6 أسباب تدفع الناس للاستمرار في علاقات فاشلة

البعض يبقون في علاقات مؤلمة أو غير صحية بسبب الاعتماد الاقتصادي (رويترز)
البعض يبقون في علاقات مؤلمة أو غير صحية بسبب الاعتماد الاقتصادي (رويترز)
TT

6 أسباب تدفع الناس للاستمرار في علاقات فاشلة

البعض يبقون في علاقات مؤلمة أو غير صحية بسبب الاعتماد الاقتصادي (رويترز)
البعض يبقون في علاقات مؤلمة أو غير صحية بسبب الاعتماد الاقتصادي (رويترز)

نصادف في حياتنا اليومية الكثير من الأشخاص الذين يعيشون علاقات رومانسية مؤلمة وغير صحية، وأحياناً، من غير أن ننتبه، قد نكون منهم أيضاً. من الخارج، يبدو الرحيل واضحاً، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعيشون هذه العلاقات، لا يكون الأمر كذلك.

وهنا 6 أسباب تجعل الناس يبقون في هذه العلاقات الفاشلة، وفقاً لتقرير لموقع «سايكولوجي توداي»:

«جوانب جيدة»

نادراً ما تكون العلاقات سيئة بالكامل، حتى العلاقات غير الصحية يمكن أن تتضمن بعض الضحك والمرح والتواصل والحب. قد تبدو هذه الجوانب الجيدة وكأنها الانعكاس الأكثر دقة للعلاقة، بينما تكون الجوانب السلبية عُقداً يجب حلها. يكافح البعض لتحرير أنفسهم؛ لأنهم يشعرون بالتخلي عن الخير، والأمل في أن يتغلب الخير على الأمور السيئة.

الحاجة الاقتصادية

يبقى البعض في علاقات مؤلمة أو غير صحية بسبب الاعتماد الاقتصادي. إذا تخلى أحد الشريكين عن العمل لتربية الأطفال أو شعر بأنه لا يمكنه الاستمرار في دفع المصاريف نتيجة لانتهاء العلاقة، فقد يبقى فيها حتى لو كان الأمر مؤلماً عاطفياً. في الحالات المتطرفة، يأخذ هذا شكل الإساءة المالية؛ إذ يحد أحد الشريكين من القدرة على الوصول إلى المال للتحكم في تحركات وقدرة الآخر على ترك العلاقة.

الشعور بالراحة

عادة ما يختار معظم الناس البقاء في العلاقات حتى لو كان الأمر غير مريح. في العلاقات، قد يكون الانزعاج المألوف أفضل من المجهول المتمثل في الوحدة أو في علاقة مختلفة. لدى البعض نمط دخول علاقات غير صحية بشكل متكرر، وإيجاد الألم المألوف مريحاً.

اعتقاد أن جميع العلاقات غير صحية

قد يعتقد البعض، من قلة الخبرة، أن جميع العلاقات سامة مثل العلاقة التي هم فيها. قد لا يكون لدى الشخص في شراكته الجادة الأولى المنظور لمعرفة وجود علاقات صحية ومرضية. قد يعتقدون حقاً أن هذه هي الطريقة التي تعمل بها العلاقات ببساطة، ومن وظيفتهم التأقلم. قد يكون هذا الاعتقاد عميقاً بشكل خاص إذا نشأوا مع آباء يتشاجرون كثيراً.

تعزيز معتقدات المرء عن نفسه

تسمح العلاقات غير الصحية للشخص بتعزيز المعتقدات السلبية التي لديه عن نفسه. إذا كان الشخص يعتقد أنه غير محبوب بطبيعته، فإن البقاء في علاقة مع شريك يعامله بشكل سيئ قد يكون بمثابة «دليل» على أن تصوره صحيح. إذا كان الشخص يعتقد أنه سيظل مهجوراً دائماً ويشعر بالتخلي العاطفي المزمن في العلاقة، فيمكنه الإشارة إلى العلاقة والقول: «كنت أعلم أنني أستحق هذا».

استنزاف الطاقة

العلاقات غير الصحية تتطلب الكثير من العمل، وهذا العمل قد يجعل من الصعب أو حتى من المستحيل تهيئة الظروف اللازمة للانفصال. عندما ينتقل الزوجان من شجار إلى آخر، فإن ذلك يترك القليل من الوقت أو الطاقة للتركيز على النمو الشخصي أو الاستقرار الاقتصادي. وهذا صحيح بشكل خاص في العلاقات المسيئة. يتطلب الانفصال القدرة على التحمل العاطفي، وفي بعض العلاقات، تذهب كل طاقة هذا الشخص نحو مجرد البقاء.


مقالات ذات صلة

ما تأثير الانفصال وطلاق الآباء على الأطفال؟

يوميات الشرق صورة تعبيرية من «بيكسباي»

ما تأثير الانفصال وطلاق الآباء على الأطفال؟

ما إن يقرر الأزواج الطلاق حتى تبدأ حلقات انتقامية في مسلسل صراع الأقوى لا ينتهي، في المنزل وأروقة المحاكم، إذ يحشد كل طرف قواه من أجل محاربة الطرف الآخر.

