محمد رمضان يُجدِّد الجدل حول «الإيحاءات الخادشة» في الأغنيات

مطالبة بشطب الفنان المصري من نقابة الممثلين

لقطات من أغنية محمد رمضان «مش فاضي» (يوتيوب)
لقطات من أغنية محمد رمضان «مش فاضي» (يوتيوب)
TT

محمد رمضان يُجدِّد الجدل حول «الإيحاءات الخادشة» في الأغنيات

لقطات من أغنية محمد رمضان «مش فاضي» (يوتيوب)
لقطات من أغنية محمد رمضان «مش فاضي» (يوتيوب)

أعاد الفنان المصري محمد رمضان الجدل حول «الإيحاءات الخادشة» في الأغنيات بعد طرحه أغنية «مش فاضي» عبر قناته في «يوتيوب» ومنصّات إلكترونية خلال الأيام الماضية، واحتوت على «لفظ خادش»، لكن رمضان لم يتلفَّظ به مباشرةً، مكتفياً بالتشويش على استكماله بعد حروفه الأولى.

وعلى عكس أغنياته التي اعتاد الاحتفال بوصولها إلى مليون مشاهدة في وقت قصير، فإن الأغنية التي طُرحت بداية الأسبوع الحالي لم تتجاوز حاجز 670 ألف مشاهدة عبر قناته الرسمية في «يوتيوب» حتى عصر الجمعة.

وتصاعد الجدل مع تقديم المحامي المصري أيمن محفوظ طلباً لنقابة الممثلين لشطب عضوية رمضان من النقابة، مشيراً إلى أنه لدى الممثل المصري إصرار على «هدم القيم المجتمعية من خلال التعرّي والإشارات الإباحية التي وردت في الأغنية».

ويقدّم رمضان أغنياته بموجب عضويته في نقابة الممثلين وليس الموسيقيين، وفقاً لاتفاق بين النقابتين منذ سنوات يتيح لأعضائهما تبادُل الأعمال من دون الحصول على موافقات أو تصاريح مسبقة، على أن يكون التحقيق في حال وجود مُخالفة من اختصاص النقابة التي ينتمي إليها الفنان.

ورأى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين أنّ «محمد رمضان يحرص على إثارة الجدل في أغنياته بشكل مستمرّ بهدف الحضور على الساحة الفنية التي غاب عنها بتقديم أعمال سينمائية أو درامية منذ ما يتجاوز العام»، لافتاً إلى أنّ «الأغنية الجديدة حملت في مضمونها رسائل لمنافسيه بشكل أساسي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الأمر تكرَّر خلال الفترة الماضية عبر أعمال غنائية عدَّة، حاول رمضان من خلالها الحضور عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي بشكل أكبر»، مشيراً إلى أنّ «الإيحاءات في الأغنية لا يمكن محاسبته عليها بشكل قانوني؛ لكونه ركَّز على التلاعب بالألفاظ بشكل رئيسي، ولا هناك ما يدينه من الناحية القانونية حتى أمام الرقابة».

محمد رمضان يثير الجدل مجدداً (صفحته في «فيسبوك»)

بدوره، لفت الناقد المصري محمد عبد الخالق إلى أنّ «اختيار رمضان إثارة الجدل في أعماله من دون أن يولي الاهتمام عينه إلى جودة العمل الفنّي، جعله يتحوّل بشكل تدريجي من ممثل موهوب ترقَّب له كثيرون مستقبلاً جيداً ومكانة أفضل، إلى مادة لإثارة الجدل، سواء بكلمات أغنياته أو بالملابس التي يرتديها في حفلاته».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «الأغنية الجديدة حملت بالفعل إيحاءات وألفاظاً غير لائقة، لكن رهان رمضان عليها يأتي في إطار سعيه لتصدر (الترند)»، مشيراً إلى أنّ الفنان «تورَّط في أزمات قانونية عدّة من قبل».

وسبق أن أجبرت نقابة الموسيقيين المغنّيَيْن عمر كمال وحسن شاكوش على استبدال كلمتين من أغنية «بنت الجيران» بعد طرحها؛ وهو الاستبدال الذي لا يزالان ملتزمَيْن به في جميع الحفلات الغنائية عند تقديم الأغنية على المسرح.

واستبعد أحمد سعد الدين اتخاذ إجراءات قانونية أو نقابية تجاه رمضان لعدم مخالفته القوانين أو اللوائح من الناحية النظرية، موضحاً أنه «لم يتلفَّظ بكلمات مسيئة أو خادشة، بل لجأ إلى استخدام حرفين من كلمة عدَّها البعض خادشة، لكن يمكن التنبّؤ بكثر من الكلمات غيرها».

