عمدة قرية إيطالية يستعين بالسكان لإنقاص وزنه

لقاءاته المُكثَّفة مع الناس لم تترك له وقتاً لممارسة الرياضة

مَن جدَّ وجد (شاترستوك)
مَن جدَّ وجد (شاترستوك)
TT

عمدة قرية إيطالية يستعين بالسكان لإنقاص وزنه

مَن جدَّ وجد (شاترستوك)
مَن جدَّ وجد (شاترستوك)

لجأ عمدة قرية فالدوبيادنه في شمال إيطاليا، لوشيانو فريغونيز، إلى السكان لمساعدته في التخلُّص من زيادة وزنه بمقدار 50 كيلوغراماً منذ تولّيه المنصب قبل 10 سنوات، إذ إنه لم يستطع مقاومة الأطعمة اللذيذة التي تشتهر بها بلاده.

وأرجع فريغونيز السبب في وصوله إلى هذه الحالة من البدانة، إلى «التزاماته الاجتماعية»، بوصفه عمدة مسؤولاً عن تصريف شؤون قريته؛ حيث يُكرّس معظم وقته لمقابلة مجموعات من السكان من الصباح حتى حلول الليل.

وقال لـ«وكالة الأنباء الألمانية» إنّ كل هذه اللقاءات مع السكان لا تترك له وقتاً لممارسة الرياضة، كما يعترف بأنه يستمتع بتناول الأطعمة.

ومما ساعد على تفاقم المشكلة أنه لا يتناول وجباته في مواعيد منتظمة، بل غالباً قُبيل منتصف الليل، وهو الوقت الذي ينتهي فيه من ممارسة وظيفته، وفي هذه الحالة تكون الوجبة كبيرة الحجم.

ووصل وزن فريغونيز (47 عاماً) إلى نحو 140 كيلوغراماً، وإذ يُعدّ كبيراً جداً، اتجه إلى ممارسة رياضة المشي السريع، ليتمكن من فقدان بعضه.

وفي بداية الصيف، دعا سكان قرية فالدوبيادنه إلى الانضمام إليه في ممارسة رياضة المشي، وبلغ عدد الذين يشاركونه حالياً في جولاته 200 شخص، يجوبون المناطق الطبيعية الخلّابة على سفوح الجبال طوال ساعة ونصف الساعة.

وتقع قرية فالدوبيادنه، البالغ تعدادها 10 آلاف نسمة، في قلب إقليم فنيتو. ويلتقي فريغونيز مع مواطنيه كل خميس في جولة من المشي السريع، وهم يتجمّعون عادة في ساحة «غوغليلمو ماركوني».

هذه الفكرة التي أثبتت جدواها بالنسبة إلى السكان، كباراً وصغاراً، خطرت للعمدة بعد وقت قصير من إعادة انتخابه في يونيو (حزيران) الماضي. وكان يعاني متاعب صحّية لمدّة، إذ أدّى وزنه الزائد إلى صعوبة في السير، كما تسبَّب في شعوره بآلام في الظهر والركبتين.

والآن، بعد التغيير الذي طرأ عليه، يريد تشجيع الناس على ممارسة مزيد من الرياضة والاعتناء بصحّتهم.

وتمثّل زيادة الوزن مشكلة في إيطاليا، حيث تشير الإحصائيات إلى أنّ نسبة أصحاب الوزن الثقيل من بين الراشدين تبلغ 47.6 في المائة، في حين تبلغ نسبة مَن يعانون البدانة 11.5 في المائة.

ولا يدرك كثير من الإيطاليين أبعاد المشكلة، وتقول البيانات إنّ أكثر من نصف الذين يعانون زيادة الوزن والبدانة، يعدّون أنفسهم من أصحاب الوزن الطبيعي.

وربما لا تُثير هذه البيانات الدهشة في إيطاليا، إذ تُعدّ البدانة من الموضوعات المحظورة مناقشتها.


مقالات ذات صلة

بريجيت ماكرون... ممثلة بدور حقيقي

يوميات الشرق بريجيت بين ضحكتين (الجهة المنتجة)

بريجيت ماكرون... ممثلة بدور حقيقي

نشرت جهة الإنتاج الصورة الأولى للفرنسية الأولى مع اثنتين من ممثلات مسلسل «إميلي في باريس»، حيث تؤدّي دورها الحقيقي في مَشاهد من موسمه الرابع.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»

فرقة «رند» تفوز بجائزة عالمية عن أغنية «حكي ما نقال»

فرقة «رند» الغنائية تحقق إنجازاً فنياً عالمياً، وتنال جائزة «إنتركونتيننتال ميوزك أووردز» في لوس أنجليس عن منطقة الشرق الأوسط، بأغنيتها «حكي ما نقال».

