«ميدفست مصر»... ملتقى للأفلام يجمع صُنّاع السينما والأطباء

بمشاركة 32 عملاً تمثّل 10 دول

صبا مبارك وهنا شيحة مع منظّمي الملتقى (إدارة الملتقى)
صبا مبارك وهنا شيحة مع منظّمي الملتقى (إدارة الملتقى)
TT

«ميدفست مصر»... ملتقى للأفلام يجمع صُنّاع السينما والأطباء

صبا مبارك وهنا شيحة مع منظّمي الملتقى (إدارة الملتقى)
صبا مبارك وهنا شيحة مع منظّمي الملتقى (إدارة الملتقى)

في تجربة سينمائية نوعية، انطلق ملتقى «ميدفست مصر» في دورته السادسة، بقاعة إيوارت في الجامعة الأميركية بالقاهرة، الذي يجمع بين صُنّاع السينما والأطباء، عبر جدول من العروض، عددها 32 فيلماً قصيراً من 10 دول.

الملتقى الذي يمتد لـ3 أيام بين 12 إلى 15 سبتمبر (أيلول)، يتناول في دورته الحالية أفلاماً روائية قصيرة ووثائقية مرتبطة بالصحة، في محاولة لتَشارُك القصص الإنسانية بين الحضور، وخصوصاً الأطباء النفسيين، عبر العروض والندوات، وورش العمل، ومسابقة الأفلام.

ويُعدّ الملتقى الذي أسّسه طبيبان، هما: المصري مينا النجار الذي شارك في التمثيل بعدة أعمال، والسوداني خالد علي، الناقد بقسم مراجعات الأفلام بمجلة «ميديكال هيومانتس»، أول ملتقى سينمائي للأفلام القصيرة بمصر؛ إذ تم تأسيسه عام 2017، ويهتم بقضايا نوعية، مثل المرأة والطفل والمسنّين، وأخيراً الصحة.

وشهد الملتقى حضور عدد من نجوم الفن، من بينهم: الفنانة الأردنية صبا مبارك، والفنانان المصريان هنا شيحة وعمر الشناوي، والمخرجون المصريون أمير رمسيس، ونادين خان، ومريم أبو عوف، والمخرج السوداني أمجد أبو العلا، والمنتج المصري صفي الدين محمود، وعدد كبير من الممثّلين الشباب المشاركين بفعالياته، وقدَّم المطرب هاني عادل أغنية خاصة خلال الافتتاح.

كما تم تكريم الفنانة الأردنية صبا مبارك؛ لمساهمتها المتباينة في السينما والتليفزيون عبر أدوار تتعلق بمشاكل المرأة المصرية والعربية، وعرض فيلم قصير تضمّن آراء من صديقاتها وأسرتها أثنوا فيها على عطائها، وقالت صبا خلال تكريمها إن «التمثيل شيء صعب جداً، فقد ننتظر شهوراً وسنوات حتى نرى نتاج عملنا، لذا فتكريم مثل هذا يجعلني أشعر أنني أفعل شيئاً صحيحاً».

كما تم تكريم الدكتور روبرت أبرامز، وهو طبيب أميركي شهير؛ لإسهاماته في عالمَي الصحة والسينما منذ بداية الملتقى.

وعن مساهمة الملتقى في رفع التوعية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، تحدّث الدكتور مينا النجار، مؤكداً أنه حينما طرح فكرة الملتقى في البداية كان البعض يتهمه بنوع من الجنون، لافتاً إلى أن «برنامج المهرجان ممتدّ طوال العام في عدة محافظات مصرية».

واختارت إدارة الملتقى محوراً لدورته السادسة، هو «العلاقات الإنسانية» التي تُعدّ أكبر مؤشر على الصحة والسعادة مدى الحياة، بوصف السينما هي العالَم الذي يمكن من خلاله رؤية جميع أشكال العلاقات وتشريحها على الشاشة.

الفنانة جيهان الشماشرجي خلال مشاركتها ببرنامج «أفلام صورتي أنا وأنت» (إدارة الملتقى)

ويشارك بمسابقة الملتقى 17 فيلماً، تننافس على 4 جوائز، هي (أفضل فيلم، وأفضل فيلم مصري، وجائزة الجمهور، وجائزة المعهد الفرنسي لصناع الأفلام)، ويرأس لجنة التحكيم المخرج هاني خليفة، وتضم اللجنة المخرج السويسري المصري كريستوف صابر، والمنتج الأردني بسام الأسعد، والمخرجة نادين خان، والدكتورة هنا أبو الغار، فيما تتنافس 6 مشاريع أفلام في ورشة تطوير على جائزتين تمنحهما لجنة تحكيم تضم المخرج السوداني أمجد أبو العلا، والمنتج المصري صفيّ الدين محمود.

وانتقد المخرج أمير رمسيس غياب فكرة المهرجانات النوعية في مصر، مؤكداً أن «لدينا عدة مهرجانات عاجزة عن أن تحدّد لنفسها هوية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الطب النفسي مادة مهمة لأي سينمائي، فنحن نتعامل مع شخصيات لها خلفيات نفسية متباينة، ومن ثم فالسينما تستفيد، والطب أيضاً، وقد نجح المهرجان في جذب صناع أفلام وأطباء، وجمهور وجد فيه توجّهاً مغايراً».

