«The Perfect Couple»... عندما يسقط القناع عن المنافقين والقتَلة

مسلسل «نتفليكس» الجديد يُشبع العين ويترك الذهن جائعاً

نيكول كيدمان متوسّطةً فريق مسلسل «The Perfect Couple» (نتفليكس)
نيكول كيدمان متوسّطةً فريق مسلسل «The Perfect Couple» (نتفليكس)
TT

«The Perfect Couple»... عندما يسقط القناع عن المنافقين والقتَلة

نيكول كيدمان متوسّطةً فريق مسلسل «The Perfect Couple» (نتفليكس)
نيكول كيدمان متوسّطةً فريق مسلسل «The Perfect Couple» (نتفليكس)

أن تحطّ نيكول كيدمان رحالَ نجوميّتها على شاشة «نتفليكس»، وأن تنضمّ إليها أيقونة السينما الفرنسية إيزابيل أدجاني ضيفةً على مسلسل «The Perfect Couple» (الثنائي المثالي)، فهذا حدثٌ يستحقّ الاحتفال حتماً.

بالفعل، لم توفّر المنصة العالمية وسيلةً لتسويق السلسلة القصيرة، ما دفع بالعمل إلى صدارة المسلسلات الأكثر مشاهدةً بعد أقلّ من 48 ساعة على انطلاق عرضه، 5 سبتمبر (أيلول).

تدور أحداث الحلقات الـ6 على جزيرة نانتوكيت الأميركية في ولاية ماساتشوستس، حيث يستضيف قصر كيدمان وزوجها (الممثل ليف شريبر) حفل زفاف ابنهما «بنجي». لكن سرعان ما تتحوّل الاحتفالية إلى كابوس، بعد العثور على الإشبينة «ميريت» جثّة في مياه البحر.

بذلك، تنتقل الشخصيات الأساسية إلى صفوف المُشتبه بهم ويستمرّ التحقيق معهم على امتداد المسلسل. يتوزّع البناء الدرامي ما بين الرجعات الزمنيّة أو «الفلاشباك» إلى ليلة الحادثة، والاستجوابات الدائرة في مركز الشرطة، بالتوازي مع الأحداث الآنيّة في قصر «غرير» و«تاغ»، أي كيدمان وشريبر.

نيكول كيدمان بدور «غرير» وليف شريبر بشخصية زوجها «تاغ» (نتفليكس)

تصويرياً وجمالياً، كل ما في المسلسل يُشبع العين؛ من المواقع الخلّابة، إلى فخامة القصر حيث مظاهر رفاهيّة العيش، وليس انتهاءً بفريق الممثلين اللامعين.

«أميليا» هي العروس الآتية من خلفيّة متواضعة لتهزّ عرش «غرير» الديكتاتوريّة. كل مَن في العائلة يرضخ لنظريّات الأخيرة، على رأسهم زوجها وأبناؤها الثلاثة. كيف لا وهي الكاتبة الناجحة التي تُدرّ رواياتها الملايين سنوياً على البيت ورجاله. وحدَها «أميليا» لا تُشبه الثراء الفاحش، ولا تبدو خانعةً لسلطة «غرير»؛ الأمر الذي يثير امتعاض الأخيرة.

إيف هوسون بدور «أميليا» وبيلي هول بدور خطيبها «بنجي» (نتفليكس)

كل ما في هذه العائلة يبدو نموذجياً، إلى أن تقع الجريمة فتُسقط الأقنعة عن الوجوه كلها. الثنائي ليس مثالياً كما يُراد للجميع أن يظنّ، فالنفاق والخيانة يتحكّمان بعلاقة كيدمان وزوجها. وتحت المظاهر المخمليّة تختبئ حقائق ماليّة صادمة. أما الابن الثاني فغارقٌ هو الآخر في زواجٍ قائمٍ على النفاق والخيانة، في وقتٍ تنتظر زوجته مولودها الأوّل بصبر الطامحات إلى الثروة.

تدخل «أميليا» إذن إلى بيئةٍ عائليّة سامّة. تحاول مجابهتَها بدايةً متسلّحةً بالصراحة والجرأة، لكنها تنضمّ بسرعة إلى نادي المنافقين والخوَنة. وحدَها الإشبينة القتيلة «ميريت» تبدو الأكثر براءةً هنا. مع العلم بأنّ موتَها يخدم عدداً كبيراً من شخصيات المسلسل، ما يضاعف علامات الاستفهام الدائرة حولهم.