كوثر وكيل (لندن)
يوميات الشرق تعد الخيانة الزوجية أحد الأسباب الرئيسية للطلاق (رويترز)

6 أسباب رئيسية للطلاق... تعرّف عليها

قامت دراسة بتحليل بيانات آلاف المتزوجين على مدار أكثر من عقد من الزمن لمعرفة الأسباب الرئيسية للطلاق. وتوصل الباحثون إلى 6 أسباب.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق ينصح الخبراء بأن تتضمن كلمة المرور مزيجاً من الحروف والأرقام والرموز وبتجنب المعلومات مثل الأسماء أو أعياد الميلاد (شاترستوك)

القواعد غير المعلنة لمشاركة كلمات المرور مع شريكك

في عصر الإنترنت، يواجه الأزواج تحديات جديدة تتعلق بمشاركة الحسابات وكلمات المرور... هناك قرارات يجب اتخاذها بعناية لضمان تفادي تأثيرها سلباً على العلاقة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق أكثر من ثلثي الصراعات في العلاقات تكون دائمة مما يعني أنها لا تختفي أبداً (رويترز)

بعد مقابلات مع 40 ألف زوج وزوجة... ما أسرار نجاح العلاقة؟

أجرى عالما النفس الشهيران جون وجولي غوتمان مقابلات مع 40 ألف زوج وزوجة في محاولة لمعرفة ما الذي يجعل الحب يدوم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لميس الحديدي أثارت الجدل (لقطة من برنامج كلمة أخيرة على يوتيوب)

إعلامية مصرية تتعرض لهجوم «سوشيالي» بعد مناقشتها وثيقة «تأمين الطلاق»

تعرضت الإعلامية المصرية لميس الحديدي لانتقادات «سوشيالية» عقب مناقشتها قضية «وثيقة تأمين مخاطر الطلاق».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

هيام أبو شديد لـ«الشرق الأوسط»: كنتُ مرآة نساء أقمن في الشرنقة

تصف العودة إلى المسرح بعد 36 عاماً بـ«الشعور الخاص جداً» (صور هيام أبو شديد)
تصف العودة إلى المسرح بعد 36 عاماً بـ«الشعور الخاص جداً» (صور هيام أبو شديد)
TT

هيام أبو شديد لـ«الشرق الأوسط»: كنتُ مرآة نساء أقمن في الشرنقة

تصف العودة إلى المسرح بعد 36 عاماً بـ«الشعور الخاص جداً» (صور هيام أبو شديد)
تصف العودة إلى المسرح بعد 36 عاماً بـ«الشعور الخاص جداً» (صور هيام أبو شديد)

امتلأت الممثلة اللبنانية هيام أبو شديد بالتأثُّر حين اتصل بها المخرج والكاتب كريم شبلي لتؤدّي شخصية «تانيا» في مسرحية «معمول». فرّقتهما المسافات؛ هو في أميركا وهي في كندا، فبدَّدت التكنولوجيا هَمَّ الجغرافيا. قرأت الدور وتكثّفت اجتماعات «زووم»، قبل حضورها إلى بيروت للوقوف على مسرحها بعد غياب 36 عاماً. «الشعور خاصٌ جداً»، تحاول وصفه لـ«الشرق الأوسط». أن تقرأ سيناريو مجدداً. أن تُواجه الجمهور لليالٍ بلا استراحة. «شعورٌ لا يُشبه ما تمنحه السينما والتلفزيون للممثل. الخطأ ممنوع وإعادة المشهد غير واردة»، تقول مَن أخافتها اللحظة الأولى كما قد تخيف مياه باردة السبَّاح لمجرّد لقائهما، فتحدُث الألفة بعد دقائق.

سيرة من ذهب (صور هيام أبو شديد)

تُشبه شخصيتها أدواراً تؤدّيها نساء شرقيات في يومياتهنّ، تتعلّق بتهميش النفس لإرضاء الآخرين: «إحداهنّ بكت وهي تُخبرني عن تماهيها معها. جدّات وأمّهات تشكّل هذه الشخصية المُراعية للمجتمع وثرثراته، مرآتهنّ. قدَّمتُ دور امرأة تنسى فرحها وأحاسيسها، ببَذْل حياتها لسواها. هذا أيضاً حِمْلٌ على الأبناء. في الدور، تبيَّنت شكوى الابنة من تملُّك الأم ودورانها فقط حولها. هذا الثقل قلَّم جناحيها وصعَّب العيش».

يُعبّر وجه هيام أبو شديد عن ذروة إسكات المشاعر وإخماد جمرها. فهو بانكماشه وتجهّمه واستعداده للارتباك، يُخبر عن مكنونات الداخل وخفايا الروح الباردة. عنه تقول: «أدّيتُ دور أنثى تقيم في شرنقة وتظنّ أنها الحياة. تُمضي العمر في الخوف مما قيل وسيُقال. من المتربّصين بالآخرين والمنشغلين بتحرّكاتهم. بإدراكها فداحة ما ارتكبتْ، أعادتْ حساباتها».