وأشار عبد الخالق إلى أنّ «تركيز رمضان على مواقع التواصل من المُحتمل أن يؤثّر سلباً في المحتوى الذي يقدّمه في أعماله».


مقالات ذات صلة

شربل روحانا والثلاثي جبران مع محمود درويش يعزفون على «أوتار بعلبك»

يوميات الشرق سمير روحانا خلال حفل بعلبك (المصدر منصة إكس)

شربل روحانا والثلاثي جبران مع محمود درويش يعزفون على «أوتار بعلبك»

الجمهور جاء متعطشاً للفرح وللقاء كبار عازفي العود في العالم العربي، شربل روحانا وفرقته، والثلاثي جبران والعازفين المرافقين.

سوسن الأبطح (بيروت)
الولايات المتحدة​ أعضاء فرقة «آبا» السويدية الموسيقية يصلون لحضور عرض في لندن ببريطانيا في 26 مايو 2022 (رويترز)

فرقة «آبا» تطلب من ترمب التوقف عن استخدام موسيقاها في التجمعات الانتخابية

طلب أعضاء فرقة «آبا» السويدية، أمس (الخميس)، من المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، دونالد ترمب، التوقف عن استخدام موسيقاهم في التجمعات الانتخابية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق الموسيقار المصري عمر خيرت (وزارة الثقافة المصرية)

عمر خيرت يختتم «مهرجان القلعة» أمام 10 آلاف متفرج

قدّم الموسيقار المصري، بمصاحبة أوركسترا أوبرا القاهرة، بقيادة المايسترو ناير ناجي، أشهر مقطوعاته أمام 10 آلاف متفرج.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق عيد اعتبر «روكسي» مشروعاً وليس ألبوماً (حسابه على فيسبوك)

أمير عيد: الشعور المستمر بالملل مصدر إلهامي

أطلق أمير عيد «روكسي»، وهو عمل مصور يضم 5 أغنيات جديدة في تجربته الأولى بإصدار عمل منفرد بعيداً عن فريق «كايروكي».

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق من ذاكرة الروك البريطاني (رويترز)

«هدنة» نويل وليام غالاغر تُسعد مانشستر بعودة «أويسيس»

في مانشستر، مهد «أويسيس»، يُبدي محبّو الفرقة الإنجليزية غبطتهم بالإعلان عن عودة هذا التشكيل الموسيقي الشهير إلى المسرح، بعد 15 عاماً من الانفصال الفنّي.

«الشرق الأوسط» (مانشستر (بريطانيا))

«وجود وغياب»... معرض «كوميكس» مصري يمزج المخاوف بالأحلام

المعرض مأخوذ عن كتاب «وجود وغياب» (الشرق الأوسط)
المعرض مأخوذ عن كتاب «وجود وغياب» (الشرق الأوسط)
TT

«وجود وغياب»... معرض «كوميكس» مصري يمزج المخاوف بالأحلام

المعرض مأخوذ عن كتاب «وجود وغياب» (الشرق الأوسط)
المعرض مأخوذ عن كتاب «وجود وغياب» (الشرق الأوسط)

تُعدّ معارض القصص المصوَّرة (الكوميكس) من الفعاليات النادرة في مصر، وتكاد تقتصر على مهرجانات سنوية لهذا النوع من الرسوم المعروف بـ«الفن التاسع»، لكنّ اثنين من الفنانين والكتاب المصريين، الرسام ميغو والمؤلّفة هدير المهدوي، قرّرا خوض التجربة وتقديم معرض لـ«الكوميكس» بعنوان «وجود وغياب».

يضمّ الحدث الذي تستضيفه مكتبة «البلد» في وسط القاهرة 10 قصص مصوَّرة من كتاب «وجود وغياب»، وهو تعاون مشترك بين الرسام والمؤلّفة؛ فضلاً عن 4 مجسَّمات لشخوص، وأصول الأعمال والاسكتشات وتصميم الشخصيات، ودراسة ألوان القصص، والتحبير، بما يمثّل رحلة خيالية في عالم تمتزج فيه المخاوف بالأحلام والواقع بالخيال.

