قناديل البحر قد تندمج في جسد واحد عند الإصابة

يمكن أن يتحول فَردان من قناديل البحر بسهولة فرداً واحداً (سيل برس)
يمكن أن يتحول فَردان من قناديل البحر بسهولة فرداً واحداً (سيل برس)
TT

قناديل البحر قد تندمج في جسد واحد عند الإصابة

يمكن أن يتحول فَردان من قناديل البحر بسهولة فرداً واحداً (سيل برس)
يمكن أن يتحول فَردان من قناديل البحر بسهولة فرداً واحداً (سيل برس)

توصل باحثون من جامعة إكستر البريطانية والمعاهد الوطنية للعلوم الطبيعية باليابان، إلى اكتشاف مدهش يفيد بأن أحد أنواع قناديل البحر (Mnemiopsis leidyi)، المعروف بـ«قنديل المشط» يمكن أن تندمج أفراده في جسد واحد عند تعرّض أحدها للإصابة، بحيث يتحول فردان بسهولة ويسر فرداً واحداً.

وأفادت الدراسة المنشورة، الاثنين، في دورية «سيل برس كرنت بيولوجي»، بأن هذين الفردين يقومان بعد ذلك، بمزامنة سرعة تقلصات عضلاتهما معاً، ويندمجان في جهاز هضمي واحد لمشاركة الطعام.

ويقول كاي جوكورا، من جامعة إكستر بالمملكة المتحدة والمعاهد الوطنية للعلوم الطبيعية في أوكازاكي باليابان: تشير نتائجنا إلى أن «قنديل المشط» قد يفتقر إلى القدرة على التمييز بين الذات والآخرين.

ويوضح في بيان صادر الاثنين: «تظهر البيانات أن فَردين منفصلين يمكنهما دمج أنظمتهما العصبية بسرعة ومشاركة إمكانات الحياة والعمل معاً».

أكد جوكورا وزملاؤه هذه الملاحظة المفاجئة بعد الاحتفاظ بمجموعة من «قناديل المشط» في خزان مياه البحر داخل المختبر، حيث لاحظوا فرداً كبيراً بشكل غير عادي، يبدو أنه يحتوي على طرفين خلفيين وبنيتين حسيتين تُعرفان بالأعضاء القمية، بدلاً من عضو واحد. لقد تساءل الباحثون عما إذا كان هذا الفرد غير العادي قد نشأ من اندماج اثنين من قناديل المشط المصابة.

لمعرفة الإجابة العلمية الدقيقة عن ذلك السؤال، أزالوا فصوصاً جزئية من أفراد آخرين ووضعوها قريبة من بعضها بعضاً في أزواج. وكانت المفاجأة أن الأفراد المصابين أصبحوا واحداً، في 9 من أصل 10 مرات، وأكملوا حياتهم على هذا النحو لمدة 3 أسابيع على الأقل.

وأظهرت النتائج أنه بعد ليلة واحدة، يصبح الفردان الأصليان واحداً في سلاسة غير متوقعة، ودون أي فصل واضح بينهما.

وعندما أثَّر الباحثون على فص واحد، استجاب الجسم المندمج بالكامل باستجابة مفاجئة بارزة؛ مما يشير إلى أن أنظمتهم العصبية كانت مندمجة اندماجاً كاملاً أيضاً.

وهو ما علق عليه جوكورا: «لقد اندهشنا عندما لاحظنا أن التحفيز الميكانيكي الذي جرى تطبيقه على جانب واحد من قناديل المشط المندمجة أدى إلى تقلص عضلي متزامن على الجانب الآخر».

وأظهرت الملاحظات الأكثر تفصيلاً أن قناديل المشط المندمجة كانت لها حركات عفوية خلال الساعة الأولى. بعد ذلك، بدأ توقيت الانقباضات في كل فص في التزامن بشكل أكبر. وبعد ساعتين فقط، كانت 95 في المائة من تقلصات عضلات الحيوان المندمج متزامنة تماماً، كما أفادوا.

كما نظر الباحثون من كثب إلى الجهاز الهضمي ليجدوا أنه اندمج أيضاً. وعندما تناول أحد الأفواه روبياناً ملحياً مُرمزاً بالفلورسنت، شقت جزيئات الطعام طريقها عبر القناة المندمجة. وفي النهاية، طرد القنديل المندمج الفضلات من كلا الشرجين، وإن لم يكن في الوقت نفسه.

