إحداها عرفت نفسها بالمرآة وعالِم يدعو لمعاملتها «باحترام»... هل للأسماك مشاعر؟

نتائج الدراسة على الأسماك جاءت مثيرة للجدل (رويترز)
نتائج الدراسة على الأسماك جاءت مثيرة للجدل (رويترز)
TT

إحداها عرفت نفسها بالمرآة وعالِم يدعو لمعاملتها «باحترام»... هل للأسماك مشاعر؟

نتائج الدراسة على الأسماك جاءت مثيرة للجدل (رويترز)
نتائج الدراسة على الأسماك جاءت مثيرة للجدل (رويترز)

أثارت نتائج دراسة حديثة أجرتها جامعة أوساكا باليابان جدلاً واسعاً في الأوساط العلمية عندما كشفت أن سمكة «المنظف» الاستوائية الصغيرة يمكنها التعرف على الذات في المرآة، وفق تقرير لصحيفة «الغارديان».

أول ما خطر ببال عالم البيئة البروفسور كولوم براون والأستاذ من جامعة ماكواري بسيدني أستراليا، أن «هذا هو أروع شيء على الإطلاق».

وأوضح براون الذي يدرس سلوك الأسماك وذكاءها أن اختبار التعرف على الذات في المرآة - الذي تم تطويره في سبعينات القرن العشرين - يعتبر المعيار الذهبي لإثبات الوعي الذاتي البصري لدى الحيوانات.

في دراسة جامعة مدينة أوساكا، وُضِعت علامة تحت حناجر عدد قليل من الأسماك أثناء التخدير. وعندما وضعت أمام مرآة، وجهت الأسماك أجسادها لرؤية العلامة، وحاولت فركها عن طريق كشط نفسها على الصخور.

لقد اجتازت الفيلة والدلافين الاختبار في السابق. لكن النتائج في الأسماك جاءت مثيرة للجدل لدرجة أن الدراسة استغرقت خمس سنوات قبل نشرها وواجهت رفضاً من بعض العلماء، إلا أنها تسلط الضوء وفقاً للصحيفة على التحيز ضد فكرة ذكاء الأسماك وتوفرها على مشاعر وتثير تساؤلات مهمة بشأن كيفية معاملتنا لهذه المخلوقات.

وقال براون إن الأبحاث الجديدة تظهر أن الأسماك قد تكون قادرة على التعلم والتذكر لفترات طويلة.

وشرح براون أن المفهوم الخاطئ الشائع بأن الأسماك لديها ذاكرة قصيرة «لا أساس له على الإطلاق»، موضحاً أن أبحاثه حول أسماك القرش توصلت إلى أنها مخلوقات ذكية وفضولية ذات ذاكرة طويلة.

وبراون من بين مجموعة من العلماء والفلاسفة الذين وقعوا على إعلان نيويورك بشأن وعي الحيوان في وقت سابق من هذا العام، الذي يحاول سد الفجوة بين العلم والمجتمع.

واستناداً إلى الأدلة، يقول الإعلان إن هناك «احتمالاً واقعياً على الأقل للتجربة الواعية في جميع الفقاريات (بما في ذلك الزواحف والبرمائيات والأسماك)».

وقد أدى التدقيق في اختبار المرآة إلى المزيد من الدراسات، بما في ذلك دراسة نُشرت هذا الأسبوع تُظهر أن سمك الراس المنظف يستخدم مرآة للتحقق من حجمه قبل أن يقرر ما إذا كان سيهاجم سمكة أخرى.

وبحسب براون، فإن الأسماك لديها الآن أفضل دليل مدعوم من أي حيوان للتعرف على الذات في المرآة، ومع ذلك «لا يزال الناس لا يصدقون ذلك».

وفي دراسة أخرى، أجرت لين سنيدون في جامعة غوتنبرغ، تجارب على سمك السلمون المرقط الذي أظهر استجابات جسدية وسلوكية تتوافق مع الشعور بالألم.

غير أنه في المقابل، لفت علماء آخرون إلى عدم التسرع في الاستنتاجات. وفي هذا الصدد، أوضح الأستاذ المشارك نيك لينغ، عالم البيئة السمكية من جامعة وايكاتو، أن هناك «هناك آلاف الأنواع المختلفة من الأسماك»، مشيراً إلى أن «ما ينطبق على نوع واحد قد لا ينطبق على جميعها».

وأضاف أنه في علم الأحياء، ليست المفاهيم مثل الألم والشعور ثنائية أو بسيطة، هذه الأشياء التي نحاول فهمها في الحيوانات الأخرى، مثل المشاعر والعواطف والوعي والألم هي أشياء معقدة حقاً، لأن الحيوان الوحيد الذي نعرف أنه يمر بهذه الأشياء هو أنفسنا.

