دواء لإيقاف الصداع النصفي قبل بدء الألم

الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم الشديد بالرأس (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم الشديد بالرأس (جامعة كاليفورنيا)
TT

دواء لإيقاف الصداع النصفي قبل بدء الألم

الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم الشديد بالرأس (جامعة كاليفورنيا)
الصداع النصفي يتميز بنوبات متكررة من الألم الشديد بالرأس (جامعة كاليفورنيا)

أظهرت دراسة أميركية، أن تناول دواء يسمى «أوبروجيبانت» (Ubrogepant) عند ظهور العلامات الأولى للصداع النصفي، يمكنه إيقاف الصداع قبل بدء ألم الرأس.

وأوضح الباحثون بكلية ألبرت أينشتاين للطب في نيويورك، أن الدواء قد يكون فعالاً في مساعدة الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي على ممارسة حياتهم اليومية مع أعراض قليلة أو معدومة، ونشرت النتائج، الأربعاء، بدورية «نيورولوجي» التابعة للأكاديمية الأميركية للأعصاب.

والصداع النصفي، نوع شائع من الصداع يتميز بنوبات متكررة من الألم الشديد غالباً على جانب واحد من الرأس، وقد يصاحبه أعراض أخرى مثل الغثيان، والتقيؤ، والحساسية للضوء والصوت.

وتبدأ نوبات الصداع النصفي عادة بمرحلة تحذيرية تُعرف بهالة، تشمل أعراضاً مثل الدوخة أو الاضطرابات البصرية، قبل أن يبدأ الألم. ويمكن أن تستمر النوبة من عدة ساعات إلى أيام، وقد تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المصابين.

وركزت الدراسة على الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي والذين يمكنهم تحديد متى ستبدأ نوبة الصداع بناءً على أعراض مبكرة؛ مثل الحساسية للضوء والصوت، والتعب، وألم أو تصلب الرقبة، أو الدوخة.

وشملت الدراسة 518 مشاركاً يعانون من الصداع النصفي لمدة عام على الأقل ويعانون من نوبتين إلى 8 نوبات شهرياً في الأشهر الثلاثة التي سبقت الدراسة.

وطُلب من المشاركين علاج نوبتين خلال فترة شهرين.

وقُسم المشاركون لمجموعتين، تلقت الأولى دواءً وهمياً عند الشعور بالأعراض المبكرة للصداع النصفي، تلا ذلك تناول عقار «أوبروجيبانت» للحالة الثانية من الأعراض.

أما المجموعة الثانية فتناولت «أوبروجيبانت» عند الأعراض المبكرة، ثم دواء وهمياً للحالة الثانية.

و«أوبروجيبانت» دواء يستخدم لعلاج الصداع النصفي ويعمل كمثبط لمستقبلات بروتين «CGRP» الذي يلعب دوراً رئيسياً في عملية الصداع النصفي، ما يساعد على تقليل أعراض المرض.

ووجدت الدراسة أنه بعد ساعتين من تناول الدواء، كان الأشخاص الذين تناولوا «أوبروجيبانت» عند ظهور العلامات الأولى للصداع أكثر احتمالاً بنسبة 73 في المائة للإبلاغ عن أنهم «بلا إعاقة، وقادرون على الأداء بشكل طبيعي»، مقارنة بمن تناولوا الدواء الوهمي.

وبعد 24 ساعة من تناول الدواء، وجد الباحثون أن 65 في المائة من الأشخاص الذين تناولوا «أوبروجيبانت» شعروا بتحسن كبير في قدرتهم على ممارسة حياتهم اليومية، مقارنة بـ48 في المائة من الذين تناولوا الدواء الوهمي.

وقال الباحثون إن تحسين الرعاية عند ظهور العلامات الأولية للصداع النصفي، حتى قبل بدء ألم الرأس، يمكن أن يكون مفتاحاً لتحسين النتائج.

