مهرجان «مسرح الهواة» في مصر يحتفل بمرور 20 عاماً على انطلاقه

دورته الجديدة تضم 11 عرضاً

الفنانة ريهام عبد الغفور تتسلم درع تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور (وزارة الثقافة المصرية)
الفنانة ريهام عبد الغفور تتسلم درع تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور (وزارة الثقافة المصرية)
TT

مهرجان «مسرح الهواة» في مصر يحتفل بمرور 20 عاماً على انطلاقه

الفنانة ريهام عبد الغفور تتسلم درع تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور (وزارة الثقافة المصرية)
الفنانة ريهام عبد الغفور تتسلم درع تكريم والدها الراحل أشرف عبد الغفور (وزارة الثقافة المصرية)

احتفى مهرجان مسرح الهواة في مصر بمرور 20 عاماً على انطلاقه، واختار عنواناً لدورته الجديدة التي افتتحت، الأحد، على مسرح السامر اسم الفنان الراحل زكريا الحجاوي، بالإضافة إلى تكريم عدد من فناني وصنّاع المسرح، كما تم تكريم أسماء عدد من الفنانين الراحلين.

واعتبر محمد ناصف، نائب رئيس هيئة قصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية، أن هذا المهرجان «من أهم برامج وزارة الثقافة»، معلناً دعم الفائزين في ختام المهرجان من ممثلين ومخرجين باعتمادهم وتقديم دورات تدريبية لصقل مواهبهم.

وأشاد ناصف بما يمثله المهرجان من «القوة الناعمة القادرة على المواجهة والتغيير، لجعل مصر الأجمل والأرقى»، وفق بيان لوزارة الثقافة، الاثنين.

وكرّم المهرجان عدداً من فناني المسرح وهم: عايدة فهمي، وماجدة منير، ونهاد أبو العينين، والناقدة القديرة منحة البطراوي، وأحمد إسماعيل، وخالد الذهبي، وسعيد صديق، وعادل عبده، وياسر علي ماهر، وكرم أيضاً المخرجين جمال قاسم ومجدي مجاهد.

وقال الدكتور مسعود شومان، رئيس الإدارة المركزية للشؤون الثقافية، إن «المهرجان يمثل اكتشافاً للجمال والوصول للناس بأدوات فقيرة وبمعانٍ شديدة الثراء، فعلى مدى عشرين عاماً استطاع هذا المسرح المتميز أن يمثل فضاء فنياً مختلفاً».

تكريم الفنانين في مهرجان مسرح الهواة (وزارة الثقافة المصرية)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هذا المهرجان يمثل الجمعيات الثقافية الأهلية ويعدّ دعماً لهذه الجمعيات، بعيداً عن الفرق النظامية أو الفرق الرسمية، وهذه الجمعيات مليئة بالمواهب التي يتم دعمها من خلال الإدارة العامة للجمعيات الثقافية».

ويضم المهرجان في دورته العشرين 11 عرضاً مسرحياً من بينها عرضان على مسرح السامر، الاثنين، بتقديم أولهما بعنوان «حديث الصباح والمساء» لفرقة جمعية البسمة لرعاية المعاقين، قصة الأديب العالمي نجيب محفوظ، وإخراج محمد شاكر، والثاني بعنوان «الحوش» لفرقة جمعية نادي المسرح ببورسعيد، تأليف وإخراج محمد أسامة المصري.

وأوضح شومان أن «هذا العام حاولنا أن تكون النصوص المختارة مصرية تشجيعاً للمؤلفين المصريين، وأن تستلهم النصوص التراث والمأثور الشعبي للتأكيد على الهوية المسرحية لمصر، لذلك اخترنا زكريا الحجاوي كمؤسس ورائد عظيم لمسرح وفرق الغناء الشعبي لإطلاق اسمه على هذه الدورة».

وكرم المهرجان، الذي يترأسه الدكتور هاني كمال، أسماء عدد من الفنانين والكتّاب والقيادات الراحلين وهم: أشرف عبد الغفور، ومحمود الجندي، والدكتورة عايدة علام، وأحمد حلاوة، والدكتور علاء عبد العزيز، محمد البطاوي، ومحمد لبيب، وممدوح أبو يوسف.

وتستهدف العروض التي تقدمها فرق الجمعيات الثقافية تشجيع المبدعين في مجال العمل المسرحي على التنافس الخلاق، وتطوير مستقبل المسرح بمختلف أقاليم مصر، وقد شهد حفل الافتتاح العرض المسرحي «النصف الثاني من الطريق» لفرقة الجمعية المصرية لهواة المسرح من تأليف وإخراج أحمد رجائي.

وعلى هامش الافتتاح تم تنظيم معرض للحرف التراثية من إنتاج الجمعيات الثقافية التي تشرف عليها الهيئة ومعرض للكتاب من إصدارات الهيئة، إضافة إلى عرض فيلم تسجيلي عن المهرجان والفنان الراحل زكريا الحجاوي ونبذة عن العروض المشاركة، مونتاج وإخراج محمد شومان.