وشارك فنانون مصريون في جلسات نقاشية، جنباً إلى جنب مع أطباء متخصصين، من بينهم أحمد مجدي، وأحمد داش، وعلا رشدي، ويارا جبران، وجيهان الشماشرجي، وثراء جبيل، والمخرجون كريم الشناوي ومروان عمارة ويحيى إسماعيل، والسينارست سمر طاهر.

وأوضحت أستاذة الإعلام بالجامعة الأميركية ميرفت أبو عوف أن «الهدف من الملتقى إثارة الوعي بكل ما يتصل بصحة الإنسان النفسية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لقد حافظ الملتقى على جديّته منذ البداية، ويختار أفلاماً عالمية يقوم بترجمتها عبر برنامج (ثري) في 3 أيام فقط، ما جعله من أهم الملتقيات التي أحرص على حضورها».

جانب من الجمهور خلال إحدى الندوات (إدارة الملتقى)

وقدّم الدكتور خالد علي، المشارك في تأسيس المهرجان، ماستر كلاس عن الرعاية الصحية مع كبار السن بين السينما والمجتمع، إضافةً لورشة عمل حول اكتشاف الرعاية الصحية من منظور الأفلام.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الملتقى منذ دورته الثانية وهو يقوم بجولات في مختلف محافظات مصر، من بينها الإسكندرية والمنيا وأسيوط والمنصورة، بفريق يضم أطباء وفنانين، وتتضمّن الجولات عروض أفلام ومناقشات حولها».


مقالات ذات صلة

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
TT

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)

على عمق يتخطى 100 متر تحت الأرض (328 قدماً) ثمة عالم مفقود من الغابات القديمة والنباتات والحيوانات. كل ما يمكنك رؤيته هناك قمم الأشجار المورقة، وكل ما تسمعه صدى أزيز حشرة الزيز وأصوات الطيور، الذي يتردد على جوانب الجروف، حسب «بي بي سي» البريطانية .على مدى آلاف السنين، ظل ما يعرف بـ«الحفرة السماوية» أو «تيانكنغ»، كما تُسمى باللغة المندرينية، غير مكتشفة، مع خوف الناس من الشياطين والأشباح، التي تختبئ في الضباب المتصاعد من أعماقها. إلا أن طائرات الدرون وبعض الشجعان، الذين هبطوا إلى أماكن لم تطأها قدم بشر منذ أن كانت الديناصورات تجوب الأرض، كشفت عن كنوز جديدة، وحوّلت الحفر الصينية إلى معالم سياحية. ويُعتقد أن ثلثي الحفر، التي يزيد عددها عن 300 في العالم، توجد في الصين، منتشرة في غرب البلاد، منها 30 حفرة، وتضم مقاطعة «قوانغشي» في الجنوب أكبر عدد من هذه الحفر، مقارنة بأي مكان آخر. وتمثل أكبر وأحدث اكتشاف قبل عامين في غابة قديمة تحتوي على أشجار يصل ارتفاعها إلى 40 متراً (130 قدماً). تحبس هذه الحفر الزمن في باطنها، ما يحفظ النظم البيئية الفريدة والدقيقة لقرون. ومع ذلك، بدأ اكتشافها يجذب السياح والمطورين، ما أثار المخاوف من أن هذه الاكتشافات المدهشة والنادرة قد تضيع إلى الأبد.

بوجه عام، تعد هذه الحفر الأرضية نادرة، لكن الصين، خاصة «قوانغشي»، تضم كثيراً منها بفضل وفرة الصخور الجيرية. جدير بالذكر هنا أنه عندما يذيب نهر تحت الأرض الصخور الجيرية المحيطة ببطء، تتكون كهوف تتمدد صعوداً نحو الأرض. وفي النهاية، تنهار الأرض تاركة حفرة واسعة، ويجب أن يكون عمقها وعرضها لا يقل عن 100 متر حتى تُعدّ حفرة أرضية. وبعض الحفر، مثل تلك التي جرى اكتشافها في «قوانغشي» عام 2022، أكبر من ذلك، مع امتدادها لمسافة 300 متر في الأرض، وعرضها 150 متراً.

من وجهة نظر العلماء، تمثل هذه الحفر العميقة رحلة عبر الزمن، إلى مكان يمكنهم فيه دراسة الحيوانات والنباتات، التي كانوا يعتقدون أنها انقرضت. كما اكتشفوا أنواعاً لم يروا أو يعرفوا عنها من قبل، بما في ذلك أنواع من أزهار الأوركيد البرية، وأسماك الكهوف البيضاء الشبحية، وأنواع من العناكب والرخويات. وداخل محميات من الجروف الشاهقة، والجبال الوعرة، والكهوف الجيرية، ازدهرت هذه النباتات والحيوانات في أعماق الأرض.