مصر تعيد توظيف مبان أثرية «باهرة» في القاهرة الفاطمية

لوضعها على خريطة المزارات السياحية

منزل زينب خاتون خلال ترميمه خلف الجامع الأزهر (وزارة الإسكان المصرية)
منزل زينب خاتون خلال ترميمه خلف الجامع الأزهر (وزارة الإسكان المصرية)
TT

مصر تعيد توظيف مبان أثرية «باهرة» في القاهرة الفاطمية

منزل زينب خاتون خلال ترميمه خلف الجامع الأزهر (وزارة الإسكان المصرية)
منزل زينب خاتون خلال ترميمه خلف الجامع الأزهر (وزارة الإسكان المصرية)

تسعى مصر لإعادة توظيف المنشآت الأثرية في القاهرة الفاطمية ضمن الخريطة السياحية، من خلال خطة لترميم وتجديد ورفع كفاءة هذه المنشآت والمناطق المحيطة بها، ومن بينها منزل زينب خاتون، وسور القاهرة التاريخي في حي الجمالية.

وقال وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، إن الوزارة تستهدف «ترميم وتجديد وإعادة توظيف المنشآت الأثرية ذات الصبغة المعمارية والفنية الباهرة، ووضعها على خريطة المزارات السياحية»، مضيفاً خلال جولته، الثلاثاء، بالقاهرة الإسلامية أن «مشروعات ترميم وإعادة تأهيل وتوظيف منزل زينب خاتون، وترميم سور القاهرة في حي الجمالية، تأتي في إطار جهود الوزارة لترميم وتجديد وإعادة توظيف المنشآت الأثرية الإسلامية والفاطمية، التي تتميز بالصبغة المعمارية والفنية الباهرة، للمحافظة على التراث الأثري لهذه المنشآت، ووضعها على خريطة المزارات السياحية، وذلك بالتنسيق مع المختصين من وزارة السياحة والآثار».

إحدى الغرف في منزل زينب خاتون (وزارة الإسكان المصرية)

وقال أستاذ الآثار الإسلامية في جامعة القاهرة، الدكتور رأفت النبراوي، إن «هذا يتم في إطار مشروع متكامل لتهيئة كل المباني الأثرية بالقاهرة الفاطمية لتكون مزاراً سياحياً»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هي مهيأة فعلا لتكون مزارات بعمارتها الباهرة ذات الطبيعة الخاصة، ولكن تحتاج إلى اهتمام أكبر وتطوير وترميم وتأهيل المناطق المحيطة ودعاية لزيارة هذه المناطق الأثرية».

وأشار النبراوي إلى «ضرورة إقامة أنشطة مختلفة في هذه الأماكن للتعريف بها مع الوضع في الاعتبار الحفاظ على الأثر، وأن يكون لدى القائمين على الأنشطة وعي كامل بقيمة الأثر والحفاظ عليه».

جانب من ترميم سور القاهرة التاريخي بحي الجمالية (وزارة الإسكان المصرية)

وتشمل أعمال التطوير في القاهرة الإسلامية ترميم جزء من السور الشمالي بداية من شارع بهاء الدين حتى برج الظفر بطول 260 متراً، وكذلك ترميم جزء من السور الشرقي، بداية من برج الظفر وحتى شارع صالح الجعفري بطول 460 متراً، بالإضافة إلى 3 أبراج بالجزء الشمالي، و6 أبراج بالجزء الشرقي، مع تطوير المنطقة المحيطة للسور الأثري الذي يبلغ ارتفاعه نحو 10 أمتار، ويعدّ بأبراجه وبواباته من أهم معالم القاهرة الفاطمية، وفق بيان للوزارة.

من جانبه، عدّ عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة في مصر، الدكتور عبد الرحيم ريحان «التطوير الذي يجري في القاهرة الفاطمية كونها مدينة متكاملة مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي باليونيسكو منذ عام 1979»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «القاهرة التاريخية تشمل ثلاثة نطاقات رئيسية، تتمثل في شارع المعز لدين الله الفاطمي، والجمالية وأسوار القاهرة، والنطاق الثاني مصر القديمة والفسطاط، والثالث منطقة جامع أحمد بن طولون والقلعة».

المشربيات والأعمدة والطراز المعماري الإسلامي في منزل زينب خاتون (وزارة الإسكان المصرية)

ولفت إلى أن «الدولة تقوم بمشروع كبير لإحياء السياحة الروحية على مستوى مصر كلها، ممثلاً في مشروع التجلي الأعظم لإحياء مسار النبي موسى، ومشروع إحياء العائلة المقدسة، وإحياء مسار آل البيت الذي يدخل ضمن تطوير القاهرة الفاطمية والآثار الإسلامية».