تلعب ميغان فاهي دور «ميريت» الإشبينة التي تُقتل ليلة الزفاف (نتفليكس)

المسلسل مقتبس عن رواية الكاتبة الأميركية إلين هيلدربراند المعروفة بـ«ملكة قراءات الشاطئ». أخلصت كلٌّ من كاتبة السيناريو والمخرجة لهذا اللقب، فأبقتا على الطابع السطحيّ للقصة. لا يتطلّب المسلسل جهداً من مُشاهدٍ راجعٍ للتوّ من إجازته الصيفيّة، ويبحث عن لحظة تلفزيونية تخفّف عنه قلق العودة إلى العمل أو الجامعة أو المدرسة.

يريد العمل لنفسِه هويّاتٍ كثيرة. يمزج ما بين الجريمة، والغموض، والصراعات الطبقية، والدراما النفسية، والحكايات العاطفية، وغيرها من مواضيع، لكنه لا يستقرّ على هويّة خاصة به. وإذا كان يُشبع العين، فهو يُبقي الذهن جائعاً. إلّا أنّ ذلك لا ينزع عنه صفة «المسلّي».

الممثلة الفرنسية إيزابيل أدجاني ضيفة المسلسل بشخصية صديقة العائلة (نتفليكس)

في بداية التحقيق مع ضيوف الزفاف، يقول أحدهم إن «هذه العائلة ثريّة ومُصابة بالملل إلى درجة أنها مستعدّة لقتل أحدٍ ما بهدف الترفيه والتسلية حصراً». يضاعف هذا التصريح من الشكوك الدائرة حول تورّط العائلة في مقتل الإشبينة، وهو يحدّد في الوقت نفسه الخانة التي ينتمي إليها المسلسل.

راجت مؤخراً الأعمال الدراميّة التي تروي حكايات أثرياء يُقدمون على أفعالٍ شنيعة من باب الملل. وتتطرّق تلك المسلسلات بشكلٍ سوداويّ كذلك إلى الصراع الطبقي بين الخدم والمخدومين، أو بين الأثرياء والأقلّ ثراءً. من بين تلك الأعمال، تميّز «The White Lotus» (زهرة اللوتس البيضاء) على منصة «HBO».

يأتي «The Perfect Couple» محاولاً ركوب هذه الموجة التلفزيونية، إلّا أنه يتعثّر في ذلك بفِعلِ تَداخل الأنماط الدراميّة، وعدم الرسوّ بالتالي على هويّة واضحة. لا ينقذ الممثلون الموقف، حتى وإن تصدّرتهم الاستثنائيّة نيكول كيدمان التي يضفي أداؤها غموضاً إلى الأجواء.

رغم اسمها اللامع وحضورها الآسر فإنّ نيكول كيدمان لا تُنقذ المسلسل من تشتّت الهوية الدرامية (نتفليكس)

رغم تقدّم الحلقات، فإنّ تطوّرَ الشخصيات يبقى بطيئاً، كما تغرق السرديّة في اللامنطق والضجر والسطحيّة أحياناً. وما قيل في 6 ساعاتٍ من الوقت كان من الممكن اختصاره في ساعتَين. لكن هذا لا يعني أنّ مَن بدأ مشاهدة المسلسل سيكون مستعداً للانسحاب قبل الختام، فرغم نقاط الضعف تبقى عناصر الجذب فعّالة حتى النهاية.

يكفي تَداخُل الصورة الجذَابة والمُشاهَدة المُريحة وغير المعقّدة، مع لغز الجريمة وتعدُّد المشتبه فيهم المثيرين للاهتمام، كي يبقى المُشاهِد عالقاً حتى النهاية. ومن أسباب متابعة المُشاهَدة كذلك، الرغبة في معرفة القاتل الذي لا تظهر هويّته سوى في اللحظات الأخيرة.


