إنتاج نوع من الشعاب المرجانية يمكنه البقاء على قيد الحياة في البحارhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5061226-%D8%A5%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%AC-%D9%86%D9%88%D8%B9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B9%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%AC%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D9%8A%D9%85%D9%83%D9%86%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%82%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%82%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%B1
إنتاج نوع من الشعاب المرجانية يمكنه البقاء على قيد الحياة في البحار
يعد الحاجز المرجاني في أستراليا أحد أكثر المواقع تضرراً من الابيضاض (ووتر فريم)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
إنتاج نوع من الشعاب المرجانية يمكنه البقاء على قيد الحياة في البحار
يعد الحاجز المرجاني في أستراليا أحد أكثر المواقع تضرراً من الابيضاض (ووتر فريم)
تعدّ معرفة كيفية تعلم نوعين مختلفين من الكائنات الحية العيش مع بعضهما بعضاً، وتكوين رابطة فيما بينهما، من الأمور غير المفهومة تماماً في الطبيعة، وتُعرف العملية باسم «التكافل الحيوي»، التي يمكن لها أن تمنحهما ميزة تطورية قوية، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
ويذكر أن الشعاب المرجانية هي أروع الأمثلة التي تتجلّى من خلالها عملية التكافل، وأصبح فهم آليات هذا الجهد المتبادل مهمةً عاجلةً في ظل ارتفاع درجة حرارة الأرض الذي أدى إلى الانهيار واسع النطاق للشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم.
وفي محاولة لوقف هذا الدمار، تعمل مجموعة دولية من الباحثين بقيادة معهد «ويلكوم سانغر إنستيتيوت» بالمملكة المتحدة معاً على مشروع علم الجينوم الخاص بـ«التكافل المائي (Aquatic Symbiosis Genomics)»، حيث تعمل أجهزة تسلسل الحمض النووي القوية الآن على كشف الأسرار الجينية الوراثية للمرجان، وهي بيانات يمكن أن تكون حيوية في إنقاذ الشعاب المرجانية في العالم، وفهم العمليات الغامضة التي تدفع تجاه تحقيق ذلك التكافل.
في هذا الصدد، قال مايكل سويت من جامعة ديربي، وقائد المشروع: «تُسمى الشعاب المرجانية الغابات المطيرة في البحار لسبب وجيه، هو أنها توفر موائل لمجموعة واسعة من أنماط الحياة البحرية، ولها قيمة عالمية تقدر بنحو 6 تريليونات جنيه إسترليني سنوياً لارتباطها بأنشطة الصيد، ومجال السياحة، وحماية السواحل التي تدعمها».
ومع ذلك، فإن ابيضاض الشعاب المرجانية على نطاق واسع؛ بسبب الاحتباس الحراري، يؤدي حالياً إلى دمار كبير على مستوى العالم. تتعافى الشعاب المرجانية أحياناً، لكن مع ازدياد وتيرة حدوث عمليات ابيضاض الشعاب المرجانية، تفقد قدرتها على استعادة عافيتها وحالتها الطبيعية. ومن بين أكثر المواقع تضرراً الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا.
وكشفت لجنة مراقبة الشعاب المرجانية، التابعة للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي، أن 54 في المائة من المحيطات، التي تحتوي على الشعاب المرجانية، عانت من ضغط حراري مرتفع بما يكفي لحدوث عملية ابيضاض مدمرة.
واختتم سويت قائلاً: «بالوتيرة الحالية لحدوث عمليات الابيضاض، سيكون نحو 90 في المائة من الشعاب المرجانية في العالم منقرضة عملياً بحلول عام 2030، ولن تكون قادرة بعد ذلك على دعم الحياة. إنه أمر مثير للقلق للغاية».
أفادت خدمة الإطفاء الوطنية في ميانمار، الجمعة، بأن ما لا يقل عن 19 شخصاً لقوا حتفهم بعد أن تسببت أمطار غزيرة بفيضانات في العاصمة نايبيداو والمناطق المحيطة.
