موسم «الصيف السينمائي»... أفلام قليلة وإيرادات كبيرة

«ولاد رزق 3» في الصدارة يليه «X مراتي»

أبطال الفيلم مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
أبطال الفيلم مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
TT

موسم «الصيف السينمائي»... أفلام قليلة وإيرادات كبيرة

أبطال الفيلم مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)
أبطال الفيلم مع المخرج طارق العريان (حساب كريم قاسم على فيسبوك)

يُسدل الستار خلال أيام على الموسم السينمائي الصيفي في مصر الذي يُعد أطول المواسم وأكثرها جذباً للأفلام الجديدة حيث تتجاوز فترة عروضه الأشهر الثلاثة، وقد شهد هذا العام مفارقات عدة؛ فبينما حقق أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية، فإنه في الوقت نفسه شهد تراجعاً واضحاً في عدد الأفلام.

وفيما شهد الموسم الصيفي العام الماضي عرض نحو 14 فيلماً، عُرض هذا العام 7 أفلام فقط، غير أن هذه الأفلام المعدودات حققت أعلى إيرادات شهدتها السينما المصرية على مدى تاريخها، وتصدرها فيلم «ولاد رزق 3 - القاضية» للمخرج طارق العريان وإنتاج مصري سعودي بمشاركة موسم الرياض، وقد حقق حتى الآن ما يقرب من 255 مليون جنيه (الدولار يعادل نحو 48 جنيهاً مصرياً)، وهو رقم غير مسبوق في شباك التذاكر المصري، فيما كان آخر رقم سجله فيلم «بيت الروبي» لكريم عبد العزيز في الصيف الماضي 129 مليون جنيه داخل مصر.

«ولاد رزق 3» تصدر أعلى الإيرادات في السينما المصرية (الشركة المنتجة)

وحقق فيلم «X مراتي» لهشام ماجد وأمينة خليل وإخراج معتز التوني مفاجأة بإيرادات بلغت نحو 77 مليون جنيه، تلاه «اللعب مع العيال» لمحمد إمام وأسماء جلال وإخراج شريف عرفة بـ54 مليون جنيه، وحقق «عصابة المكس» لأحمد فهمي وروبي 29 مليون جنيه، ثم «أهل الكهف» لخالد النبوي وغادة عادل 15 مليوناً، وبلغت إيرادات «جوازة توكسيك» لليلى علوي وبيومي فؤاد 10 ملايين.

وبحسب الناقد طارق الشناوي فإن الموسم الصيفي هذا العام هو موسم الإيرادات الضخمة والإحباطات المثيرة للجدل، مشيراً إلى أن فيلم «ولاد رزق 3» حقق أرقاماً استثنائية تجاوزت ضعف أعلى رقم حققه فيلم مصري وهو «بيت الروبي»، بل ويقترب من 3 أضعافه؛ ما يراه «فارقاً كبيراً من الصعب تجاوزه بسهولة»، ويؤكد أن الموسم نفسه شهد تراجعاً على مستوى الكم، ما يؤكد أن «عجلة الإنتاج متعثرة قليلاً».

هشام ماجد ومحمد ممدوح وأمينة خليل ثلاثي فيلم «X مراتي» (الشركة المنتجة)

وعَدّ الشناوي فيلم «X مراتي» مفاجأة كوميدية سارة، وقد أقبل عليه الجمهور بقانون الضحك، كما حقق إيرادات جيدة في السوق السعودية، بينما يرى أن فيلم «اللعب مع العيال» كان به رهان مختلف ويمثل حالة خاصة، لافتاً إلى أنه قد يكون عرضه مع «ولاد رزق 3» قد أثر على إيراداته، لكنه قاوم ولا يزال، ويؤكد أن فيلم «أهل الكهف» مَثّل مأزقاً؛ كونه عملاً تاريخياً عالي التكلفة، وبالتالي الخسارة تكون كبيرة، بينما «عصابة المكس» فيلم كوميدي متوسط القيمة في كل شيء، بما فيها إيراداته.

وفيلم «عاشق» يراه الشناوي حالة سينمائية تقف على أبواب الرعب، وجاء عرضه في ظل نجاح مسلسل «عمر أفندي» لبطله الفنان أحمد حاتم، لكن يتوقع له نجاحاً متوسطاً، وقد يكون بداية «تدشينه كنجم سينمائي».

فيلم «أهل الكهف» (الشركة المنتجة)

فيما ينظر المنتج هشام عبد الخالق رئيس غرفة صناعة السينما ورئيس لجنة السينما بوزارة الثقافة نظرة مغايرة، قائلاً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «لا أقيّم الأفلام بمعزل عن صناعة السينما كلها من حيث الإنتاج والتوزيع والعرض»، لافتاً إلى أن «إيرادات السينما المصرية العام الماضي بلغت نحو 250 مليون جنيه، وهو ما حققه فيلم (ولاد رزق 3) بمفرده».

ويؤكد عبد الخالق انحيازه للعام الماضي «أراه أفضل على مستوى الصناعة لأنه شهد إنتاجاً أكبر وتنوعاً إنتاجياً، وكلما زاد حجم الإنتاج كان ذلك في صالح الصناعة»؛ مشيراً إلى أن فيلم «ولاد رزق 3» قد ساهم في تشغيل كل السينمات تقريباً، كما حقق هشام ماجد قفزة في إيرادات فيلم «X مراتي»، فيما حافظ محمد إمام وأحمد فهمي على مستوى إيرادات أفلامهما.