مقالات ذات صلة

«خيال بلون الدم»... من أين جاءت وحوش غييرمو ديل تورو؟  

يوميات الشرق كائنات لا اسم لها تخرج من ذاكرة ديل تورو (فيسبوك)

«خيال بلون الدم»... من أين جاءت وحوش غييرمو ديل تورو؟  

مُخرج حوَّل خوفه إلى خيال، ورأى في الوحوش رفقاء طريق، وفي الرعب وسيلة لقول الحقيقة بطريقة لا تقولها الأنوار الساطعة...

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق الشيب صار جزءاً من الحكاية (أ.ب)

جورج كلوني يتحايل على الشيب ويُحوّل العمر إلى بطولة جديدة

يؤدّي نجم هوليوود جورج كلوني في فيلمه الجديد «جاي كيلي» دور ممثل متقدّم في السنّ يلجأ في خريف مسيرته المهنية إلى بعض الحيل التجميلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق عملية السطو على اللوفر أعادت إلى الأذهان مجموعة من الأفلام والمسلسلات (نتفليكس/ رويترز) play-circle 00:33

هل استوحى لصوص اللوفر خطّتهم من «لوبين» وأبطال «كازا دي بابيل»؟

مَن يتمعّن في احترافية عملية اللوفر قد يتساءل ما إذا كان اللصوص استوحوا خطواتهم وجرأتهم من «البروفسور» في «لا كازا دي بابيل»، أو من «أسان ديوب» في «لوبين».

كريستين حبيب (بيروت)
يوميات الشرق «تيتان» في رحلتها الأخيرة (رويترز)

لغز كارثة «تيتان»... خلل هندسي قاتل وراء انفجار غواصة «تايتانيك»

الانفجار الداخلي المأساوي الذي أودى بحياة 5 أشخاص في غواصة كانت في طريقها إلى موقع حطام السفينة «تايتانيك» عام 2023، كان نتيجة خللٍ هندسي فادح.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق إيلون ماسك (رويترز)

ماسك يطلق حملة لمقاطعة «نتفليكس» بسبب ترويجها لمحتوى جنسي موجّه للأطفال... وأسهمها تنخفض

شهدت أسهم شركة «نتفليكس» تراجعاً بنسبة 2 في المائة يوم الأربعاء، تلاه انخفاض إضافي بنسبة 2 في المائة يوم الخميس في بورصة وول ستريت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

من «المنطقة المميتة» إلى شاشات جدة... حين تتحوَّل القمم إلى مرآة للإنسان

بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)
بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)
TT

من «المنطقة المميتة» إلى شاشات جدة... حين تتحوَّل القمم إلى مرآة للإنسان

بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)
بوستر الوثائقي السعودي «سبع قمم» (الشرق الأوسط)

على امتداد 7 سنوات، عَبَر السعودي بدر الشيباني قارات العالم الـ7 ليعتلي أعلى قممها، لكنّ الفيلم الذي وصل إلى مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لم يكن روايةً عن الارتفاع الجغرافي بقدر ما كان رحلةً داخليةً نحو أكثر مناطق الذات عزلةً وصدقاً. هكذا قدَّم وثائقي «سبع قمم» سيرة رجل فَقَد ملامح المدير التنفيذي عند «المنطقة المميتة» في «إيفرست»، ليبقى أمام عدسة الكاميرا إنساناً يسأل نفسه: لماذا أواصل؟

بين رؤية المتسلّق، وصنعة المخرج أمير كريم، جاءت الحكاية بلغة سينمائية تمزج الثلج الذي يغطي العدسة بأنفاس ترتجف فوق ارتفاعات الموت، وبسكون البيوت السعودية التي عادت لتُفسّر دوافع المُغامِر حين يعود من القمم إلى العائلة.

قصة لا تُروى من القمة فقط

يقول بدر الشيباني لـ«الشرق الأوسط» إنّ اللحظة الفاصلة وقعت عند أحد المخيمات المرتفعة في «إيفرست». هناك، حين كان الأكسجين شحيحاً وصوت الريح أعلى من دقات القلب، اكتشف أنّ «ما يحدث داخلي أهم مما يحدث حولي». تلك اللحظة، كما يصف، «حوَّلت الرحلة من إنجاز رياضي إلى مشروع إنساني يستحق أن يُروى للعالم».