وأضافوا أن «أوبروجيبانت» قد يساعد مرضى الصداع النصفي في ممارسة حياتهم بشكل طبيعي والقيام بأنشطتهم اليومية مع الحد الأدنى من الانزعاج والتشويش، إذا تناولوه عند ظهور الأعراض المبكرة، وهذا يساهم في تحسين جودة الحياة لمن يعانون من هذا المرض.


مقالات ذات صلة

خبراء يحذّرون: الذكاء الاصطناعي قد يولّد أوبئة كبرى أو حتى جوائح

الولايات المتحدة​ مريض مصاب بـ«كوفيد - 19» يصل إلى مستشفى عام في برازيليا (أ.ف.ب)

خبراء يحذّرون: الذكاء الاصطناعي قد يولّد أوبئة كبرى أو حتى جوائح

حثّ خبراء الحكومات على وضع قواعد تمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في «المساهمة في إنتاج مخاطر واسعة النطاق مثل الأمراض».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يحاول العديد من كبار السن تجربة استراتيجيات لتجنب «الخرف» (رويترز)

نصف حالات «الخرف» يمكن الوقاية منها أو تأخيرها... كيف؟

أظهر مسح شمل 1563 شخصاً بالغاً أن ثلاثة أرباع البالغين الذين تبلغ أعمارهم 40 عاماً أو أكثر يشعرون بالقلق بشأن تدهور صحة أدمغتهم في المستقبل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مصاب بالسكتة القلبية (رويترز)

الضوضاء قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية

حذر أطباء من أضرار الضوضاء على صحة الإنسان حيث إنها قد تزيد من خطر الإصابة بنوبة قلبية بحسب وكالة «يونايتد برس إنترناشيونال» الأميركية للأنباء

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك 	المحور الجرثومي المعوي العصبي يربط بين الجهاز العصبي المركزي والأمعاء

ميكروبات الأمعاء وتأثيراتها على الصحة العقلية

تعدّ ميكروبات الأمعاء جزءاً أساسياً من النظام البيئي البشري إذ يوجد في الجهاز الهضمي ما يزيد على 1000 نوع من البكتيريا.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (جدة)
صحتك هناك تزايد مستمر في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض (رويترز)

تتسبب في أمراض «قاتلة»... كيف تحمي نفسك من لدغات البعوض؟

رصدت الولايات المتحدة تزايداً مستمراً في الأمراض التي تسببها لدغات البعوض. ومؤخراً، توفي أحد سكان نيوهامشير الأميركية بسبب مرض نادر، ولكنه خطير ينقله البعوض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

رسالة احتجاج من 300 فنان ضد المشاركة الإسرائيلية بمهرجان «ڤينيسيا»

«عن الكلاب والرجال» (AE Content)
«عن الكلاب والرجال» (AE Content)
TT

رسالة احتجاج من 300 فنان ضد المشاركة الإسرائيلية بمهرجان «ڤينيسيا»

«عن الكلاب والرجال» (AE Content)
«عن الكلاب والرجال» (AE Content)

وقّع 300 سينمائيّ عريضة احتجاج لإدارة مهرجان «ڤينيسيا»، المقام ما بين الـ28 من الشهر الحالي وحتى 7 سبتمبر (أيلول) المقبل بسبب استقبالها عرض فيلمين إسرائيليين في الوقت الذي أدانت فيه المحكمة العليا عمليات الإبادة التي يُنفّذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزّة والضفّة الغربية.

من الموقعين على هذه العريضة المخرج الإيطالي إنريكو برنتي والموسيقار أليساندرو بوريني والممثل نيكولو سيني والممثلتان سيمونا كاڤالاري وشيارا باشيتي. ومن العرب المخرج المعروف هاني أبو أسعد، والممثل صلاح بكري، لجانب آخرين.

