مصر والبحرين لتنفيذ برامج تسويق سياحي مشترك في شرق آسيا

المعارض الأثرية المصرية في الخارج وسيلة للترويج السياحي (وزارة السياحة والآثار)
المعارض الأثرية المصرية في الخارج وسيلة للترويج السياحي (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر والبحرين لتنفيذ برامج تسويق سياحي مشترك في شرق آسيا

المعارض الأثرية المصرية في الخارج وسيلة للترويج السياحي (وزارة السياحة والآثار)
المعارض الأثرية المصرية في الخارج وسيلة للترويج السياحي (وزارة السياحة والآثار)

تتجه مصر والبحرين لتنفيذ برامج مشتركة للتسويق السياحي في شرق آسيا، بالإضافة إلى التعاون في مجالي السياحة والآثار، والعمل على إقامة معارض أثرية مصرية مؤقتة في البحرين.

وناقش وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي، وسفيرة مملكة البحرين في القاهرة، فوزية بنت عبد الله زينل، الاثنين، سبل تعزيز التعاون السياحي والأثري بين البلدين الشقيقين، وتناولا آليات التعاون لخلق منتجات وأنماط سياحية جديدة مشتركة بين البلدين في ظل ما تمتلكه البلدان من مقومات سياحية وإمكانات لوجيستية وتنفيذ برامج للتسويق السياحي المشترك لهذه المنتجات بدول شرق آسيا، وفق بيان للوزارة.

كما أكد المسؤولان أهمية الاستفادة من تنامي الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من دول شرق آسيا خصوصاً الصين، مع الإشارة إلى ما تمتلكه مملكة البحرين من خطوط طيران لهذه المنطقة، بما يسهم في جذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة من هذه الدول لمصر والبحرين.

كما تم التطرق إلى «عقد لقاءات مهنية وورش عمل بين منظمي الرحلات بالبحرين ونظرائهم في مصر ودول شرق آسيا».

وكذلك تعزيز آليات التعاون لإقامة معارض مؤقتة للآثار المصرية في البحرين، وفي مجال ترميم وتوثيق الآثار وفي أعمال الحفائر والتنقيب عن الآثار في كلا البلدين.

بحث التعاون بين مصر والبحرين في مجال السياحة والآثار (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وقال الخبير السياحي بسام الشماع، المحاضر الدولي في علم المصريات، إن هذا التعاون بين مصر والبحرين له 4 أبعاد، أولاً إنه حضاري، آثاري، ثقافي، يؤدي إلى انتعاش الاقتصاد والسياحة، كونه يدر دخلاً من الزوار سواء كانوا من العرب أو الأجانب من شرق آسيا.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هذا التعاون فكرته ناضجة جداً، وبخصوص المعارض الأثرية المؤقتة من المهم تنفيذ أفكار غير تقليدية، لنقدم للعالم شيئاً مختلفاً في المعارض الخارجية أو المعارض الطائرة كما أسميها».

وأوضح أن «الشيء المختلف يمكن أن يتمثل في أنشطة ثقافية على أعلى مستوى تتم خلال المعرض، مثل إقامة المحاضرات التي تُعرّف بالحضارة المصرية القديمة، لا تقتصر على القطع الأثرية المعروضة، ولكن تتضمن التعريف بأبعاد مختلفة في الحضارة المصرية القديمة مثل الطب والفلسفة والعمارة وغيرها، ومن الممكن أن تقام ورش تعليم تفاعلية لأنماط ثقافية كتابية أو فنية مرتبطة بالحضارة المصرية القديمة مثل تعليم الأطفال الهيروغليفية، أو إقامة ورش للنحت، أو تنفيذ نماذج مصغرة لمشاريع سياحة بمصر من الممكن أن تجذب إليها زائري تلك المعارض المؤقتة، وتوجههم لزيارة مصر».

واستقبلت مصر عام 2023 نحو 14.9 مليون سائح، بزيادة 27 في المائة عن عام 2022، وفق بيان لمجلس الوزراء المصري، وثمة استراتيجية قومية لمصر تستهدف وصول عدد السائحين الوافدين إليها 30 مليون سائح بحلول عم 2028.

وأكد الخبير السياحي المصري محمد كارم أن «التسويق السياحي المشترك بين مصر والبحرين في أسواق شرق آسيا يمكنه أن يعزز تدفق السياحة في البلدين»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: إن «البرنامج يهدف لتقديم حملات ترويجية مشتركة بين البلدين، وتقديم حوافز لجذب السياحة الوافدة من شرق آسيا الأمر الذي من شانه أن يدعم اقتصاد البلدين».

وأوضح أن «التعاون سيشمل مجالات تعاون المعلومات والخبرات وتنسيق الحملات الإعلامية والإعلانية بالإضافة إلى تنظيم رحلات تعريفية لكل وكالات وشركات السياحة من شرق آسيا؛ للوقوف على الخدمات السياحية المميزة في البلدين».


مقالات ذات صلة

الحشرات تهدد سفينة النصر البريطاني في ترافالغار

يوميات الشرق السفينة الحربية «إتش إم إس فيكتوري» (أ.ف.ب)

الحشرات تهدد سفينة النصر البريطاني في ترافالغار

نجت السفينة الحربية «إتش إم إس فيكتوري» HMS Victory من قذائف نابليون، ومن قنبلة خلال الحرب العالمية الثانية، وتواجه خطرا فتاكا جديدا يهدد هيكلها… وهو الحشرات!

