هل التوتر يسبب الشيب المبكر؟

دراسة الظاهرة بين الواقع والافتراضات

هل التوتر يسبب الشيب المبكر؟
TT

هل التوتر يسبب الشيب المبكر؟

هل التوتر يسبب الشيب المبكر؟

طالما دار النقاش بين الخبراء حول إمكانية تسبب التوتر في ظهور الشيب المبكر. غالباً ما يُطرح هذا التساؤل عند ملاحظة التغيرات في مظهر قادة العالم الذين يغادرون مناصبهم بشعر مملوء بالخصلات الرمادية، مقارنة بفترة توليهم الحكم. لكن هل التوتر هو السبب الحقيقي لهذا التحول؟

تشير العديد من الفرضيات إلى أن التوتر قد يساهم في الشيب المبكر، لكن الدراسات العلمية تقدم صورة أكثر تعقيداً. فوفقاً لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، فإنه على الرغم من وجود بعض الأبحاث التي تربط التوتر بالشيب، فإن هذه العلاقة لم تُثبت بشكل قاطع حتى الآن.

على سبيل المثال، أظهرت دراسة أُجريت في عام 2016 على أكثر من 1100 شاب تركي، أن 315 منهم يعانون من الشيب المبكر ويرتبط ذلك بمستويات توتر مرتفعة لديهم. ولكن هذه الدراسة لم تتمكن من إثبات أن التوتر هو السبب المباشر لظهور الشيب.

وفي بحث آخر أُجري عام 2020 على الفئران، تبين أن التوتر يؤدي إلى إفراز هرمون النورإبينفرين، مما يستنزف الخلايا الجذعية المسؤولة عن تلوين الشعر، ويؤدي بالتالي إلى نمو الشعر باللون الرمادي. إلا أن تطبيق هذه النتائج على البشر يواجه تحديات أخلاقية تعوق إجراء تجارب مماثلة.

وفي دراسة نُشرت عام 2021، حاول العلماء ربط أحداث التوتر بلحظات تحول الشعر إلى اللون الرمادي من خلال تحليل خصلات شعر 14 متطوعاً. النتائج أشارت إلى أن لحظات التوتر الكبيرة كانت مرتبطة بظهور الشيب، لكنها لم تكن كافية لتأكيد هذا الارتباط بشكل قاطع على مستوى أكبر.

ورغم جميع هذه الدراسات، يظل العامل الوراثي هو السبب الرئيسي وراء الشيب المبكر لدى معظم الأشخاص. إذا كان أحد الوالدين قد بدأ يشيب في سن مبكرة، فمن المرجح أن يحدث الشيء ذاته للأبناء. كما أن بعض الحالات الطبية مثل البهاق، وداء الثعلبة، ومشاكل الغدة الدرقية، ونقص بعض الفيتامينات... يمكن أن تسهم أيضاً في ظهور الشيب المبكر.

في النهاية، لا يمكن الجزم بأن تقليل التوتر سيمنع أو يبطئ ظهور الشيب المبكر. ومع ذلك، فإن فهم أسباب الشيب وقبوله كجزء طبيعي من عملية الشيخوخة، قد يكون خطوة مهمة للتعامل مع هذه الظاهرة بشكل أكثر إيجابية.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

آسيا طفل يضع كمامة وينتظر دوره مع أسرته داخل مستشفى في شرق الصين (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية»: فيروس «إتش إم بي في» في الصين شائع ولا يشكل تهديداً

قدمت منظمة الصحة العالمية، اليوم، تطمينات بشأن فيروس «إتش إم بي في»، وهو عدوى تنفسية تنتشر في الصين، مؤكدةً أن الفيروس ليس جديداً أو خطيراً بشكل خاص.

«الشرق الأوسط» (جنيف - بكين)
صحتك ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

ما نعرفه عن «الميتانيوفيروس البشري» المنتشر في الصين

فيروس مدروس جيداً لا يثير تهديدات عالمية إلا إذا حدثت طفرات فيه

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك صورة ملتقطة بالمجهر الإلكتروني قدمتها مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تُظهر مجموعة من فيروسات «نوروفيروس» (أ.ب)

وسط انتشاره بأميركا... ماذا نعرف عن «نوروفيروس»؟ وكيف نحمي أنفسنا؟

تشهد أميركا تزايداً في حالات الإصابة بفيروس «نوروفيروس»، المعروف أيضاً باسم إنفلونزا المعدة أو جرثومة المعدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تعلمت البشرية من جائحة «كورونا» أن لا شيء يفوق أهميةً الصحتَين الجسدية والنفسية (رويترز)

بعد ظهوره بـ5 سنوات.. معلومات لا تعرفها عن «كوفيد 19»

قبل خمس سنوات، أصيبت مجموعة من الناس في مدينة ووهان الصينية، بفيروس لم يعرفه العالم من قبل.