ويقول الباحثون إنه لا يزال من غير الواضح كيف يعمل اندماج فردين في واحد استراتيجيةً للبقاء. ويقترحون أن الدراسات المستقبلية ستساعد في سد هذه الفجوات وتسهم في مزيد من الفهم، مع آثار ذلك المحتملة على البحوث التي تتعلق بتجديد أعضاء الجسم.

ويقول جوكورا: «ترتبط آليات التعرف على كل هذه التغيرات بالجهاز المناعي، كما يرتبط اندماج الجهازين العصبيين ارتباطاً وثيقاً بالبحوث المتعلقة بعمليات تجديد أعضاء الجسم. إن كشف الآليات الجزيئية التي تكمن وراء هذا الاندماج يمكن أن يعزّز المجالات البحثية في هذا الإطار بشكل حاسم».


مقالات ذات صلة

حفريات مصرية تلقي الضوء على تطور أدمغة الحيتان

يوميات الشرق صورة تخيّلية لحوت (Protocetus) تُظهر الجمجمة وتجويف الدماغ المُعاد بناؤه رقمياً (الرسم من تنفيذ الفنان تايلر ستون)

حفريات مصرية تلقي الضوء على تطور أدمغة الحيتان

توصل فريق بحثي دولي بمشاركة فريق «سلام لاب» المصري لنتائج مثيرة تُعيد رسم خريطة تطور الحيتان.

أحمد حسن بلح (القاهرة )
يوميات الشرق التواصُل بلغة لا يُتقنها البشر (أ.ف.ب)

دهشة في عمق البحر... الحيتان تُقدِّم فرائسها للبشر!

توصَّلت دراسة جديدة إلى أنَّ الحيتان القاتلة تعرِض أحياناً مشاركة فرائسها مع البشر، مما يشير إلى أنَّ بعضها الذكي قد يحاول تطوير علاقات مع الإنسان.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد صورة جماعية للمشاركين في حفل افتتاح المركز الإقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية (أرامكو)

«أرامكو» تدشن المركز الإقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية في الجبيل

دشنت «أرامكو» المركز الإقليمي للتنمية المستدامة للثروة السمكية في مدينة الجبيل السعودية بالتعاون مع وزارتي الطاقة، والبيئة والمياه والزراعة.

«الشرق الأوسط» (الظهران)
يوميات الشرق أحد أكبر ألغاز أعماق البحار في العالم (يوتيوب)

لغز في أعماق بحر البلطيق يُحيِّر العلماء منذ سنوات

يعتقد العلماء أنهم توصّلوا أخيراً إلى حقيقة أحد أكبر ألغاز أعماق البحار في العالم... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم ميناء نيس حيث يُعقد مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات (إ.ب.أ)

الأمم المتحدة: أعماق البحار لا يمكن أن تتحول إلى غرب أميركي

انطلق مؤتمر نيس للمحيطات الاثنين في نيس بدعوات إلى حشد الجهود ونهج متعدد الأطراف لتجنب الفوضى بالمياه الدولية

«الشرق الأوسط» (باريس)

رد منى الشاذلي على حلقة مها الصغير يثير تفاعلاً في مصر

منى الشاذلي (حسابها على «فيسبوك»)
منى الشاذلي (حسابها على «فيسبوك»)
TT

رد منى الشاذلي على حلقة مها الصغير يثير تفاعلاً في مصر

منى الشاذلي (حسابها على «فيسبوك»)
منى الشاذلي (حسابها على «فيسبوك»)

أثار رد الإعلامية منى الشاذلي في مقدمة حلقة برنامجها «معكم»، مساء الجمعة، تفاعلاً في مصر بعد اعتذار الإعلامية مها الصغير طليقة الفنان أحمد السقا وإقرارها بـ«سرقة لوحات» الفن التشكيلي التي عرضتها بوصفها من رسمتها، خلال ظهورها برفقة عدد من الإعلاميين ضيوفاً في حلقة سابقة من البرنامج.

وحرصت منى الشاذلي على الحديث بشكل مفصل عن الأزمة، وما تبعها من إجراءات اتخذوها في البرنامج بصفتهم فريق عمل، بداية من التواصل مع الرسامين الأربعة أصحاب اللوحات، وتأكيد نسبها إليهم عبر حسابات البرنامج بمواقع التواصل الاجتماعي.

