داخل أقدم «قطار نوم» في بريطانيا: عمره 150 سنة ويوفر تجربة فريدة

قطار «كاليدونيان سليبر» يعمل ستة أيام في الأسبوع من لندن إلى أسكوتلندا (سي إن إن)
قطار «كاليدونيان سليبر» يعمل ستة أيام في الأسبوع من لندن إلى أسكوتلندا (سي إن إن)
TT

داخل أقدم «قطار نوم» في بريطانيا: عمره 150 سنة ويوفر تجربة فريدة

قطار «كاليدونيان سليبر» يعمل ستة أيام في الأسبوع من لندن إلى أسكوتلندا (سي إن إن)
قطار «كاليدونيان سليبر» يعمل ستة أيام في الأسبوع من لندن إلى أسكوتلندا (سي إن إن)

تهديك رحلة على متن قطار «كاليدونيان سليبر» الذي يعمل ستة أيام في الأسبوع من لندن إلى أسكوتلندا، تجربة فريدة من نوعها، مفعمة بالراحة والمناظر الخلابة على طول الطريق.

بعد تناول أطباق شهية، يمكنك التعرف على أصدقاء جدد عبر المقاعد المريحة، المفروشة بأناقة باللونين البرتقالي والأزرق المخضر.

تتحدث مراسلة شبكة «سي إن إن» عن تجربتها على متن القطار، قائلة: «تركنا خلفنا صخب محطة يوستون المزدحمة في لندن الساعة 8 مساءً، وفي غضون 12 ساعة سنكون في فورت ويليام، التي يطلق عليها اسم عاصمة الأماكن المفتوحة في المملكة المتحدة، وهي موطن أعلى الجبال في البلاد، بما في ذلك جبل بن نيفيس الذي يبلغ ارتفاعه 4413 قدماً».

يُطلق على هذه الرحلة التي يبلغ طولها 500 ميل من جنوب بريطانيا إلى شمالها لقب Deerstalker - White Stag هو شعار «قطار النوم» هذا، وتُعتبر الأكثر جمالاً من بين مسارات القطار الخمسة، التي تغطي المدن الأسكوتلندية وأعمق المرتفعات.

خضع القطار لعملية تجديد بقيمة 200 مليون دولار في عام 2019. ويواصل إرثاً دام 150 عاماً من خدمات قطارات النوم بين لندن وأسكوتلندا.

وتعتبر الرحلة واحدة من خدمتي قطارات النوم الوحيدتين في بريطانيا، والأخرى هي Night Riveria Sleeper، التي تتجه غرباً من بادنغتون في لندن إلى مدينة ساحلية في كورنوال.

ويوضح تقرير «سي إن إن» أن الرحلة ضمن القطار تُعتبر فاخر وأسعارها مناسبة. الأسعار ديناميكية، لذا إذا كنت ترغب في تجربة شعور الدرجة الأولى المريح والإضاءة القابلة للتعديل مع مساند الرأس ووسائد ومساند القدمين، فيمكنك عادة اختيار عربة ضمن اتجاه واحد مقابل نحو 55 جنيهاً إسترلينياً (72 دولاراً).

وهذا يزيد بنحو 20 جنيهاً إسترلينياً عما قد تدفعه مقابل رحلة جوية مدتها ساعة إلى أدنبرة، عاصمة أسكوتلندا، مما يجعل قطار «كالدونيان سليبر» الخيار الأكثر بريقاً وفخامة واستدامة بيئياً، ولكنه أيضاً الأبطأ.

القطار خضع لعملية تجديد بقيمة 200 مليون دولار عام 2019 (سي إن إن)

الخيار الأكثر فخامة، وهو الحمام المزدوج مع سرير مناسب ووجبة إفطار يتم توصيلها إلى غرفتك، ويكلف عادة نحو 325 دولاراً للشخص في اتجاه واحد.

يسافر ويل سوين بالقطار مرة واحدة على الأقل في السنة، وكان يخطط لطلب الزواج من صديقته كلوي بيكيت في هذه الرحلة. ومع ذلك، كما توضح بيكيت، سعيدة بسرد قصة علاقتهما العاطفية: «لقد كشف عن عرض الزواج مبكراً»، واحتفلا بخطبتهما بدلاً من ذلك.