في الوثائق التي سجَّلها بنفسه، يظهر صوت متقطّع من البرد، وعدسة تُبللها الثلوج، ويد ترتجف وهي تثبّت الحبل قبل الخطوة التالية. لكن بدر يعترف: «كنت أظن أنّ الهدف هو الوصول إلى القمة، ثم اكتشفتُ أن القمة الحقيقية كانت داخلي». هذه اللقطات الخام التي لم تُصنع لأجل السينما بل لأجل النجاة، أصبحت أساس الفيلم، ومرآته الأصدق.

الجبال ليست قمماً بل مسرح للتحوّل الإنساني

حين تسلم المخرج أمير كريم المواد الأولى للقمم التي صوَّرها الشيباني، وجد نفسه أمام صعوبة من نوع مختلف. فاللقطات ليست مأخوذة بكاميرات سينمائية ولا بإضاءة مدروسة؛ إنها لحظات حقيقية لم تعد بالإمكان إعادة تمثيلها. يقول لـ«الشرق الأوسط»: «لم أتعامل مع الفيلم على أنه مغامرة جغرافية، بل رحلة نفسية يسأل فيها بدر نفسه: مَن أنا؟ ولماذا أواصل؟ الجبال بالنسبة إليّ ليست قمماً، بل مسرح يتحوَّل فيه الإنسان».

ويضيف أن أصعب تحدٍّ لم يكن في البيئات الخطرة كما يُعتقد، بل في بناء جسر بصري بين عالمين: عزلة الجبال القاسية، ودفء البيت السعودي مع العائلة.

فرؤية المخرج اعتمدت على مفارقة مقصودة: الجبال خشنة، غير مصقولة، تترك المُشاهِد يشعر بالبرد والعزلة، والمَشاهِد المحلية دافئة، حميمة، تكشف عن الدوافع والإنسان خارج المغامرة.

يقول أمير: «تركت للجبال خشونتها، وللبيت دفئه. وهذه المفارقة هي روح الفيلم وخلاصته الدرامية».

متسلّق الجبال السعودي بدر الشيباني وعودة الروح إلى نقطة البدء (الشرق الأوسط)

لحظة مواجهة الذات في «المنطقة المميتة»

يتّفق كلّ من الشيباني والمخرج على أنّ المشهد المفصلي في الفيلم هو لحظة الصمت على ارتفاع يفوق 8 آلاف متر فوق سطح البحر، في «المنطقة المميتة» لـ«إيفرست»، خلال رحلة استغرقت 38 يوماً من الصعود.

هناك، كما يروي أمير، «تختفي ملامح المدير والقائد، ويظل الإنسان وحده أمام قراره: التراجع أو المضي قدماً». هذا المشهد لا يروي صراعاً مع الطبيعة فقط، بل يكشف الصراع البشري الداخلي: حين يصبح الانتصار الحقيقي هو رفض الاستسلام.

القصة السعودية خلف القمة

يُقدِّم الشيباني عبر الفيلم صورة أوسع من تجربة فردية؛ إنها كما يقول رمز للتجربة السعودية الجديدة. فالقيم التي حملته بين القارات الـ7، من الانضباط إلى الصبر وإدارة الخوف، ليست حكايته وحده، بل انعكاس لرحلة مجتمع كامل يُعيد تعريف طموحه.

يُعلّق كريم: «قصة بدر ليست عن الجبال فقط، بل عن الإنسان السعودي الذي يتخطَّى الحدود التقليدية ليصنع مستقبله».

أما الجوانب الخفية التي عمل المخرج على إبرازها، فهي لحظات الشكّ والتعب والخوف، تلك التي كان يُخفيها المُغامِر خلف الشخصية القوية. وقد ظهر بدر أمام الكاميرا شخصاً يبحث عن ذاته بقدر بحثه عن القمة.

قيمة فكرية تتجاوز التوثيق

يرى الشيباني أنّ الفيلم يتجاوز التوثيق البصري نحو «رحلة تحوّل ذهني وروحي». العزلة في الجبال حرّرته من ضجيج الحياة، ودفعته إلى التأمُّل وإعادة ترتيب حياته.

الفيلم، كما يشرح، يدعو المُشاهدين إلى اختبار حدودهم العقلية والجسدية، ويضعهم أمام سؤال: ما الذي يمكن أن يحدث عندما نخرج من منطقة الراحة؟ ويؤكد أن عرضه في مهرجان «البحر الأحمر» ليس مجرد مشاركة سينمائية، بل رسالة بأن السعودية الجديدة تحتفي بقصص أبنائها وتضع الإنسان في قلب تحوّلها الثقافي.