منى الشاذلي تتوسط الإعلاميين في الحلقة التي شهدت الأزمة (حساب البرنامج على «فيسبوك»)

وأكدت أنهم لم يسعوا للمتاجرة بالأزمة، سواء بخصوص الإعلامية التي ظهرت معهم أو بنشر الرسائل والمحادثات التي جرت بين فريق العمل والفنانين الأربعة، مشيرة إلى أنهم وجّهوا الدعوة إليهم ليكونوا ضيوفاً في البرنامج للحديث عن أعمالهم. كما عرضت بعض لوحاتهم وسردت سيرة موجزة عن مسيرتهم الفنية.

وكانت مها الصغير قد ادّعت خلال حلقة البرنامج أنها من رسمت اللوحات التي عُرضت على الشاشة الكبيرة، وتفاعل معها الحضور، وقاموا بسؤالها عن أفكار اللوحات، قبل أن يتبيّن بعد نحو شهر من إذاعة الحلقة أن اللوحات لا تخصها، وهو ما أقرت به في اعتذار نشرته عبر صفحتها على «فيسبوك»، قبل أن تغلقها بشكل كامل عقب تعرّضها لانتقادات عديدة.

وحذف فريق البرنامج الحديث من حساباته المختلفة على مواقع التواصل، في حين استدعى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مسؤولي القناة لسؤالهم حول الواقعة وتفاصيلها.

وأثار رد الإعلامية منى الشاذلي وتوضيحها طريقة التعامل مع الأزمة جدلاً مع حديثها المفصل عن طبيعة التحقق من المعلومات التي تقدّمها المصادر، لا سيما المصادر المعروفة التي تقوم باستضافتها، مشيرة إلى أن ضيفتها شخصية معروفة، وبالتالي عرضوا ما قدمته من دون مراجعتها، على عكس ما يحدث مع الضيوف غير المعلومين مع حديثها عن «الضيق» مما فعلته الضيفة.

وتطل مها الصغير من خلال مشاركتها في تقديم برنامج «الستات مايعرفوش يكدبوا» على شاشة قناة «سي بي سي»، وكان من المفترض إطلاق برنامج حواري تقدمه مها باسم «كلام كبير» على شاشة قناة «أون»، وهي القناة نفسها التي تطل من خلالها منى الشاذلي، لكن القناة أوقفت بثه.

ولقي رد منى الشاذلي تبايناً في وجهات النظر بين المتابعين، فهناك من أشاد بطريقة معالجة الأزمة.

ومن رفض طريقة التوضيح، لافتاً إلى أن ما حدث خطأ من فريق البرنامج.

ووصفت أستاذة التشريعات الإعلامية في جامعة القاهرة، ليلى عبد المجيد، توضيح منى الشاذلي بـ«الإيجابي»، لا سيما مع شرحها وتوضيحها طريقة التعامل مع الضيوف، لافتة إلى اختلافها مع بعض ما ذكرته في حديثها عن عدم التحقق من المعلومات التي يقدّمها الضيوف المشاهير.

وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «المصدر المشهور يكون مسؤولاً عن حديثه والمعلومات التي يقولها، وإن احتوت على خطأ يتوجب على المذيع تصحيحه»، مشيرة إلى أن «وسيلة الإعلام التي يظهر من خلالها الضيف تكون مسؤولة عن تحمّل الخطأ الذي يحدث».

ورأى المتخصص في الإعلام الرقمي، خالد البرماوي، أن «رد منى الشاذلي أثار اهتماماً شعبياً ومهنياً، حول طريقة صياغة الاعتذار وما إذا كانت مقبولة أم لا، وهل ما حدث يمكن وصفه بالخطأ المهني أم خطأ تتحمله الضيفة»، مشيراً إلى أن طبيعة البرنامج الترفيهية تجعل مساحة التدقيق فيه أقل من البرامج السياسية.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الضيفة سبب الأزمة إعلامية، ويفترض فهمها للأكواد الإعلامية والمعايير، وهو أمر يجعل من سمح لها بالظهور على الشاشة موضع حساب مع منحها هذه الفرصة من دون امتلاك أساسيات المهنة»، متوقعاً ألا يكون لما حدث تأثير على منى الشاذلي ومصداقيتها لدى الجمهور.