مشاجرة محمد فؤاد داخل مستشفى تجدّد الجدل حول «أزمات الفنانين»

النيابة العامة تواصل التحقيق في الواقعة

الفنان المصري محمد فؤاد (حسابه على «إنستغرام»)
الفنان المصري محمد فؤاد (حسابه على «إنستغرام»)
TT

مشاجرة محمد فؤاد داخل مستشفى تجدّد الجدل حول «أزمات الفنانين»

الفنان المصري محمد فؤاد (حسابه على «إنستغرام»)
الفنان المصري محمد فؤاد (حسابه على «إنستغرام»)

أعادت مشاجرة الفنان المصري محمد فؤاد ملف أزمات «انفلات أعصاب الفنانين» للواجهة مجدّداً، بعد أن دخل في مشاجرة عنيفة مع أحد الأطباء داخل مستشفى حكومي بالقاهرة.

أزمة محمد فؤاد بالمستشفى جاءت بعد أسابيع قليلة من قضية وفاة الفنان المصري تامر ضيائي داخل أحد المستشفيات المصرية، أثناء مشاجرته مع ممرض؛ لمحاولته الإسراع في علاج زوجته المريضة بسرطان الثدي، التي على أثرها سقط على الأرض مفارقاً الحياة.

بدأت أزمة الفنان محمد فؤاد في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، حينما شعر شقيقه عبد العزيز فؤاد بتعب شديد، قام فؤاد على أثره بنقله لمستشفى عين شمس التخصصي، رفقة أصدقائه: إبراهيم فؤاد؛ مدير أعماله ونجل شقيقه، وطارق العتر؛ مدير أعماله الثاني، والفنان أحمد جوهر، والمنتج أحمد أيوب، وبعد دقائق من نقله اندلعت المشاجرة بين الطرفين، والتي وصلت إلى أقسام الشرطة.

يروي إبراهيم فؤاد؛ نجل شقيق الفنان محمد فؤاد ومدير أعماله، تفاصيل الأزمة لـ«الشرق الأوسط» قائلاً: «بعد أن شعر شقيق الفنان محمد فؤاد بالتعب توجهنا جميعاً لأقرب مستشفى، وعلمنا هناك أنه مصاب بجلطة في القلب، ورأينا أن الطبيب يتعامل ببطء شديد، فسأله فؤاد باستنكار: (إن كنت نائماً نأتي في وقت لاحق)، وهو ما أغضب الطبيب وقام بطردنا من المستشفى رغم دفع المبلغ المطلوب».

وأكّد مدير أعمال فؤاد أن الفنان المصري لم يبدأ بالاعتداء أو السب مثلما حاول البعض الترويج لذلك، لكنه قال للطبيب منفعلاً إذا كنت تفعل ذلك مع محمد فؤاد؛ فماذا تفعل مع الآخرين من البسطاء؟

في المقابل، رفض الطبيب المصري مصطفى أيمن، الإدلاء بتصريحات صحافية حول الواقعة، مؤكداً أن «القضية أصبحت أمام جهات التحقيق لكي تُصدر موقفها النهائي»، في حين أصدر مستشفى عين شمس التخصصي بياناً أوضح فيه تفاصيل الأزمة: «محمد فؤاد حضر رفقة عدد من أصدقائه لعلاج شقيقه عبد العزيز فؤاد، وهدّدوا الطبيب المسؤول مصطفى أيمن محمد، مدرس مساعد القلب بالمستشفى، وتطاولوا عليه بالسب والقذف بألفاظ نابية، واعتدوا على أفراد الأمن والتمريض الموجودين في الطوارئ، وقد تم تسجيل الواقعة بالكامل عبر كاميرات المراقبة».