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق زبونة تجرب الخوخ القادم من فوكوشيما اليابانية والذي عُرض للبيع في متجر «هارودز» الفاخر في وسط لندن (أ.ف.ب)

خوخ مزروع في منطقة كارثة فوكوشيما النووية للبيع بمتاجر بريطانية

بدأت متاجر «هارودز» في بيع الخوخ الفاخر المزروع في منطقة فوكوشيما اليابانية، والتي عانت منذ 13 عاماً من أسوأ كارثة نووية في العالم منذ تشيرنوبيل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق معركة الدفاع عن الحياة (مكتب مأمور مقاطعة «لي»)

معركة ثمانينية مع تمساح في فلوريدا: هجم مثل «طوربيد»

أنقذت امرأة تبلغ 84 عاماً في ولاية فلوريدا الأميركية، حياتها، بعدما لكمت تمساحاً عدوانياً في وجهه... فماذا جرى؟

«الشرق الأوسط» (فلوريدا)
يوميات الشرق سمكة السمّ القاتل (أ.ف.ب)

طفلة يابانية تصبح أصغر المؤهَّلين لإعداد سمكة سامّة تُهدِّد بالموت

أصبحت يابانية، تبلغ العاشرة، أصغر شخص يحصل على تصريح لإعداد سمكة «فوغو» المنتفخة؛ وهي من الأطعمة الشهية التي قد تقتل الإنسان إذا لم تُزَل أجزاؤها السامّة.

«الشرق الأوسط» (لندن)

فؤاد يمين لـ«الشرق الأوسط»: «هينة العيشة هيك» فكرة عالقة في حلقي منذ زمن

يتناول يمّين في المسرحية موضوعات حياتية (الشرق الأوسط)
يتناول يمّين في المسرحية موضوعات حياتية (الشرق الأوسط)
TT

فؤاد يمين لـ«الشرق الأوسط»: «هينة العيشة هيك» فكرة عالقة في حلقي منذ زمن

يتناول يمّين في المسرحية موضوعات حياتية (الشرق الأوسط)
يتناول يمّين في المسرحية موضوعات حياتية (الشرق الأوسط)

وحيداً على الخشبة، يقف الممثل فؤاد يمين حكواتياً يروي القصة تلو الأخرى من مواقف حصلت معه أو مع رفاق له. وبرفقة شاشة تلفزيون وكرسي خشبي يؤلفان ديكور المسرحية، يستهل يميّن عرض مسرحيته «هينة العيشة هيك» على مسرح «دوار الشمس» في بيروت.

ذكريات بالجملة يرويها على طريقته، اختارها من مراحل مختلفة في حياته. وفي كتيّب صغير يوزّع على رواد المسرح يشرح: «جمعت في هذا العرض قصصاً من هنا وهناك حصلت معي، وكذلك مع عائلتي وأصدقاء لي، جوجلتها في خيالي لتؤلف عرض (هينة العيشة هيك)». ويوضح يمين لـ«الشرق الأوسط»: «عادة ما نلجأ إلى الخيال لإكمال المشهد الدرامي. ولكن في المسرحية كان عنصراً أساسياً للتّخفيف من وطأة القصص التي أرويها على الحضور. فالناس ترتاد المسرح كي تروّح عن نفسها وتستمتع بالعرض. وبعض هذه القصص كان ثقل أحداثها يطغى على محتواها».

يروي قصصاً ومواقف واجهها في حياته (الشرق الأوسط)

في المسرحية التي كتبها بنفسه، يمرّر رسائل عدة، بينها اجتماعية وعائلية ودينية وسياسية وغيرها. يقف عند كل منها في قصة مشوقة يرويها بأسلوبه العفوي، يجلس ويركع ويصرخ ويضحك ويتحدث مع ضيفه (فؤاد يمين بهيئة أخرى) على شاشة التلفزيون بين وقت وآخر.

ويحكي لنا عن دور هذا الضيف الافتراضي: «يمثّل الشخص العلمي الذي لا يتأثر بالمشاعر. فيضع النقاط على الحروف لقصة أرويها، يحدد معناها في الواقع. عباراته وجمله المختصرة دقيقة لإيصال الحقيقة. وفي أحد المشاهد يصمت، فالموقف مؤثر لا جدوى من التعليق عليه».

