هل تبحث مهرجانات مصرية عن «الشهرة» من بوابة «تكريم النجوم»؟

اختيار «المسرح العربي» لكريم عبد العزيز أثار ضجة واسعة

دورة مهرجان «المسرح العربي» تحمل اسم الفنان كريم عبد العزيز (إدارة المهرجان)
دورة مهرجان «المسرح العربي» تحمل اسم الفنان كريم عبد العزيز (إدارة المهرجان)
TT

هل تبحث مهرجانات مصرية عن «الشهرة» من بوابة «تكريم النجوم»؟

دورة مهرجان «المسرح العربي» تحمل اسم الفنان كريم عبد العزيز (إدارة المهرجان)
دورة مهرجان «المسرح العربي» تحمل اسم الفنان كريم عبد العزيز (إدارة المهرجان)

جدّد إطلاق اسم الفنان كريم عبد العزيز على الدورة الجديدة من «مهرجان المسرح العربي»، الجدل بشأن اتهام «مهرجانات مصرية بالبحث عن الشهرة عبر بوابة تكريم النجوم»، من دون النظر إلى مدى ملاءمة طبيعة مجالات تألقهم مع تلك المهرجانات وخصوصاً المسرحية منها.

وينظم المعهد العالي للفنون المسرحية بالإسكندرية، التابع لأكاديمية الفنون المصرية، الدورة الخامسة من «مهرجان المسرح العربي» في الفترة من 18 حتى 27 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل. وأثار اختيار كريم عبد العزيز ضجة واسعة؛ كون المهرجان يختص بالمسرح، في حين أن تجربة كريم الأساسية تركز على السينما، حسب اعتراضات أبداها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.

لكن محمد عصمت، مدير المهرجان، عَدّ اختيار كريم عبد العزيز في محله تماماً، مرجّعاً ذلك إلى أنه «أحد خريجي أكاديمية الفنون الذين تألقوا ولعبوا دوراً مشهوداً في الفن المصري والعربي عموماً، وقدم عشرات الأفلام الجيدة التي تكشف عن موهبة عملاقة».

وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه «من الطبيعي أن تكرم الأكاديمية أبناءها، لا سيما أن هذا التكريم يأتي استكمالاً لنهج المهرجان في الاحتفاء بكبار النجوم، كما حدث سابقاً مع محمد صبحي وماجد الكدواني». ورفض عصمت اتهام المهرجان الذي يرأسه بـ«السّعي للشهرة جرّاء تكريم اسم كريم عبد العزيز»، لكنه عاد وتساءل: «نحن مهرجان مسرحي وعروضنا مجانية، فما العيب أن نسوّق ونروّج للمسرح؟».

وكان اختيار النجم محمود حميدة ضمن المكرمين في حفل افتتاح الدورة الحالية من مهرجان القاهرة الدّولي للمسرح التجريبي قد أثار جدلاً مشابهاً بسبب «عدم وجود تاريخ حقيقي لحميدة في المسرح»، وهو ما رد عليه الدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، في المؤتمر الصحافي الذي سبق بدء فعاليات الحدث قائلاً إن «المسرحيين غير معروفين على نطاق واسع، ونحن بحاجة إلى وجود أسماء شهيرة بين المكرمين»، ومن ثَمّ عاد وأكد أنّ «اللجنة العليا للمهرجان اختارت حميدة بالإجماع؛ تقديراً لمسيرته الفنية الطويلة في السينما والتلفزيون والمسرح، وليس لكونه نجماً سينمائياً فحسب».

ملصق تكريم الفنان محمود حميدة في مهرجان المسرح التجريبي (إدارة المهرجان)

وفي المقابل، قال الناقد الفني المصري طارق الشناوي: «نحن بإزاء مهرجانات فنية تبحث عن (الشو) أو (اللقطة) نتيجة تغوّل مفهوم الدعاية والبحث بأي وسيلة عن صنع حالة من البريق أو الوهج لهذا الحدث أو ذاك، حتى لو كان وهجاً كاذباً».

