أدّى النجم الفرنسي الراحل ألان ديلون أدواراً بارزة في أفلام مميّزة، مثل: «شمس ساطعة»، و«الساموراي»، و«الفهد». وبموازاة ذلك، رفض أدواراً حقّقت -ولا تزال تُستعاد وتحقّق- أصداء عالمية، مثل «العراب» و«جيمس بوند» في سلسلة الأفلام الشهيرة. لكن ديلون -وفق ما ينقل مقرّبون منه- لم يرَ أنه ارتكب بذلك الرفض خطأ يستحقّ الندم.
في نهاية سبعينات القرن الماضي، كان مشغولاً بتصوير فيلم «الطبيب» في استوديوهات «بولون» بباريس، حين زاره المنتج ألبرت بروكولي عارضاً عليه أداء دور العميل السرّي البريطاني «جيمس بوند». وكان الممثل سين كونري قد أقلع عن الاستمرار في الدور. لكن النجم الفرنسي رفض، لإصراره على السيطرة بالكامل على أعماله، وأن تكون له الكلمة الأولى.
في حديث إلى إذاعة «إر تي إل»، يقول منتج «الطبيب» ألان ترزيان، إنّ ديلون رفض أيضاً الظهور في فيلم «لقاءات من النوع الثالث» للمخرج الأميركي ستيفن سبيلبيرغ، عام 1977. ولمّا اتصل به المخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي عارضاً عليه بطولة «آخر تانغو في باريس»، اعتذر ورشّح له مارلون براندو.
ويمضي ترزيان ليؤكد أنّ ديلون رفض دور «الشريف علي» في «لورنس العرب»؛ وهو الذي ذهب إلى عمر الشريف. سبب الرفض أنّ الممثل الفرنسي لم يودّ إخفاء عينيه الزرقاوين بعدسات لاصقة سوداء، كما يقتضي الدور.
لم يكن ديلون مرتاحاً لفكرة الإقامة في هوليوود، وفوّت أدواراً كثيرة جاءته من هناك. ومنها الاشتراك في فيلم «العراب» للمخرج فرنسيس فورد كوبولا. فمنتجه روبرت إيفانز الذي كان صديقاً مقرّباً من النجم، لم يكن مقتنعاً باختيار آل باتشينو لدور «العراب». وقد اقترح على المخرج: وارن بيتي، أو روبرت ريدفورد، أو ألان ديلون؛ لكنّ الفكرة سرعان ما استُبعدت. وقد اعتذر أيضاً عن دور البطولة في «لويس الخامس عشر وماري أنطوانيت»، وفق ما أعلنت مخرجته صوفيا كوبولا، في تصريح عام 2006.
أخذ النجم الفرنسي مسافة من السينما في سنواته الأخيرة؛ لكنه كان يودّ الظهور في فيلم مع الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، ومن إخراج باتريس لوكونت. قال في واحدة من أخريات مقابلاته: «لا أشتاق للسينما. عندي كل شيء، فلماذا تريدونني أن أبعثر أشيائي في الريح، وأذهب لتمثيل دور شرطي مع المخرج كاسوفياتز؟ أحبّ العمل مع كوستا غافراس، ولوك بيسون، ورومان بولانسكي، وسبيلبيرغ؛ لكن كل الآخرين مضحكون».