رحلة الفن السعودي في معرض لندني

50 عملاً فنياً تتبع محطاتها منذ الستينات

عمل للفنان عبد الستار الموسى (الشرق الأوسط)
عمل للفنان عبد الستار الموسى (الشرق الأوسط)
TT

رحلة الفن السعودي في معرض لندني

عمل للفنان عبد الستار الموسى (الشرق الأوسط)
عمل للفنان عبد الستار الموسى (الشرق الأوسط)

على مدى أسبوعين، استضافت «دار سوذبيز للمزادات» في لندن معرضاً يسرد المحطات الأولى لحركة الفنون البصرية في السعودية.

ركّز معرض «خمسين... نظرة على الفن السعودي» على أعمال رواد الفن في المملكة، أمثال عبد الحليم رضوي ومحمد السليم وصفية بن زقر وغيرهم كثير.

ويتبدَّى للزائر التطورات الفنية التي حدثت في المملكة منذ ستينات القرن الماضي، التي تظهر في أساليب فنية مختلفة، تعبر ببلاغة بصرية عن تطور المجتمع والمراحل التاريخية التي مرَّت بها البلاد. صاحب فكرة العرض هو قسورة حافظ، مالك «حافظ غاليري» في جدة، وهو من أهم المشتغلين بالفن في المملكة، وفي تنسيقه للعرض اختار أن يضع أعمال الروّاد في سرد فني تاريخي كأساس للحركة الفنية المنتعشة حالياً في البلاد.


مقالات ذات صلة

إسرائيل تتَّهم إيران بـ«فتح جبهة الضفة»

شؤون إقليمية إسرائيل تتَّهم إيران بـ«فتح جبهة الضفة»

إسرائيل تتَّهم إيران بـ«فتح جبهة الضفة»

فيما خفّفت إسرائيل من عملياتِها في قطاع غزة وأعلنت انتهاءَها في خان يونس ودير البلح، واصلت قواتها وأجهزتها الأمنية توغلها في مناطق عدة شمال الضفة الغربية، وسط

نظير مجلي ( تل أبيب)
المشرق العربي مُسيّرة إسرائيلية مسلّحة تُحلق فوق قرى جنوب لبنان في يوليو (تموز) الماضي (إعلام «حزب الله»)

مسيّرات إسرائيلية تدقّق في وجوه اللبنانيين

طوّرت إسرائيل وظائفَ مسيّراتها العسكرية في جنوب لبنان من الاغتيالات وقصف المنشآت والملاحقات وجمع المعلومات، إلى التدقيق في وجوه اللبنانيين وحرق أحراشهم.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي 
تعبير فني عن المختفين قسراً (المرصد السوري لحقوق الانسان)

أميركا تقيّد منح التأشيرات لـ14 مسؤولاً سورياً

أعلنت الولايات المتحدة، أمس، فرضَ قيود على تأشيرات دخول 14 مسؤولاً سوريّاً، بسبب تورطهم في قمع الحقوق والاختفاء القسري لعدد كبير من السوريين.

هبة القدسي (واشنطن)
أوروبا بيسكوف

الرئيس بوتين يتحدى مذكرة التوقيف الدولية

عبّر الكرملين عن عدم قلقه تجاه مذكرة التوقيف الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارته الثلاثاء إلى منغوليا، الدولة العضو في

«الشرق الأوسط» (موسكو)
شمال افريقيا محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير (الشرق الأوسط)

فرار محافظ «المركزي» الليبي خوفاً على حياته

قالَ محافظ المصرف المركزي الليبي، الصديق الكبير، إنهَّ فرّ من البلاد عقب «تهديدات»، وسط توترات بين سلطات متنافسة على إدارة المؤسسة.

جمال جوهر (القاهرة)

شربل روحانا والثلاثي جبران مع محمود درويش يعزفون على «أوتار بعلبك»

سمير روحانا خلال حفل بعلبك (المصدر منصة إكس)
سمير روحانا خلال حفل بعلبك (المصدر منصة إكس)
TT

شربل روحانا والثلاثي جبران مع محمود درويش يعزفون على «أوتار بعلبك»

سمير روحانا خلال حفل بعلبك (المصدر منصة إكس)
سمير روحانا خلال حفل بعلبك (المصدر منصة إكس)

ثلاث ساعات من المتعة الخالصة، تحاورت خلالها الآلات الموسيقية، في حفل «أوتار بعلبك»، لعبت على الأخيلة، ومدّت الجسور، وأثارت الشجن.

هي ليلة واحدة رمزية، لمهرجانات بعلبك بـ«مسرح الإيفوار» في بيروت، لكنها دسمة، بجرعات كثيفة وانخراط حار من جمهور جاء متعطشاً للفرح وللقاء كبار عازفي العود في العالم العربي، شربل روحانا وفرقته، والثلاثي جبران والعازفين المرافقين.

تحدثت رئيسة لجنة المهرجانات نايلة دو فريج بكلمة موجزة عن الأوضاع التي استوجبت نقل الحفل إلى بيروت. وشرحت أن إعداد برنامج الصيف كان قد بدأ باكراً، وتضمن تكريماً لنجم الباليه رودولف نورييف الذي رقص في بعلبك عام 1964، لكن الظروف حالت دون ذلك، «وأجّلنا الحفل الوحيد الذي قررناه بعد ذلك، إلى نهاية الصيف ريثما تهدأ الأمور، لكن إسرائيل واصلت هجماتها، ولم يعد لدينا من خيار سوى نقل الحفل إلى بيروت حفاظاً على أمن الفنانين والجمهور. فالصمت يعني الموت البطيء». وشكرت دو فريج عائلة كركلا التي استقبلت الحدث في مسرحها.

