السعودية تدشن وثيقة التأمين الثقافي

إبرام أول اتفاقية تأمين على مجموعة مبانٍ تراثية (وزارة الثقافة)
إبرام أول اتفاقية تأمين على مجموعة مبانٍ تراثية (وزارة الثقافة)
TT

السعودية تدشن وثيقة التأمين الثقافي

إبرام أول اتفاقية تأمين على مجموعة مبانٍ تراثية (وزارة الثقافة)
إبرام أول اتفاقية تأمين على مجموعة مبانٍ تراثية (وزارة الثقافة)

دشنت وزارة الثقافة السعودية، الثلاثاء، منتج التأمين الثقافي، الذي يوفر للقائمين على الأصول الثقافية ومقتني الأعمال الفنية تغطية تأمينية لها، بما يقدم حماية أمثل من الأضرار المحتملة.

جاء ذلك خلال «مؤتمر التأمين الثقافي» الذي نظمته وزارة الثقافة بالتعاون مع «هيئة التأمين» في الرياض، بحضور مسؤولين ورؤساء تنفيذيين بالمجالين الثقافي والتأميني، وأبرمت على هامشه أول اتفاقية تأمين على مجموعة مبانٍ تراثية تابعة للوزارة.

وقال المهندس مصطفى ينبعاوي، المدير العام للمخاطر والالتزام بالوزارة، إن السعودية تزخر بكثير من الأصول الثقافية التي تمتد في جغرافية المملكة كافة، عاداً الحفاظ عليها «مسؤولية كبيرة».

المهندس مصطفى ينبعاوي يتحدث خلال المؤتمر (وزارة الثقافة)

وأضاف: «نعمل على إنشاء بنية تحتية متكاملة لحماية الأصول، والحفاظ عليها من الأضرار والمخاطر»، مشيراً إلى أن «فوائد التأمين تمتد لأكثر من الالتزام بحمايتها، ويسخر الخبرات في عملية حماية الموارد والأصول، وتحقيق الاستدامة وأكبر استفادة منها حالياً وللأجيال المقبلة عموماً».

من جهته، قال أحمد القصيّر، الرئيس التنفيذي للهيئة، إن هذا المنتج يعزز من مساهمة القطاع الثقافي في المنظومة الاقتصادية، ويدعم بشكل عام تحقيق الاستقرار الاقتصادي وحماية الأصول من الأضرار، ويساهم في الحفاظ على التراث الثقافي في السعودية، انطلاقاً من أهميته في تشكل هوية المجتمعات وجذر الحضارات العريقة.

وأضاف القصير: «يهدف هذا المنتج إلى الحماية الكاملة للأعمال الثقافية والأصول التراثية، وتعزيز استدامتها، والحفاظ على قيمتها»، مؤكداً أن «التراث الثقافي لا يمثل مباني تاريخية فحسب، بل يعكس هوية المجتمع السعودي وأصالة تراثه، وحمايته واجب وطني».

جانب من «مؤتمر التأمين الثقافي» في الرياض (وزارة الثقافة)

ماذا يغطي منتج التأمين الثقافي؟

يساهم التأمين الثقافي في مساعدة مُلاك الأعمال الفنية والأصول الثقافية على تأمينها، وحمايتها، وضمان استدامتها، وتوفير متطلبات المحافظة عليها، حيث يغطي المنتج المباني التراثية، ويقدم التعويض المالي المناسب إثر الأضرار المادية لها عقب الحوادث من حرائق وسيول وسرقة وكوارث طبيعية وغيرها.

كما يغطي الأعمال الفنية، ويقدم التعويض المالي المناسب على أثر الأضرار المادية للأصول المنقولة والأعمال الفنية عقب الحوادث، والسرقة والتلف الطارئ خلال العرض والتخزين والإعارة والنقل.

وتتحرى وزارة الثقافة من منتج التأمين الثقافي، تحقق عدد من الفوائد لخدمة المنظومة الثقافية، تشمل المعرفة وفهم الفرص والمخاطر وكيفية ارتباطها ببعضها وكيفية التعامل معها، وتوفير الأدوات لحماية الموارد والأصول من الأخطار مثل الانهيارات وغيرها، والاستدامة لتحقيق استفادة أكبر من الموارد والأصول واستمرارية بقائها في الخدمة، والتمكين وتقديم الدعم لإنجاح الأنشطة والفعاليات وتوفير الضمانة لأصحاب العلاقة ومالكي الأصول.

وأطلقت الوزارة منتج التأمين الثقافي بالتعاون مع هيئة التأمين، لتقديم الإرشادات والصيغ النموذجية لوثائق التأمين على الأصول الثقافية، تماشياً مع رؤية السعودية 2030، وضمن توجهات وزارة الثقافة لتفعيل الأنشطة والأصول الثقافية، وكذلك حمايتها والمحافظة عليها من الأضرار والمخاطر، وتشجيع التعاون في إطلاقه في السوق المحلي والإقليمي.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق عزفت "الأوركسترا السعودية" أروع الالحان الموسيقية في ليلة ختامية استثنائية كان الابداع عنوانها (واس)

ألحان وألوان من الموسيقى السعودية تتألق في «طوكيو أوبرا سيتي»

عزفت «الأوركسترا السعودية» أجمل الألحان الموسيقية في ليلة ختامية كان الإبداع عنوانها على مسرح «طوكيو أوبرا سيتي» بالعاصمة اليابانية بمشاركة 100 موسيقي ومؤدٍ.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
خاص الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

خاص نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

كشف مسؤول نيجيري رفيع المستوى عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
عالم الاعمال «بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

«بلاك هات» تعود إلى الرياض بنسختها الثالثة

تعود فعالية الأمن السيبراني الأبرز عالمياً «بلاك هات» في نسختها الثالثة إلى «مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات» ببلدة ملهم شمال العاصمة السعودية الرياض.