توجه الإعصار «ياغي»، الجمعة، نحو مقاطعة هاينان الصينية، حيث تستعد سلطات الصين لما يمكن أن يكون أقوى عاصفة تضرب الساحل الجنوبي للبلاد منذ عقد من الزمان.
«عروسة المولد» تواجه طمع الإنسان في «الحلم حلاوة»https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5061250-%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%84%D8%AF-%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87-%D8%B7%D9%85%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%85-%D8%AD%D9%84%D8%A7%D9%88%D8%A9
تُعد عروسة المولد أحد مظاهر الاحتفال بذكرى «المولد النبوي» عند المصريين، ورغم تعدد الروايات عن أصلها فإن المتفق عليه هو أنها تعود إلى العصر الفاطمي، واستلهاماً من حكاية هذه العروسة يدور العمل المسرحي «الحلم حلاوة» الذي يعرض على مسرح قصر «الأمير طاز» بالقاهرة.
التراث والخيال يلتقيان في هذه المسرحية، التي تتصدى لقضية إنسانية عصرية، وهي تعاظم الأطماع والطموحات والإحساس الدائم بعدم الرضا في ظل ازدياد المغريات والانفتاح على العالم من حولنا، وانعكاس ذلك بالسلب على سعادة الإنسان و«راحة البال».
وتدور فكرة العرض حول عروسة المولد والفارس من خلال «حدوتة» غير تقليدية تنتقل بالمشاهدين إلى العصر الفاطمي، حيث تقع معظم أحداثها، وتبدأ المسرحية بطفلة صغيرة فقيرة تطلب من صانع الحلوى أن يمنحها «عروسة المولد» لتلعب بها في هذه المناسبة.
لكنها لا تملك ثمنها، فيدفعها الرجل بعيداً، وتحزن وتبكي، لكنها فجأة تجد أمامها فتاة شابة جميلة ترتدي ملابس العروسة وتقول لها: «أنا عروسة المولد جئت إليك بدلاً من اللعبة»، لكن الطفلة تقول: «لكنك كبيرة للغاية، كيف أحملك وألعب بك»، فترد: «إذن العبي معي وليس بي».
وتسأل عروسة المولد الطفلة عن سبب حزنها، فتجيبها بأنها لا تملك المال، ووالدها يفرط في خوفه عليها، ولا يسمح لها باللعب مع الآخرين، فتعرض عليها العروس أن تأخذها معها إلى القصر الذي تعيش به في العصر الفاطمي، وتوافق الطفلة، ويخوضان معاً مغامرات كثيرة.
العرض تأليف ياسر أبو العينين، فكرة وإخراج مي مهاب، بطولة مارتينا عادل، حور أحمد، أحمد صبري، وآخرين، أشعار طارق علي، استعراضات مصطفى حجاج.
ووصف مؤلف العمل ياسر أبو العينين النص بأنه نص يستند إلى التفتيش في التراث، في محاولة لاستخراج بعض كنوزه، وتابع: «بدأت فكرته عندما حدثتني المخرجة مي مهاب عن انبهار الحضور في أحد المهرجانات الدولية عام 2015، بتصميم لها، عبارة عن (عروس عصا) على شكل (حلاوة المولد)؛ لتحصل على جائزة أفضل تصميم عروسة، وتساءلت مي لماذا لا نستثمر هذه الأيقونة المصرية في عمل مسرحي رومانسي يجمع ما بين التراث والهوية».
ويتابع في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «رحبت بالفكرة، وبدأت بالفعل في كتابة عمل تكون بطلته (عروسة المولد)، لكني جعلته اجتماعياً كوميدياً، يشتبك أيضاً مع قضية عصرية موجهة لأفراد الأسرة باختلاف أعمارهم وتوجهاتهم في زمن طغت عليه المادية، وارتفاع سقف الرغبات والأطماع إلى حد مُبالغ فيه».
