«مثلما فعلت البندقية»... اليونان تكشف عن خطط لمكافحة «السياحة المفرطة»

سانتوريني تُعد واحدة من الوجهات الشهيرة للعطلات التي تواجه اكتظاظاً هذا الصيف (رويترز)
سانتوريني تُعد واحدة من الوجهات الشهيرة للعطلات التي تواجه اكتظاظاً هذا الصيف (رويترز)
TT

«مثلما فعلت البندقية»... اليونان تكشف عن خطط لمكافحة «السياحة المفرطة»

سانتوريني تُعد واحدة من الوجهات الشهيرة للعطلات التي تواجه اكتظاظاً هذا الصيف (رويترز)
سانتوريني تُعد واحدة من الوجهات الشهيرة للعطلات التي تواجه اكتظاظاً هذا الصيف (رويترز)

كشف عمدة إحدى الجزر الأكثر زيارة في اليونان عن خطط للقضاء على السياحة المفرطة؛ حيث يتجاوز عدد السياح حجم السكان يومياً خلال موسم الذروة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

وتُعد سانتوريني واحدة من كثير من الوجهات الشهيرة للعطلات التي تواجه اكتظاظاً هذا الصيف، بسبب زيادة أعداد السياح من السفن السياحية.

في يوليو (تموز)، تسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي من أحد أعضاء المجلس المحلي، يحث السكان على البقاء في منازلهم لتسهيل وصول 17 ألف راكب من السفن السياحية، في حدوث صراع مع المواطنين.

في الأسبوع الماضي، اقترح مسؤولون حكوميون زيادة رسوم النزول من السفينة السياحية التي تزور الميناء اليوناني، من 35 سنتاً إلى أكثر من 10 يوروات (8 جنيهات إسترلينية).

وصرح عمدة سانتوريني نيكوس زورزوس لصحيفة «غريك ريبورتر» بأن السلطات البلدية يجب أن تكون قادرة على فرض رسوم دخول سياحية محلية «مثلما فعلت البندقية» في النقاط السياحية الساخنة في الجزيرة.

كما هي الحال مع كثير من المناطق السياحية الأوروبية التي تكافح السياحة المفرطة، فإن المشكلات التي يعاني منها السكان المحليون تشمل الإفراط في البناء، والازدحام المروري، ونقص مواقف السيارات، بسبب «الإدارة غير الفعّالة» لتدفق السياح.

وفقاً لزورزوس، يجري العمل حالياً على خطط لإنشاء طرق جانبية صغيرة، وأماكن جديدة لوقوف السيارات/ لتخفيف الازدحام في المناطق.

وشرح: «من واجبنا حماية هذه الأرض من تغيير هويتها، وأي تدابير يجب أن تكون في اتجاه ضمان استمرار سانتوريني في كونها وجهة يونانية عظيمة».

وهذه ليست المحاولة الأولى التي تبذلها الجزيرة للسيطرة على «التشبع السياحي».

المشكلات التي يعاني منها السكان تشمل الازدحام المروري ونقص مواقف السيارات بسبب «الإدارة غير الفعّالة» لتدفق السياح (رويترز)

وقد قدرت دراسة أجرتها جامعة يونانية في عام 2018 أن سانتوريني قادرة على استيعاب 8 آلاف زائر يومياً.

وأطلق الباحثون نظاماً رقمياً للأرصفة لتوزيع وصول السفن السياحية بالتساوي ومنع الازدحام.

وأوضح زورزوس :«إن عدد الزوار الذين يصلون إلى 8 آلاف يومياً والذي اقترحته دراسة جامعية مستدام تماماً، إذا تمكنا من تنظيم رسو السفن السياحية».

وفي أبريل (نيسان)، جربت البندقية فرض رسوم قدرها 5 يوروات (4.26 جنيه إسترليني) لدخولها، والتحكم في أعداد الزوار خلال الأيام المزدحمة حتى منتصف يوليو.

منذ ذلك الحين، وصف أعضاء مجلس المدينة مخطط الضريبة السياحية بأنه «فشل تام» في معركة المدينة الإيطالية ضد السياحة المفرطة.