وفي الواقع بدا الأمر نشازاً عرض فيلمين إسرائيليين في مهرجان «ڤينيسيا» في حين أن الأحداث لا تزال في أوجها، وأن إدارة المهرجان لم تشأ أي اشتراك روسي بسبب الحرب الأوكرانية.

الفيلمان هما «لمَ الحرب» للمخرج آموس غيتاي (معروف بأفلام تطرقت إلى موضوع العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين). فيلمه الجديد يمرّ على خلفيات الحرب القائمة وقيل إنه لا يتناولها مباشرة.

الفيلم الثاني هو الروائي «عن الكلاب والرجال» لداني روزنبيرغ، وهو فيلم روائي صُوّر على خلفية الأحداث الجارية، ومثّله فرنسيون من بينهم إيرين جاكوب، وماثيو أمالريك، وميشا لاسكوت.

لإجراءات مؤثرة تبدأ الرسالة حسب ما نشرته مجلة «ذَ هوليوود ريبورتر» في تقريرها اليوم (الخميس) بعنوان «لا تمييع فنياً في دورة مهرجان ڤينيسيا الـ81».

وتنص فقراتها على معارضة قيام المهرجان في هذا الوقت تحديداً باختيار فيلمين إسرائيليين في مسابقته بعيداً عن أخذ مجريات الوضع وقرار المحكمة العليا الدّولية بإدانة إسرائيل والإبادة الجماعية التي تقوم بها منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. تقول: «نحن الفنانون وصانعو الأفلام والعاملون في الثقافة الموقعون، نرفض تواطؤ مهرجان ڤينيسيا مع النظام العنصري (....) بعرض فيلمين إسرائيليين حُقّقا، مما يجعل المهرجان طرفاً في غسل أفعال القمع الإسرائيلية ضد الفلسطينيين».

وفي فقرة أخرى تشير الرسالة الاحتجاجية إلى أن المهرجان بقي صامتاً حيال «فظائع إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. هذا الصمت يغضبنا كثيراً (....) ندعو إلى إجراءات مؤثرة لإدانة التفرقة العنصرية الإسرائيلية بسبب جرائمها ونظام الاضطهاد الاستعماري ضد الفلسطينيين».

حتى كتابة هذه السطور لم يصدر عن المهرجان أي رد فعل أو تعليق، لكن الغالب أن رد المهرجان سيتضمّن نفي تأييده فعلياً ما يدور في غزّة والتمسّك بالتفرقة بين الفن والسياسة. وكان المهرجان تعرّض لاحتجاجات مماثلة في السابق ولو أصغر حجماً عندما عرض أفلام في دوراته القريبة السابقة لرومان بولانسكي، ووودي ألن، ولوك بيسون الذين اتُهموا بالتحرش الجنسي في مناسبات متعددة. حينها قرّر مدير المهرجان ألبرتو باربيرا أن المحكمة لم تدن أياً من هؤلاء، وأن الفن والتصرفات الشخصية أمران منفصلان في نظره.

هذا الاتهام الجديد بالتواطؤ مع إسرائيل عبر عرض فيلمين من إنتاجها هو تطوّر مختلف في هذا الصدد، وبذلك فعلى المهرجان إيجاد مبررات تتجاوز تلك التي ذُكرت سابقاً.

لا يمكن قبول أو إدانة فيلم لم يُعرض بعد ولو أن مضمون كل من هذين الفيلمين ليس مهمّاً للمُوَقعين على العريضة، ولسبب مفهوم. فيلم داني روزنبيرغ «عن الكلاب والرجال» يتمحور حول فتاة شابة تبحث عن كلبها المفقود وسط الحرب الدائرة. أما فيلم عاموس غيتاي (الذي يعدّه بعض النقاد العرب معادياً يسارياً للحكم في إسرائيل) فإن فيلمه «لمَ الحرب» (Why War)، قيل عنه إنه بصدد الخلفيات أكثر مما هو تعليق على الحاضر وإن كان ينطلق منه.