فيلم «إليزابيث تايلور: الأشرطة المفقودة»... ما تفعله الشهرة بالنجوم

تحول الجماهير من عشق المشاهير إلى التغذي على فضائحهم

محبوبة الجماهير ورحلة نهاية الشهرة
محبوبة الجماهير ورحلة نهاية الشهرة
TT

فيلم «إليزابيث تايلور: الأشرطة المفقودة»... ما تفعله الشهرة بالنجوم

محبوبة الجماهير ورحلة نهاية الشهرة
محبوبة الجماهير ورحلة نهاية الشهرة

لا يزال الجدل قائماً حول ما إذا كان هناك نجوم سينما «حقيقيون» اليوم، لكن من الواضح أن عملية التحول إلى شخصية مشهورة مختلفة الآن عما كانت عليه في السابق؛ إذ أدى الإعلام الاجتماعي وشعبية الترفيه على الشاشة الصغيرة إلى تغيير قواعد اللعبة.

يُسلط فيلم «إليزابيث تايلور: الأشرطة المفقودة» الضوء على هذا التساؤل حول النجومية، وهو فيلم وثائقي مثير للاهتمام حول إحدى أشهر ممثلات هوليوود، بكلماتها الخاصة في الغالب. في الستينات، أجرت تايلور مقابلات مع الصحافي المتميز ريتشارد ميريمان الذي توفي عام 2015. كان ميريمان، المعروف بمقابلاته مع المشاهير، يجمع مواد لكتاب يؤلفه. ومؤخراً، تم العثور على أكثر من 40 ساعة من الأشرطة التي تحتوي على مقابلات تايلور في أرشيفه. تُشكّل تلك المقابلات الصوتية التي تتسم بالعمق والصراحة، العمود الفقري للفيلم الوثائقي المذكور. اتبعت مخرجة الفيلم نانيت بيرشتاين نهجاً ذكياً في التعامل مع المادة؛ إذ تسحب طبقات من المحادثة - إلى جانب مقتطفات صوتية من عدد قليل من المقابلات القديمة مع تايلور وبعض أصدقائها - على لقطات أرشيفية من حياتها.

لقطة من فيلم «إليزابيث تايلور: الأشرطة المفقودة» (إتش بي أو)

أصبحت تايلور وجهاً مألوفاً على الشاشة وهي لا تزال صغيرة جداً؛ إذ ظهرت لأول مرة على الشاشة في فيلم «There's One Born Every Minute» الذي عُرض للمرة الأولى عندما كانت في العاشرة من عمرها عام 1942. وبعد وقت قصير، لعبت دور البطولة في فيلم «Lassie Come Home» إنتاج عام 1943، ثم فيلم «National Velvet» إنتاج عام 1944، وتحولت إلى شخصية ساحرة للجمهور. ومن ثم، رافقتها الكاميرات أينما ذهبت.

بالنسبة لعشاق تايلور، من غير المحتمل أن يكشف الفيلم الكثير من المعلومات الجديدة. لكن ليس هذا هو المقصد الحقيقي؛ إذ يغطي الفيلم كل زيجة من زيجاتها الثماني والكثير من مشاريعها، لكن تركيز سرد تايلور ينصب إلى حد كبير على مشاعرها في تلك الآونة. نظراً لأننا في كثير من الأحيان نرى لقطات لظهورها العام في حين تتحدث عن حياتها الخاصة؛ فإن النتيجة أشبه بمسار خلف الكواليس، وكشف جديد عن الفجوة بين ما نعتقد أننا نعرفه عن النجوم - مَن هم، وكيف يشعرون - وما يجري بالفعل داخل حياتهم. كما يُوثّق فيلم «إليزابيث تايلور: الأشرطة المفقودة» بصراحة مُروّعة، اللحظة الدقيقة التي انقلب فيها اهتمام الجمهور بالمشاهير من عبادة حياتهم اللامعة إلى التغذّي على فضائحهم. كما يصور الفيلم، فإن انفصال تايلور عن زوجها الرابع، إيدي فيشر، بعد وقوعها في غرام ريتشارد بيرتون، زميلها في فيلم «كليوباترا»؛ أدى إلى ولادة «الباباراتزي» (المصورين الذين يلاحقون النجوم بلا كلل للحصول على لقطة مثيرة يمكن بيعها). يقول أحد المعلقين في الفيلم إنهم لم يعودوا يأتون بحثاً عن البريق، بل جاءوا لتحطيم البريق.

