«فرقة رضا» تستعيد ذكريات التألق في «العالم علمين»

برقصات وأغانٍ ترسخت في وجدان المصريين

جانب من عرض «فرقة رضا» في العلمين (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من عرض «فرقة رضا» في العلمين (وزارة الثقافة المصرية)
TT

«فرقة رضا» تستعيد ذكريات التألق في «العالم علمين»

جانب من عرض «فرقة رضا» في العلمين (وزارة الثقافة المصرية)
جانب من عرض «فرقة رضا» في العلمين (وزارة الثقافة المصرية)

استعادت فرقة رضا للفنون الشعبية ذكريات التألق خلال مشاركتها في مهرجان «العالم علمين» بحفل على «المسرح الروماني» بمدينة العلمين الجديدة في الساحل الشمالي بمصر، الخميس، لتجمع جمهور المهرجان على وقع أغانيها وموسيقاها ورقصاتها الشعبية «الأيقونية».

قدّمت الفرقة، التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية في وزارة الثقافة المصرية، عدداً من الرقصات الفلكلورية المصرية التي تشتهر بها، والتي تعكس ثراء التراث الفني المصري وتنوعه.

وتضمّن الحفل، الذي أُقيم بالتعاون مع الشركة «المتحدة للخدمات الإعلامية»، عدداً من الاستعراضات التي تعبّر عن تراث محافظات مصر وبيئاتها المتنوعة، منها رقصات «الدحية»، و«الحجالة»، و«الإسكندراني»، و«النوبي»، و«حلاوة شمسنا»، و«الأقصر بلدنا»، وغيرها من التابلوهات المتنوعة.

من جانبه، أبدى محمد الفرماوي، المشرف على الفرقة، سعادته بالمشاركة في المهرجان، وقال إن أعمال «فرقة رضا» ستظل راسخة في قلوب المصريين وذاكرتهم، «ونحاول أن نستعيد ذكرياتنا مع جمهورنا في عروض مهرجان العلمين»، مضيفاً، في تصريحات متلفزة على هامش الحفل، إنهم قدّموا استعراضات «الأقصر بلدنا، والإسكندراني، وسماح النوبة، والتنورة، ورقصة النوبة الشهيرة»، وغيرها من الأعمال التي اشتهرت بها الفرقة.

وعدّ المتخصص في الفنون الشعبية والنقد الموسيقي، الدكتور بلال الشيخ، «(فرقة رضا) من أهم الفرق المصرية التي تشكّل صورة عن الفلكلور والتراث والهوية المصرية من خلال الفنون. وأرى أن هذا سر النجاح في الاستمرار والتأثير في جمهور الفن الشعبي».

«فرقة رضا» قدّمت عروضاً متنوعة من الفلكلور المصري (وزارة الثقافة المصرية)

ويصف الشيخ الفنان محمود رضا بأنه «أهم مؤرخ للفلكلور المصري والتراث الشعبي المصري، وهو ما استطاع أن يقدّمه من خلال الفرقة بعد أن سافر إلى الخارج وعاد ليتعرّف على أنماط مختلفة من الرقصات والأغاني والموسيقى التي يتميّز بها كل إقليم وبيئة في مصر».

وأضاف أن هناك أكثر من رابط جمعه بـ«فرقة رضا»، أولها أنه كان يغنّي بالفرقة لمدة 3 سنوات حتى عام 2007. وتابع: «خلال عملي مع الفرقة كنت أتأمل الرقصات الشعبية، وهو ما أوحى لي بفكرة في رسالة الماجستير الخاصة بي، حول التيمات الشعبية المصرية وتأثيرها في الأداء الحركي الشعبي، وكانت عينة البحث الرئيسية لديّ هي (فرقة رضا)، وتناولت فيها التناسق والتناغم بين التيمة الشعبية والأداء الحركي المناسب له، لماذا ترقص الفلاحة أو الصعيدي أو البدوية أو الإسكندراني بهذه الطريقة تحديداً وليس غيرها؟».

وتُعد «فرقة رضا» من أهم الفرق الاستعراضية العربية وأشهرها، التي تخصّصت في تقديم الفنون الشعبية؛ إذ تأسّست عام 1959. وحملت اسم مؤسسيها الأخوين علي رضا ومحمود رضا، اللذين كانا السبب في اكتشاف كثير من المواهب الفنية، وسبق أن نظّمت وزارة الثقافة المصرية في عام 2019 احتفالية ممتدة على مدى أسبوع بمناسبة مرور 60 عاماً على تأسيس الفرقة.

