تساؤلات حول موافقة الرقابة المصرية على فيلم «المُلحد»

رغم عرض عمل بالاسم والفكرة نفسيهما قبل 10 سنوات

فيلم «المُلحد» تم الإعلان عن عرضه منتصف الشهر المقبل (الشركة المنتجة)
فيلم «المُلحد» تم الإعلان عن عرضه منتصف الشهر المقبل (الشركة المنتجة)
TT

تساؤلات حول موافقة الرقابة المصرية على فيلم «المُلحد»

فيلم «المُلحد» تم الإعلان عن عرضه منتصف الشهر المقبل (الشركة المنتجة)
فيلم «المُلحد» تم الإعلان عن عرضه منتصف الشهر المقبل (الشركة المنتجة)

بعيداً عن الضجة التي أثارها الإعلان عن قرب عرض الفيلم المصري «المُلحد» في 14 أغسطس (آب) المقبل، ودعوات البعض لمقاطعته، ومطالبة فريق آخر بعدم الحكم على الفيلم قبل مشاهدته؛ أثار متابعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي تساؤلات حول موافقة الرقابة على اسم الفيلم، مع وجود فيلم مصري آخر بالاسم والفكرة نفسيهما قبل 10 سنوات.

الفيلم الذي صدر أولاً استند إلى قصة حقيقية، وفقاً لموقع «السينما.كوم»، وتدور أحداثه حول أحد الدعاة الإسلاميين المشهورين، يتجه ابنه نحو الإلحاد، الأمر الذي يثير حفيظة أسرته والمقربين إليه؛ نظراً للخلفية الدينية التي تربى فيها، كما يتطرق الفيلم في ثناياه للمدى الذي وصل إليه انتشار الإلحاد في مصر، وهو من تأليف وإخراج نادر سيف الدين، وكان هذا هو الفيلم الوحيد له، وأُسندت بطولته لكل من صبري عبد المنعم وحسن عيد وياسمين جمال وليلى عز العرب ومحمد هشام.

وقالت الفنانة ليلى عز العرب إنها لا تتذكر تفاصيل كثيرة عن الفيلم الذي أدت فيه دور زوجة الشيخ، وهي الشخصية التي جسدها الفنان صبري عبد المنعم، وأضافت لـ«الشرق الأوسط» أن «الفكرة تدور حول شاب يتجه للإلحاد، وأن الفيلم تم تصويره خلال فترة حكم الإخوان المسلمين، وكان إنتاجاً ضعيفاً؛ حيث تم تصويره بكاميرا ديجيتال صغيرة، وجرى تصوير مشاهده داخل شقة وشارع فقط».

بوستر لفيلم «المُلحد» من إنتاج 2014 (موقع «السينما.كوم»)

وأشارت الممثلة المصرية إلى أنها وافقت على الفيلم لإعجابها بفكرته التي تنبع من أن التشدد قد يدفع في مواقف كثيرة لاتجاه عكسي، ودعت إلى «عدم مقارنته بالفيلم الجديد لأنه لم يُعرَض بعد، ويجب ألا نحكم عليه قبل عرضه».

من جهتها عبرت الناقدة ماجدة خير الله عن دهشتها لعدم سماعها بالفيلم القديم من قبل، وعدم مشاهدتها له قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «إن الفيلم القديم غالباً لم يستمر طويلاً في دور العرض، ولم يُلقَ الضوء عليه وهذه مسألة غريبة جداً».

وأضافت أنه «رغم تقارب الفكرة بين الفيلمين فإنه لا يمكن الحكم على ذلك إلا بعد مشاهدتهما»، وترى ماجدة خير الله أنه «لا تعارض بوجود فيلمين عن القضية نفسها»، مبررة ذلك بوجود «أفكار مُلحّة بالمجتمع تُقدَّم بأكثر من شكل، لكن ما يثير الدهشة حقاً أن يكونا بالاسم نفسه، وخلال فترة زمنية ليست بعيدة، لا سيما أن الرقابة تتمسك بعدم تكرار أسماء الأفلام حفاظاً على الحقوق الأدبية لصناعها، لكن تكرار الأسماء قد يحدث رغماً عن ذلك».

فيما تحفّظ محمد العدل، مخرج الفيلم الأحدث «الملحد»، عن الحديث في أي شيء يتعلق بالفيلم، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يؤجل أي رأي حتى عرض الفيلم، وبعدها سيكون جاهزاً للرد على أي تساؤلات.

