أميركا تحصد فول صويا ذكياً يقلّل انبعاثات الغازات

يسعى المشروع إلى تطوير سوق لهذه المنتجات

الباحثون ينفّذون 5 ممارسات زراعية ذكية مناخياً لزراعة الصويا (جامعة تكساس)
الباحثون ينفّذون 5 ممارسات زراعية ذكية مناخياً لزراعة الصويا (جامعة تكساس)
TT

أميركا تحصد فول صويا ذكياً يقلّل انبعاثات الغازات

الباحثون ينفّذون 5 ممارسات زراعية ذكية مناخياً لزراعة الصويا (جامعة تكساس)
الباحثون ينفّذون 5 ممارسات زراعية ذكية مناخياً لزراعة الصويا (جامعة تكساس)

حصد باحثون في جامعة «تكساس أرلينغتون» الأميركية، أول محصول فول صويا ذكي مناخياً بالتعاون مع المزارعين في جنوب البلاد.

ويأتي هذا الحصاد جزءاً من مشروع مدته 4 سنوات ونصف السنة، بتمويل من وزارة الزراعة الأميركية بقيمة 5 ملايين دولار. ويهدف إلى اختبار ما إذا كانت الممارسات الزراعية الذكية مناخياً يمكن أن تقلّل من انبعاثات الغازات الدفيئة المسبِّبة لتغيُّر المناخ، بما فيها ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز، مع زيادة الإنتاج الزراعي في الوقت عينه.

ويشمل المشروع تعاون باحثين من جامعات عدّة، من بينها «تكساس إيه آند إم» وجامعة ولاية تارلتون وجامعة ميسوري، مع 14 مزارعاً عبر تكساس وأركنساس وميسوري.

وينفذ الباحثون 5 ممارسات زراعية ذكية مناخياً، مثل الزراعة من دون حراثة للحفاظ على تخزين الكربون ومنع فقدان المغذّيات الناتج عن اضطراب التربة. كما تُستَخدم المحاصيل المغطاة لتحسين صحّة التربة عبر زراعة نباتات مختلفة خلال فصل الشتاء، ويُجري الباحثون تجارب لتحديد أفضل مزيج من هذه المحاصيل.

وتتضمّن الممارسات الأخرى تناوب المحاصيل لتعزيز مغذّيات التربة ومنع التعرية، واستخدام المحفّزات الحيوية مثل البكتيريا والفطريات لزيادة مقاومة النباتات وتحسين الغلّات. كما يُضاف الفحم الحيوي للتربة لاحتجاز الغازات الدفيئة والمساهمة في تحسين احتباس المياه.

وقد جرى حصاد أول فول صويا ذكي مناخياً من الحقول التي استُخدم فيها الفحم الحيوي، بعدما أظهر دوراً رئيسياً في تعزيز استدامة الزراعة والحدّ من تأثيرات تغيُّر المناخ في حقول فول الصويا.

وقال أستاذ علم الأحياء في جامعة تكساس بأرلينغتون، والباحث الرئيسي في المشروع، وو-سوك تشانغ: «نحن أول مَن يحصد فول الصويا الذكي مناخياً في هذا البرنامج، جزئياً بسبب موسم النمو المبكر في جنوب تكساس».

وأضاف، عبر موقع الجامعة: «الأنشطة الزراعية تشكّل نحو 10 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة، ونأمل في مساعدة القطاع الزراعي على تغيير ذلك».

وأشار إلى أنّ الفحم الحيوي يساعد في احتجاز الغازات الدفيئة داخل التربة، ويمنع انبعاثها إلى الغلاف الجوّي.

وفي الخريف المقبل، سيقوِّم الفريق مدى نجاح الممارسات الذكية مناخياً في تقليل الانبعاثات وزيادة الإنتاج الزراعي. إلى ذلك، ستُستَخدم أجهزة تحليل الغاز المحمولة لقياس مستويات ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز في المزارع.

كما يسعى المشروع إلى تطوير سوق لهذه المنتجات الزراعية الذكية مناخياً، حيث يمكن للمستهلكين دعم المزارعين والممارسات التي تساعد في خفض الانبعاثات، تماماً كما يدفع البعض مقابل المنتجات العضوية أو خطط الطاقة النظيفة.


مقالات ذات صلة

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

يوميات الشرق رجل يركب دراجة نارية وسط ضباب كثيف بالقرب من نيودلهي (إ.ب.أ)

استنشاق هواء نيودلهي يعادل تدخين 50 سيجارة يومياً

مع تفاقم الضباب الدخاني السام الذي يلف نيودلهي هذا الأسبوع، فرضت السلطات في العاصمة الهندية مجموعة من القيود الأكثر صرامة على حركة المركبات والسكان.

