أفلام مصرية تراهن على المنصات بدلاً من شباك التذاكر

«الحارث» و«ساندوتش عيال» الأحدث

الملصق الدعائي لفيلم «ساندوتش عيال» (منصة العرض)
الملصق الدعائي لفيلم «ساندوتش عيال» (منصة العرض)
TT

أفلام مصرية تراهن على المنصات بدلاً من شباك التذاكر

الملصق الدعائي لفيلم «ساندوتش عيال» (منصة العرض)
الملصق الدعائي لفيلم «ساندوتش عيال» (منصة العرض)

يراهن صناع السينما المصرية على فتح نافذة جديدة مع عرض بعض الأعمال أولاً عبر المنصات الإلكترونية بدلاً من عرضها في الصالات السينمائية، وكان أحدثها فيلم «ساندوتش عيال» الذي يقوم ببطولته سامح حسين، والذي بدأ عرضه قبل أيام قليلة عبر إحدى المنصات.

الفيلم الذي يعود من خلاله سامح حسين إلى السينما بعد غياب 5 سنوات، ليس الأول؛ فقد سبقه عرض أفلام عدة عبر المنصات حصرياً، منها على سبيل المثال لا الحصر «الحارث» لأحمد الفيشاوي وياسمين رئيس، بالإضافة إلى «أعز الولد» لشيرين ودلال عبد العزيز، وهي أعمال لم تُطرح في دور العرض السينمائية.

ويرى الناقد السينمائي المصري أندرو محسن أن «الأمر بالنسبة للسينما المصرية والعربية لا يزال في مرحلة التجريب»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «الفترة الأخيرة شهدت اهتماماً من المنتجين بالعرض على المنصات في خطوة يمكن اعتبارها بمثابة اختصار لمرحلة تقديم بعض الأفلام لتبقى فترة وجيزة في السينما قبل عرضها من خلال هذه المنصات».

وربط الناقد الفني بين «العملية الإنتاجية وتكلفة الأعمال والعائد الذي يتحقق من المنصات ووسائل العرض اللاحقة للفيلم»، مشيراً إلى أنه «باستثناء منصة (نتفليكس) التي تقدم إنتاجاتها الخاصة، فإن بقية المنصات تكتفي بشراء حقوق العروض من المنتجين».

يدعم هذا الرأي الناقد المصري محمد عبد الرحمن، الذي يشير إلى أن «تجربة عرض بعض الأفلام خلال جائحة (كورونا) على المنصات، مع وجود أفلام لا تمتلك القدرة التسويقية في شباك التذاكر بشكل كافٍ، بجانب التكلفة الإنتاجية المحدودة للأفلام؛ أمور تدفع لعرض الأفلام على المنصات أولاً بدلاً من طرحها في الصالات السينمائية»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «هذه العروض تضمن رواج الأفلام من دون أن تكون هناك أحكام نقدية أو جماهيرية مسبقة عليها».

لقطة من فيلم «أعز الولد» (يوتيوب)

وعدّ عبد الرحمن عرض الأفلام على المنصات بمثابة عودة لفكرة «الأفلام التلفزيونية»، وهي الفكرة التي كانت تعتمد على إنتاج التلفزيون في مصر أفلاماً يكون الهدف الأساسي منها العرض على شاشته وليس في دور العرض، وهي أفلام تباينت في المستوى الفني، منها المتميز مثل «الطريق إلى إيلات» للمخرجة إنعام محمد علي، ومنها الأقل في المستوى.

وهنا يشير الناقد السينمائي السعودي أحمد العياد إلى «مزايا متعددة تتمتع بها الأفلام في عرضها الأول على المنصات»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «الجمهور من أجيال مختلفة أصبح مهتماً بالمشاهدة السينمائية في المنزل، فهي بيئة المشاهدة المناسبة والأفضل لهم». ورأى أن «الإنتاجات السينمائية الجديدة وعرضها بشكل حصري على المنصات لا يعني الاستغناء عن دور السينما، لكن في الوقت نفسه يوفر لهذه الأفلام سرعة الوصول إلى جمهور من مختلف أنحاء العالم، ويساهم في الترويج للمنصة التي حصلت على حق العرض الأول في خضم منافسة قوية اليوم ستنعكس حتماً على الإنتاج السينمائي».

في حين يشير محمد عبد الرحمن إلى أن «المنصات ستساعد في انتعاش الإنتاج السينمائي خلال الفترة المقبلة مع شرائها للأفلام بشكل حصري وعرضها، لكن يبقى عنصر الجودة في هذه الأعمال إحدى النقاط التي يجب الالتفات إليها لتقييم التجربة بشكل متكامل».

وقدمت منصات عروض عدّة الأفلام حصرياً دون عرضها في دور السينما، وهي أفلام اتسمت بغياب نجوم الشباك وميزانيات إنتاجية محدودة، مثل «ساندوتش عيال» الذي تقاسمت بطولته نور قدري مع سامح حسين.