وقرّرت نقابة المهن الموسيقية دعم الفنان محمد فؤاد، وقال محمد عبد الله، المتحدث الإعلامي لنقابة المهن الموسيقية وعضو مجلسها لـ«الشرق الأوسط»: «بناءً على مكالمة هاتفية بين محمد فؤاد ومصطفى كامل نقيب الموسيقيين، تحدّث خلالها فؤاد عن معاناته خلال الساعات التي قضاها في المستشفى، قرّرت النقابة دعم ومساندة فؤاد، خصوصاً بعد أن أرسل الفنان فيديوهات توثّق الإهانات التي تعرّض لها في المستشفى».

وأضاف أن «(الموسيقيين) طلبت من نقيب أطباء مصر أن يسمع من محمد فؤاد، ولا يبني موقفه على حديث من طرف واحد، خصوصاً أن محمد فؤاد معروف بأنه لم يقم يوماً ما بإهانة أي مؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية، ونُصرّ على فحص كاميرات المراقبة بالمستشفى، كما قرّرنا تكليف إدارة الشؤون القانونية بمتابعة الأمر قانونياً، والبحث والتحرّي عن السبب والدافع لهذه الواقعة منذ البداية».

أما نقابة الأطباء فقد استنكرت «تَعدّي الفنان محمد فؤاد بالسب والقذف على طبيب مستشفى عين شمس التخصصي في عمله وأثناء تأدية واجبه، وأعرب المجلس عن دهشته لصدور هذه التصرفات غير المسؤولة من فنان يفترض أن يكون قدوة ومثلاً جيداً للمجتمع، وطالبت بتنفيذ قانون العقوبات المصري، الذي ينص على الحبس مدة لا تزيد على 6 أشهر، أو بغرامة لا تتجاوز 200 جنيه لكل من يتعدّى بالقول أو التهديد على موظف عمومي».

وناشدت النقابة كل الجهات الرسمية المعنية بحفظ الأمن، وتأمين المستشفيات الحكومية من الداخل والخارج، لمنع تكرار هذه الحالات الصارخة من التعدي، وتعطيل العمل الذي لا يتماشى مع طبيعة هذه المنشآت، ودورها الحيوي في استمرار تقديم الخدمات الصحية وخدمات الطوارئ للمرضى كلهم على مدار الساعة.

يُذكر أن انفلات أعصاب الفنانين كان قد تكرّر بشكل كثيف خلال الفترة الماضية، حيث كان الفنان عمرو دياب قد اعتدى بالصفع على شاب من صعيد مصر، بعد محاولة الأخير التقاط صورة تذكارية معه في إحدى حفلات الزفاف، وتكرّر الأمر مع الفنان محمد رمضان الذي اعتدى بالصفع على شاب في الساحل الشمالي بمصر.


مقالات ذات صلة

«التعليم» المصرية تستعين بالأزهر لتحصين الطلاب ضد «التطرف»

شمال افريقيا شيخ الأزهر خلال استقبال الوزير محمد عبد اللطيف (وزارة التربية والتعليم المصرية)

«التعليم» المصرية تستعين بالأزهر لتحصين الطلاب ضد «التطرف»

تُعزز وزارة التربية والتعليم المصرية تعاونها مع الأزهر من أجل تحصين الطلاب ضد «التطرف».

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا مدبولي يترأس اجتماع مجلس الوزراء المصري في مدينة العلمين الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

الحكومة المصرية تُسرّع إجراءات تعديل «الحبس الاحتياطي»

أكد رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، الخميس، أن «مجلس الوزراء توافق على سرعة الانتهاء من التشريعات المطلوبة بشأن إنهاء ملف الحبس الاحتياطي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق أحد صناع الأحذية بوسط القاهرة (الشرق الأوسط)

رواج مهنة «الإسكافي» في مصر بسبب التضخم

اتجه مصريون مجدداً إلى شراء المنتجات اليدوية مُحكمة الصنع، التي بات سعرها أرخص مقارنةً بأسعار العلامات التجارية المحلية والعالمية.