وتشمل هذه القصص مراحل من طفولته ومدرسته الداخلية. وأول لقاءاته مع الحب والصدمات والوحدة . ويطلّ فيها على عادات وتقاليد لبنانية عريقة. ولا ينسى أن يذكر عبرها أسوأ 5 مواقف واجهها في حياته. «كل ما أرويه في المسرحية هو حقيقي وصحيح. ففكرة المسرحية تتخمّر في ذهني منذ زمن طويل. كانت عالقة في حلقي، أرغب في إخراجها كي أرتاح».

وعما إذا كان ابنه وسيم ملهمه لكتابة قصة «هينة العيشة هيك»، يردّ لـ«الشرق الأوسط»: «وأنا أكتب المسرحية تراءت لي علاقتي بابني وسيم. كل أب يخاف على ولده، ويتمنى له الأفضل. فلا يواجه مواقف مشابهة لما عاشه. فالإنسان يولد طيباً، لكن الحياة تتدخل؛ تجرحه مرات وتصدمه مرات أخرى، فيتحول إلى شرير. وأتمنى أن تلطف الدنيا بابني، فلا يواجه مشكلات تكسره وتحوّله إلى شخص سيئ».

فؤاد يمين في مسرحيته «هينة العيشة هيك» (الشرق الأوسط)

من العبارات التي يستخدمها يمين في المسرحية كواحد من عناوينها العريضة «الشيطان في هيئة ملاك». وهي ناتجة عن أشخاص التقاهم في حياتهم، وكانت صدمته كبيرة عندما اكتشف حقيقتهم. فالقصة التي دفعته لكتابة «هينة العيشة هيك» ترتكز في الأساس عليها. ويقول: «اكتشاف هذا النوع من الناس في حياتنا أعدّه مشكلة كبيرة. تترك عندنا جرحاً لا يلتئم، خصوصاً إذا ما وثقنا بهم وشعرنا بالمحبة تجاههم».

المسرحية وقفة مع الذات. يفضفض فيها فؤاد يمين ما يسكنه من ألم ووجع. فهل شعر بالسلام والراحة بعدها؟ يردّ: «هناك جزء أساسي في الفن، وتحديداً في المسرح يكون بمثابة علاج نفسي. وفي هذه المسرحية حملت أوجاعي ومشاكلي وألّفت منهما قصة العمل. وبذلك رويت معاناة قد تعكس أيضاً أخرى، لبعض من جمهور يحضرني، فيشاركوني مشاعري وكأني أخاطبهم بلسان حالهم. لعبة المسرح ترتكز على الإحساس. وهو ما يسمح للحضور بإعطائه مساحة تعبير حرّة».

أكثر من مرة يلاحظ مشاهِد المسرحية علاقة فؤاد يمين برب العالمين. فما كان قصده من ذلك؟ يوضح: «برأيي الإنسان لا يستطيع أن يحيا من دون العلاقة الروحانية. من دونها يشعر بأن هناك فراغاً في حياته، فتصبح مادية وأرضية تتعبه وتقلق أيامه. أما الجزء الروحاني فيها فيولّد عنده السلام مع الذات».

في الدقائق العشر الأخيرة من المسرحية يبلغ أداء فؤاد يمين ذروته. يلبس أكثر من شخصية، ويقدم عرضاً مرصعاً بفنون درامية مختلفة. وينهي يميّن المسرحية بمحطة خفيفة الظل يؤكد فيها أن لا أحد يولد شريراً. ويعدّ جملة من الشخصيات السياسية اللبنانية التي برأيه ولدت طيبة، ولكن الحياة غيّرتها. وأرفق هذا المشهد بقبعة برّاقة على رأسه وبمظلة يمسكها كإكسسوار للوحة الغنائية الراقصة التي يقدمها. ونسمع التصفيق الحار من قبل الحضور إعجاباً بالمشهدية. ويختم: «أدرك تماماً بأن لا شيء سيتغير بعد هذه المسرحية. فالفن لا يجد الحلول، ولكنه يخبرنا عن موقعنا نحن البشر. الحياة عندما نمزج فيها بين الحقيقة والخيال، تصبح أسهل وتطبّق عنوان العمل (هينة العيشة هيك). فأن نغمض عيوننا ونَعيش، فهذه هي الطريقة الأسهل لتجاوز المصاعب. ولكن عندما نفتح أعيننا ولا نسكت عن الظلم، يصبح العنوان (أحلى الحياة هيك)».