ولا يمكن إنكار أن بعض المساحات ضمن القطار قد تكون ضيقة. حتى إذا كنت مسافراً بمفردك، فهناك مساحة صغيرة لتغيير الملابس. إذا كنت مسافراً مع زوج، فستحتاج بلا شك إلى استخدام غرفة المرحاض لتغيير الملابس أيضاً. ويمكن تخزين الأمتعة تحت الأسرّة.

مع ذلك، فإن تصميم الغرفة مبهج ومريح، مع أقمشة دافئة مستوحاة من التويد التقليدي والكثير من اللمسات الذكية، من المرآة الطويلة خلف الباب إلى مجموعة من المقابس الكهربائية ومنافذ USB.

كما أن الغرف والمقاعد نظيفة بشكل مميز، والمراتب المريحة تجعل من النوم تجربة فريدة للغاية، بحسب التقرير.

وأشار التقرير أيضاً إلى أن تجربة النوم تُعتبر مهدئة بشكل ملحوظ، حيث تهز العربة العملاء في أسرتهم الخاصة، ويصدر المحرك والعجلات تهويدة إيقاعية - وإن كانت متقطعة.

وتوضح مراسلة «سي إن إن»: «استيقظت في السابعة صباحاً، ونظرت من خلال نافذتي المغطاة بمياه الأمطار إلى غابات الصنوبر الأسكوتلندية الكثيفة، والتلال التي تبرز من الضباب اللامع، واللمعان الخافت لمياه البحيرة».

وتابعت: «على الرغم من أن الطقس لم يكن في صالحنا في رحلتنا في سبتمبر (أيلول)، فإن المرتفعات الأسكوتلندية تتمتع بروعة فريدة سواء أكان وسط المطر أو أشعة الشمس أحياناً».

وأشارت إلى أنه قد يكون سعر الرحلة مماثلاً لفندق خمس نجوم، ولكن الاستيقاظ على مناظر المرتفعات الطبيعية «هو تجربة ست نجوم وفريدة من نوعها تماماً».


مقالات ذات صلة

كهوف الباحة... وِجهة سياحية سعودية بمواصفات عالمية

سفر وسياحة أحد الكهوف المنتشرة في الباحة بعد أن جرى تهيئته (الشرق الأوسط)

كهوف الباحة... وِجهة سياحية سعودية بمواصفات عالمية

قبل سنوات عدة كانت الكهوف المنتشرة في السعودية والتي تزيد عن 300 كهف حالة قائمة بذاتها لمعرفة التاريخ وتوابعه من عمليات التكوين واختلاف هذه الكهوف من موقع لآخر.

سعيد الأبيض (جدة)
سفر وسياحة «فانوس» يُحضِر نَفَس الإغريق إلى أرض الأرز (صور رواء الحداد)

اليونان مهدُ الأولمبياد... حين تحطّ في لبنان

«فانوس» يأتي باليونان إلى لبنان، واليونان أذهلت العالم بأولمبيادها. ولما كان أصل الأولمبياد يونانياً، أمكن رواية القصتين لتقاطُع نشأتهما.

فاطمة عبد الله (بيروت)
سفر وسياحة فلورنسا مدينة الفن والجمال (الشرق الأوسط)

جولة إلى أكثر مدن إيطاليا سحراً

إذا كانت رحلتك المقبلة إلى إيطاليا، وتحديداً إلى ميلانو وروما وفلورنسا تلك المدن المعروفة بسحرها وفخامتها، فإليك أهم ما يمكنك القيام به خلال زيارتك إليها.

أفريقيا أوليغي نغيما الرئيس الانتقالي للغابون (أ.ف.ب)

رئيس الغابون يمنع الوزراء من قضاء العطلات خارج البلاد

منع الرئيس المؤقت للغابون الذي استولى على السلطة في انقلاب قبل عام أعضاء حكومته الانتقالية من قضاء العطلات في الخارج.