وكان الكتاب قد صدر في إطار مهرجان «كايروكوميكس» عام 2022، مُحقِّقاً ردود فعل إيجابية وصدى طيباً في العالم العربي، وتُرجم في ألمانيا وفرنسا وفق ميغو، الذي قال لـ«الشرق الأوسط»: «يُعدُّ الكتاب المأخوذ عنه المعرض نسوياً بامتياز، فمعظم أبطاله سيدات يخضن مغامرات طريفة؛ ما لفت الأنظار إليه، ودفعنا في الوقت عينه إلى التفكير بإصدار جزء ثانٍ منه. جاءت فكرة المعرض نوعاً من إعادة تذكرة الناس به، قبل إصدار الجزء الثاني الذي نعكف عليه راهناً».

جانب من قصة «أسد محمد» في المعرض (الشرق الأوسط)

وتابع: «أردنا تنظيم المعرض بشكل غير تقليدي، فيتضمّن أفكاراً إبداعية متنوّعة، منها المجسَّمات الطائرة، والمخلوقات الغريبة التي يزخر بها الكتاب؛ ليتفاعل معها الجمهور ويلتقط الصور بجوارها. ذلك فضلاً عن التعايش مع بعض العناصر، مثل الحذاء الضخم الذي جرّب الزوّار ارتداءه والسير به في المعرض بوصفه نوعاً من التقليد لفتاة في الكتاب، والشعور بمشاعرها، أو ربما مشاعر مغايرة، ويحدّثنا عنها».

تزدان جدران المكتبة التي تضمّ المعرض بجداريات تجسّد صفحات كاملة من القصص المصوَّرة التي يحتويها الكتاب، لتتيح للحضور قراءتها والاستمتاع بها، بالإضافة إلى تسجيلات صوتية بأداء المهدوي تسرد فيها بعض القصص.

الفنانان ميغو وهدير المهدوي (الشرق الأوسط)

«حقّقت هذه العناصر أجواء من الإبهار للجمهور، فأخذتهم بعيداً عن المعارض التشكيلية الأخرى بطابعها التقليدي»، وفق ميغو، مضيفاً: «عملتُ لفترة طويلة في (ديزني)، وأشاركُ في المعارض الدولية الكبرى، وأحاول الاستفادة من الخبرة التي اكتسبتها لجذب الجمهور المصري الذي لا يزال محدوداً جداً إلى القصص المصوَّرة للكبار».

ويشير الفنان إلى أنّ «المصريين ما زالوا يرون أنّ (الكوميكس) فنّ مخصَّص للأطفال، في حين أنه بات يستهوي الكبار في كثير من الدول، حتى في المنطقة العربية. وتتصدَّر المملكة السعودية المشهد؛ وقد رأينا انطلاق شركة (مانجا) العربية، وكذلك لاحظنا في معرض الرياض الدولي للكتاب 2023 تعاوناً بين هيئة النشر والترجمة والشركة، لتحويل أعمال مختارة من الأدب السعودي إلى قصص مصوَّرة».

ويرى ميغو أنّ «إقامة معارض لـ(الكوميكس) خطوة ناجحة على الطريق نحو نشر ثقافة تقديم القصص المصوَّرة للكبار، وهي مسألة مهمّة؛ لانتشار هذا الفنّ وتأثيره عالمياً»، مضيفاً: «وهو يغذّي السينما أيضاً، وصناعة الأعمال الدرامية عموماً، وإذا دقَّقنا النظر، فسنجد أنّ كثيراً من أفلام (هوليوود) أُنتِجت استناداً إلى (الكوميكس)، منها أفلام قديمة مثل (ذا ماسك)».

المعرض ضمَّ بعض المجسَّمات الطائرة في محاكاة للكتاب (الشرق الأوسط)

ويوضح: «ما يثبت للجمهور المصري أنّ (الكوميكس) قادر على حمل أفكار ومعانٍ عميقة، نجاح تجربتي في تحويل بعض أعمال نجيب محفوظ إلى قصص مصوَّرة، وهو فنّ يحمل لغة بصرية معاصرة ومختلفة، وقريبة جداً للسينما، ونستطيع من خلال قماشته المرنة أن نتناول موضوعات لا حصر لها، سواء أصلية أو مأخوذة من التراث، بتكلفة محدودة»، لافتاً إلى أنّ المنطقة العربية تمتلك كنزاً من الأساطير والحكايات التراثية التي يمكن أن تصنع «كوميكس» عالمياً يأسر الجمهور من ثقافات مختلفة.

وفي إطار هذه الرؤية، وسعياً إلى نشر هذا الفن بين الجمهور بشكل موسَّع، سينتقل المعرض بعد انتهاء مدة عرضه في القاهرة في 31 أغسطس (آب) إلى محافظات مصرية عدّة.