ما خطورة الإفراط في شرب الماء وتأثيراته على الصحة؟

رجل يأخذ استراحة تحت رذاذ المياه بينما أصدرت الحكومة اليابانية تحذيرات من ضربات الشمس في طوكيو (رويترز)
رجل يأخذ استراحة تحت رذاذ المياه بينما أصدرت الحكومة اليابانية تحذيرات من ضربات الشمس في طوكيو (رويترز)
TT

ما خطورة الإفراط في شرب الماء وتأثيراته على الصحة؟

رجل يأخذ استراحة تحت رذاذ المياه بينما أصدرت الحكومة اليابانية تحذيرات من ضربات الشمس في طوكيو (رويترز)
رجل يأخذ استراحة تحت رذاذ المياه بينما أصدرت الحكومة اليابانية تحذيرات من ضربات الشمس في طوكيو (رويترز)

في يوم حار من شهر يونيو (حزيران)، حين اقتربت درجة الحرارة من 40 درجة مئوية في تكساس، كان جون بوتنام، عامل الحديقة البالغ من العمر 74 عاماً، يكمل قص حشيش حديقته. وفي سعيه لمواجهة الحرارة الشديدة، شرب بوتنام نحو 10 لترات من الماء على مدار 5 ساعات، معتقداً أن ذلك سيساعده في تحمل اليوم الشاق.

ولكن بدلاً من الشعور بالانتعاش، أصيب بالغثيان والإرهاق، وشعر بألم في الصدر، وصعوبة في التنفس، عند عودته إلى المنزل.

توجه بوتنام إلى المستشفى معتقداً أنه يعاني من نوبة قلبية؛ لكن المفاجأة كانت في تشخيص الأطباء له بتسمم الماء، وهي حالة نادرة؛ لكنها خطيرة، تحدث عندما يشرب الشخص كميات كبيرة من الماء في فترة قصيرة، ما يؤدي إلى تخفيف تركيز الصوديوم في الدم.

تسمم الماء، المعروف أيضاً بنقص صوديوم الدم، يمكن أن يسبب أعراضاً تشمل: الارتباك، والغثيان، والقيء، وفي الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلى نوبات أو حتى الوفاة. حسبما أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال».

حاج يُخفف حرارة الطقس عن آخر بالمياه في عرفات (واس)

ووفقاً للدكتورة رايفن نيرن، اختصاصية التغذية في جامعة «جونز هوبكنز»، فإن أعراض تسمم الماء تشبه تلك المرتبطة بالإرهاق الحراري أو ضربة الشمس، مما يجعل من الصعب تحديد السبب الحقيقي للأعراض.

وأوضح الباحثون أن الكلى قادرة على معالجة نحو لتر من الماء في الساعة، وعندما يشرب الشخص أكثر من ذلك يبدأ في تخفيف إلكتروليتات الدم، مما يسبب خللاً في توازن السوائل في الكلى، والقلب، والكبد.

وأكدت كولين مونيوز، مديرة مركز صحة الترطيب في جامعة «هارتفورد»، أن الإفراط في شرب الماء أصبح مشكلة متزايدة؛ خصوصاً مع زيادة موجات الحرارة. وقالت: «الناس لديهم هذا الخوف من الجفاف، ويشعرون بأنهم بحاجة إلى شرب الماء بانتظام، وهذا ليس دائماً ضرورياً».

ينصح الأطباء بشرب الماء عندما يشعر الشخص بالعطش، والاعتماد على إشارات الجسم الطبيعية. وتوصي الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب بأن تستهلك النساء نحو 11.5 كوب من السوائل يومياً، والرجال نحو 15.5 كوب، وهذا يشمل جميع أنواع السوائل من المشروبات والطعام.

الرسالة الأهم هنا هي أن شرب الماء ضروري؛ لكن الاعتدال والتوازن هما المفتاح للحفاظ على الصحة والوقاية من المشكلات الصحية المرتبطة بالإفراط في شرب الماء.


مقالات ذات صلة

أسطح المطابخ المصنوعة من الحجر الصناعي قد تتسبب في مرض رئوي خطير

صحتك اكتسب الحجر الصناعي شعبية على مدى العقدين الماضيين (أ.ب)

أسطح المطابخ المصنوعة من الحجر الصناعي قد تتسبب في مرض رئوي خطير

حثت مجموعة من الأطباء على التوقف عن صنع أسطح المطابخ من الحجر الصناعي، بعد تشخيص أول ثماني حالات من مرض السحار السيليسي في المملكة المتحدة نتيجة استخدامه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك علبة من دواء «أوزمبيك» (رويترز)

