كتبت داليا اسمها على ذراعها، وقد تغيرت لأجلها مثلما تقول: «قِسمت غيَرت كل شيء داخلي، وقد كنت قبل مجيئها أنزل لأشتري ما أريده بلا حسابات، وبعدما صرت مسؤولة عن ابنتي لا بدّ أن أؤمّن حياتها، وأن أفكر في احتياجاتها ودراستها وأنشغل بمستقبلها».

وتتمتع قِسمت بجينات الفن حسبما تؤكد داليا التي أخذتها من جدّة والدها الفنانة الراحلة هدى سلطان، والفنان محمد فوزي، وجدها الفنان فريد شوقي، وهي تلحّن منذ طفولتها، وإذا اتجهت للتمثيل تقول داليا: «لن أرفض ذلك، لكن سأقول لها إنه مهنة شاقة جداً».

داليا وزوجها على السجادة الحمراء في مهرجان «سلا» المغربي (الشرق الأوسط)

ورغم سعي كثيرين للشهرة، فإن داليا البحيري ترى أنها تنزع عن الفنان الخصوصية وتحرمه من أشياء بسيطة يكتمل بها طعم الحياة «أتمنى التجوّل بحُرية في منطقة (خان الخليلي) في القاهرة الفاطمية وهذا صعب بالتأكيد».

ورافق داليا خلال تكريمها زوجها رجل الأعمال حسن سامي، وقد أهدته هذا التكريم مؤكدة أن وراء نجاح كل امرأة رجلاً عظيماً أيضاً، قائلة إنها تحب أن يشاركها لحظات سعادتها.