ما الوقت المناسب لطرح مسألة الراتب أثناء مقابلات العمل؟ وماذا تقول؟

كيف تطرح مسألة الراتب في المقابلة الأولى لأي وظيفة؟ (رويترز)
كيف تطرح مسألة الراتب في المقابلة الأولى لأي وظيفة؟ (رويترز)
TT

ما الوقت المناسب لطرح مسألة الراتب أثناء مقابلات العمل؟ وماذا تقول؟

كيف تطرح مسألة الراتب في المقابلة الأولى لأي وظيفة؟ (رويترز)
كيف تطرح مسألة الراتب في المقابلة الأولى لأي وظيفة؟ (رويترز)

اعتدنا ألّا نطرح موضوع الراتب في مقابلات العمل، ظناً منا أن هذا الموضوع سيوحي بأننا نهتم بالمال لا بالوظيفة.

حتى إن إحدى المدارس الفكرية اقترحت أنه من السيئ أن يكون المرشحون هم مَن يطرحون قضية الراتب أولاً، إلا أن ستايسي هالر، المستشارة المهنية الرئيسية في «ResumeBuilder»، التي تتمتع بخبرة تزيد على 30 عاماً في التوظيف، لديها رأي مختلف.

وقالت هالر لشبكة «سي إن بي سي»: «اعتدنا أن نقول لا تطرح مسألة الراتب مبكراً لأنك تريد خوض عملية المقابلة، واجعلهم يقعون في حبك تماماً، وبعد ذلك يمكنك التفاوض على راتب أعلى، لكنه من الجيد أن يبدأ المرشحون محادثة الراتب في فحص أو مقابلة مبكرة».

كذلك، يحذّر آخرون من أن مديري التوظيف قد يرون حماس المتقدم للوظيفة للحديث عن الراتب علامةً على أنه يتقدم للعمل فقط لأنه مهتم بالمال، وليس الوظيفة نفسها.

حتى إن بعض الأبحاث أشارت إلى أن مناقشة الراتب مبكراً أسهمت في فجوة الأجور، خصوصاً عندما يذكر المرشحون الذين يتقاضون أجوراً منخفضة تاريخياً توقعاتهم للراتب الأقل من السوق، أو عندما يقارنون رواتبهم المرغوب فيها بالأرباح المنخفضة سابقاً، ويقدم أصحاب العمل عروضاً بناءً على هذه الأرقام المنخفضة.

لكن جهود الشفافية في الأجور غيّرت هذه الآراء.

المال يأتي في وقت مبكر من محادثات التوظيف

لقد أصبح من الشائع أن يناقش أصحاب العمل بشكل استباقي ميزانياتهم لدور ما في وقت مبكر من عملية التوظيف، وفي بعض الولايات، من غير القانوني لصاحب العمل أن يسأل عن تاريخ راتب المرشح بوصفه وسيلةً لقياس توقعاته لدور جديد.

وتقوم مزيد من الولايات والمناطق بتمرير قوانين، حيث يُطلب من أصحاب العمل تحديد نطاق الراتب لدور ما في قائمة الوظائف نفسها، أو في مرحلة ما خلال عملية المقابلة سواء طلب المرشح ذلك أم لا.

وتحظى هذه السياسات بشعبية لدى الباحثين عن عمل، الذين يريدون مزيداً من الشفافية في عملية التوظيف والتعويض، ومن غير المرجح أن يؤجلوا المحادثة.

وتقول الأغلبية، (58 في المائة من العمال)، إنهم يفضّلون إعلانات الوظائف التي تتضمن نطاقاً للأجور للوظيفة، وفقاً لمسح أجراه «مركز القانون الوطني للمرأة»، و«مورنينغ كونسلت» في سبتمبر (أيلول) 2023 على 4402 بالغ.

كيف تسأل عن الراتب في المقابلة الأولى؟

نظراً للمواقف المتغيرة، رأت هالر أنه من الجيد تماماً أن يبدأ المرشحون محادثة الراتب في فحص أو مقابلة مبكرة.

وقالت: «إن رؤية نطاق الراتب المنشور تمنحك طريقة جيدة لتأكيد أن الأرقام تتوافق مع ما تبحث عنه، والاستعداد للتفاوض لاحقاً».

وأضافت: «لنفترض أن إحدى الوظائف تدرج نطاق راتب محسوباً يتراوح بين 50 ألف دولار و70 ألف دولار. اسأل مَن يجري المقابلة: ما الذي تبحث عنه في المرشح الذي قد يحصل على نطاق 70 ألف دولار؟ وهذا سيرشدك في المقابلة».

ووفقاً لهالر، حتى إذا كنت لا تعرف النطاق مقدماً، يمكنك أن تطلب مِن مَن يجري المقابلة أن يشاركك الميزانية المخصصة للوظيفة.

واقترحت هالر أن يقول المتقدم للوظيفة السيناريو التالي: «أنا متحمس للغاية بشأن الدور. أريد فقط التأكد من أننا ننظر إلى الشيء نفسه في المستقبل. ما نطاق الراتب لهذا المنصب؟».

وأوضحت أن معظم موظفي الموارد البشرية لن يذكروا رقماً محدداً، ولكن على الأقل يمكنك الحصول على فكرة أنكما على الصفحة نفسها، لأن لا أحد يريد إضاعة وقت الآخر.

الحجة لعدم إثارة مسألة الراتب أولاً

في حين قد يشعر المتقدمون للوظائف بمزيد من المعلومات والتمكين للسؤال عن الراتب أولاً، يقول بعض الخبراء إن هناك أسباباً للانتظار.

