تصاعدت معركة نقابة المهن التمثيلية في مصر ضد صناع المحتوى (البلوجرز والتيك توكرز) الذين يدخلون مجال التمثيل، عقب تصريحات حول إجراءات مشددة ستتخذها النقابة وفرض غرامة تصل إلى مليون جنيه (الدولار يساوي 48.79 جنيه مصري) على من يخالفون قرارها ويعملون دون تصريح.
وتصدر اسم نقيب المهن التمثيلية في مصر الدكتور أشرف زكي «الترند» على «غوغل» في مصر، الاثنين، وانتشرت تصريحات تلفزيونية قال خلالها إن «النقابة حذرت أكثر من مرة من الاستعانة بالبلوجرز في الأعمال الفنية، وإن هناك من يسمون أنفسهم منتجين وهم ليسوا كذلك يحاولون تحقيق الانتشار من خلال الاستعانة بالبلوجرز، فأخبرتهم أن النقابة ستتخذ إجراءات قانونية وستفرض غرامة على من يفعلون ذلك قد تصل إلى مليون جنيه».
وقال في مداخلة متلفزة أخرى: «من لديه موهبة نشجعه، وهناك قنوات لذلك، ونحن نبحث عن أصحاب المواهب والهواة، لكن هذا لا يعني أن يصبح التمثيل مهنة من لا مهنة له»، ووجّه كلامه للبلوجرز: «ابحثوا عن عمل آخر وابتعدوا عن التمثيل».
وقال إن «المسؤولية الأولى لا تقع على عاتقهم ولكن العيب في المنتجين الذين يلهثون وراءهم ويرجونهم أن يشاركوا معهم، وهؤلاء سأوقف التعامل معهم».
وأكد نقيب الممثلين في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «النقابة لها قانون، وهذا القانون لا بد من احترامه، وأي شخص سيعمل بالتمثيل دون تصريح من النقابة سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية حياله»، مضيفاً: «سيتم مواجهة هذا الأمر بغرامات ضد من يعمل دون تصريح وضد شركات الإنتاج التي تستعين به».
وشهدت الفترة الأخيرة دخول أكثر من «بلوجرز» و«تيك توكرز» و«رابرز» إلى مجال التمثيل، ومن بينهم كروان مشاكل وتغريد محمد ومحمود السيسي، والطفل عبد الرحمن طه الذي يعد أصغر بلوجرز (10 سنوات)، وحظي بشهرة بعد مشاركته في الجزء السادس من مسلسل «الكبير قوي»، والرابرز «كزبرة» و«ويجز».
وكان نقيب الممثلين قد حذر من مسابقة تقيمها إحدى شركات «الكاستينغ»، وأصدر بياناً، الأحد، نشرته إحدى الصحف المحلية يعلن خلاله وقف التعامل مع الشركة، واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها لمخالفتها قانون النقابة.
ويعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي، مؤكداً أن «كل مهنة لها قواعد منظمة لها، وأنا مع التنظيم، لكنني أرفض المنع»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «من حق المخرج إذا وجد شخصاً في الشارع يمكن أن يحقق له الغرض الفني الذي يريده، فعليه أن يتقدم للنقابة ليحصل على تصريح».
وأضاف: «لكن ليس دور النقابة أن تمنع أي شخص يريد التمثيل لأنه غير أكاديمي. في نقابة الصحافيين لا يُشترط الحصول على بكالوريوس إعلام مثلاً لممارسة المهنة».
وتابع: «أوافق على التنظيم ولكنني أرفض التعنت، فحين تعتقد النقابة أن إغلاق باب التمثيل أمام من هم خارجها، فهذا يعني أنها تحافظ على النقابيين، هذه المعادلة أراها متعسفة».
وأكد الشناوي أن «فكرة ممارسة المهنة لا تشترط بالضرورة أن تكون نقابياً، فالنقابة مثلاً تسمح لمطرب بالتمثيل وتفتح الأبواب لتغيير المهنة، ومن ثم فإن منع البلوجرز ينطوي على نوع من التعنت بحجة حماية المهنة».