ولفت في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «طبيعة النجومية ومفهومها في مجال المسرح أقل بكثير من نظيرتها في مجال السينما، مما يجعل منظمي الفعاليات المسرحية يضعون أعينهم طوال الوقت على نجوم السينما وهم يخطّطون لتسويق مهرجان أو منتدى إعلامي».

دورة مهرجان «المسرح العربي» تحمل اسم الفنان كريم عبد العزيز (إدارة المهرجان)

وعَدّ الناقد محمد عبد الرحمن الترويج لمهرجان اعتماداً على نجم بعينه، سواء من خلال منحه الرئاسة الشرفية أو إطلاق اسمه على دورة جديدة، هو بمنزلة «استغلال سيّئ لنجومية البعض»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذا السلوك المرفوض يحوِّل الأحداث المهمة إلى مجرد فعاليات تجارية تبحث عن البريق الإعلامي، بلا مضمون أو أثر يمكن أن يبقى لسنوات مقبلة».

وشهدت الدورة الماضية من مهرجان القاهرة الدّولي للمسرح التجريبي حالة من الجدل بسبب وجود الفنانة ليلى علوي ضمن قائمة المكرمين التي ضمت كذلك المخرجين خالد جلال، وناصر عبد المنعم (مصر)، إذ عَدّ متابعون أن «علاقتها بالمسرح بشكل عام (ضعيفة)، و(منعدمة) بالمسرح التجريبي، في حين تنحصر شهرتها في السينما والدراما التلفزيونية».

بوستر تكريم ليلى علوي السابق في مهرجان المسرح التجريبي (إدارة المهرجان)

ورد الدكتور سامح مهران، رئيس المهرجان، على الانتقاد واصفاً اختيار علوي بأنه «منطقي»، مضيفاً في المؤتمر الصحافي أنه «من الطبيعي أن يسعى كلّ مهرجان لوجود اسم لامع يحظى بجماهيرية».

وأسدلت الفنانة المصرية ليلى علوي الستار على جدل تكريمها من مهرجان القاهرة للمسرج التجريبي خلال دورته الـ30 بتقديم اعتذار عن عدم حضور التكريم.

وجاء ذلك الإعلان بعدما تعرضت علوي لانتقادات من متابعين ونقاد لتكريمها ضمن مهرجان لا يتماس مع مجال تألقها. وأشاد كثيرون بقرار ليلى علوي ووصفوه بأنه «ذكي»، ويرفع الحرج عن إدارة المهرجان التي تعرضت لحملة هجوم وانتقادات شديدة على مواقع «السوشيال ميديا».


مقالات ذات صلة

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق عمرو سعد يتحدث عن مشواره الفني (إدارة المهرجان)

عمرو سعد: أعود للشاشة بفيلم «الغربان»... وأحل ضيفاً على «الست»

قال الفنان المصري عمرو سعد إن غيابه عن السينما في السنوات الأخيرة جاء لحرصه على تقديم أعمال قوية بإمكانات مادية وفنية مناسبة.

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق حفل ختام مهرجان شرم الشيخ المسرحي شهد غياب مشاهير الفن (شرم الشيخ المسرحي)

«شرم الشيخ المسرحي» يُختتم بعيداً عن «صخب المشاهير»

اختتم مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي فعاليات دورته التاسعة، مساء الأربعاء، بعيداً عن صخب المشاهير.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
TT

احذروا الإفراط في الوقوف خلال العمل

تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)
تحتاج بعض المهن إلى الوقوف فترات طويلة (معهد الصحة العامة الوبائية في تكساس)

توصّلت دراسة أجراها باحثون من جامعة توركو الفنلندية، إلى أنّ الوقوف لفترات طويلة في العمل له تأثير سلبي في قياسات ضغط الدم على مدى 24 ساعة.