الخليج الأمير عبد العزيز بن سعود خلال مشاركته في الاجتماع الـ41 لوزراء الداخلية بدول الخليج في قطر (واس)

تأكيد سعودي على التكامل الأمني الخليجي

أكد الأمير عبد العزيز بن سعود وزير الداخلية السعودي، الأربعاء، موقف بلاده الراسخ في تعزيز التواصل والتنسيق والتكامل بين دول الخليج، خصوصاً في الشأن الأمني.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)

«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
TT

«إثراء» تكرّس مؤتمر الفن الإسلامي بالظهران «في مديح الفنان الحِرفي»

الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)
الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية والأمير سلطان بن سلمان في افتتاح مؤتمر الفن الإسلامي بمركز «إثراء» بالظهران (الشرق الأوسط)

افتتح الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، اليوم الأحد، أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية، بحضور الأمير سلطان بن سلمان، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، رئيس مجلس الأمناء لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد.

وينظم المؤتمر مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» بالظهران، بالتعاون مع جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، ويستمر حتى 26 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، تحت شعار «في مديح الفنان الحِرفي».

ويحضر المؤتمر باحثون في الفن والتاريخ الإسلامي، ومثقفون وضيوف من مختلف دول العالم،

ويهدف إلى دعم وإحياء التقاليد الفنية الإسلامية بتسليط الضوء على أعمال الحِرفيين المعاصرين الذين يُبقون هذه التقاليد الفنية والحِرفية على قيد الحياة.

الحرف رحلة تعلّم

وفي كلمته، ثمن المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، جهود «أرامكو» في مجال الإرث والحضارة ودعم المشاريع التراثية في المنطقة الشرقية، مستعرضاً الأهمية التاريخية للحِرف بوصفها مليئة بالتراث الحضاري للمناطق، وذلك عطفاً على إنجازات المملكة في المحافل الدولية والعالمية بمشاركات متنوعة، سواء من مؤسسات ومعارض ومؤتمرات ذات بُعد تاريخي واجتماعي تصبّ في المنفعة المجتمعية.

وأكد «الأهمية التاريخية للحرف على أنها رحلة تعلم وليست إنجازات»، لافتاً، في الوقت نفسه، إلى «دور المتاحف في تعزيز التاريخ بوصفها وجهة رئيسية لكل دولة». وأشار إلى جهود المملكة في تسجيل واحة الأحساء بصفتها موقعاً تراثياً عالمياً في منظمة اليونسكو.

الحرفي شاعر صامت

وفي كلمته ذكر مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي «إثراء» عبد الله الراشد أن مدرسة الفنون الإسلامية يكاد يغيب عنها الصانع، قائلاً: «القطع الإسلامية لا تعرف من صنعها، أما القطع المعاصرة فيُحتفى بالصانع، وكأن الحرفي في الفنون الإسلامية يود أن يبقى في الظل والخفاء»، مشيراً إلى أن «الحرفي شاعر صامت»، فمن هذا المنطلق حرص «إثراء» على إقامة هذا المؤتمر «في مديح الفنان الحرفي»، والذي «يحوي أوراقاً بحثية وجلسات حوارية ومعارض مصاحبة من أنحاء العالم؛ لنستكشف جمال الحرف الإسلامية وتأثيرها العميق على الثقافة الإنسانية، ولنعبر بتقدير عالٍ لمن يبدعون بأيديهم تراثنا وهويتنا ويصنعونها في زمن جل ما يلمس ويستخدم يصنع بالآلة، لذا أتينا بهذه المعارض لنحتفي باليد البشرية».

ولفت الراشد إلى إطلاق ثلاثة معارض متزامنة مع أعمال المؤتمر في القطع الأثرية والفنون الإسلامية والأزياء التراثية من حول العالم، في حين يتزامن إطلاق المؤتمر مع تسمية عام 2025 عام الحرف اليدوية الذي أطلقته وزارة الثقافة، مما يضيف بعداً خاصاً لهذه المناسبة.

وأضاف: «جهودنا في (إثراء) للعام المقبل تتضمن تقديم عشرات البرامج الكبرى والمعارض والورش؛ كلها حول الحرف اليدوية نستهدف فيها آلاف الزوار».

كود المساجد

بدوره، أعلن رئيس مجلس أمناء الفوزان لخدمة المجتمع عبد الله بن عبد اللطيف الفوزان، اعتماد كود المساجد في المملكة، والذي عملت عليه الجائزة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية واللجنة الوطنية لكود البناء، مشيراً إلى أنه سيجري تدشينه في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل.

وأشار إلى أن المؤتمر ملهم لإحياء الإرث الحضاري والتاريخي للأجيال القادمة، منوهاً، في الوقت نفسه، بالمكانة التي يتمتع بها الفنان الحرفي عبر العصور، لذا جاءت الجائزة بوصفها مرجعاً ثقافياً وفكرياً ومظلة حاضنة للمبادرات، والتي تحافظ على الموروث بوصفه رؤية مستقبلية.