ويلفت عبد الخالق إلى أنه في العام الماضي عرضت السينما المصرية 40 فيلماً، بينما حتى اللحظة الراهنة من العام الجاري لم تعرض سوى 25 فيلماً، متوقعاً مع نهاية العام ألا تتجاوز الثلاثين، ما يعني تراجعاً في حجم الصناعة، ويشير إلى تقدمه بورقة عمل لغرفة صناعة السينما لزيادة الإنتاج إلى 60 فيلماً عام 2025، مؤكداً أنه ليس رقماً صعباً؛ لأن الإنتاج المصري وصل إلى 55 فيلماً عام 2008.

ويتفق الناقد رامي المتولي مع ما طرحه الشناوي حول فيلم «الكهف» الذي يرى أنه تم تنفيذه بشكل تجاري وليس به أي تفوق فني ولا لغة سينمائية متفردة، مؤكداً أن «الموسم الصيفي هذا العام يعد جيداً على مستوى شباك التذاكر».

محمد إمام حافظ على مستوى إيرادات فيلمه (الشركة المنتجة)

ولا يرى المتولي جديداً بهذا الموسم عن المواسم السابقة، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «لا أرى أن قلة عدد الأفلام تمثل فارقاً لأنها كلها أفلام تجارية، وستظل المشكلة في عدم وجود تنويع في إنتاجنا السينمائي طول الوقت وغياب الأفلام الفنية»، مشيراً إلى أن «ما فرق في إيرادات بعض الأفلام أن شهر رمضان تحرك للأمام فسمح بعرضها لفترات أطول عن الأعوام الماضية، كما حظيت بدعاية جيدة».


مقالات ذات صلة

الذكاء الاصطناعي والإنتاج الافتراضي... نقاش تحوّلات صناعة الأفلام في الرياض

يوميات الشرق ‎⁨«تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الأفلام» قدّمها أندري كوزيكوف (هيئة الأفلام)

الذكاء الاصطناعي والإنتاج الافتراضي... نقاش تحوّلات صناعة الأفلام في الرياض

ناقش خبراء عالميون متخصّصون في التقنية وصناعة الأفلام مستقبل السينما في عصر الذكاء الاصطناعي والواقع المعزِّز، وتقنيات الإنتاج الافتراضي.

إيمان الخطاف (الرياض)
يوميات الشرق واكيم فينكس وليدي غاغا في مشهد استعراضي (وورنر)

«جوكر: مجنونان»... حكاية رجل يبحث عمن يكون

‫أحد الأسباب التي لم تساعد «جوكر: مجنونان» على إنجاز ما حققه الجزء الأول من حكاية آرثر فلَك من نجاح (أنجز الفيلم لحين كتابة هذه الكلمات 155 مليون دولار عالمياً…

محمد رُضا (لندن)
يوميات الشرق مشهد من الفيلم المصري «دراكو رع» (صفحة خالد منصور في «فيسبوك»)

«دراكو رع»... رهان سينمائي يتجدد على الكوميديا الفانتازية

جدد إطلاق الشركة المنتجة لفيلم «دراكو رع» التيلر الدعائي عبر صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي، الرهان على الكوميديا الفانتازية في دور العرض المصرية والعربية.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق محمد إمام مع والده (حساب محمد إمام على «فيسبوك»)

مصر: تصريحات عمر متولي عن صحة عادل إمام تحظى باهتمام «سوشيالي»

حظيت تصريحات الفنان عمر متولي، نجل شقيقة الفنان الكبير عادل إمام، بتأكيد اعتزال الفنان الملقب بـ«الزعيم» باهتمام كبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما القضية 23 (إيزكيَل فيلمز)

كيف عبرت سينما لبنان عن حروبه وأزماته؟

خلال الحرب الأهلية اللبنانية وبعدها، كان من الطبيعي للسينما أن تصوّرها من زوايا مختلفة

محمد رُضا‬ (لندن)

«نوبل الاقتصاد» لـ 3 أميركيين

خلال إعلان الأكاديمية الملكية السويدية عن فوز ثلاثة أميركيين بجائزة نوبل للاقتصاد (رويترز)
خلال إعلان الأكاديمية الملكية السويدية عن فوز ثلاثة أميركيين بجائزة نوبل للاقتصاد (رويترز)
TT

«نوبل الاقتصاد» لـ 3 أميركيين

خلال إعلان الأكاديمية الملكية السويدية عن فوز ثلاثة أميركيين بجائزة نوبل للاقتصاد (رويترز)
خلال إعلان الأكاديمية الملكية السويدية عن فوز ثلاثة أميركيين بجائزة نوبل للاقتصاد (رويترز)

فاز خبراء الاقتصاد الأميركيون دارون أسيموغلو وسايمون جونسون وجيمس روبنسون، بجائزة «نوبل» في العلوم الاقتصادية، أمس، عن أبحاثهم في مجال اللامساواة في الثروة بين الدول.

وقالت لجنة جائزة «نوبل» إن هؤلاء الأكاديميين ساعدوا في إظهار السبب وراء عدم قدرة المجتمعات التي تعاني من «ضعف سيادة القانون والمؤسسات التي تستغل السكان على توليد النمو أو التغيير نحو الأفضل».

وقال رئيس اللجنة ياكوب سفينسون، في بيان، إن «الحد من الفوارق الشاسعة في الدخل بين البلدان يشكّل أحد أعظم التحديات في عصرنا»، مضيفاً أن حائزي الجائزة أظهروا أهمية المؤسسات المجتمعية في تحقيق ذلك.