وأكد أن «هذا الأمر ينعكس على السياحة بشكل عام، وهو ما ظهر في زيادة أعداد السائحين من جنوب شرقي آسيا نتيجة إحياء مسار آل البيت، والقاهرة بشكل عام فيها الكثير من الآثار منذ دخول الإسلام مصر، وهو ما يعطيها زخماً كبيراً».

سور القاهرة التاريخي يشهد أعمال ترميم (وزارة الإسكان المصرية)

ويقع منزل زينب خاتون في وسط القاهرة القديمة خلف الجامع الأزهر، وسط مجموعة من الآثار الإسلامية، ويرجع تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي، وينتمي منزل زينب خاتون، الذي تبلغ مساحته 600 متر، لمنازل العصر المملوكي، ويحتوي على عناصر معمارية وزخرفية مختلفة، من شبابيك ومشربيات وأسقف خشبية وكوابيل مزخرفة ومذهبة وأرضيات رخامية وغيرها.

ولفت ريحان إلى أن «فوز القاهرة بوصفها عاصمة للسياحة للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يعطيها زخماً كبيراً، ويزيد من فرص السياحة إليها، خصوصاً أن كل المشاريع التي تتم لتطويرها تحت إشراف منظمة اليونيسكو التي تتابع النهضة الكبيرة التي تشهدها المدينة».


مقالات ذات صلة

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» للنظر في توفير الحماية للآثار اللبنانية المهددة بسبب الهجمات الإسرائيلية.

ميشال أبونجم (باريس)

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
TT

الرياض وطوكيو نحو تعاون أعمق في مختلف المجالات الفنية والثقافية

الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)
الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان (الشرق الأوسط)

وقّع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة السعودي مع توشيكو آبي وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية في اليابان، الجمعة، مذكرة تفاهم في المجال الثقافي، عقب مباحثات جمعتهما في العاصمة اليابانية طوكيو، تناولت أهمية تعزيز العلاقات الثقافية المتينة التي تربط بين البلدين.

وتهدف «مذكرة التفاهم» إلى تعزيز التعاون والتبادل الثقافي بين الرياض وطوكيو في مختلف القطاعات الثقافية، وذلك من خلال تبادل المعرفة في الأنظمة والتنظيمات المعنية بالشؤون الثقافية، وفي مجال الرسوم المتحركة، والمشروعات المتعلقة بالمحافظة على التراث بجميع أنواعه، بالإضافة إلى تقنيات الحفظ الرقمي للتراث، وتطوير برامج الإقامات الفنية بين البلدين، وتنمية القطاعات الثقافية.

بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية (الشرق الأوسط)

وكان الأمير بدر بن عبد الله، التقى الوزيرة توشيكو في إطار زيارته الرسمية لليابان، لرعاية وحضور حفل «روائع الأوركسترا السعودية»؛ حيث بحث اللقاء سبل تنمية العلاقات عبر المشروعات الاستراتيجية المشتركة في مختلف المجالات الفنية والثقافية.

وهنّأ وزير الثقافة السعودي، في بداية اللقاء، نظيرته اليابانية بمناسبة توليها منصب وزيرة التعليم والثقافة والرياضة والعلوم والتقنية، مشيراً إلى أن مشاركة السعودية بجناحٍ وطني في معرض «إكسبو 2025» في أوساكا تأتي في ظل العلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين، متمنياً لليابان حكومة وشعباً التوفيق في استضافة هذا الحدث الدولي الكبير.

وتطرّق اللقاء إلى أهمية تعزيز التعاون القائم بين هيئة الأدب والنشر والترجمة والجانب الياباني، لتدريب الطلبة السعوديين على فن صناعة القصص المصورة «المانغا».

وتأتي مذكرة التفاهم امتداداً لعلاقات الصداقة المتميزة بين السعودية واليابان، خصوصاً في مجالات الثقافة والفنون عبر مجموعة من البرامج والمشروعات والمبادرات المشتركة. كما تأتي المذكرة ضمن جهود وزارة الثقافة في تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفه أحد أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة «رؤية السعودية 2030».

حضر اللقاءَ حامد فايز نائب وزير الثقافة، وراكان الطوق مساعد وزير الثقافة، وسفير السعودية لدى اليابان الدكتور غازي بن زقر.