وقالت بريانا دو، مؤسسة ومديرة تنفيذية لشركة «فيرباتيم» للتسويق، دع المحاور يطرح مسألة الراتب أولاً لإلقاء نظرة أفضل على ثقافة الشركة وقيمها.

وأشارت إلى أنه «في عصر الشفافية في الأجور هذا، أعتقد بأن أصحاب العمل يجب أن يكونوا أول مَن يشاركون الميزانية، لأن ميزانية الدور لا ينبغي أن تعتمد على المرشح الذي تتحدث إليه».

وأضافت: «إذا نجحت في تجاوز مناقشتين، على سبيل المثال فحص مع مسؤول التوظيف، ومحادثة أولية مع مدير التوظيف، ولم يذكر أحد الراتب، أرى ذلك بمثابة علامة حمراء».

وهناك سبب محتمل آخر للانتظار، وهو التأكد من أنك لا تقلل من قدرتك التفاوضية.

ويؤكد الخبراء أنه يجب أن تفهم الراتب الذي تبحث عنه بالنظر إلى مسمى وظيفتك وخبرتك وموقعك الجغرافي وعوامل أخرى. ومع ذلك، إذا انتظرت حتى يناقش الشخص الذي يجري المقابلة الميزانية التي لديه لدور ما أولاً، فيمكنك تجنب ذكر نطاق الراتب المطلوب عن غير قصد أقل مما يعرضه.



الفن والحرف اليدوية استراتيجية فعّالة لدعم الصحة النفسية

الحرف اليدوية وسيلة فعّالة للشعور بالإنجاز (جامعة طوكيو)
الحرف اليدوية وسيلة فعّالة للشعور بالإنجاز (جامعة طوكيو)
TT

الفن والحرف اليدوية استراتيجية فعّالة لدعم الصحة النفسية

الحرف اليدوية وسيلة فعّالة للشعور بالإنجاز (جامعة طوكيو)
الحرف اليدوية وسيلة فعّالة للشعور بالإنجاز (جامعة طوكيو)

أفادت دراسة بريطانية بأنَّ المشاركة في الأنشطة الفنية والحرف اليدوية يمكن أن تُقدّم دفعة كبيرة للصحة النفسية، تعادل في تأثيرها الإيجابي الحصول على وظيفة.

وأوضح الباحثون في جامعة «أنجليا روسكين» أنَّ تشجيع الناس على المشاركة في الفنون والحرف اليدوية يمكن أن يكون استراتيجية فعّالة لدعم الصحة النفسية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «Frontiers in Public Health».

ويمكن للفنون والحرف اليدوية أن تلعب دوراً حيوياً في تعزيز الصحة النفسية من خلال توفير وسيلة فعّالة للتعبير عن الذات والشعور بالإنجاز، وهذه الأنشطة تُسهم في زيادة الشعور بالرضا عن الحياة والسعادة، ويُمكن أن تكون أداة قوية لتحسين الرفاهية العامة، خصوصاً في مواجهة التحدّيات النفسية الناجمة عن الضغوط اليومية.

الحرف اليدوية تدعم الصحة النفسية (جامعة نوتنغهام ترينت)

وبالإضافة إلى كونها متاحة للجميع وبتكلفة منخفضة، يُمكن للفنون والحرف اليدوية أن تكون جزءاً من استراتيجية شاملة لدعم الصحة النفسية والوقاية من المشكلات النفسية في المجتمع.

واعتمدت الدراسة على عيّنة من 7182 مشاركاً من مسح أجرته وزارة الثقافة والإعلام والرياضة في بريطانيا؛ لتقييم مشاركة الجمهور في الأنشطة الثقافية والرقمية والرياضية.

وسمحت هذه العيّنة الواسعة للباحثين بدراسة تأثير الفنون الإبداعية بشكل عام، مما ساعدهم على تقييم فاعلية التدخّلات القائمة على الفنون خارج البيئات السريرية.

وطُلب من جميع المشاركين تقييم مستويات سعادتهم وقلقهم ورضاهم عن الحياة، وكذلك إعطاء انطباعهم عن مدى شعورهم بأنّ حياتهم تستحق العيش.

كما سُئلوا عن مدى شعورهم بالوحدة. وأكد 37.4 في المائة منهم أنهم شاركوا في نشاط حرفي واحد على الأقل خلال الأشهر الـ12 الماضية.

وأفاد الأشخاص الذين شاركوا في الفنون والحرف اليدوية بأنهم يشعرون بمستويات أعلى من السعادة والرضا عن الحياة، بالإضافة إلى إحساس أقوى بأنّ حياتهم قيّمة.

وكان تأثير المُشاركة بالحرف اليدوية في شعور الأفراد بأن حياتهم تستحق العيش مماثلاً لتأثير العمل.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة هيلين كيز: «تعزّز الحرف اليدوية والفنون الشعور بأهمية الحياة، وتزيد من الرضا والسعادة، وهذه التأثيرات في الرفاهية كانت موجودة حتى بعد أخذ عوامل مثل حالة العمل ومستوى الفقر في الحسبان».

وأضافت عبر موقع الجامعة: «كان تأثير الحرف اليدوية أكبر من تأثير العمل، ليس فقط لأنّ الحرف تمنحنا شعوراً بالإنجاز، ولكنها أيضاً توفر وسيلة ذات معنى للتعبير عن الذات، وهو ما لا يحدث دائماً في العمل».

ويوصي الباحثون بضرورة أن تنظر الحكومات والخدمات الصحية الوطنية في تمويل الحرف اليدوية والتشجيع عليها بوصفها جزءاً من نهج شامل لتعزيز الصحة النفسية.