ملصق الفيلم

تقول تايلور، في روايتها الخاصة، إنها قررت في مرحلة ما أنه من غير المجدي محاولة «إصلاح» صورتها العامة. وقالت: «لدى الناس صورة معينة يريدون تصديقها، إما جيدة أو سيئة. إذا حاولت التوضيح، فستفقد نفسك على طول الطريق». بطبيعة الحال، كانت سلسلة من الخلافات البارزة مع بيرتون، ومشاكل تعاطي المخدرات، وعلامات تقدمها في السن... جميعها وقوداً موثوقاً للصحافة الشعبية الصفراء. وقد أصابها ذلك بألم شديد، حتى وجدت نفسها في مرحلة جديدة كناشطة في مجال مكافحة الإيدز. لكن فيلم «إليزابيث تايلور: الأشرطة المفقودة» يشير إلى أن تايلور، التي تُوفيت عام 2011، مهدت الطريق بطريقتها الخاصة للأجيال القادمة من النجوم الذين سيضطرون إلى التعامل مع الشهرة. لذا، فهو ليس مجرد لمحة ساحرة عن امرأة قضت حياتها كلها تحت الأضواء. إنه سجل للحظات تغير فيها كل شيء، وتذكير قاسٍ بأننا غالباً ما نعتقد أننا نعرف من هم الشخصيات العامة، لكننا نادراً ما نفهمهم حقاً.

*خدمة «نيويورك تايمز»


مقالات ذات صلة

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

يوميات الشرق د. سعد البازعي رئيس «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» (الشرق الأوسط)

البازعي: «جائزة القلم الذهبي» متفردة... وتربط بين الرواية والسينما

بدأت المرحلة الثانية لـ «جائزة القلم الذهبي للأدب الأكثر تأثيراً» لتحديد القائمة القصيرة بحلول 30 ديسمبر قبل إعلان الفائزين في فبراير.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
يوميات الشرق فيلم «فخر السويدي» تناول قضية التعليم بطريقة فنية (الشركة المنتجة)

فهد المطيري لـ«الشرق الأوسط»: «فخر السويدي» لا يشبه «مدرسة المشاغبين»

أكد الفنان السعودي فهد المطيري أن فيلمه الجديد «فخر السويدي» لا يشبه المسرحية المصرية الشهيرة «مدرسة المشاغبين» التي قدمت في سبعينات القرن الماضي.

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق تجسّد لبنى في «خريف القلب» شخصية السيدة الثرية فرح التي تقع في ورطة تغيّر حياتها

لبنى عبد العزيز: شخصية «فرح» تنحاز لسيدات كُثر في مجتمعنا السعودي

من النادر أن يتعاطف الجمهور مع أدوار المرأة الشريرة والمتسلطة، بيد أن الممثلة السعودية لبنى عبد العزيز استطاعت كسب هذه الجولة

إيمان الخطاف (الدمام)
يوميات الشرق هند الفهاد على السجادة الحمراء مع لجنة تحكيم آفاق عربية (إدارة المهرجان)

هند الفهاد: أنحاز للأفلام المعبرة عن روح المغامرة

عدّت المخرجة السعودية هند الفهاد مشاركتها في لجنة تحكيم مسابقة «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ45 «تشريفاً تعتز به».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق «أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم اللبناني في فخّ «الميلودراما».