بين الدبلوماسية الثقافية وصناعة الفرص

يرى الشيباني، بخبرة رائد أعمال، أن الفيلم الوثائقي ليس مجرّد فنّ، بل أصل استثماري يُعزّز رواية المملكة دولياً. ويعتقد أنّ قوة الوثائقيات تتجاوز الحملات التقليدية لأنها تعتمد على السرد الواقعي العميق.

كما يشير إلى أنّ محتوى مثل «سبع قمم» يمكن أن يتحوَّل إلى نماذج أعمال في سياحة المغامرات والتدريب القيادي، وأيضاً المحتوى التعليمي والصناعات الإبداعية. وهو ما ينسجم مع أهداف «رؤية 2030» في تحويل القصص المحلّية إلى قيمة اقتصادية عالمية. «سبع قمم» ليس فيلماً عن الارتفاعات الشاهقة، بل عن الأعماق الإنسانية. وليس عن الوصول إلى القمة، بل عن القوة الذهنية التي تمنع السقوط. إنه عمل يعكس اللحظة السعودية الراهنة: وطن يواجه قممه الخاصة، ويصعد درجاتها بثقة، بحثاً عن نسخة أوضح وأقوى من ذاته.


في حفل استعراضي صُمم خصيصاً له... ترمب يحضر قرعة كأس العالم

عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
TT

في حفل استعراضي صُمم خصيصاً له... ترمب يحضر قرعة كأس العالم

عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)
عامل نظافة ينظّف السجادة الحمراء بجوار لافتة كُتب عليها: «قرعة كأس العالم 2026» في مركز كيندي بواشنطن (د.ب.أ)

سيحضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب قرعة كأس العالم لكرة القدم اليوم (الجمعة)، في حفل مليء بالاحتفالات والاستعراضات والعروض الباذخة التي تليق بـ«فنان الاستعراض».

ويقام هذا الحدث في «مركز كيندي» بواشنطن، الذي تولى ترمب رئاسته في وقت سابق من هذا العام، في حين قام بتنصيب رئيس ومجلس إدارة جديدين.

وحضور ترمب قرعة كأس العالم يضعه في صدارة المشهد خلال واحد من أبرز الأحداث الرياضية على الإطلاق؛ إذ يبدو أن منظمي الحفل أخذوه في الاعتبار منذ مرحلة التخطيط لهذا الحدث.

وستؤدي فرقة «فيلدج بيبول» أغنيتها الشهيرة «واي إم سي إيه» التي أصبحت عنصراً أساسياً في تجمعات حملة ترمب الانتخابية، وحفلات جمع التبرعات في مارالاغو، حيث شوهد الرئيس السابق يرقص على أنغامها، في حين يخطط الاتحاد الدولي (الفيفا) للكشف عن «جائزة السلام» الخاصة به.

وقام ترمب بحملة علنية للحصول على جائزة «نوبل للسلام»، مستشهداً بمشاركته في إنهاء صراعات متعددة في الخارج، وأسفرت هذه الجهود عن نتائج متباينة.

ومن المقرر أيضاً أن يقدم مغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي عرضاً اليوم، وكذلك نجم البوب البريطاني روبي وليامز، وسفيرة الموسيقى في «الفيفا» المغنية الأميركية نيكول شيرزينغر.

واستغل ترمب مراراً امتيازات الرئاسة ليشارك في فعاليات رياضية وثقافية كبرى هذا العام. وحضر نهائي السوبر بول في فبراير (شباط)، وسط هتافات وصيحات استهجان من الجمهور، ويعتزم يوم الأحد حضور حفل تكريم «مركز كيندي»، الذي تجنبه خلال ولايته الأولى.

وستبرز الجغرافيا السياسية في نهائيات كأس العالم؛ إذ يشارك وفد إيراني في مراسم القرعة بعد أن كان أعلن سابقاً مقاطعة الحفل بسبب مشاكل في التأشيرات، وفقاً لتقارير إعلامية. ويأتي ذلك في ظل توتر العلاقات بعد أن قصفت الولايات المتحدة مواقع نووية إيرانية في يونيو (حزيران) الماضي.


مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
TT

مدينة أميركية تتجمّد... وحرارتها تهبط إلى ما دون المريخ!

المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)
المريخ أكثر دفئاً من الأرض ليوم واحد (ناسا)

شهدت مدينة منيابوليس، كبرى مدن ولاية مينيسوتا الأميركية، انخفاضاً لافتاً في درجات الحرارة الشهر الماضي، حتى باتت، لبرهة، أبرد من كوكب المريخ نفسه.

وأوضح خبير الأرصاد الجوية في «أكيو ويذر»، برايان لادا، أن موجة صقيع ضربت المدينة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، دفعت درجات الحرارة للانخفاض بمقدار 10 درجات تحت المعدل التاريخي. وسجَّلت المدينة درجات حرارة عظمى تراوحت بين 20 و30 درجة فهرنهايت، في أبرد فترة تمرُّ بها منذ فبراير (شباط) الماضي، لسكانها البالغ عددهم نحو 430 ألف نسمة.

وفي المقابل، وعلى بُعد نحو 225 مليون ميل، رصدت مركبة «كيوريوسيتي» التابعة لـ«ناسا» درجات حرارة نهارية بلغت نحو 30 درجة فهرنهايت على سطح الكوكب الأحمر، وفق «الإندبندنت». وفي حين هبطت درجات الحرارة ليلاً في منيابوليس إلى ما بين العشرينات والمراهقات (فهرنهايت)، فإنها سجَّلت على المريخ درجات حرارة قاربت 100 درجة تحت الصفر. وقال لادا إنّ ذلك «تذكير بأنه رغم تقارب درجات الحرارة النهارية أحياناً، فإنّ الكوكب الأحمر يظلّ عالماً مختلفاً تماماً».

ولكن، لماذا يكون المريخ بارداً إلى هذا الحد؟ الإجابة البديهية هي أنه في الفضاء، وهو كذلك أبعد عن الشمس من الأرض، فضلاً عن أنّ غلافه الجوّي الرقيق لا يحتفظ بالحرارة بكفاءة، وفق «ناسا».

فالأرض تدور على بُعد 93 مليون ميل من الشمس، في حين يقع المريخ على بُعد نحو 142 مليون ميل. كما أنّ غلافه الجوّي لا يُشكّل سوى نحو 1 في المائة من كثافة الغلاف الجوّي للأرض عند السطح، وفق «مرصد الأرض» التابع للوكالة. وهذا يعني أنّ درجة الحرارة على المريخ يمكن أن تنخفض إلى 225 درجة فهرنهايت تحت الصفر، وهي درجة قاتلة. فالبشر قد يتجمّدون حتى في درجات حرارة أعلى من 32 فهرنهايت، وهي درجة تجمُّد الماء. وأشار لادا إلى أنّ غياب بخار الماء في الغلاف الجوّي للمريخ يُسرّع فقدان الحرارة فور غروب الشمس.

لكن ذلك لا يعني غياب الطقس على الكوكب الأحمر. ففي بعض الجوانب، يتشابه طقس المريخ مع طقس الأرض، إذ يشهد كلاهما فصولاً ورياحاً قوية وسحباً وعواصف كهربائية. وتتكوَّن سحب المريخ على الأرجح من بلورات جليد الماء، لكنها لا تدرّ مطراً بسبب البرودة القاسية. وقال علماء «ناسا»: «إنّ الهطول على الأرجح يتّخذ شكل الصقيع. فسطح المريخ يكون عادة أبرد من الهواء، خصوصاً في الليالي الباردة الصافية، مما يجعل الهواء الملامس للسطح يبرد وتتجمَّد الرطوبة عليه». وقد رصدت مركبة «فايكينغ 2» هذا الصقيع على السطح في بعض الصباحات خلال سبعينات القرن الماضي.

وتُواصل مركبة «كيوريوسيتي» تتبُّع الطقس المريخي منذ وصولها إلى فوهة غيل عام 2012، وهي تقع في نصف الكرة الجنوبي قرب خطّ الاستواء. وفي الأول من ديسمبر (كانون الأول)، سجَّلت المركبة درجة حرارة عظمى بلغت 25 درجة فهرنهايت، بينما هبطت الصغرى إلى 96 درجة تحت الصفر.