مقالات ذات صلة

كوريا الشمالية تخطط لتفتح أبوابها مجدداً... هل ستستقطب السياح؟

آسيا زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يشرف على مشروع بناء في مدينة سامجيون (رويترز)

كوريا الشمالية تخطط لتفتح أبوابها مجدداً... هل ستستقطب السياح؟

قررت كوريا الشمالية استقبال السياح الدوليين مرة أخرى في نهاية العام، وفقاً لوكالات السفر، لكن الخبراء حذروا من أن الانفتاح الذي طال انتظاره قد يقع ضحية للتوترات

«الشرق الأوسط» (بيونغ يانغ)
يوميات الشرق قطار «كاليدونيان سليبر» يعمل ستة أيام في الأسبوع من لندن إلى أسكوتلندا (سي إن إن)

داخل أقدم «قطار نوم» في بريطانيا: عمره 150 سنة ويوفر تجربة فريدة

تهديك رحلة على متن قطار «كاليدونيان سليبر» الذي يعمل ستة أيام في الأسبوع من لندن إلى اسكتلندا، تجربة فريدة من نوعها.

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة أحد الكهوف المنتشرة في الباحة بعد أن جرى تهيئته (الشرق الأوسط)

كهوف الباحة... وِجهة سياحية سعودية بمواصفات عالمية

قبل سنوات عدة كانت الكهوف المنتشرة في السعودية والتي تزيد عن 300 كهف حالة قائمة بذاتها لمعرفة التاريخ وتوابعه من عمليات التكوين واختلاف هذه الكهوف من موقع لآخر.

سعيد الأبيض (جدة)
سفر وسياحة «فانوس» يُحضِر نَفَس الإغريق إلى أرض الأرز (صور رواء الحداد)

اليونان مهدُ الأولمبياد... حين تحطّ في لبنان

«فانوس» يأتي باليونان إلى لبنان، واليونان أذهلت العالم بأولمبيادها. ولما كان أصل الأولمبياد يونانياً، أمكن رواية القصتين لتقاطُع نشأتهما.

فاطمة عبد الله (بيروت)
سفر وسياحة فلورنسا مدينة الفن والجمال (الشرق الأوسط)

جولة إلى أكثر مدن إيطاليا سحراً

إذا كانت رحلتك المقبلة إلى إيطاليا، وتحديداً إلى ميلانو وروما وفلورنسا تلك المدن المعروفة بسحرها وفخامتها، فإليك أهم ما يمكنك القيام به خلال زيارتك إليها.


أغسطس مصر... حفلات غنائية واستعراضية تنعش موسم الصيف

هاني شاكر في مهرجان القلعة (دار الأوبرا المصرية)
هاني شاكر في مهرجان القلعة (دار الأوبرا المصرية)
TT

أغسطس مصر... حفلات غنائية واستعراضية تنعش موسم الصيف

هاني شاكر في مهرجان القلعة (دار الأوبرا المصرية)
هاني شاكر في مهرجان القلعة (دار الأوبرا المصرية)

يشهد موسم الصيف في مصر انتعاشة للحفلات الغنائية والاستعراضية، على أثر إقامة 4 مهرجانات للموسيقى والغناء في توقيت واحد تقريباً خلال أغسطس (آب) الحالي في القاهرة والإسكندرية والساحل الشمالي.

المهرجانات الأربعة، هي: مهرجان مكتبة الإسكندرية الدولي للموسيقى والغناء، الذي يقيم دورته الـ21 من 1 إلى 31 أغسطس، ويتضمّن حفلات غنائية لمطربين كبار، من بينها حفلة أمس، الجمعة، لعلي الحجار التي شهدت حضوراً كبيراً. كما يتضمّن حفلات لآبو، وعمر خيرت، ونسمة عبد العزيز، وفرقتَي «طبلة الست» و«فلكلوريتا»، وغيرهما.

الملصق الدعائي لحفل فرقة «فولكلوريتا» (مكتبة الإسكندرية)

كما يشهد الساحل الشمالي بمدينة العلمين في محافظة مطروح، مهرجان العلمين الذي انطلقت نسخته الثانية في 11 يوليو (تموز) الماضي، ويستمرّ حتى 30 أغسطس، ويضمّ برامج مختلفة، من بينها فعاليات رياضية وعروض مسرحية إلى جانب الحفلات الموسيقية والغنائية.