انتصار دردير (القاهرة)

تكريم الفائزين بجائزة «الملك سلمان للغة العربية»

الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
TT

تكريم الفائزين بجائزة «الملك سلمان للغة العربية»

الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)
الجائزة تهدف إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة (واس)

كرّم مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية الفائزين بجائزته في دورتها الثالثة لعام 2024، ضمن فئتي الأفراد والمؤسسات، في 4 فروع رئيسية، بجوائز بلغت قيمتها 1.6 مليون ريال، ونال كل فائز بكل فرع 200 ألف ريال، وذلك برعاية وزير الثقافة السعودي رئيس مجلس أمناء المجمع الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان.

وتشمل فروع الجائزة تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها، وحوسبة اللُّغة وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وأبحاث اللُّغة ودراساتها العلميَّة، ونشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعيَّة اللُّغويَّة.

ومُنحت جائزة فرع «تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها» لخليل لوه لين من الصين في فئة الأفراد، ولدار جامعة الملك سعود للنَّشر من المملكة العربيَّة السُّعوديَّة في فئة المؤسسات، فيما مُنحت في فرع «حوسبة اللُّغة العربيَّة وخدمتها بالتقنيات الحديثة»، لعبد المحسن الثبيتي من المملكة في فئة الأفراد، وللهيئة السُّعوديَّة للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» في فئة المؤسسات.

جائزة فرع «تعليم اللُّغة العربيَّة وتعلُّمها» لخليل لوه لين من الصين في فئة الأفراد (واس)

وفي فرع «أبحاث اللُّغة العربيَّة ودراساتها العلمية»، مُنحَت الجائزة لعبد الله الرشيد من المملكة في فئة الأفراد، ولمعهد المخطوطات العربيَّة من مصر في فئة المؤسسات، فيما مُنحت جائزة فرع «نشر الوعي اللُّغوي وإبداع المبادرات المجتمعيَّة اللُّغويَّة» لصالح بلعيد من الجزائر في فئة الأفراد، ولمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة من الإمارات في فئة المؤسسات.

وتهدف الجائزة إلى تكريم المتميزين في خدمة اللُّغة العربيَّة، وتقدير جهودهم، ولفت الأنظار إلى عِظَم الدور الذي يضطلعون به في حفظ الهُويَّة اللُّغويَّة، وترسيخ الثَّقافة العربيَّة، وتعميق الولاء والانتماء، وتجويد التواصل بين أفراد المجتمع العربي، كما تهدف إلى تكثيف التنافس في المجالات المستهدَفة، وزيادة الاهتمام والعناية بها، وتقدير التخصصات المتصلة بها؛ لضمان مستقبلٍ زاهرٍ للُّغة العربيَّة، وتأكيد صدارتها بين اللغات.

وجاءت النتائج النهائية بعد تقييم لجان التحكيم للمشاركات؛ وفق معايير محددة تضمَّنت مؤشرات دقيقة؛ لقياس مدى الإبداع والابتكار، والتميز في الأداء، وتحقيق الشُّمولية وسعة الانتشار، والفاعليَّة والأثر المتحقق، وقد أُعلنت أسماء الفائزين بعد اكتمال المداولات العلمية، والتقارير التحكيميَّة للجان.

وأكد الأمين العام للمجمع عبد الله الوشمي أن أعمال المجمع تنطلق في 4 مسارات، وهي: البرامج التعليمية، والبرامج الثقافية، والحوسبة اللغوية، والتخطيط والسياسة اللغوية، وتتوافق مع استراتيجية المجمع وداعمةً لانتشار اللغة العربية في العالم.

تمثل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع لخدمة اللُّغة العربيَّة (واس)

وتُمثِّل الجائزة إحدى المبادرات الأساسية التي أطلقها المجمع؛ لخدمة اللُّغة العربيَّة، وتعزيز حضورها، ضمن سياق العمل التأسيسي المتكامل للمجمع، المنبثق من برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد برامج تحقيق «رؤية المملكة 2030».