وأشار الشيخ إلى أن «الفرقة خير ممثل للفلكلور والهوية المصرية»، موضحاً أنها «نشأت على أيدي أعمدة تمثّلت في المؤرخ والراقص الشهير محمود رضا، وأخيه المخرج الكبير علي رضا، والفنانة فريدة فهمي، والموسيقار علي إسماعيل، الذي كان له بالغ الأثر في مسيرة الفرقة، وهناك شخصية مهمة هي نديدة حسن فهمي، مصممة الأزياء للفرقة (ستايلست)».

وأوضح أن «ما ضمن للفرقة البقاء والتأثير الكبير في الوجدان المصري أنها كانت تستقي أعمالها من الشارع المصري، وتبرز وتوضح جماليات التيمة الشعبية، وهو ما قدّمه علي إسماعيل بشكل أوركسترالي رائع».

وقدّمت الفرقة على مدى تاريخها آلاف العروض الفنية والحفلات في مصر والعديد من المسارح العالمية في دول أجنبية، وإلى جانب ذلك شاركت في أفلام سينمائية، أشهرها: «إجازة نصف السنة» عام 1962، و«غرام في الكرنك» عام 1967، و«حرامي الورقة» عام 1970.

وقسّم الشيخ البيئات المصرية إلى خمس بيئات رئيسية أو بارزة «ساحلية وريفية وصعيدية ونوبية وبدوية، استقت منها الفرقة رقصاتها حسب الحركات الملائمة لكل بيئة، ولأن هذه الاستعراضات عكست حياة الناس، بالإضافة إلى توظيف الآلات الشعبية المناسبة في كل بيئة؛ لذلك استقرت في الوجدان الجمعي، لأنها تقدّم الهوية المصرية الحقيقية».


مقالات ذات صلة

ليالٍ سينمائية سعودية في الدول الإسكندنافية

يوميات الشرق مشهد من فيلم «فخر السويدي» - الشركة المنتجة

ليالٍ سينمائية سعودية في الدول الإسكندنافية

بالتزامن مع إقامة النسخة الـ15 من مهرجان «مالمو للسينما العربية»، تستضيف 3 دول إسكندنافية 5 أفلام سعودية

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق نيللي كريم إحدى بطلات الفيلم (حساب المخرجة سارة جوهر على فيسبوك)

«عيد ميلاد سعيد» للمنافسة في «تريبيكا السينمائي» بأميركا

يشارك الفيلم المصري «عيد ميلاد سعيد» في المسابقة الرسمية لمهرجان «تريبيكا السينمائي» بالولايات المتحدة الأميركية.

انتصار دردير (القاهرة)
سينما يتناول المهرجان في دورته الجديدة سينما الهويّة ويقدم تأملات على تجارب سينمائية (الشرق الأوسط)

انطلاقة «أفلام السعودية»... رؤية جديدة تتجاوز التصنيفات التقليدية

يعود مهرجان أفلام السعودية بدورته الحادية عشرة، هذا المساء، برؤية تتجاوز حدود العرض، ليطرح أسئلة أعمق حول ماهية السينما، ومكانة الهوية، وعلاقة الفن بالجمهور.

إيمان الخطاف (الدمام)
رياضة سعودية الأمير خالد بن محمد رئيس نادي الدرعية و وزير السياحة أحمد الخطيب خلال تواجدهما في المباراة (نادي الدرعية)

بـ«عايض وفرقة السامري»… أبطال الدرعية يحتفلون في «ليلة التتويج»

سهرت جماهير مباراة الدرعية والعُلا الختامية في دوري الدرجة الثانية السعودي حتى وقت مبكر من فجر اليوم الثلاثاء على أنغام الفنان السعودي عايض.

سلطان الصبحي (الرياض) نواف العقيّل (الرياض)
يوميات الشرق حلمي خلال تسلم إحدى جوائز «ضي» في ختام المهرجان (حساب إلهام شاهين على فيسبوك)

​«ضي» يحصد 4 جوائز في ختام «هوليوود للفيلم العربي»

حصد الفيلم السعودي - المصري «ضي... سيرة أهل الضي» 4 جوائز في ختام النسخة الرابعة من مهرجان «هوليوود للفيلم العربي» الذي اختتمت فعالياته الأحد.

أحمد عدلي (القاهرة )

«إنجاز تقني»... علماء يبتكرون قطع دجاج مزروعة في المختبر

قطعة الدجاج التي تمكّن الخبراء من زراعتها في المختبر (سكاي نيوز)
قطعة الدجاج التي تمكّن الخبراء من زراعتها في المختبر (سكاي نيوز)
TT

«إنجاز تقني»... علماء يبتكرون قطع دجاج مزروعة في المختبر

قطعة الدجاج التي تمكّن الخبراء من زراعتها في المختبر (سكاي نيوز)
قطعة الدجاج التي تمكّن الخبراء من زراعتها في المختبر (سكاي نيوز)

نجح فريق من العلماء اليابانيين في إنتاج قطع دجاج مزروعة في المختبر، في إنجازٍ وصفه الخبراء بأنه قد يمهد الطريق لإنتاج قطع لحم أكبر حجماً، وفق تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية.

