عبر البريد الإلكتروني أو «سلاك» أو «تيمز»... كيف تتعامل مع الرسائل المزعجة في العمل؟

بعض أكثر التفاعلات المزعجة تحدث عندما لا نستطيع رؤية الشخص خلف الشاشة (رويترز)
بعض أكثر التفاعلات المزعجة تحدث عندما لا نستطيع رؤية الشخص خلف الشاشة (رويترز)
TT

عبر البريد الإلكتروني أو «سلاك» أو «تيمز»... كيف تتعامل مع الرسائل المزعجة في العمل؟

بعض أكثر التفاعلات المزعجة تحدث عندما لا نستطيع رؤية الشخص خلف الشاشة (رويترز)
بعض أكثر التفاعلات المزعجة تحدث عندما لا نستطيع رؤية الشخص خلف الشاشة (رويترز)

يشعر الكثير من الموظفين، خلال تأديتهم مهامهم، بالإزعاج من قبل زملائهم عبر البريد الإلكتروني أو تطبيقات للتواصل مثل «سلاك».

في الواقع، قال 44 في المائة من الموظفين المشاركين في استطلاع Kickresume الأخير إن التواصل المكتوب، والذي يتضمن الرسائل النصية أو رسائل البريد الإلكتروني، هو طريقة شائعة للإزعاج في مكان العمل.

بينما أفاد 62 في المائة من الموظفين بأن هذه السلوكيات المزعجة تحدث شخصياً، فمن المنطقي أن تحدث بعض أكثر التفاعلات المزعجة عندما لا نستطيع رؤية الشخص خلف الشاشة، كما يقول ناثان بولينغ، أستاذ علم النفس بجامعة سنترال فلوريدا.

يشبه بولينغ، المتخصص في علم النفس الصناعي والتنظيمي والذي تركز أبحاثه على كيفية تأثير ظروف العمل المجهدة على الموظفين، السلوك الوقح عبر رسالة أو بريد إلكتروني بالمشاكل التي تحدث على الطرق.

قال بولينغ إن عدم قدرة شخص ما على رؤية تعبيرات وجه الشخص الذي يتواصل معه، يخلق شعوراً بالإخفاء، ما قد يؤدي إلى انخراط الأشخاص في سلوكيات مزعجة على منصات مثل «سلاك» أو «تيمز».

وأوضح: «أنا متأكد من أن هناك أشخاصاً ينخرطون في مشاكل على الطريق كل يوم، والأشخاص الذين يفعلون ذلك، إذا مروا بجانبك على الرصيف، فمن المحتمل ألا يكونوا وقحين».

وقد عملت بعض أماكن العمل على تحسين التواصل، حيث قامت بتعيين مدارس لتعليم البروتوكول مثل Beaumont Etiquette، التي يقع مقرها في مدينة نيويورك، للإشراف على تدريب وتأهيل الموظفين الجدد. وتقول مؤسسة Beaumont، مايكا ماير، إن عام 2024 كان الأكثر ازدحاماً حتى الآن.

فيما يلي طريقتان للتعامل مع الرسائل المزعجة، وفقاً لبولينغ وماير، بحسب شكبة «سي إن بي سي».

تقديم أمثلة ملموسة للسلوك المزعج

إذا كان مكان عملك مختلطاً، ولكن السلوك المزعج يحدث عبر «سلاك» أو «تيمز» أو البريد الإلكتروني، فحاول التحدث إلى هذا الشخص وجهاً لوجه، أثناء الغداء أو تناول القهوة، كما تقول ماير.

إذا كنت تعمل عن بُعد، فيمكنك تجربة نفس النهج غير الرسمي عبر إجراء مكالمة ودية، كما تقول.

عندما تذكر كل الأشياء التي تزعجك، تأكد من أن لديك أمثلة ملموسة لتلك الأحداث، كما يفيد بولينغ. بهذه الطريقة، يمكنك معالجة السلوك بشكل فعال، بدلاً من مهاجمة زميلك في العمل.

وتابع: «لا تقل له إنه شخص بغيض... بل قل (إن هذا السلوك الذي قمت به يسبب لي التوتر. من فضلك لا تفعل ذلك مرة أخرى)».

تحدث مع فريقك حول الأمر

إذا كان لديك شعور بأن أحد زملائك في العمل قام بشيء محبط، لكنك غير متأكد من الأمر 100%، يقول بولينغ إنه قد يكون من الجيد أن تعرض الأمر على شخص تثق به من خلال تقديم الرسالة أو البريد الإلكتروني له.

يمكنك أن تقول شيئاً مثل، «ما أفكارك؟ هل أفسر الأمر بشكل خاطئ؟».

ويوضح الخبير أن الناس أحياناً يدونون الأفكار بسرعة في رسالة وقد يبدو الافتقار إلى الود فظاً. أو قد يكون لأقرانك نفس التجربة مع هذا الشخص، ما يسمح لك بالمضي قدماً ومعالجته مع فريقك.

يمكنك القيام بذلك من خلال طرح الأمر على مدير والتعبير عن أن سلوكاً معيناً كان يزعجك. من هناك، قد تسأل عما إذا كان الفريق يمكنه إنشاء ممارسة قياسية لمنع مثل هذه الأنواع من التفاعلات من المضي قدماً، كما يقول ماير.