أما الناقد الفني المصري أشرف غريب فوصف الضجة المثارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول «تكرار اسم الفيلم» بأنها «مُبالَغ فيها»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الفيصل في هذه المسألة هو مستوى الفيلم، وهذا سيتحدد بعد مشاهدته»، وذكر أمثلة كثيرة لأفلام تكررت أسماؤها، مثل فيلم «نادية» الذي لعبت بطولته سعاد حسني عام 1969، وسبقتها عزيزة أمير بفيلم يحمل الاسم نفسه عام 1949، وكذلك فيلم «أرض الأحلام» عام 1957، أعيد إنتاجه من بطولة فاتن حمامة عام 1993. ويشير غريب إلى أن «الفترة التي أنتج فيها الفيلم القديم (المُلحد) شهدت ارتباكاً بمصر في العديد من المجالات، ومنها المجال الفني، وربما لهذا السبب لم يبرز الفيلم ولم يشاهده الكثيرون، وأنا نفسي لم أشاهده».


مقالات ذات صلة

سعيد الماروق لـ«الشرق الأوسط»: تسكنني طفولتي ومدينتي وأهلها وأستخدمها في عملي

يوميات الشرق الماروق وأحمد سعد خلال تصوير أغنيته الجديدة (سعيد الماروق)

سعيد الماروق لـ«الشرق الأوسط»: تسكنني طفولتي ومدينتي وأهلها وأستخدمها في عملي

رحلته إلى كوبا خلال تصويره مسلسل «الدولة العميقة» فتح أمامه آفاقاً واسعة، ولا يزال حتى الساعة يتلقّى اتصالات من هناك، والكوبيون تفاعلوا مع فنّه ورؤيته الإخراجية

فيفيان حداد (بيروت)
سينما فيلم «ديدبول آند وولفرين» يكتسح شباك التذاكر بإيرادات بلغت 205 ملايين دولار في الولايات المتحدة وكندا (رويترز)

«ديدبول آند وولفرين» يحقق إيرادات محلية تبلغ 205 ملايين دولار مع طرحه بدور العرض

قالت شركة «والت ديزني» الموزعة لفيلم «ديدبول آند وولفرين»، الأحد، إن الفيلم الذي أنتجته شركة «مارفل» اكتسح شباك التذاكر خلال مطلع الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
يوميات الشرق صابرين مع أحمد حاتم (الشركة المنتجة)

برومو فيلم «المُلحد» يفجّر جدلاً في مصر

فجّر فيلم «المُلحد» جدلاً في مصر، بعد ساعات من طرح الشركة المنتجة الإعلان الترويجي الخاص به (البرومو).

رشا أحمد (القاهرة)
سينما روبرت داوني جونيور يعلن عودته إلى أفلام «مارفل» للأبطال الخارقين (أ.ب)

روبرت داوني جونيور يعلن عودته إلى أفلام «مارفل»

أعلن الممثل الحائز جائزة أوسكار، روبرت داوني جونيور، عودته إلى أفلام «مارفل» للأبطال الخارقين، وذلك خلال حدث كان منتظراً ضمن ملتقى «كوميك كون».

«الشرق الأوسط» (سان دييغو (الولايات المتحدة))
يوميات الشرق أحمد عز في لقطة من فيلم «فرقة الموت» (الشرق الأوسط)

أربعينات القرن الماضي تجذب صناع السينما في مصر

يبدو أن سحر الماضي دفع عدداً من صناع السينما المصرية إلى اللجوء لفترة الأربعينات من القرن الماضي بوصفها مسرحاً لأحداث أفلام جديدة.

داليا ماهر (القاهرة)

«مسار العائلة المقدسة» على خريطة التعاون السياحي بين مصر والأردن

شجرة مريم من ضمن مزارات مسار العائلة المقدسة بالقاهرة (وزارة السياحة والآثار)
شجرة مريم من ضمن مزارات مسار العائلة المقدسة بالقاهرة (وزارة السياحة والآثار)
TT

«مسار العائلة المقدسة» على خريطة التعاون السياحي بين مصر والأردن

شجرة مريم من ضمن مزارات مسار العائلة المقدسة بالقاهرة (وزارة السياحة والآثار)
شجرة مريم من ضمن مزارات مسار العائلة المقدسة بالقاهرة (وزارة السياحة والآثار)

عاد مسار العائلة المقدسة في مصر للواجهة من جديد بعد تصريحات وزير السياحة الأردني مكرم القيسي، الذي أعرب عن تطلعه لمزيد من التعاون والتكامل مع مصر في قطاع السياحة، خصوصاً فيما يتعلق بمشروع مسار العائلة المقدسة في مصر والأردن.

