فنانون يواصلون دعم فلسطين عبر مهرجانات السينما العالمية

المصري عصام عمر لفت الانتباه في «فينيسيا» بإشارته إلى «العَلم»

عصام عمر على السجادة الحمراء (إدارة مهرجان فينيسيا)
عصام عمر على السجادة الحمراء (إدارة مهرجان فينيسيا)
TT

فنانون يواصلون دعم فلسطين عبر مهرجانات السينما العالمية

عصام عمر على السجادة الحمراء (إدارة مهرجان فينيسيا)
عصام عمر على السجادة الحمراء (إدارة مهرجان فينيسيا)

لفت الممثل المصري الشاب عصام عمر الانتباه خلال وجوده على السجادة الحمراء في الدورة الـ81 من مهرجان «فينيسيا»، بوضع «دبوس» يحمل ألوان العلم الفلسطيني وإشارته إليه بيده، خلال مرافقته عرض بطولته السينمائية الأولى «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي عُرض ضمن الاختيارات الرسمية للمهرجان.

ونشر عصام الصور عبر حسابه على «إنستغرام»، وعلّق عليها بوصفها «أحلى صورة في حياته لكون بها علم فلسطين»، وهو ما لاقى تفاعلاً كبيراً مع مئات التعليقات من متابعيه الذين أثنى غالبيتهم على موقفه.

عصام عمر خلال إبرازه علم فلسطين (حسابه على «فيسبوك»)

وهذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها فنانون دعم القضية الفلسطينية في المهرجانات السينمائية العالمية، وكان من بينهم الفنانة الأسترالية كيت بلانشيت، التي ارتدت فستاناً بألوان علم فلسطين خلال مشاركتها في النسخة الماضية من مهرجان «كان» السينمائي الدولي، والذي شهد مخالفة عدد من نجومه بعدم إظهار آرائهم السياسية خلال الفعاليات، منهم الفرنسية باسكال كان، والهندية كاني كوسروتي.

كما شهدت النسخة الماضية من حفل توزيع جوائز «الأوسكار» دعم بعض المشاركين للقضية الفلسطينية، منهم رامي يوسف وبيلي إيليش، في حين شارك أمير المصري خلال حضوره حفل جوائز «البافتا» الأسكوتلندية في الدعوة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على غزة.

وبرز اسم عصام عمر بعد نشره الصورة خلال مرافقته فريق عمل الفيلم الذي يخرجه خالد منصور، وحصل على دعم إنتاجي من «صندوق البحر الأحمر» و«الصندوق العربي للثقافة والفنون».

وأبدى الناقد السينمائي المصري خالد محمود سعادته بمشهد عصام عمر في المهرجان، لكونه يأتي من ممثل شاب في بداية مسيرته، الأمر الذي فسره لـ«الشرق الأوسط» بوصفه يعبر عن الوعي بالقضية الفلسطينية، وانتقاله من جيل إلى آخر من الممثلين بالدرجة نفسها من الاهتمام.

رأي يدعمه الناقد المصري محمد عبد الرحمن، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «إن أي دعم معنوي للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية يسهم في لفت الانتباه لها، لافتاً إلى أن ما فعله عصام عمر يعيد التأكيد على أن الفن لا ينفصل عن السياسة، وهي قاعدة رسخها القائمون على الإنتاج الفني الغربي بشكل عام، خصوصاً بعد الغزو الروسي لأوكرانيا مع استبعاد السينما الروسية من كل الفعاليات».

صناع الفيلم في صورة تذكارية على السجادة الحمراء (إدارة مهرجان «فينيسيا»)

ويشير خالد محمود إلى أن الفنان عادة لا يملك سوى الاستمرار في دعم القضية التي يقتنع بها، مؤكداً أن السينما بشكل عام داعمة للقضية الفلسطينية بشكل أو بآخر في غالبية الأعمال التي تقدمها.

وحضر عصام عمر في المهرجان السينمائي بفيلم «البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو»، الذي أعاد السينما المصرية للوجود في الاختيارات الرسمية لمهرجان «فينيسيا» بعد غياب 12 عاماً.