«الشرق الأوسط» (ليبرفل)
يوميات الشرق جانب من الحفل الموسيقي الثاني الذي أُقيم في جدة وسط حضور جماهيري كبير (الشرق الأوسط)

ختام سلسلة من الحفلات الموسيقية في جدة

حرص عديد من الزوار والسياح في مسرح «أونكس أرينا» على توثيق لحظات الفرح والسعادة التي يعايشونها مع أجواء الحفلات الموسيقية ونقلها عبر منصاتهم الاجتماعية للعالم.

«الشرق الأوسط» (جدة)

جِل يحمي المباني من حرائق الغابات المتاخمة

يتميّز الجل الجديد بأنه آمن وغير سام (جامعة ستانفورد)
يتميّز الجل الجديد بأنه آمن وغير سام (جامعة ستانفورد)
TT

جِل يحمي المباني من حرائق الغابات المتاخمة

يتميّز الجل الجديد بأنه آمن وغير سام (جامعة ستانفورد)
يتميّز الجل الجديد بأنه آمن وغير سام (جامعة ستانفورد)

طوّر باحثون في جامعة «ستانفورد» الأميركية جلاً مائياً جديداً يمكنه أن يُحدث ثورة في مجال حماية المباني خلال حرائق الغابات المتاخمة.

وأوضحوا أنّ الجل الجديد يوفر حلاً مبتكراً لمشكلة حرائق الغابات المتزايدة التي تؤثر في المباني المتاخمة، وفق نتائج الدراسة المنشورة، الخميس، في دورية «Advanced Materials».

وتُلحق حرائق الغابات أضراراً بالغة بالمباني، ويمكن أن تؤدّي إلى تدمير كامل للهيكل بسبب تعرّضه للحرارة الشديدة واللهب.

ويتعرّض المبنى لتهديدات خلال الحرائق، منها الحرارة العالية التي تؤدي إلى اشتعال المواد القابلة للاحتراق مثل الخشب، والأبخرة السامة التي تتسبّب في تآكل المواد الإنشائية.

وفي ظلّ تفاقم تأثيرات تغير المناخ المؤدية إلى زيادة درجات الحرارة والجفاف، مما تسبّب بحرائق غابات مدمّرة في السنوات الأخيرة، يسعى الباحثون إلى إيجاد حلول جديدة لحماية المباني والبنية التحتية من الأضرار الناجمة عن هذه الحرائق.

ويحتوي الجل المائي على بوليمرات فائقة الامتصاص مماثلة لتلك المُستخدمة في الحفاضات، وهو يتفاعل مع الماء ليشكّل مادة هلامية تلتصق بالسطح الخارجي للمبنى، مُكوِّنة درعاً سميكة ورطبة.

ويمتاز بقدرته على التحوّل من هلام مائي إلى هلام هوائي عند تعرّضه للحرارة، مما يوفّر حماية طويلة الأمد.

ومع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف القاسي في مناطق حرائق الغابات، يجفّ الماء الموجود في الجل بسرعة، لكنّ الجل الجديد يحتوي أيضاً على جزيئات «السيليكا» التي تتحول إلى هلام هوائي، وهو هيكل صلب ومسامي يعمل عازلاً ممتازاً؛ يشتّت الحرارة ويحمي السطح الموجود تحته بفاعلية أكبر بكثير من الجلات التقليدية، التي تجفّ بسرعة كبيرة تحت الظروف الجافة ودرجات الحرارة العالية لحرائق الغابات.

واختبر الباحثون تركيبات عدة من الجل على قطع من الخشب المعرَّضة للهب من شعلة غاز، التي تحرق بدرجة حرارة أعلى بكثير من حرائق الغابات.

وأثبتت أكثر التركيبات فاعلية في توفير حماية تتجاوز 7 دقائق، قبل أن يبدأ الخشب في الاحتراق، في حين المنتجات الهلامية التجارية الحالية لم توفّر سوى أقل من 90 ثانية من الحماية.

ويتميّز الجل الجديد بأنه آمن وغير سامّ، ويمكن إزالته بسهولة بعد انتهاء الحريق، مما يجعله مناسباً لحماية البنية التحتية الحيوية.