احتفاء مصري بمئوية «صانع البهجة» فؤاد المهندس

نجله أكد لـ«الشرق الأوسط» رفضه تقديم سيرة «الأستاذ» درامياً

فؤاد المهندس (صورة أرشيفية)
فؤاد المهندس (صورة أرشيفية)
TT

احتفاء مصري بمئوية «صانع البهجة» فؤاد المهندس

فؤاد المهندس (صورة أرشيفية)
فؤاد المهندس (صورة أرشيفية)

مع حلول الذكرى المئوية لميلاد الفنان المصري فؤاد المهندس، في 6 سبتمبر (أيلول) عام 1924، احتفى به أكثر من منصة فنية وإعلامية تحت عناوين «الأستاذ»، و«عمّو فؤاد»، و«صانع البهجة»، بعد أن تصدّر اسمه مؤشرات البحث على «غوغل» في مصر.

وتحدث نجله محمد المهندس لـ«الشرق الأوسط» عن كواليس الأيام الأخيرة في حياته، قائلاً: «كان عام 2006 قاسياً عليه، فقد عاش أياماً حزينة بعد وفاة الفنانة سناء يونس، إلى جانب علمه بوفاة صديق العمر عبد المنعم مدبولي من الفنان عادل إمام، الذي جاء لزيارته عقب حادث الحريق الشهير قبيل رحيله بأشهر عدّة، الذي قضى على جميع محتويات غرفته ومقتنياته الخاصة وصوره النادرة، وأثّر فيه كثيراً».

الفنان الراحل فؤاد المهندس (صفحة نجله محمد في «فيسبوك»)

ويرفض المهندس تقديم سيرة والده درامياً قائلاً: «لم يكتب والدي مذكراته، بل كان يردّد أن أعماله هي المتحدث الرسمي بعد وفاته، كما لا توجد معلومات موثقة عن حياته ومشواره الكبيرين، كما أنّه لا يصلح أحد لتجسيد شخصيته».

وأكد المهندس أن «نجوم مصر من ممثلين وكتّاب ومخرجين كانوا ضيوفاً دائمين على منزل والده، مثل صلاح ذو الفقار، وشادية، ورشدي أباظة، ومحمد عوض، ومحمد صبحي، وسعيد صالح، وصلاح السعدني، وعادل إمام، وسعاد حسني، وسناء جميل، فقد كنت أشاهدهم بانبهار، وأنا أجلس مع أخي أحمد، ومنة الله ابنة الفنانة شويكار على سلم المنزل الداخلي».

فؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي ثنائي الضحك الشهير (صفحة نجل المهندس في «فيسبوك»)

وعن علاقة والده بعمر الشريف وعادل إمام، قال نجل المهندس: «الشريف كان وراء ترشيح والدي لفيلم (أيوب)، كما أنه قام بالدعاية بالصّوت والصورة لشريط كاسيت (عمّو فؤاد)، وكذلك كانت تربطه علاقة وطيدة بالزعيم، الذي شارك والدي في أعمالٍ عدّة، وكان حاضراً في مجالسه وفخوراً به وبمسيرته واختياراته الفنية».

وعن كواليس برنامجه الإذاعي الشهير «كلمتين وبس»، قال المهندس: «كنت أذهب معه لتسجيل حلقاته أسبوعياً، فالبرنامج لم يكن يُذاع على الهواء مثلما يعتقد البعض، لكنه كان يسجّل 7 حلقات كل يوم جمعة، ولم يكن له دور في اختيار الموضوعات، إنما كانت مهمة الكاتب أحمد بهجت، ومن بعده بهجت قمر، بيد أنه كان حريصاً على قراءة الورق جيداً ليسجّل ملاحظاته».

وأشار محمد إلى أن والده لم يجامل أحداً من الفنانين، موضحاً أن مشاركته مع «الزعيم» في فيلم «خمسة باب» لم تكن «مجاملة مثلما يُقال، لكن السبب هو عشق والدي لقصّة الفيلم الأصلية (إيرما لا دوس)، وعندما عرض عليه إمام الدور وافق ووقّع على العقد قبل قراءة السيناريو».

وذكر نجل المهندس كذلك أن مشاركة والده في مسرحية «علشان خاطر عيونك» لم تكن مجاملة للفنانة شريهان التي يُعدّها جزءاً من حياته، فهو من قدّمها في مسرحيته الشهيرة «سُك على بناتك»، وكان مؤمناً بموهبتها، بجانب إعجابه الشديد بالنّص الذي كتبه الراحل الكبير بهجت قمر، وفق قوله.

ولفت محمد المهندس إلى أن نجله المخرج عمر المهندس ورث كثيراً من موهبة جدّه، وقال: «لقد قدّم أولى تجاربه الإخراجية عبر مسلسل (بالطو)».

من جانبه، قال المؤرخ الفني المصري محمد شوقي، إن فؤاد المهندس بدأ بطلاً في السينما من خلال فيلم «بنت الجيران» عام 1954 أمام الفنانة شادية، بيد أنه فشل تجارياً، وهو ما جعله يتراجع لتقديم الدور الثاني، وقدّم حينها أفلام «بين الأطلال»، و«الشّموع السوداء»، و«امرأة في دوامة»، إلى أن جاءت فترة الستينات التي شهِدت تراجعاً لاسم الفنان إسماعيل يس.

ويضيف شوقي لـ«الشرق الأوسط»: «أقبلت الناس على المهندس في السينما بدلاً من يس، وقدّم حينها أفلام (جناب السفير)، و(أرض النفاق)، و(عائلة زيزي)، وشكّل ثنائياً فنياً مع الفنانة الراحلة شويكار، في أكثر من 20 فيلماً، لكنّ عشق المهندس للمسرح بدأ قبل ذلك من خلال إعجابه وقربه من الفنان نجيب الريحاني».

الفنان فؤاد المهندس وحفيده عمر المهندس (صفحة عمر بـ«فيسبوك»)

ولفت شوقي إلى أن «المهندس طلب من الريحاني إخراج أحد العروض لفريق الكلية، وعلى الرغم من أن الريحاني وقتها كان في عزّ مجده الفني فقد وافق على طلب المهندس حتى تأثّر به وتعلم منه، لكنه سرعان ما انطلق وأصبحت له مدرسة مختلفة من خلال صداقته بالراحل عبد المنعم مدبولي».

رحل فؤاد المهندس عام 2006، تاركاً إرثاً فنياً حافلاً بالأعمال في المسرح، والتلفزيون، والسينما، والإذاعة، والفوازير، والأغاني، من بينها أفلام «بين الأطلال»، و«نهر الحب»، و«شفيقة القبطية»، و«صاحب الجلالة»، و«جناب السفير»، و«معبودة الجماهير»، و«البيه البواب»، ومسرحيات «سيدتي الجميلة»، و«إنها حقاً عائلة محترمة»، و«سك على بناتك»، و«هالة حبيبتي»، و«عشان خاطر عيونك».


مقالات ذات صلة

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
سينما  مندوب الليل (آسيا وورلد فيلم فيستيڤال)

«مندوب الليل» لعلي الكلثمي يفوز في لوس أنجليس

في حين ينشغل الوسط السينمائي بـ«مهرجان القاهرة» وما قدّمه وما نتج عنه من جوائز أو أثمر عنه من نتائج وملاحظات خرج مهرجان «آسيا وورلد فيلم فيستيڤال» بمفاجأة رائعة

محمد رُضا‬ (القاهرة)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».