حمدي عابدين (القاهرة )
شمال افريقيا زيادة أسعار كهرباء المنازل تُقلق المصريين (تصوير: عبد الفتاح فرج)

رفع أسعار كهرباء المنازل يعمّق مخاوف الغلاء في مصر

بدأت الحكومة المصرية تطبيق زيادة تعريفة الكهرباء بدءاً من الشهر الحالي للمرة الثانية في غضون عام بعد الزيادات التي طبقت مطلع يناير الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق الإعلامي المصري باسم يوسف اشتهر ببرنامج «البرنامج» (صفحته الرسمية على «فيسبوك»)

باسم يوسف يتصدر «تريند إكس» في مصر رغم إغلاق حسابه

برز اسم الإعلامي المصري الساخر باسم يوسف مجدداً بعد الإعلان عن إغلاق منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي حسابه، دون تحديد السبب رسمياً.

محمد عجم (القاهرة )

مطالبات بالاهتمام بحصون مصر الأثرية على شاطئ البحر المتوسط

إعادة المدافع إلى طابية الدخيلة بعد هدم أجزاء منها (الباحث وائل عزب)
إعادة المدافع إلى طابية الدخيلة بعد هدم أجزاء منها (الباحث وائل عزب)
TT

مطالبات بالاهتمام بحصون مصر الأثرية على شاطئ البحر المتوسط

إعادة المدافع إلى طابية الدخيلة بعد هدم أجزاء منها (الباحث وائل عزب)
إعادة المدافع إلى طابية الدخيلة بعد هدم أجزاء منها (الباحث وائل عزب)

سرعان ما تحوّل خبر هدم «طابية الدخيلة» الأثرية في محافظة الإسكندرية (شمال مصر) إلى دعوة لقراءة وحصر تاريخ الحصون و«الطوابي» الأثرية التي تمتد على شاطئ البحر المتوسط، وهي دعوة وجدت صداها بشكل واسع على صفحات المهتمين بالآثار على مواقع «التواصل» التي تابعت توابع خبر هدم طابية الدخيلة، وصولاً لتواصل مسؤولين من وزارة السياحة والآثار، في محاولة لاستيعاب الأزمة.

وقام وائل عزب، الباحث المهتم بالتاريخ السكندري، بتخصيص منشور على صفحته الشخصية على «فيسبوك»، يؤكد فيه تواصل مسؤولين من وزارة الآثار معه بعد نشره لاستغاثة عبر صفحته تفيد بهدم أجزاء من طابية الدخيلة ونقل مدفعين منها، ويقول في حديثه مع «الشرق الأوسط»: «بعد التفاعل الكبير مع صور هدم الطابية التي نشرتها عبر مواقع التواصل، تمت الاستجابة بإعادة مدافع الطابية إلى أماكنها، مع إلزام هيئة ميناء الإسكندرية بترميم ما هدم من الطابية، وهي تحديداً أجزاء (المراية - ومحراب مسجد الطابية)، كما تم الالتزام بترميم مبنى الطابية الذي يقع على البحر».

وكانت منطقة آثار الإسكندرية قد قامت بنقل مدفعين أثريّين، الأربعاء، من منطقة الدخيلة (غرب الإسكندرية) إلى منطقة كوم الناضورة الأثرية، ويزن كل مدفع منهما 9 أطنان تقريباً.

طابية الدخيلة في أثناء هدم أجزاء منها (صفحة الباحث وائل عزب على فيسبوك)

ويقول وائل عزب إن عدد الطوابي التي تم تسجيلها في مدينة الإسكندرية، وفقاً للوثائق، هو نحو 25 طابية، ويضيف: «ما تبقى منها حتى الآن سبع طوابٍ؛ منها طابية (باب شرق)، وطابية (قايتباي)، و(المرابطة) بسيدي محمد العجمي، وهي التي نزل بها نابليون بونابرت خلال حملته على مصر، ومن بعده فريزر، وهناك طابية (النحاسين)، وطابية (أم غبيبة)، وطابية (صالح)، إلى جانب طابية (الدخيلة) التي تم إنقاذ هيكلها الرئيسي بعد القيام بهدم أجزاء منها، فقد تم هدم المراية، ومحراب جامع الطابية وخندق أسفلها».