«الشرق الأوسط» (بورتسموث )
يوميات الشرق بعض النقوش في المرصد الفلكي المُكتَشف (وزارة السياحة والآثار)

مصر: اكتشاف «أول وأكبر» مرصد فلكي في كفر الشيخ

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، الجمعة، اكتشاف «أول وأكبر مرصد فلكي» في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر)، يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق إعادة المدافع إلى طابية الدخيلة بعد هدم أجزاء منها (الباحث وائل عزب)

مطالبات بالاهتمام بحصون مصر الأثرية على شاطئ البحر المتوسط

سرعان ما تحوّل خبر هدم «طابية الدخيلة» الأثرية في محافظة الإسكندرية إلى دعوة لقراءة وحصر تاريخ الحصون و«الطوابي» الأثرية التي تمتد على شاطئ البحر المتوسط.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق جانب من طابية الدخيلة غرب الإسكندرية (صفحة وائل عزب على «فيسبوك»)

الحديث عن هدم «طابية الدخيلة» بالإسكندرية يفجّر جدلاً بمصر

أثار الحديث عن هدم منطقة آثار الحوض الجاف بمنطقة الدخيلة في محافظة الإسكندرية (شمال مصر)، المعروفة بـ«طابية الدخيلة»، جدلاً واسعاً.

منى أبو النصر (القاهرة )
يوميات الشرق الحناء لها طرق مختلفة في الرسم (موقع اليونسكو)

مصر تسعى لتسجيل «الحناء» و«السمسمية» بـ«تراث اليونسكو»

تسعى مصر لتسجيل «طقوس الحناء» وآلة «السمسمية» الموسيقية ضمن قائمة التراث غير المادي بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).

فتحية الدخاخني (القاهرة )

جينات وراثية تعزّز النجاح الأكاديمي

المهارات غير المعرفية تلعب دوراً حاسماً في النجاح الأكاديمي (جامعة كوين ماري)
المهارات غير المعرفية تلعب دوراً حاسماً في النجاح الأكاديمي (جامعة كوين ماري)
TT

جينات وراثية تعزّز النجاح الأكاديمي

المهارات غير المعرفية تلعب دوراً حاسماً في النجاح الأكاديمي (جامعة كوين ماري)
المهارات غير المعرفية تلعب دوراً حاسماً في النجاح الأكاديمي (جامعة كوين ماري)

وجدت دراسة بريطانية أن المهارات غير المعرفية، مثل الدافع والتنظيم الذاتي، لها أهمية كبيرة في تعزيز النجاح الأكاديمي.

وأوضح الباحثون بجامعة «كوين ماري كوليدج لندن»، أن تأثير هذه المهارات يزداد بمرور الوقت خلال مراحل تعليم الطفل، وأن العوامل الوراثية تلعب دوراً كبيراً في هذا الصدد، وفق النتائج المنشورة، الاثنين، بدورية «Nature Human Behaviour».

وتشمل المهارات غير المعرفية القدرات الشخصية والاجتماعية التي تؤثر في سلوك الأطفال وتفاعلهم مع البيئة، مثل التحفيز والانضباط الذاتي والمثابرة، وتلعب هذه المهارات دوراً أساسياً في نمو الطفل العاطفي والسلوكي، وتعزّز من فرص نجاحه الأكاديمي، وقدرته على التعامل مع التحديات.

وتابع الباحثون أكثر من 10 آلاف طفل، تتراوح أعمارهم بين 7 و16 عاماً في إنجلترا وويلز، واستخدموا تحليلات الحمض النووي لفهم التفاعل المعقّد بين الجينات والبيئة والأداء الأكاديمي؛ للوصول إلى نتائج الدراسة.

ووجد الباحثون أن تعزيز المهارات غير المعرفية جنباً إلى جنب مع القدرات المعرفية يمكن أن يحسّن بشكل كبير من النتائج التعليمية.

وكانت واحدة من النتائج البارزة للدراسة تتمثّل في الدور المتزايد للوراثة في تشكيل المهارات غير المعرفية، وتأثيرها في النجاح الأكاديمي، حيث تم تحليل الحمض النووي لبناء «درجة متعددة الجينات» لتلك المهارات، مما يوفّر لمحة وراثية عن ميل الطفل نحو هذه المهارات.

وأظهرت النتائج أن التأثيرات الوراثية المرتبطة بالمهارات غير المعرفية تصبح أكثر توقعاً للإنجاز الأكاديمي مع تقدّم الطفل في سنوات الدراسة، حيث يتضاعف تأثيرها تقريباً بين الأعمار 7 و 16 عاماً.

وبحلول نهاية التعليم الإلزامي، كان الميل الوراثي نحو المهارات غير المعرفية مهماً بقدر الميل نحو القدرات المعرفية في توقّع النجاح الأكاديمي.

وأكّدت الدراسة أن الوراثة والبيئة تلعبان دوراً حاسماً في تطوير المهارات غير المعرفية، مثل الدافع والمثابرة، التي بدورها تؤثر بشكل كبير على النجاح الأكاديمي، فبينما تساهم الجينات في تشكيل هذه المهارات فإن البيئة الأسرية تلعب دوراً مهماً أيضاً.

وأشارت النتائج إلى أن تأثير الجينات على المهارات غير المعرفية يزداد مع تقدّم العمر، مما يعني أن هذه المهارات لا تتحدّد فقط في مرحلة الطفولة المبكرة، بل تستمر في التطور والتأثير على النجاح الأكاديمي على المدى الطويل.

ودعا الفريق لإجراء مزيد من البحث لفهم التفاعل المعقد بين الجينات والبيئة والتعليم، لتطوير استراتيجيات تعليمية أكثر فاعلية تلبّي احتياجات جميع الطلاب.