وفي سعيهم لزراعة اللحوم من دون التأثير المناخي لحيوانات المزارع، لم يتمكن العلماء حتى الآن إلا من زراعة قطع صغيرة من الخلايا الحيوانية التي استُخدمت لإعادة إنتاج منتجات اللحم المفروم مثل كرات لحم الخنزير. لكن فريقاً يابانياً ابتكر طريقة جديدة لزراعة قطع دجاج أكبر حجماً في المختبر، والتي يقولون إنها تُعيد إنتاج قوام وبنية قطعة لحم كانت صعبة المنال حتى الآن.

وأشاد خبراء مستقلون بهذه الطريقة ووصفوها بأنها «إنجاز تقني هادف».

ويعتقد الباحثون المشاركون أنها تُمهد الطريق لزراعة قطع كاملة من الدجاج ولحم البقر والأسماك في المختبر.

وقال شوجي تاكيوتشي من جامعة طوكيو، المؤلف الرئيسي للورقة البحثية: «تُقدّم اللحوم المزروعة بديلاً مستداماً وأخلاقياً للحوم التقليدية».

وأضاف: «مع ذلك، لا يزال من الصعب محاكاة قوام وطعم اللحم الكامل. تُمكّن تقنيتنا من إنتاج لحم مُركّب بقوام ونكهة مُحسّنين».

واستخدمت طريقتهم أليافاً دقيقة مجوفة تُحاكي الأوعية الدموية لتوصيل الأكسجين والمغذيات إلى خلايا عضلات الدجاج الحية، مما أدى إلى نموها إلى كتل من اللحم يصل طولها إلى 2 سم وسمكها إلى 1 سم، ووزنها 10 غرامات.

وتُستخدم هذه الألياف بشكل شائع في فلاتر المياه المنزلية وأجهزة غسيل الكلى لمرضى الكلى.

ومن المثير للاهتمام اكتشاف أن هذه الألياف الدقيقة يمكن أن تساعد أيضاً بشكل فعال في إنتاج أنسجة صناعية، وربما أعضاء كاملة في المستقبل.

إنجاز يمهد الطريق لزراعة قطع كاملة من الدجاج ولحم البقر والأسماك في المختبر (رويترز)

وقال البروفسور ديريك ستيوارت، من معهد جيمس هاتون، لشبكة «سكاي نيوز»: «أعتبر هذا إنجازاً تقنياً».

ووصف الدكتور رودريغو أمارو-ليديسما، من إمبريال كوليدج لندن، إنتاج لحم دجاج مزروع بسُمك عدة سنتيمترات بأنه «إنجاز تقني مهم».

وقال إن هذا الإنجاز، إلى جانب أعمال أخرى في تحسين النكهات وخفض التكاليف، يضعنا «على الطريق الصحيح نحو مجموعة جديدة من المنتجات المثيرة والجذابة». لكنه أضاف: «لكي تُطرح منتجات اللحوم المزروعة بشكل واسع في المتاجر الكبرى، يجب أن تلقى رواجاً كبيراً لدى المستهلكين».

ويُفضل قطاع اللحوم مصطلح «البروتين البديل» على «اللحوم المزروعة في المختبر»؛ نظراً لقلقه من أن يُسبب... ويُثير هذا الأمر استياء الناس.

وأظهر استطلاع أجرته وكالة معايير الغذاء أن ثلث المستهلكين في المملكة المتحدة مستعدون لتجربة اللحوم المُصنّعة مخبرياً.

وعلى الرغم من التقدم العلمي السريع في السنوات الأخيرة، لم يُصرّح بعدُ بأي منتجات للاستهلاك البشري، على الرغم من أنه قد تم ترخيصها للحيوانات الأليفة. لكن الحكومة تُريد تغيير ذلك؛ إذ أعلنت العام الماضي عن تمويل بقيمة 15 مليون جنيه إسترليني، تُضاف إلى 23 مليون جنيه إسترليني من مصادر أخرى، لمحاولة توفيرها لأطباقنا خلال العامين المقبلين. ويشمل ذلك تسريع عملية الموافقات لمواكبة التطور العلمي، وخفض تكاليف المدخلات المرتفعة حالياً.

وأضاف أمارو-ليديسما: «تُعدّ اللحوم المُصنّعة مخبرياً بديلاً واعداً للحوم التقليدية؛ إذ تُتيح إمكانية تقليل الآثار البيئية (مثل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، واستخدام الأراضي والمياه)، والتخلص من الحاجة إلى ذبح الحيوانات، وتحسين سلامة الغذاء من خلال تجنب استخدام المضادات الحيوية، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الحيوانية المنشأ، من بين مزايا أخرى».