يمكن القيام بذلك عبر البريد الإلكتروني، والذي يبدو أكثر رسمية، أو في اجتماع. في كلتا الحالتين، لا يتعين عليك ذكر أسماء بعينها، ويمكنك استخدام لغة أكثر شمولاً.


مقالات ذات صلة

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

يوميات الشرق أحد أفضل الأوقات للتفاوض هو بعد تلقي عرض عمل مباشرة (رويترز)

قبل قبول عرض عمل... خطوات أساسية عليك اتخاذها

عندما يتعلّق الأمر بما هو مهم في الوظائف، فإن الناس لديهم العديد من الأولويات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لفهم كيفية معالجة الآخرين للعالم بشكل أفضل حاول طرح أسئلة مدفوعة بالعاطفة عليهم (رويترز)

لإدارة مشروع جانبي وكسب المال... مهارة واحدة أساسية تحتاج إليها

تُظهر البيانات الحديثة أن أكثر من ثلث البالغين في الولايات المتحدة لديهم عمل جانبي... والأشخاص الذين يكسبون أكبر قدر من المال لديهم شيء مشترك.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لتعزيز الثروة من الضروري التركيز على أمر واحد لتكون الأفضل فيه (أ.ب)

مليونير عصامي: 5 عادات تساعدك على بناء ثروتك

كان آلان كوري في الثانية والعشرين من عمره يغمره الأمل في أن يصبح مليونيراً، لم يكن لديه علاقات أو مرشدون أثرياء، لكنه لم يتراجع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق فهم طريقة عمل الذكاء الاصطناعي أمر مهم لكنه ليس المهارة الوحيدة اللازمة للنجاح في العمل (رويترز)

ليست البرمجة... مهارة أساسية تحتاج إليها للنجاح في عصر الذكاء الاصطناعي

يحتاج جميع الشباب للنجاح في مكان العمل، وسط انتشار الذكاء الاصطناعي، إلى مهارة أساسية، موجودة منذ آلاف السنين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد جانب من حضور الجلسة الحوارية الأولى لملتقى الصحة العالمي في نسخته السابعة المنعقد حالياً بالرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تعلن إصدار 50 قراراً لتوطين وظائف نوعية

كشف وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي عن إصدار 50 قراراً لتوطين وظائف نوعية، خلال السنوات الأربع الماضية، بما فيها مهنة المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
TT

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)
الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

وأظهرت الدراسة، التي قادها فريق من جامعة كوينزلاند في أستراليا، ونُشرت نتائجها، الجمعة، في دورية «The Lancet Psychiatry»، أن كثيرين من المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العناية اللازمة، ما يزيد من معاناتهم ويؤثر سلباً على جودة حياتهم.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص الاكتئاب، مما يجعله السبب الرئيسي للإعاقة عالمياً. وتشير التقديرات إلى أن 5 في المائة من البالغين يعانون هذا المرض. وضمّت الدراسة فريقاً من الباحثين من منظمة الصحة العالمية وجامعتيْ واشنطن وهارفارد بالولايات المتحدة، وشملت تحليل بيانات من 204 دول؛ لتقييم إمكانية الحصول على الرعاية الصحية النفسية.

وأظهرت النتائج أن 9 في المائة فقط من المصابين بالاكتئاب الشديد تلقّوا العلاج الكافي على مستوى العالم. كما وجدت الدراسة فجوة صغيرة بين الجنسين، حيث كان النساء أكثر حصولاً على العلاج بنسبة 10.2 في المائة، مقارنة بــ7.2 في المائة للرجال. ويُعرَّف العلاج الكافي بأنه تناول الدواء لمدة شهر على الأقل، إلى جانب 4 زيارات للطبيب، أو 8 جلسات مع متخصص.

كما أظهرت الدراسة أن نسبة العلاج الكافي في 90 دولة كانت أقل من 5 في المائة، مع تسجيل أدنى المعدلات في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بأفريقيا بنسبة 2 في المائة.

وفي أستراليا، أظهرت النتائج أن 70 في المائة من المصابين بالاكتئاب الشديد لم يتلقوا الحد الأدنى من العلاج، حيث حصل 30 في المائة فقط على العلاج الكافي خلال عام 2021.

وأشار الباحثون إلى أن كثيرين من المرضى يحتاجون إلى علاج يفوق الحد الأدنى لتخفيف معاناتهم، مؤكدين أن العلاجات الفعّالة متوفرة، ومع تقديم العلاج المناسب يمكن تحقيق الشفاء التام. وشدد الفريق على أهمية هذه النتائج لدعم خطة العمل الشاملة للصحة النفسية، التابعة لمنظمة الصحة العالمية (2013-2030)، التي تهدف إلى زيادة تغطية خدمات الصحة النفسية بنسبة 50 في المائة على الأقل، بحلول عام 2030. ونوه الباحثون بأن تحديد المناطق والفئات السكانية ذات معدلات علاج أقل، يمكن أن يساعد في وضع أولويات التدخل وتخصيص الموارد بشكل أفضل.

يشار إلى أن الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم، حيث يؤثر على ملايين الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، ويرتبط بشكل مباشر بمشاعر الحزن العميق، وفقدان الاهتمام بالنشاطات اليومية، مما يؤثر سلباً على الأداء الوظيفي والعلاقات الاجتماعية.