حذّرت دراسة أسترالية من أنّ أحواض غسل اليدين، سواء في المنازل أم المستشفيات، قد تكون مواقع خصبة لنمو البكتيريا والميكروبات الخطرة، التي يمكن أن تُسبّب أمراضاً، مثل الالتهاب الرئوي والتهابات الجروح.
وأوضح الباحثون في جامعة «فليندرز» أنّ «البيوفيلم»، الموجود في أحواض غسل اليدين، يحتوي على مجموعة متنوّعة من مسبّبات الأمراض، بما في ذلك الميكروبات. ونُشرت النتائج، الثلاثاء، في دورية «Science of the Total Environment».
و«البيوفيلم» هو تجمُّع معقَّد من الميكروبات، مثل البكتيريا والفطريات، يلتصق بسطح معيّن، ويُحاط بطبقة لزِجة تنتجها هذه الميكروبات تُسمَّى المصفوفة خارج الخلية.
ويتكوّن عادةً في البيئات الرطبة، مثل المصارف، وأحواض غسل اليدين، والأسطح الملامِسة للماء، حيث يلتصق بسطح معيّن، وتتكاثر فيه الميكروبات؛ وهذه الطبقة تسهم في حماية الميكروبات من العوامل الخارجية، مثل المضادات الحيوية والمطهّرات؛ ما يجعلها أكثر مقاومة، ويفاقم صعوبة التخلُّص منها. ويُعدُّ «البيوفيلم» مصدراً مُحتملاً للعدوى والأمراض، خصوصاً في البيئات الصحّية.
وقارنت الدراسة الجديدة «البيوفيلم» في أحواض غسل اليدين بالمستشفيات والمنازل لتقييم مستويات الخطر الممكنة للعدوى، وطرق التلوُّث المُحتملة.
ووجد الباحثون أنّ «البيوفيلم» يحتوي على مجتمعات ميكروبية متنوعة، بما فيها بكتيريا مسبِّبة للأمراض ومقاوِمة للمضادات الحيوية.
وأشارت النتائج إلى أنّ الأحواض المنزلية قد تكون أكثر عرضة لاحتواء بكتيريا الفيالقة، مقارنةً بالمستشفيات؛ وهي تُسبِّب مرض الفيالقة، الذي يوجد في مصادر المياه الطبيعية، والمنتجعات الصحّية، وأنظمة المياه الدافئة، وأنظمة تكييف الهواء. وقد ارتبط نظام يستخدم الماء للتبريد مؤخراً بتفشٍّ كبير في ملبورن أدّى إلى إصابة نحو 90 شخصاً، ووفاة اثنين.
وقالت الباحثة الرئيسية في جامعة «فليندرز»، الدكتورة كلير هايوارد، إنَّ الاختلاف في تنوُّع المجتمعات الميكروبية بين الأحواض في المنازل والمستشفيات، قد يكون ناتجاً عن التنظيف المنتظم واستخدام الأحواض في المستشفيات، وفقاً لممارسات مكافحة العدوى الصحّية.
وأضافت، عبر موقع الجامعة، أنّ «البيوفيلم» في أحواض غسل اليدين يمكن أن يشكل خطراً على المرضى في المنازل، حيث أصبحت الرعاية المنزلية بديلاً للإقامة الطويلة في المستشفيات، مؤكدةً ضرورة توعية المرضى وأُسرهم بأهمية تنظيف الأحواض والمصارف بمطهّرات فعالة؛ للحدّ من مخاطر العدوى. كما أوصت بتطبيق إرشادات الوقاية، مثل تنظيف أحواض غسل اليدين مرتين يومياً، بالإضافة إلى تنظيف الأسطح التي تتعرَّض للمسّ بشكل متكرّر، مثل مفاتيح الإضاءة، ومقابض الأبواب، وحواجز الأَسرّة، مُشدِّدة على الحاجة لمزيد من البحوث حول بروتوكولات تنظيف الأحواض؛ لتقليل المخاطر.