وتدور أحداثه من خلال قصة الشاب «حسن»، الذي يعيد اكتشاف نفسه، ويضطر لمواجهة مخاوف ماضيه خلال رحلته لإنقاذ كلبه وصديقه الوحيد «رامبو» من مصير مجهول، بعدما تورط في حادث خطير دون ذنب، ليصبح بين ليلة وضُحاها مُطارَداً من قبل سكان الحي.

عصام عمر خلال مشاركته في المهرجان (حسابه على «فيسبوك»)

الأمر الأهم من وجهة نظر عبد الرحمن في تصرف عصام عمر، هو «الرمزية» التي استخدمها الممثل المصري عبر وضع «علم صغير» على ملابسه، دون الحاجة لشعارات طنّانة أو حركات مبالغ فيها، وهو أمر يتسق مع متابعته للشأن الفلسطيني وانشغاله بما يحدث هناك، الأمر الذي برز عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي، بما يؤكد أن فعله لم يكن نوعاً من أداء الواجب، لكنه تصرف متسق مع اهتمامه بالقضية.


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
TT

محمد رحيم... رحيل يستدعي حزن جيل التسعينات

الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)
الملحن المصري محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ما أن تم الإعلان عن خبر الرحيل المفاجئ للملحن المصري محمد رحيم، حتى سيطرت أجواء حزينة على الوسط الفني عامة والموسيقي خاصة بمصر، كما أعرب عدد كبير من متابعي «السوشيال ميديا» من جيل التسعينات والثمانينات عن حزنهم العميق لرحيل ملحنهم «المحبوب» الذي يعتبرونه أفضل من عبّر عن أحلامهم وصدماتهم، مشيرين إلى أن رحيله «خسارة فادحة» لعالم الموسيقى والغناء عربياً.

وبدأ الملحن المصري محمد رحيم مسيرته المهنية مبكراً، إذ تعاون مع نخبة كبيرة من النجوم بمصر والعالم العربي، وكان قاسماً مشتركاً في تألقهم، كما صنع لنفسه ذكرى داخل كل بيت عبر أعماله التي تميزت بالتنوع ووصلت للعالمية، وفق نقاد.

الشاعر فوزي إبراهيم والمطربة آية عبد الله والملحن محمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

ومن بين النجوم الذين تعاون معهم رحيم عمرو دياب، ونانسي عجرم، ومحمد منير، وأصالة، وإليسا، ونوال الزغبي، وأنغام، وآمال ماهر، وروبي، ومحمد حماقي، وتامر حسني، وغيرهم.

وقدم رحيم أول ألحانه مع الفنان عمرو دياب أواخر تسعينات القرن الماضي، قبل أن يكمل عامه الـ20، من خلال أغنية «وغلاوتك» ضمن شريط «عودوني»، التي حققت نجاحاً كبيراً وكانت بداية الطريق لأرشيف غنائي كبير صنع اسم رحيم في عالم الفن.

وقدم رحيم، الذي رحل السبت عن عمر يناهز الـ45 عاماً، مع عمرو دياب أغنية «حبيبي ولا على باله»، التي حصد عنها دياب جائزة «ميوزك أورد» العالمية عام 2001.

بدأ رحيم في عصر ازدهار «شرائط الكاسيت»، التي كانت الملاذ الوحيد لمحبي الأغاني وخصوصاً في مواسم الإجازات، وانتظار محلات وأكشاك بيع الشرائط في الشوارع والميادين بمصر كي تعلن عبر صوت صاخب طرح «شريط جديد».

الملحن محمد رحيم والمطربة جنات (حساب رحيم على فيسبوك)

ووفق موسيقيين؛ فإن الملحن الراحل قد نجح في صناعة ألحان يعتبرها جيل التسعينات والثمانينات «نوستالجيا»، على غرار «أنا لو قلت» لمحمد فؤاد، و«الليالي» لنوال الزغبي، و«يصعب علي» لحميد الشاعري، و«ياللي بتغيب» لمحمد محيي، و«أحلف بالله» لهيثم شاكر، و«جت تصالحني» لمصطفى قمر، و«مشتاق» لإيهاب توفيق، و«أنا في الغرام» لشيرين، وغيرهم. لذلك لم يكن مستغرباً تعليقات نجوم الغناء على رحيل رحيم بكلمات مؤثرة.