مقالات ذات صلة

مشاهد احتفالات المولد النبوي في مصر تخطف الأنظار

يوميات الشرق احتفالات مصرية في المولد النبوي (رويترز)

مشاهد احتفالات المولد النبوي في مصر تخطف الأنظار

الأضواء تتلألأ، والأناشيد والابتهالات الدينية تملأ الأجواء، وسباق في توزيع المشروبات والمأكولات على المارة في الشارع، لوحة فنية مبهجة في الشارع المصري.

محمد عجم (القاهرة )
يوميات الشرق معتصم النهار مع رئيس مهرجان الفضائيات أحمد عليوة (إدارة المهرجان)

مهرجان الفضائيات العربية يحشد النجوم ويذكّر بأعمال رمضان

حشد مهرجان الفضائيات العربية عدداً كبيراً من نجوم الفن المصري والعربي خلال دورته الخامسة عشرة، التي أقيمت بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق المخرجة أناستاسيا تروفيموڤا خلال تصوير «روس في الحرب» (تورنتو)

مهرجان تورنتو يشهد عروضاً ناجحة واحتجاجات أوكرانية

يعتبر اختتام مهرجان تورنتو السينمائي التاسع والأربعين في الخامس عشر من هذا الشهر، الخطوة الأولى نحو سباق الأوسكار

محمد رُضا (تورنتو)
يوميات الشرق صورة جماعية للفائزين بجوائز الدورة 31 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي (إدارة المهرجان)

جوائز «القاهرة التجريبي» تنحاز لعروض «الممثل الواحد» و«الأساطير»

انحازت جوائز مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي لعروض الممثل الواحد والنصوص المعتمدة على الأساطير.

رشا أحمد (القاهرة)
يوميات الشرق مشهد من فيلم الحوض للمخرجة السعودية ريما الماجد (الشرق الأوسط)

الفيلمان السعوديان «شاي جعفر» و«الحوض» يقتنصان جوائز «ظفار السينمائي»

يرافق «شاي جعفر» في التتويج؛ الفيلم السعودي القصير «الحوض» للمخرجة ريما الماجد، الحائز على جائزة تصويت الجمهور.

«الشرق الأوسط» (الدمام)

لمسات أخيرة على خطة متكاملة لعرض الآثار المصرية

المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)
TT

لمسات أخيرة على خطة متكاملة لعرض الآثار المصرية

المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)
المتحف المصري الكبير (الشرق الأوسط)

في إطار سعيها لتنويع المقصد السياحي الثقافي وتطويره، تعكف الحكومة المصرية على وضع اللمسات الأخيرة على خطة متكاملة لعرض الآثار، من خلال 43 متحفاً في 21 محافظة، تستعرض ملامح التاريخ المصري عبر العصور المختلفة.

وفي قلب هذه الخطة يأتي «المتحف الكبير»، الذي تعدّه القاهرة بمثابة «هديتها للعالم»، بحسب تصريحات لرئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي؛ إذ أعلن أخيراً عن «الانتهاء من الأعمال كافة الخاصة بالمتحف»، مشيراً إلى «العمل على استكمال تطوير المنطقة المحيطة بالمتحف وتهيئة الطرق والمحاور المؤدية إليه».

وقال مدبولي إنه «يتم وضع اللمسات الأخيرة لافتتاح المتحف»، راهناً تحديد موعد الافتتاح بـ«الرؤية السياسية في إطار الظروف الإقليمية المحيطة بالمنطقة».

ويقع المتحف المصري الكبير، على بعد نحو كيلومترين من أهرامات الجيزة، وتعدّه القاهرة واحداً من «أكبر متاحف العالم»، وتُعول عليه كثيراً في تنشيط الحركة السياحية، لا سيما أنه سيشهد للمرة الأولى عرض المجموعة الكاملة لآثار الفرعون الذهبي توت عنخ آمون، والتي يتجاوز عددها 5 آلاف قطعة أثرية.

ومنذ بداية العام الماضي، سمحت الحكومة المصرية بإقامة احتفالات في بهو المتحف، في إطار افتتاح تجريبي لمنطقتي البهو و«الدرج العظيم»، دون السماح بزيارة قاعات العرض المتحفي.

ويذكر أن، المتحف الكبير، واحد من 43 متحفاً في مختلف المحافظات المصرية، 32 متحفاً منها فقط مفتوح للزيارة، بحسب رئيس قطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار بمصر، الدكتور مؤمن عثمان، الذي أشار في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المتاحف المصرية تتنوع ما بين متاحف عامة وأخرى إقليمية، متاحف أثرية، وأخرى فنية أو نوعية».