وقبل أيام، انطلقت فعاليات برنامج صيف الإنتاج الثقافي المستمرّة حتى 31 أغسطس، بمشاركة عدد من الفنانين وفرق الفنون الشعبية، مثل الفرقة القومية، وفرقة رضا للفنون الشعبية، بالإضافة إلى حفلات للإنشاد الديني والموسيقى والرقص الصوفي المولوي والتنورة.

وعدّت عميدة معهد النقد الفني في أكاديمية الفنون المصرية، الدكتورة رانيا يحيى، المهرجانات الفنية «مظاهرة ثقافية وإبداعية»، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «يخلق التركيز على الفنون عموماً وسط أكثر من مهرجان وفعالية، حالة من التنوّع، ويؤكد دور الدولة في دعم الثقافة والفنون ورعايتهما».

وأضافت: «كما تشجّع المهرجانات في أكثر من موقع جغرافي، الجمهور، على الحضور من الأماكن القريبة، مما يسهم بنشر الفنّ وتنشيط السياحة الداخلية».

عروض الفنون الشعبية الأبرز في برنامج صيف الإنتاج الثقافي (وزارة الثقافة المصرية)

وتابعت: «الدعاية لهذه المهرجانات تعطي انطباعاً بأهمية الموسيقى والغناء، وهي مسألة مهمة لتوعية المجتمع بقيمة الفنّ، ولفت أنظار الصغار وتوجيههم نحو الفنون المختلفة، مما يُشعل الشغف لدى الجمهور. مشاركة ضيوف وفنانين من دول أخرى في بعض المهرجانات يسهم أيضاً في تكريس التفاعل الثقافي».

ومن ضمن المهرجانات التي تشهد زخماً، مهرجان قلعة صلاح الدين للموسيقى والغناء في دورته 32، الذي يتضمّن حفلات لكبار النجوم، مثل علي الحجار، وهشام عباس، ومدحت صالح، وإيهاب توفيق، ونادية مصطفى. وكانت أحدث الحفلات، مساء الجمعة، للفنان هاني شاكر؛ علماً أنَّ المهرجان الذي تشارك فيه أيضاً فرق فنية وموسيقية متنوّعة، يستمر حتى نهاية أغسطس.

من جانبه، رأى الناقد الفني المصري أحمد السماحي أنّ «هذه المهرجانات خطوة مهمّة وضرورية، فأمرٌ جيّد أن تقيم وزارة الثقافة 3 مهرجانات خلال الصيف، ولكن تجب إعادة النظر فيها حتى لا تُكرَّر الفقرات عينها، والحفلات والنجوم، فلا يكون هناك جديد».

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «باستثناء مهرجان القلعة الذي يقيم دورته الـ32، تُعدُّ باقي المهرجانات جديدة، أو لم تحظَ بالاهتمام المناسب الذي يقدّمها للجمهور، لذا لم تؤتِ ثمارَها».

عمر خيرت في مهرجان العلمين الجديدة (صفحة المهرجان في «فيسبوك»)

وأشار إلى أنّ «مهرجان العلمين له جمهوره من المصطافين الميسورين، فأسعار تذاكره مرتفعة جداً؛ هو يأتي بأشهر المطربين المصريين والعرب، لكنه لا يستفيد منهم بالطريقة المثلى، فلا يقدّم جديداً على مستوى الشكل أو مضمون الغناء، بل يتعامل مع الغناء مثل ليالي أضواء المدينة في الستينات».

ووصف الناقد الفنّي مهرجان القلعة بـ«العريق، لكنه خرج عن إطاره. فقديماً كنا نرى يومياً فرقة مختلفة وحفلات متنوّعة، لكن في السنوات الأخيرة، تحوّل إلى نسخة من مهرجان الموسيقى العربية، بالمطربين أنفسهم الذين يقدّمون الأغنيات عينها في مهرجان الموسيقى العربية، مع الفارق أنّ أسعار تذاكر مهرجان القلعة رمزية، في حين مهرجان الموسيقى العربية يبيع تذاكره بمبالغ كبيرة، فلا يحضره إلا القادرون مادياً».