وهي أمٌ، فضَّلت العائلة على المهنة، فاستقالت لسنوات من الأضواء. لم يكن ذلك عقاباً، ولا ضريبة، بل «ترتيب أولويات». كانت أمام «الدور الأعظم، وقد أدّيتُه بكُلّي»، تقول مَن أعادها تقديم البرامج إلى الجمهور بعد الأمومة. «هنا، أستطيع التحكُّم بالوقت. التمثيل يفلتُ من اليد، فلا مجال لضبط أوقاته. هذا قاسٍ على أمٍ تُقرّر رَفْع أولادها إلى المرتبة الأولى. شبُّوا وأصبحت لهم أشكال حياة. لذا عدت».

تؤدّي شخصية «تانيا» في مسرحية «معمول» (صور هيام أبو شديد)

تذكُر أنها تزوّجت والمعارك الأهلية تشتعل، وأنجبت ونارها لم تهمد: «ربّيتُهم في الملاجئ، وفيها أنجزوا فروضهم المدرسية. قاسية الذكريات تحت القصف. أحمل صور تلك الأيام المُرَّة. ولمّا هاجر أولادي إلى كندا قبل 10 سنوات، نادتني طريقي إليهم، فلحقتُ بهم قبل نحو عامين. غادرتُ لبنان إلى حيث يقيمون. أردتُ اختبار المواطنة الحقّة، ولستُ نادمة. بعد الرحيل، توطّدت علاقة معمَّقة معهم. لم تعد تقتصر على زيارة سريعة يمنحونني فيها بعض الوقت وسط زحمة الأصدقاء والمناسبات. الآن، نتناول الطعام معاً، ونذهب في مشوار عائلي للتخييم ومراكمة الذكريات».

تعلَم أنّ تقدُّم المرأة في السنّ يُحيلها على التقاعُد بذريعة أنّ الكاميرا تفضّل النضارة. وتروي أنها طُلبت لتعليم المسرح في كندا، فسألت إنْ كانت سنّها تنفع لذلك، أم لا. ردَّت مسؤولة الموارد البشرية: «سيرتكِ الذاتية من ذهب». سمعتْ هناك ما لا تسمعه هنا. ففي بلاد حقوق الإنسان يُخشى أن يُفهم أي رهان على السنّ عنصرية. الكفاءة معيار عادل. مسيرتها في الإعلام والتمثيل والكتابة، اختزلتها جملة مؤثّرة شكَّلت الإنصاف.

تُشبه شخصيتها أدواراً تؤدّيها نساء شرقيات في يومياتهنّ (صور هيام أبو شديد)

أصابت حيرةٌ صنّاع مسرحية «معمول»: «أنلغي العرض أمام جراح بيروت بعد استهدافها الأخير، أو نُعلن الفنّ فعل مقاومة؟». فوجئوا بامتلاء المقاعد، فشكروا الحضور. درَّبت التجارب هيام أبو شديد على إفلات ما ليس في المتناول، «وإن كان الوطن». أحياناً هو حيث أمان المرء والإحساس بجدواه. درّبتها أيضاً على الفصل بين المسائل: «أكون كلّي في لبنان طوال زيارته، وكلّي في كندا حين أعود إليها. المعذَّبون هم مَن يضعون قدماً هنا وأخرى هناك. كففتُ عن المقارنة لإدراكي أنها مؤذية. أعيش بكلّي في الأماكن كما أفعل في الأدوار ومع أولادي».

ولو امتلكتْ سُلطة لدافعتْ عنه بما تستطيع؛ «بأسناني وجوارحي»، لكنها لا تجيد سوى «تصحيح صورة الشرق الأوسط المشوَّهة وأوطاننا النازفة، بشرح حقيقة التاريخ وإظهار غنى الثقافات للغرب». تصل عروض مسرحية «معمول» إلى نهايتها في 11 أغسطس (آب) الحالي، فتغادر لبنان في الـ12. الرحيل وظيفة يُرغَم المرء على امتهانها حين تنمو غصة الروح وتُمعن في التمدُّد.

من مشاركتها بمسلسل كندي باللغة الفرنسية (صور هيام أبو شديد)

هل غادرت الدراما أسوةً بفراق لبنان؟ تجيب «لا». تستعدّ للفرص بعد مشاركتها أخيراً بمسلسل كندي باللغة الفرنسية: «اسمه (أوتيل بيروت)، أؤدّي فيه دور امرأة قضى ابنها بحادث في لبنان، فتغادر إلى مونتريال للإقامة لدى شقيقها. العمل يحاكي حقبة الثمانينات، ويُبيّن آلام التكيُّف وسط اختلاف الثقافات. الغربة صعبة، ولا نجاة من خوضها».