ومن بين المتاحف الجديدة في القاهرة، متحف الحضارة، وهو هيئة مستقلة على غرار المتحف الكبير، ويحكي تاريخ الحضارة المصري، واكتسب «شهرة واسعة» مع نقل المومياوات الملكية إليه في موكب كبير عام 2021، التي تعدّ الآن «أبرز معروضاته».

لكن إنشاء المتاحف الجديدة لا يعني تجاهل «الجيل الأول»، بحسب عثمان، الذي أشار إلى «استمرار مشروع تطوير سيناريو العرض الأثري بالمتحف المصري بالتحرير، بعد نقل جزء من الآثار المعروضة به إلى أماكن أخرى، من بينها المتحف الكبير ومتحف الحضارة».

ويجري تطوير متحف التحرير عبْر تحالف من خمسة متاحف عالمية يضم برلين وتورينو، وليدن واللوفر، والمتحف البريطاني، من خلال سيناريو عرض متحفي يركز على القطع الأثرية التي تحكي تاريخ الفن المصري القديم.

المتحف المصري في التحرير (الشرق الأوسط)

وافتتح المتحف المصري بالتحرير، في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1902، ويضم مجموعة متنوعة وفريدة من الآثار المصرية، ويعدّ «مرجعاً أساسياً لكل دارسي علم المصريات والمهتمين بالحضارة المصرية»، وكان تكدّس الآثار به سبباً رئيسياً في اتجاه الحكومة المصرية لإنشاء متاحف جديدة.

ومتحف آخر من متاحف «الجيل الأول» افتتحته مصر أخيراً بعد الانتهاء من مشروع تطويره، وهو المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية. وهو «قيمة فنية عريقة يضم مجموعة نادرة من كلاسيكيات العصر البيزنطي واليوناني الروماني»، وفق عثمان، الذي يضيف متحفاً آخر للقائمة هو «المتحف القبطي» بمصر القديمة (وسط القاهرة)، و«يضم مجموعة من الآثار التي تمثل الحقبة المسيحية من التاريخ المصري مع بصمة شعبية».

جانب من معروضات المتحف المصري في التحرير (الشرق الأوسط)

لا يقتصر وجود المتاحف المصرية على القاهرة والإسكندرية، ففي إطار خطة عرض الآثار أُنشئت متاحف إقليمية في المحافظات؛ «لعرض المنتج الأثري المحلي إضافة إلى تشجيع الزيارة السياحية»، وفق عثمان، لعل أبرزها متاحف الأقصر، والنوبة، وأسوان (جنوب مصر)، إضافة إلى متاحف نوعية مثل متحف المطار.

وإلى جانب متاحف الآثار الفرعونيّة، توجد متاحف تحكي تاريخ أسرة محمد علي، مثل متحف المجوهرات في الإسكندرية، ومتحف المركبات الملكية وسط القاهرة، وأيضاً متحف قصر الأمير محمد علي بالمنيل، الذي تضع وزارة السياحة والآثار أخيراً، اللمسات الأخيرة على مشروع لتطويره وإعادة تأهيله.

إحدى قاعات متحف الأمير محمد علي بالمنيل (وزارة السياحة والآثار)

وأوضح عثمان أنه «منذ عام 2019 برزت فكرة إنشاء متاحف في المقاصد السياحية الساحلية مثل الغردقة وشرم الشيخ»، مشيراً إلى أن «خطة عرض الآثار المصرية تستهدف جعل كل متحف جذاباً ومتفرداً بذاته، عبْر سيناريوهات عرض تضعها لجنة مختصة تجعل لكل متحف طبيعة وشكلاً خاصاً»، ضارباً المثل بمتحف الغردقة الذي يحكي تاريخ الجمال، في حين يركز متحف شرم الشيخ على البيئة البدوية، والحيوانات، والحياة البحرية.

متحف قصر الأمير محمد بالمنيل (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ومن بين المتاحف الجديدة المنتظر افتتاحها قريباً، متحف الآثار في العاصمة الإدارية الجديدة الذي يحكي تاريخ عواصم مصر منذ نشأة الدولة القديمة.

وتستكمل وزارة السياحة والآثار المصرية خطة عرض الآثار بإنشاء متاحف جديدة، من أبرزها «المتحف الآتوني» بالمنيا (صعيد مصر)، الذي عدّه عثمان «مشروعاً قومياً، سيكون نقطة جذب سياحي مهمة في المحافظة الجنوبية».

ويأتي ذلك جنباً إلى جنب مع استمرار مشروعات تطوير وتجديد متاحف أسوان، والنوبة، وبني سويف، وأسيوط، والعريش. وقال عثمان: «نعمل في اتجاهين، الأول التركيز على المشروعات القائمة مثل المتحف الآتوني، والآخر تطوير المتاحف القديمة، في إطار خطة متكاملة تستخدم أحدث منظومات العرض المتحفي في الشرق الأوسط».