في المقابل، رأى براون، أنه «رغم تعقيد النقاشات حول شعور الأسماك وإدراكها للألم، فإن الاستنتاج بسيط. إذا كانت الأسماك قادرة على المعاناة والشعور بالتجارب السلبية، فمن واجبنا الأخلاقي منع ذلك كلما أمكن».

ودعا براون إلى «معاملة الأسماك باحترام مساوٍ لما نوليه للحيوانات الأخرى»، وأضاف: «يجب أن نعامل السمكة بنفس اللياقة والاحترام الذي نمنحه لجميع الحيوانات الأخرى».


مقالات ذات صلة

اصطياد أول حوت زعنفي لأغراض تجارية منذ نصف قرن في المجال البحري الياباني

آسيا صورة أرشيفية تظهر حوتاً زعنفياً أمام جبال جليدية على الساحل الشمالي لجزيرة إليفانت في القارة القطبية الجنوبية (أرشيفية - أ.ف.ب)

اصطياد أول حوت زعنفي لأغراض تجارية منذ نصف قرن في المجال البحري الياباني

نشرت الشركة الرئيسية لصيد الحيتان في اليابان صوراً اليوم الأربعاء لأول حوت زعنفي يتم اصطياده لأغراض تجارية في المجال البحري الياباني منذ نحو 50 عاماً.

يوميات الشرق أعماق البحار تطفح بالأسرار (ناسا)

«برك موت» في قاع البحر تقتل كل شيء «فوراً»

قد تساعد أعماق البحر الأحمر المظلمة في الإضاءة على أصول الحياة بفضل اكتشاف مذهل توصّل إليه العلماء مؤخراً.

«الشرق الأوسط» (ميامي الولايات المتحدة)
يوميات الشرق أُنقِذ من الطهي (مواقع التواصل)

إنقاذ كركند برتقالي نادر جداً من التحوُّل طبق عشاء

أُنقِذ كركند برتقالي نادر جداً، وأُعيد إلى محيطه بعد اكتشافه بداخل قسم المأكولات البحرية بسوق في ساوثهامبتون، بنيويورك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق جانب من المياه التي يجري فيها البحث عن حطام في غرب فرنسا (أريمباريف)

صائدو حطام السفن يسبرون الأعماق الفرنسية بحثاً عن كنوز تاريخية

يغوص فريق من الغطاسين الشغوفين بالبحث عن حطام السفن، في بحر هادئ بحثاً عن أدلة حول هوية سفينة تجارية من القرن الثامن عشر غرقت قبالة ساحل جزيرة في غرب فرنسا.

يوميات الشرق أسراب الأسماك تسبح في المحيط الهادئ (أرشيفية - أ.ف.ب)

اكتشاف «الأكسجين المظلم» في قاع المحيط لأول مرة يذهل العلماء

اكتشف علماء بعض المعادن الموجودة في أعماق المحيطات السحيقة، والقادرة على إنتاج الأكسجين في ظلام دامس، دون أي مساعدة من الكائنات الحية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«ميدفست مصر»... ملتقى للأفلام يجمع صُنّاع السينما والأطباء

صبا مبارك وهنا شيحة مع منظّمي الملتقى (إدارة الملتقى)
صبا مبارك وهنا شيحة مع منظّمي الملتقى (إدارة الملتقى)
TT

«ميدفست مصر»... ملتقى للأفلام يجمع صُنّاع السينما والأطباء

صبا مبارك وهنا شيحة مع منظّمي الملتقى (إدارة الملتقى)
صبا مبارك وهنا شيحة مع منظّمي الملتقى (إدارة الملتقى)

في تجربة سينمائية نوعية، انطلق ملتقى «ميدفست مصر» في دورته السادسة، بقاعة إيوارت في الجامعة الأميركية بالقاهرة، الذي يجمع بين صُنّاع السينما والأطباء، عبر جدول من العروض، عددها 32 فيلماً قصيراً من 10 دول.

الملتقى الذي يمتد لـ3 أيام بين 12 إلى 15 سبتمبر (أيلول)، يتناول في دورته الحالية أفلاماً روائية قصيرة ووثائقية مرتبطة بالصحة، في محاولة لتَشارُك القصص الإنسانية بين الحضور، وخصوصاً الأطباء النفسيين، عبر العروض والندوات، وورش العمل، ومسابقة الأفلام.

ويُعدّ الملتقى الذي أسّسه طبيبان، هما: المصري مينا النجار الذي شارك في التمثيل بعدة أعمال، والسوداني خالد علي، الناقد بقسم مراجعات الأفلام بمجلة «ميديكال هيومانتس»، أول ملتقى سينمائي للأفلام القصيرة بمصر؛ إذ تم تأسيسه عام 2017، ويهتم بقضايا نوعية، مثل المرأة والطفل والمسنّين، وأخيراً الصحة.