ويرى الشاعر والناقد الموسيقى المصري فوزي إبراهيم أن «محمد رحيم ملحن كان يتمتع بموهبة فريدة، وألحانه تميزت بالبساطة والقرب من ذائقة الجمهور التي يعرفها بمجرد سماعها، لذلك اقتربت موسيقاه من أجيال عدة».

لم يقم الموسيقار الراحل باستعارة أو اقتباس جمل موسيقية مطلقاً خلال مشواره، بل اعتمد على موهبته الإبداعية، برغم ترجمة أعماله للغات عدة، وفق إبراهيم، الذي أشار في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى «أن محمد منير وصف رحيم بأنه (أمل مصر في الموسيقى)، مثلما قالها عبد الحليم حافظ للموسيقار بليغ حمدي».

محمد حماقي ومحمد رحيم (حساب رحيم على فيسبوك)

«بدأ شاباً وكان يعي متطلبات الشباب»، على حد تعبير الناقد الموسيقى المصري أمجد مصطفى، الذي يقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتباط جيل التسعينات بأعماله يرجع لكونه نجح في القرب منهم والتعبير عن أحلامهم ومشاعرهم، بجانب ثقافته الموسيقية المبكرة التي حملت أبعاداً مختلفة».

ولفت مصطفى إلى أن «رحيم كان تلميذاً للملحن الليبي ناصر المزداوي، الذي يتمتع بتجارب عالمية عديدة، كما أن رحيم كان متميزاً في فن اختيار الأصوات التي تبرز ألحانه، بجانب إحساسه الفني الذي صنع شخصيته وميزته عن أبناء جيله».

الملحن محمد رحيم والفنان محمد منير (حساب رحيم على فيسبوك)

وكان للملحن المصري بصمة واضحة عبر أشهر شرائط الكاسيت مثل «الحب الحقيقي» لمحمد فؤاد، و«عودوني» لعمرو دياب، و«غزالي» لحميد الشاعري، و«أخبارك إيه» لمايا نصري، و«صورة ودمعة» لمحمد محيي، و«شوق العيون» لرجاء بلمليح، و«وحداني» لخالد عجاج، و«حبيب حياتي» لمصطفى قمر، و«عايشالك» لإليسا، و«جرح تاني» لشيرين، و«قوم أقف» لبهاء سلطان، و«ليالي الشوق» لشذى، و«ليلي نهاري» لعمرو دياب، و«طعم البيوت» لمحمد منير، وغيرها من الألحان اللافتة.

الملحن محمد رحيم والفنانة نانسي عجرم (حساب رحيم على فيسبوك)

من جانبها قالت الشاعرة المصرية منة القيعي إنها من جيل التسعينات وارتباطها بأغاني رحيم لم يكن من فراغ، خصوصاً أغنية «غلاوتك»، التي أصرت على وجودها خلال احتفالها بخطبتها قبل عدة أشهر، رغم مرور ما يقرب من 26 عاماً على إصدارها.

وتوضح منة لـ«الشرق الأوسط» أن «رحيم كان صديقاً للجميع، ولديه حس فني وشعور بمتطلبات الأجيال، ويعرف كيف يصل إليهم بسهولة، كما أن اجتماع الناس على حبه نابع من ارتباطهم بأعماله التي عاشت معهم ولها ذكرى لن تزول من أذهانهم».

الملحن محمد رحيم والموسيقار الراحل حلمي بكر (حساب رحيم على فيسبوك)

وتؤكد منة أن «ألحان رحيم جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، والقوى الناعمة التي تملكها مصر، وفنه الراسخ هو (تحويشة) عمره، فقد بدأ صغيراً ورحل صغيراً، لكن عمره الفني كان كبيراً، وأثر في أجيال عديدة». على حد تعبيرها.