آسيا رجل أمن بلباس واقٍ أمام مستشفى يستقبل الإصابات بـ«كورونا» في مدينة ووهان الصينية (أرشيفية - رويترز)

الصين: شاركنا القدر الأكبر من بيانات كوفيد-19 مع مختلف الدول

قالت الصين إنها شاركت القدر الأكبر من البيانات ونتائج الأبحاث الخاصة بكوفيد-19 مع مختلف الدول وأضافت أن العمل على تتبع أصول فيروس كورونا يجب أن يتم في دول أخرى

«الشرق الأوسط» (بكين)

12 ألف «إسترليني» لكفيف جُرحت مشاعره بطرده من عمله

المخبز دفع الثمن (مواقع التواصل)
المخبز دفع الثمن (مواقع التواصل)
TT

12 ألف «إسترليني» لكفيف جُرحت مشاعره بطرده من عمله

المخبز دفع الثمن (مواقع التواصل)
المخبز دفع الثمن (مواقع التواصل)

نال رجلٌ كفيف كان قد أُقيل خلال مدة الاختبار في مخبز، وسط مزاعم بأنه ارتكب أخطاء، مبلغَ 18 ألفاً و500 جنيه إسترليني؛ منها 12 ألفاً بسبب جرح مشاعره. ووفق «بي بي سي»، فقد خلُصت «محكمة العمل» إلى أنّ مخبز القرية في كودبوث، بمقاطعة ريكشام، لم يبذل جهداً كافياً لاستيعاب إيان ستانلي؛ ففُصل بعد 6 أسابيع من مدة الاختبار الأولية التي تستمرّ 3 أشهر. وزعمت الشركة، التي تُشَغِّل 170 موظّفاً في المخبز، أنّ السبب هو الصحة والسلامة، وأن الإنتاج قد تأثّر، وسط خطر حدوث أضرار للآلات.

وأيَّدت القاضية، ريان بريس، ادّعاء ستانلي الذي سُجِّل كفيفاً وشُخِّص بـ«متلازمة باردت بيدل» عام 2010، بأنه تلقّى «معاملة غير مؤاتية» في طرده من عمله بسبب إعاقته، بعدما عمل في مصنع لمدة 18 عاماً قبل أن يقبله مخبز القرية. وإذ استمعت المحكمة إلى رؤسائه، وهم يعلمون بأمر إعاقته، قال مدير النوبة الليلية، كيفن جونز، إنه تلقّى تقارير بأنّ ستانلي كان يرتكب أخطاء تشمل تحطيم رفوف الخبز في الآلات، وإسقاط الأرغفة، وعدم تنظيف الصواني بشكل صحيح. وقد كُلِّف بمَهمَّات مختلفة، منها قياس درجة حرارة الخبز، لكنه واجه صعوبة في قراءة مقياس الحرارة. كما واجه مشكلات في استخدام لوحة مفاتيح صغيرة للدخول.

ووجدت المحكمة أنه كان ينبغي منحه مزيداً من الوقت لمعرفة مُخطَّط المصنع والإجراءات الأخرى. أما القاضية بريس، فقالت: «خلصنا إلى أنّ مَنْح المدعي مزيداً من الوقت للتعرُّف إلى العمليات والناس وبيئة المصنع، أمكن أن يصبح خطوة عملية فعالة».

بدوره، قال مدير مخبز كودبوث، توم بريز، إنّ الشركة لا تستطيع توظيف شخص بصفة خاصة لمساعدة ستانلي حتى على المدى القصير. ورفضت المحكمة هذا الرد. كما رفضت الحجة القائلة إنّ مسائل الصحة والسلامة من العوامل المهمّة في هذه القضية؛ لأنه سُمح لستانلي بمواصلة العمل 6 أسابيع من دون إجراء تقويم للصحة والسلامة.