وشهد الملتقى حضور عدد من نجوم الفن، من بينهم: الفنانة الأردنية صبا مبارك، والفنانان المصريان هنا شيحة وعمر الشناوي، والمخرجون المصريون أمير رمسيس، ونادين خان، ومريم أبو عوف، والمخرج السوداني أمجد أبو العلا، والمنتج المصري صفي الدين محمود، وعدد كبير من الممثّلين الشباب المشاركين بفعالياته، وقدَّم المطرب هاني عادل أغنية خاصة خلال الافتتاح.

كما تم تكريم الفنانة الأردنية صبا مبارك؛ لمساهمتها المتباينة في السينما والتليفزيون عبر أدوار تتعلق بمشاكل المرأة المصرية والعربية، وعرض فيلم قصير تضمّن آراء من صديقاتها وأسرتها أثنوا فيها على عطائها، وقالت صبا خلال تكريمها إن «التمثيل شيء صعب جداً، فقد ننتظر شهوراً وسنوات حتى نرى نتاج عملنا، لذا فتكريم مثل هذا يجعلني أشعر أنني أفعل شيئاً صحيحاً».

كما تم تكريم الدكتور روبرت أبرامز، وهو طبيب أميركي شهير؛ لإسهاماته في عالمَي الصحة والسينما منذ بداية الملتقى.

وعن مساهمة الملتقى في رفع التوعية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، تحدّث الدكتور مينا النجار، مؤكداً أنه حينما طرح فكرة الملتقى في البداية كان البعض يتهمه بنوع من الجنون، لافتاً إلى أن «برنامج المهرجان ممتدّ طوال العام في عدة محافظات مصرية».

واختارت إدارة الملتقى محوراً لدورته السادسة، هو «العلاقات الإنسانية» التي تُعدّ أكبر مؤشر على الصحة والسعادة مدى الحياة، بوصف السينما هي العالَم الذي يمكن من خلاله رؤية جميع أشكال العلاقات وتشريحها على الشاشة.

الفنانة جيهان الشماشرجي خلال مشاركتها ببرنامج «أفلام صورتي أنا وأنت» (إدارة الملتقى)

ويشارك بمسابقة الملتقى 17 فيلماً، تننافس على 4 جوائز، هي (أفضل فيلم، وأفضل فيلم مصري، وجائزة الجمهور، وجائزة المعهد الفرنسي لصناع الأفلام)، ويرأس لجنة التحكيم المخرج هاني خليفة، وتضم اللجنة المخرج السويسري المصري كريستوف صابر، والمنتج الأردني بسام الأسعد، والمخرجة نادين خان، والدكتورة هنا أبو الغار، فيما تتنافس 6 مشاريع أفلام في ورشة تطوير على جائزتين تمنحهما لجنة تحكيم تضم المخرج السوداني أمجد أبو العلا، والمنتج المصري صفيّ الدين محمود.

وانتقد المخرج أمير رمسيس غياب فكرة المهرجانات النوعية في مصر، مؤكداً أن «لدينا عدة مهرجانات عاجزة عن أن تحدّد لنفسها هوية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الطب النفسي مادة مهمة لأي سينمائي، فنحن نتعامل مع شخصيات لها خلفيات نفسية متباينة، ومن ثم فالسينما تستفيد، والطب أيضاً، وقد نجح المهرجان في جذب صناع أفلام وأطباء، وجمهور وجد فيه توجّهاً مغايراً».

وشارك فنانون مصريون في جلسات نقاشية، جنباً إلى جنب مع أطباء متخصصين، من بينهم أحمد مجدي، وأحمد داش، وعلا رشدي، ويارا جبران، وجيهان الشماشرجي، وثراء جبيل، والمخرجون كريم الشناوي ومروان عمارة ويحيى إسماعيل، والسينارست سمر طاهر.

وأوضحت أستاذة الإعلام بالجامعة الأميركية ميرفت أبو عوف أن «الهدف من الملتقى إثارة الوعي بكل ما يتصل بصحة الإنسان النفسية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «لقد حافظ الملتقى على جديّته منذ البداية، ويختار أفلاماً عالمية يقوم بترجمتها عبر برنامج (ثري) في 3 أيام فقط، ما جعله من أهم الملتقيات التي أحرص على حضورها».

جانب من الجمهور خلال إحدى الندوات (إدارة الملتقى)

وقدّم الدكتور خالد علي، المشارك في تأسيس المهرجان، ماستر كلاس عن الرعاية الصحية مع كبار السن بين السينما والمجتمع، إضافةً لورشة عمل حول اكتشاف الرعاية الصحية من منظور الأفلام.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الملتقى منذ دورته الثانية وهو يقوم بجولات في مختلف محافظات مصر، من بينها الإسكندرية والمنيا وأسيوط والمنصورة، بفريق يضم أطباء وفنانين، وتتضمّن الجولات عروض أفلام ومناقشات حولها».