رغم فوائده المتعددة... «أوزمبيك» قد يعرضك لمضاعفات خطيرة أثناء الجراحة

على الرغم من الفوائد المتعددة التي ارتبط اسمه بها مؤخرا، كشفت دراسة جديدة أن دواء «إنقاص الوزن» الشهير «أوزمبيك» قد يعرض الأشخاص لمضاعفات خطيرة أثناء الجراحة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مشروم (رويترز)

8 فوائد صحية للمشروم: يقلل مخاطر الإصابة بالسرطان ويخفض الكوليسترول

يمتاز المشروم بنكهته وملمسه ما يشجع على إضافته إلى كثير من المأكولات، وكذلك يتمتع بمجموعة متنوعة من الفوائد الصحية تتعلق بالوقاية من الأمراض مثل السرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
صحتك الجهد العقلي الزائد يؤدي إلى رفع مستويات التوتر والإحباط أو الغضب (رويترز)

التفكير المفرط يضر بالدماغ

أكدت دراسة جديدة أن التفكير المفرط يمكن أن يضر بالدماغ؛ إذ يؤدي الجهد العقلي الزائد إلى رفع مستويات التوتر والإحباط أو الغضب.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه قد يقلل من ضغط الدم (رويترز)

نظام غذائي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى... تعرَّف عليه

أكدت دراسة جديدة أن اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه قد يقلل من ضغط الدم، ويخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والكلى.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

نساء خلف الكاميرا: اللون... الضوء... المعزاة السعيدة

تُعدّ نافيلي شويال الحيوانات فرداً من العائلة (حسابها في إنستغرام)
تُعدّ نافيلي شويال الحيوانات فرداً من العائلة (حسابها في إنستغرام)
TT

نساء خلف الكاميرا: اللون... الضوء... المعزاة السعيدة

تُعدّ نافيلي شويال الحيوانات فرداً من العائلة (حسابها في إنستغرام)
تُعدّ نافيلي شويال الحيوانات فرداً من العائلة (حسابها في إنستغرام)

يتعامل سكان المناطق الريفية في الهند مع الحيوانات الأليفة كأنها فرد من العائلة. فبعد استراحة من تصوير الأزياء، تملكت نافيلي شويال رغبة في رصد فكرة التعايش هذه.

تقول: «لديَّ كلبة جميلة ومضحكة تدعى إملي (وتعني تمراً هندياً باللغة الهندية)، تشبه إلى حدٍّ ما الماعز في شكلها، وتتصرّف كأنها واحدة منها. تملك طبيعة برية حرّة الروح، وتريد أن تأكل العشب. وتحتل مكانة كبيرة في حياتي، وأفكر بها في كل مرة التقط صورة لحيوان».

تتحدّث نافيلي شويال، وفق ما جاء في «الغارديان» البريطانية، عن هذه الصورة: «التقطتها أثناء رحلة عمل في راجاستان، لمعزاة كانت تبدو سعيدة، وكنت أشاهدها وهي تقفز. وفي تلك اللحظة تراءت أمامي صورة كلبتي الصغيرة وصديقتي اللطيفة. كنت أفكر بها، وبتصرفاتها هي الأخرى». وتتابع: «أنا من محبي الحيوانات، وأشعر بانجذاب شديد نحوها، وأحب صحبتها وقضاء الوقت معها. بدا المشهد أمامي وكأنه لوحة فنية»، لذا، سارعت نافيلي شويال إلى إخراج الكاميرا والتقطت الصورة. توضح: «في هذا المشهد، جذبني اللون، واللحظة، وضوء الصباح المنعش، كما فراء المعزاة الأبيض الجميل على الفراش الأخضر».

خلال رحلاتها إلى المناطق الريفية في الهند، التقت نافيلي بكثيرين ممن يملكون حيوانات، وكانوا، وفق قولها، يبقونها داخل المنزل، كما لو كانت فرداً من العائلة. ويحتفظون بها بدافع الحب أو الود، بل ويطلقون عليها أسماءً بشرية، ويرعونها، ويلبسونها أقمشة ومجوهرات صُنعت خصيصاً لها.

تصف نافيلي هذه العلاقة بين الإنسان والحيوان بالرقيقة: «حين يعتني كلّ منهما بالآخر». وتحب فكرة التعايش هذه. تقول: «لا قدرة للحيوان على الكلام، ولكنني أملك القدرة على فهم كلبتي، كما لها هي الأخرى القدرة على فهم مشاعري وإيماءاتي».

تُعد نافالي صورة المعزاة هذه جزءاً من سلسلة من الصور التي توثّق التعايش بين البشر والحيوانات، رغم أنها تعمل في مجال تصوير الأزياء. وتشعر بأن هذه العلاقة لم تأخذ حقّها من التقدير، بل بدأت تتلاشى في أيامنا هذه، واهتمامات الناس تنصب اليوم على أنفسهم فقط. «بتنا نفقد الإحساس بالمجتمع. وطغت الوحشية بكثيرة. والأنانية سيطرت على البشر».