بدأ الحفل مع شربل روحانا، بطرافته ومهارته وحرفيته، عازفاً ومغنياً وملحناً ومؤلفاً للأغنيات. عزف مقطوعة «ميّاس» مع فرقته التي حضرت خماسية هذه المرة، وقد غاب عنها العازف السادس إيلي خوري، الذي كان يفترض أن يصل من فرنسا. شارك في العزف: نديم روحانا على الأكورديون، ومارك أبو نعوم وهو عازف بيانو، إضافة إلى مكرم أبو الحسن على الكونترباص، وزاد خليفة وإيلي يموني على الإيقاع.

حاول روحانا المسكون بإمتاع جمهوره، أن يرضي كل الأذواق. نوّع في المعزوفات، مزج بين مؤلفاته، ومقطوعات معروفة أعاد توزيعها. أدخل الأغنيات التي أدّاها بصوته. أسمعنا «الروزانا» الفولكورية على طريقته، وكذلك «تركني الليل وراح يرتاح، وأخذ نومي معه، وما بقي إلا أنت والوتر». وأغنية كتبها شقيقه بطرس روحانا بعنوان «سلامي معك».

أما الختام فبمثابة تحية لعبد الحليم كركلا الذي كان حاضراً الحفل، من خلال مقطوعة كان قد كتبها شربل روحانا لإحدى مسرحيات كركلا. بعنوان «كومون روتس»؛ أي «الجذور المشتركة». وقال روحانا: «إن التراث الإنساني، على الرغم من الحروب والقنابل النووية والجشع والحسد والطموح المدمر وكل أنواع الصراعات، خلق أشياء كثيرة رائعة كالطب والجراحة والفنون على أنواعها والموسيقى خصوصاً». وقال عن مقطوعة «جذور مشتركة» إنها «مزيج من موسيقى شرق أوسطية بالإضافة لمقطوعات خاصة كتبتها في تسعينات القرن الماضي ولا سيما مقطوعة (فلامنكو)، نختم بها هذه اللوحة، التي ألفتها يومها خصيصاً لفرقة عبد الحليم كركلا لعمله الرائع (الأندلس المجد الضائع)».

في القسم الثاني من الحفل، ومع إطلالة الثلاثي الفلسطيني جبران، صفق الجمهور طويلاً وبحرارة. وطلب كبير الأخوة سمير من الحضور الوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا. وقبل البدء قال «أتيت من رام الله بالأمس وعائد غداً، جئت لألبي هذه الدعوة، وكنا نتمنى لو كان الحفل في بعلبك». وأضاف: «أتينا لنطمئن على لبنان، فوجدناهم يسألوننا: كيف فلسطين؟»

وتابع: «سنعزف هذه الليلة لنطمئن إلى أننا بشر، فلا تبحثوا داخلنا عن الضحية ولا عن البطل».

كما اعتاد الأخوة جبران، حضر معهم شاعر القضية الذي كان لهم معه رحلة طويلة. «هذه الليلة سنستمع كثيراً لمحمود درويش. الاسم الآخر لفلسطين، وصوت الوطن».

هكذا انطلقت المقطوعات التي تحاورت فيها أعواد الأخوة الثلاثة، الذين طارت شهرتهم في كل مكان، وجابوا بآلاتهم العالم. ها هم هنا في بيروت، لمرة جديدة، لكن الظروف تبدّلت كثيراً. «فلسطين في حال»، قال سمير: «ما أحد منا كان يتوقعه، ولا يتخيله».

الفرقة تحتفل هذه السنة بعيدها العشرين، وهي تزداد تألقاً واجتهاداً، وقد رافقها في حفل بيروت عازف إيقاع لافت، وعازف تشيللو، استطاعا مع الأعواد الثلاثة أن يحيلوا ليل الحاضرين أنساً يؤجج المشاعر، ويجنّح الأحاسيس. ويأتي صوت محمود درويش الذي رافقته الفرقة لسنوات طويلة عزفاً وهو يلقي قصائده، وكأنما شعره هو ما كان ينقص هذه المعزوفات البديعة ليجعلها شفيفة، صوفية، ترتفع بسامعها، وتذهب به أبعد مما كان يتوقع.

أجمل قصائد محمود درويش وأكثرها شهرة كانت تنبعث بين الحين والآخر، لينتهي هذا القسم من الحفل بمعزوفة صدح على خلفيتها صوت محمود درويش بنبرته التي نعرفها: «علَى هذه الأرْضِ مَا يَستَحِقُّ الحَياةْ: على هذه الأرضِ سيِّدَةُ الأُرْض، أُمُّ البدايَاتِ أُم النهَايَاتِ. كَانَت تُسَمَّى فِلسْطِين. صَارَتْ تُسَمَّى فلسْطِين. سَيدَتي: أَستحِق، لأنكِ سيِّدتِي، أَسْتحِقُّ الحَيَاةْ».

وكان الختام مسكاً مع شربل روحانا والثلاثي جبران، معاً في معزوفة للأخوة بعنوان «ليتنا» تلتها أغنية لروحانا كتبها خصيصاً لهذه المناسبة، ورداً على من عاتب لجنة المهرجانات بإقامة حفلها في بيروت. والأغنية طريفة وبهيجة، راقت الجمهور الذي رددها مصفقاً: «كنّا منتمنَّى نطلع عَ بعلبك، نعزف سوا، نغنّي سوا عَ دراج بعلبك. لكن صار، صار اللي صار، رجعنا نزلنا على بيروت، وبالقلب بعلبك».