مؤكداً أن «الجزء الأساسي من الطابية موجود على البحر، وهو ما أنقذناه بسبب حملة السوشيال ميديا؛ إذ يوجد جزء من الارتباط النفسي بطابية (الدخيلة)، فهي تقع على البحر في مكان يعدّ متنفساً للمواطنين البسطاء بجوار حي المكس».

يضيف الباحث السكندري: «جميع تلك الطابيات مسجلة بوصفها آثاراً منذ عام 1968، ينتمي بعضها للعصر المملوكي، وبعضها تم تجديده في العصر العثماني، أو تم إنشاؤه في هذا العصر، وأحدثها يعود إلى عام 1840؛ أي ما يقدر بـ200 سنة».

ويشير إلى أن حركة الاهتمام بالاعتداء على طابية «الدخيلة» كشفت مدى «اهتمام الناس برصد تاريخ الإسكندرية المهمل، لا سيما أن طبيعة المدينة الساحلية تجعل هناك احتياجاً باستمرار لترميمها والاهتمام بها، وهناك طابيات مهملة تماماً على طول شاطئ البحر المتوسط، وبدأ مواطنون عاديون بتصوير طابيات منها ونشر صورها، أملاً في الالتفات إليها».

ويلفت الدكتور زياد مرسي، المحاضر الزائر في قسم الآثار بجامعة الإسكندرية وعضو لجنة التراث في محافظة الإسكندرية، إلى أن جزءاً من أزمة إهمال الحصون والطابيات على ساحل البحر المتوسط هو أنها «مُوزعة بين عدة جهات، منها وزارة السياحة والآثار والهيئات العمرانية المختلفة؛ فهناك طوابٍ تحولت من الجيش الملكي بعد ثورة 1952 لمعسكرات تدريب مثلاً، ومنها ما أزيل من أجل القيام بتوسعات، وهناك عدد كبير منها مهجور من منطقة أبو قير (غرباً) وحتى محافظة دمياط (شرقاً).

ويضيف لـ«الشرق الأوسط»: «يوجد طابية معروفة باسم طابية (عرابي)، وهي عبارة عن مخزن مهجور وورشة للمراكب، وبعضها غير مُسجل، ولا أحد يعرف عنها شيئاً، وحتى المُسجل منها يُعامَل بإهمال، فلا تجاورها مثلاً يافطة تشير إلى أنها أثر مسجل، أو بها حراسة، أو سور».

مطالبات بالاهتمام بطوابي وحصون مصر الأثرية على البحر المتوسط ( صفحة الباحث وائل عزب على فيسبوك)

«الطوابي حصون دفاعية بُنيت لتضم أبراج رصد لصدّ أي تدخل لعدو على خط الساحل ومراقبة المراكب، لذلك فقيمتها التاريخية مهمة للغاية»، وفق مرسي الذي يشير إلى أنه «منذ تداول خبر هدم أجزاء من طابية الدخيلة، وهناك حركة من الأسئلة وتبادل المعرفة حول حصون مصر الأثرية تنتعش عبر الصفحات المهتمة بالتوعية الأثرية، وأعتقد أن هذا الحراك بدأ ينمو منذ فترة مع الاهتمام بالجولات الإرشادية داخل المجتمع السكندري التي تشمل جولات في المناطق التاريخية، ما جعل الناس تدرك أنها مُحاطة بأماكن ذات قيمة كبيرة، وتلك الجهود يقودها متخصصون وهواة ومهتمون بالتاريخ».

إعادة المدافع إلى طابية الدخيلة بعد هدم أجزاء منها (الباحث وائل عزب)

ويطالب مرسي بـ«تكوين فرق عمل تتشكل من أثريين ومعماريين ومتخصصين في الترميم لتوثيق تلك الطوابي وحصرها»، لافتاً إلى «قرب إصدار كتاب جديد يتناول تاريخ طوابي الإسكندرية العثمانية للباحثة الفرنسية كاترين ماخينيك سيصدر عن (مركز الدراسات السكندرية)».