من خلال أحداث العمل تتبادل الشخصيتان روحيهما، إذ تحل روح عروسة المولد في جسد الطفلة، ويحدث العكس أيضاً، على أن ينتهي ذلك في حالة اللمس، وبينما تنبهر الصغيرة بالقصر والمجوهرات وأنواع الطعام، وبذخ العصر الفاطمي، تشعر العروسة بسعادة بالغة لحصولها على حريتها؛ إذ إنها في الأصل جارية، كما أنها تستمتع بفكرة الأسرة، وأن يكون لها والدان يمنحاها الحنان والاهتمام والعطف، بدلاً من صرامة مشرفة الجواري.
لكن استقرار الحال لا يدوم طويلاً؛ إذ يهاجم القصر مجموعة جواسيس لصوص يحاولون سرقة وثائق مهمة، وتعرف الطفلة بالأمر، وتفشل في إبلاغ مسؤولي القصر، كما أنها تواجه مشكلة أخرى وهي رغبة الفارس في الزواج منها، بصفتها عروسة المولد التي يحبها، ولا يعرف أنها طفلة تسكن جسدها.
وفي الوقت نفسه تشعر عروسة المولد بالحنين لحياتها، وحبيبها الفارس، وحين تقرر الفتاتان استرداد روحيهما، وتقرران لمس بعضهما لتحقيق ذلك، تفاجئان بعدم جدوى هذه الطريقة، وتتوالى الأحداث.
من خلال تبادل الشخصيات قدم المؤلف معالجة غير نمطية لثيمة تطلع كل إنسان إلى ما يتمتع به الآخر، والأطماع التي لا تنتهي، مهما حاول أن ينفي ذلك؛ إذ تكتشف العروسة «حلاوة» أن محاولة العودة باللمس لا تفلح بسبب أن الصغيرة لا تزال متعلقة بفخامة القصر والحياة المرفهة والملابس الفاخرة.
وهنا تذكرها بمدينتها ومدرستها وأسرتها وحب الجميع لها، وتنبهها إلى أنها لا يمكن أن تعود إلى ذلك كله وتستمتع به، ما لم تخرج من وجدانها وعقلها هذه المغريات الزائفة. وقالت للطفلة: «لكم أتمنى لو أن لدي أسرة محبة مثلك»، وتتأثر الصغيرة وتعود لتلمس العروسة عن اقتناع، فتفلح المحاولة وتعود كل منهما لحياتها راضية وسعيدة.
وتجمع المسرحية بين الفصحى والعامية المصرية، خصوصاً عندما تتحدث الطفلة، وجاء ذلك لسبب درامي، حسب المؤلف، وهو أنها لا تجيد الفصحى كونها لا تزال صغيرة وتعيش في الزمن الراهن، وعندما تنتقل إلى العصر الفاطمي لا يكون أمامها سوى الفصحى؛ ليفهمها المحيطون بها والذين لا يتحدثون سواها.
مضيفاً: «قمت بتوظيف الجمع بين الفصحى والعامية في تحقيق أجواء من المرح، إذ تتحدث الطفلة في الجملة الواحدة أحياناً بهما معاً؛ ما كان يثير دهشة الشخصيات الأخرى في العمل، ويؤدي إلى ضحك الجمهور».
وتُشبع المسرحية العين المُحبة للتراث ومفرداته من خلال الصورة؛ إذ تتمتع الملابس بألوان زاهية وتصاميم تتسق مع العصر الفاطمي، وكذلك الديكور الذي زخر بالزخارف والتفاصيل العتيقة، فضلاً عن حمل الشخوص في الاستعراضات للدفوف المزدانة برموز من التراث المصري مثل رسوم المزمار والحصان وعروسة المولد، ومن خلال اللمبات الموجودة داخل الدفوف، التي تضيء في الظلام تبرز هذه الأشكال وغيرها بوضوح.