ويلفت أندرو محسن إلى أن «تجربة شراء المنصات للأعمال السينمائية لم تصل إلى مرحلة القدرة على الاستحواذ على أي من أعمال نجوم الشباك بشكل رئيسي، حتى في الشراكات الإنتاجية التي تبرمها بعض المنصات؛ لتحظى بالعرض الحصري بعد انتهاء عرض الفيلم في الصالات السينمائية».


مقالات ذات صلة

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق المخرج المصري بسام مرتضى يرفع بجوائز فيلمه «أبو زعبل 89» (إدارة المهرجان)

«القاهرة السينمائي» يوزّع جوائزه: رومانيا وروسيا والبرازيل تحصد «الأهرامات الثلاثة»

أثار الغياب المفاجئ لمدير المهرجان الناقد عصام زكريا عن حضور الحفل تساؤلات، لا سيما في ظلّ حضوره جميع فعاليات المهرجان.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق معابد الأقصر تحتضن آثار الحضارة القديمة (مكتبة الإسكندرية)

«تسجيلي» مصري يوثّق تاريخ الأقصر «أقوى عواصم العالم القديم»

لم تكن قوة الأقصر ماديةً فحسب، إنما امتدّت إلى أهلها الذين تميّزوا بشخصيتهم المستقلّة ومهاراتهم العسكرية الفريدة، فقد لعبوا دوراً محورياً في توحيد البلاد.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق مشهد من الفيلم السعودي «ثقوب» (القاهرة السينمائي)

المخرج السعودي عبد المحسن الضبعان: تُرعبني فكرة «العنف المكبوت»

تدور الأحداث حول «راكان» الذي خرج إلى العالم بعد فترة قضاها في السجن على خلفية تورّطه في قضية مرتبطة بالتطرُّف الديني، ليحاول بدء حياة جديدة.

أحمد عدلي (القاهرة )

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
TT

حفر صينية عملاقة تحبس الزمن في باطنها... وتجذب السياح

اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)
اكتشاف عالم الغابات القديمة داخل حفرة على عمق 630 قدماً في الصين (يونيلاد نيوز)

على عمق يتخطى 100 متر تحت الأرض (328 قدماً) ثمة عالم مفقود من الغابات القديمة والنباتات والحيوانات. كل ما يمكنك رؤيته هناك قمم الأشجار المورقة، وكل ما تسمعه صدى أزيز حشرة الزيز وأصوات الطيور، الذي يتردد على جوانب الجروف، حسب «بي بي سي» البريطانية .على مدى آلاف السنين، ظل ما يعرف بـ«الحفرة السماوية» أو «تيانكنغ»، كما تُسمى باللغة المندرينية، غير مكتشفة، مع خوف الناس من الشياطين والأشباح، التي تختبئ في الضباب المتصاعد من أعماقها. إلا أن طائرات الدرون وبعض الشجعان، الذين هبطوا إلى أماكن لم تطأها قدم بشر منذ أن كانت الديناصورات تجوب الأرض، كشفت عن كنوز جديدة، وحوّلت الحفر الصينية إلى معالم سياحية. ويُعتقد أن ثلثي الحفر، التي يزيد عددها عن 300 في العالم، توجد في الصين، منتشرة في غرب البلاد، منها 30 حفرة، وتضم مقاطعة «قوانغشي» في الجنوب أكبر عدد من هذه الحفر، مقارنة بأي مكان آخر. وتمثل أكبر وأحدث اكتشاف قبل عامين في غابة قديمة تحتوي على أشجار يصل ارتفاعها إلى 40 متراً (130 قدماً). تحبس هذه الحفر الزمن في باطنها، ما يحفظ النظم البيئية الفريدة والدقيقة لقرون. ومع ذلك، بدأ اكتشافها يجذب السياح والمطورين، ما أثار المخاوف من أن هذه الاكتشافات المدهشة والنادرة قد تضيع إلى الأبد.

بوجه عام، تعد هذه الحفر الأرضية نادرة، لكن الصين، خاصة «قوانغشي»، تضم كثيراً منها بفضل وفرة الصخور الجيرية. جدير بالذكر هنا أنه عندما يذيب نهر تحت الأرض الصخور الجيرية المحيطة ببطء، تتكون كهوف تتمدد صعوداً نحو الأرض. وفي النهاية، تنهار الأرض تاركة حفرة واسعة، ويجب أن يكون عمقها وعرضها لا يقل عن 100 متر حتى تُعدّ حفرة أرضية. وبعض الحفر، مثل تلك التي جرى اكتشافها في «قوانغشي» عام 2022، أكبر من ذلك، مع امتدادها لمسافة 300 متر في الأرض، وعرضها 150 متراً.

من وجهة نظر العلماء، تمثل هذه الحفر العميقة رحلة عبر الزمن، إلى مكان يمكنهم فيه دراسة الحيوانات والنباتات، التي كانوا يعتقدون أنها انقرضت. كما اكتشفوا أنواعاً لم يروا أو يعرفوا عنها من قبل، بما في ذلك أنواع من أزهار الأوركيد البرية، وأسماك الكهوف البيضاء الشبحية، وأنواع من العناكب والرخويات. وداخل محميات من الجروف الشاهقة، والجبال الوعرة، والكهوف الجيرية، ازدهرت هذه النباتات والحيوانات في أعماق الأرض.