وذكر الوزير في تصريحات صحافية أن مصر تمتلك مساراً كبيراً للعائلة المقدسة التي عاشت في مصر ما يزيد على 3 سنوات، كما أوضح أن الأردن يمتلك مساراً للحج المسيحي، وأن هناك مساعي دائمة للتعاون مع وزارة السياحة والآثار المصرية بشأن هذا المسار المقدس.

وأبدى تطلعه لإعادة مباحثات هذا الملف والوصول إلى «توأمة بشأن مسار العائلة المقدسة والحج المسيحي في مصر والأردن»، مؤكداً أن التفاهم والتشاور بين القاهرة وعمان مفتوح دائماً، خصوصاً في قطاع السياحة بما يخدم مصلحة البلدين.

أيقونات قبطية في معرض سابق لإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة (المتحف القومي للحضارة المصرية)

وكانت وزارة السياحة والآثار المصرية قد أعلنت سابقاً عن مشروع لإحياء مسار العائلة المقدسة في مصر، ويتضمن 25 نقطة في 8 محافظات بمسافة تصل إلى 3500 كيلومتر، بكل ما تحويه من آثار في صورة كنائس أو أديرة أو الأيقونات القبطية الدّالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع؛ وفق ما أقرّته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.

ويرى خبير الآثار المصري الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن «التعاون بين مصر والأردن في مسار العائلة المقدسة سيكون له مردود سياحي كبير على السياحة الروحية بين الجانبين».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر تضمّ 25 محطة في مسار العائلة المقدسة يعترف بها الفاتيكان بوصفها طريقاً للحج المسيحي، حيث عاشت العائلة المقدسة في مصر 3 سنوات و11 شهراً، وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع بمصر من رفح إلى دير المُحرّق بأسيوط، وهي أماكن تضم حالياً آثاراً وآباراً ومغارات ونقوشاً صخرية».

وأضاف أن «الأردن يضمّ 5 مواقع في مسار الحج المسيحي معترف بها من الفاتيكان، ونعمل على ربط 3 مواقع منها أُنجزت المرحلة الأولى بطول 17 كيلومتراً، والعمل جارٍ في المرحلتين الثانية والثالثة، ويشتهر الأردن بالمغطس، وهو المكان الذي تعمّد به يسوع على يد يوحنا المعمدان».

وأطلقت وزارة السياحة والآثار المصرية العديد من الأنشطة والجولات الافتراضية للترويج لنقاط في مسار العائلة المقدسة بمصر، من بينها جولة في وادي النطرون بالصحراء الغربية، وجولة في دير جبل الطير بالمنيا.

وأكد الخبير الأثري أن «مجهودات مصر والأردن لإحياء هذه المسارات وإعدادها للزيارة يمكنها أن تجعل البلدين يسجلان طريق الحج المسيحي بوصفه تراثاً عالمياً ثقافياً مشتركاً بين الدولتين في (اليونيسكو)، وكذلك وضع برنامج سياحي واحدٍ للرحلة لزيارة المسار، وهو ما يعزّز التعاون في مجال الاستثمار السياحي للتنمية، والترويج لهذا المسار محلياً وعربياً ودولياً».

خريطة لمسار العائلة المقدسة بمصر (الدكتور عبد الرحيم ريحان)

وكانت اللجنة الدّولية التابعة لـ«اليونيسكو» لصون التراث الثقافي غير المادي، أعلنت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2022 خلال دورتها التي أقيمت في العاصمة المغربية الرباط، نجاح مصر في تسجيل ملف الاحتفالات المتعلقة برحلة العائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة.

وأشار عضو لجنة التاريخ والآثار في المجلس الأعلى للثقافة إلى أن «مصر بذلت مجهودات كبرى في المحافظات التي تضمّ نقاطاً لمسار العائلة المقدسة لتوفير الخدمات السياحية بها، مثل أماكن الإقامة والتخييم حول الأديرة، خصوصاً في وادي النطرون، وتيسير طرقات الوصول إلى المحطات المختلفة للمسار، وتجميل الميادين والشوارع المؤدية إلى الكنائس الموجودة بها المحطات».

ومن أبرز محطات مسار العائلة المقدسة في مصر، شجرة مريم، وكنيسة أبي سرجة، وكنيسة زويلة بالقاهرة، ودير العذراء في جبل الطير بالمنيا، ودير المُحرّق، ومغارة درنكة بأسيوط، ودير وادي النطرون في الصحراء الغربية، ومنطقة الفرما بشمال سيناء.