وتكشف النتائج عن أنّ الوقوف لفترات طويلة يمكن أن يرفع ضغط الدم، إذ يعزّز الجسم مسارات الدورة الدموية إلى الأطراف السفلية عن طريق تضييق الأوعية الدموية وزيادة قوة ضخّ القلب. وعلى النقيض من ذلك، ارتبط قضاء مزيد من الوقت في وضعية الجلوس في العمل بتحسُّن ضغط الدم.

وتشير الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ميديسين آند ساينس إن سبورتس آند إكسيرسيس»، إلى أنّ السلوكيات التي يغلب عليها النشاط في أثناء ساعات العمل قد تكون أكثر صلة بقياسات ضغط الدم على مدار 24 ساعة، مقارنةً بالنشاط البدني الترفيهي.

تقول الباحثة في الدراسة، الدكتورة جووا نورها، من جامعة «توركو» الفنلندية: «بدلاً من القياس الواحد، فإن قياس ضغط الدم على مدار 24 ساعة هو مؤشر أفضل لكيفية معرفة تأثير ضغط الدم في القلب والأوعية الدموية طوال اليوم والليل».

وتوضِّح في بيان منشور، الجمعة، على موقع الجامعة: «إذا كان ضغط الدم مرتفعاً قليلاً طوال اليوم ولم ينخفض ​​بشكل كافٍ حتى في الليل، فتبدأ الأوعية الدموية في التصلُّب؛ وعلى القلب أن يبذل جهداً أكبر للتعامل مع هذا الضغط المتزايد. وعلى مرّ السنوات، يمكن أن يؤدّي هذا إلى تطوّر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية».

وأظهرت دراسات سابقة أنّ ممارسة الرياضة في وقت الفراغ أكثر فائدة للجهاز القلبي الوعائي من النشاط البدني الناتج عن العمل، الذي ربما يكون ضاراً بالصحّة، مشدّدة على أنّ التمارين الرياضية المنتظمة مهمة للسيطرة على ضغط الدم.

وعلى وجه الخصوص، تعدّ التمارين الهوائية الأكثر قوة فعالةً في خفض ضغط الدم، ولكن وفق نتائج الدراسة الجديدة، فإنّ النشاط البدني اليومي يمكن أن يكون له أيضاً تأثير مفيد.

في الدراسة الفنلندية، تم قياس النشاط البدني لموظفي البلدية الذين يقتربون من سنّ التقاعد باستخدام أجهزة قياس التسارع التي يجري ارتداؤها على الفخذ خلال ساعات العمل، وأوقات الفراغ، وأيام الإجازة. بالإضافة إلى ذلك، استخدم المشاركون في البحث جهاز مراقبة ضغط الدم المحمول الذي يقيس ضغط الدم تلقائياً كل 30 دقيقة لمدّة 24 ساعة.

وتؤكد النتائج أنّ طبيعة النشاط البدني الذي نمارسه في العمل يمكن أن يكون ضاراً بالقلب والجهاز الدوري. وبشكل خاص، يمكن للوقوف لفترات طويلة أن يرفع ضغط الدم.

وتوصي نورها بأنه «يمكن أن يوفر الوقوف أحياناً تغييراً لطيفاً عن وضعية الجلوس المستمر على المكتب، ولكن الوقوف كثيراً يمكن أن يكون ضاراً. من الجيد أن تأخذ استراحة من الوقوف خلال العمل، إما بالمشي كل نصف ساعة أو الجلوس لبعض أجزاء من اليوم».

ويؤكد الباحثون أهمية النشاط البدني الترفيهي لكل من العاملين في المكاتب وفي أعمال البناء، وتشدّد نورها على أنه «جيد أن نتذكّر أنّ النشاط البدني في العمل ليس كافياً بذاته. وأنّ الانخراط في تمارين بدنية متنوّعة خلال وقت الفراغ يساعد على الحفاظ على اللياقة البدنية، مما يجعل الإجهاد المرتبط بالعمل أكثر قابلية للإدارة».