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق النسخة الأولى من المعرض والمنتدى الدولي لتقنيات التشجير أقيمت في 2022 (واس)

السعودية تنظِّم «المعرض والمنتدى الدّولي لتقنيات التّشجير»

يهدف المعرض إلى الاستفادة من التّقنيات الحديثة في تشجير البيئات الجافة وتدهور الأراضي، وإتاحة منبرٍ لمناقشة المشكلات البيئية الحالية، والبحث عن حلول لها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق دجاج (أ.ف.ب)

الدجاجة أم البيضة؟ علماء يتوصلون أخيراً إلى إجابة لغز «من الذي جاء أولاً»

قالت صحيفة إندبندنت البريطانية إن علماء من جامعة جنيف قدموا، في دراسة، إجابة للغز الشائع «مَن الذي جاء أولاً الدجاج أم البيضة؟» استندت إلى اكتشاف كائن حي متحجر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من التحضيرات للجلسة الافتتاحية لقمة «مجموعة العشرين» في ريو دي جانيرو الاثنين (أ.ف.ب)

وزير البيئة السعودي: المملكة تركز على أهمية معالجة تحديات الأمن الغذائي

نوّه وزير البيئة والمياه والزراعة السعودي المهندس عبد الرحمن الفضلي، بريادة المملكة في دعم جهود «مجموعة العشرين»، لتحقيق أهداف تحديات الأمن الغذائي.

«الشرق الأوسط» (ريو دي جانيرو)
الاقتصاد رئاسة «كوب 16» الرياض ستخصص منطقة خضراء لتنظيم 7 أيام للمحاور الخاصة لتحفيز العمل العالمي لمواجهة تحديات تدهور الأراضي والجفاف والتصحر (الشرق الأوسط)

تحديد 7 أيام في «المنطقة الخضراء» بـ«كوب 16» لتقديم حلول تدهور الأراضي

أعلنت رئاسة «كوب 16» عن إقامة منطقة خضراء وتنظيم 7 أيام للمحاور الخاصة، مشيرة إلى أن هذا البرنامج غير المسبوق يأتي في إطار الجهود التي تبذلها السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض) «الشرق الأوسط» (الرياض)

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
TT

تعزيزاً للتواصل مع المقيمين... العاصمة السعودية تحتضن «أيام بنغلاديش»

فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)
فعاليات متنوعة شهدت إقبالاً كبيراً (الشرق الأوسط)

تقام «أيام بنغلاديش» في حديقة السويدي بالعاصمة السعودية الرياض، والتي انطلقت لياليها، الثلاثاء، ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام السعودية، بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه، تحت شعار «انسجام عالمي»، وتستمر حتى السبت، بهدف تعزيز التواصل الثقافي بين المجتمع السعودي والمقيمين، وإبراز التنوع الثقافي الغني الذي تحتضنه السعودية.

وتشهد الفعاليات عروضاً فنية متنوعة تقدمها الفرقة الشعبية، حيث تألق المشاركون بتقديم عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي، إلى جانب أغنيات مستوحاة من أعمال أبرز شعراء بنغلاديش.

عروض موسيقية واستعراضية تمثل مختلف ألوان الفلكلور البنغالي (الشرق الأوسط)

كما يضم الحدث منطقة مخصصة لعرض التراث البنغالي، حيث تُتيح للزوار فرصة استكشاف الجوانب الغنية للثقافة البنغالية عن قرب؛ إذ تشمل المنطقة معروضات للأزياء التقليدية المزينة بالزخارف اليدوية التي تعكس المهارة الحرفية والفنية المتميزة، حيث يتم عرض الساري البنغالي المصنوع من أقمشة الحرير والقطن الفاخرة، إضافة إلى الملابس التقليدية للرجال مثل البنجابي والدوتي، كما تعرض الإكسسوارات اليدوية التي تشتهر بها بنغلاديش، بما في ذلك المجوهرات التقليدية المصنوعة من المعادن والأحجار الكريمة، والحقائب والمطرزات التي تعكس ذوقاً فنياً عريقاً.

الفعاليات شملت استكشاف التراث البنغالي (الشرق الأوسط)

واشتملت الفعاليات على قسم مخصص للأطعمة من بنغلاديش؛ إذ يٌقدم للزوار فرصة تذوق أشهى الأطباق التقليدية التي تمثل المطبخ البنغالي المعروف بنكهاته الغنية وتوابله المميزة، وتشمل الأطباق المقدمة أكلات شهيرة مثل البرياني البنغالي، والداكا كاكوري كباب، وسمك الهيلشا المطهو بطرق تراثية، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الحلويات التقليدية مثل الروشا غولا والميزان لادّو.

وتضيف هذه المنطقة بعداً مميزاً للفعالية، حيث لا تقتصر التجربة على الفنون والعروض، بل تمتد لتشمل استكشاف التراث البنغالي بشكل متكامل يعكس الحياة اليومية والعادات والتقاليد، مما يجعلها تجربة غنية تُثري التفاعل الثقافي بين الزوار.

معروضات للأزياء التقليدية (الشرق الأوسط)

وحظيت الفعاليات منذ انطلاقها بإقبال واسع من الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بجمال الفلكلور البنغالي وتنوع العروض الفنية المقدمة، كما أبدى العديد من الحاضرين تقديرهم لهذه المبادرات التي تسهم في تعزيز التفاهم والتفاعل بين الثقافات.

وأكّد المسؤولون أن هذه المبادرة تأتي جزءاً من سلسلة برامج ثقافية تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي في المملكة، بما يتماشى مع «رؤية السعودية 2030» التي تدعم التنوع والانفتاح الثقافي.