كان يُعتقد في السابق أن الاحمرار بسبب الخجل أو المشاعر القوية صفة ترتبط بالبشر فقط، لكن دراسة جديدة وجدت أن الدجاج يشترك في هذه الصفة معنا، ويمكنه أيضاً التعبير عن خوفه أو حماسه بهذه الطريقة.
وقالت ألين بيرتين، الباحثة في المعهد الوطني للبحوث الزراعية، لشبكة «سي إن إن»: «أظهر بحثنا أن الدجاج المنزلي حساس ولديه طرق خفية للغاية للتعبير عن مشاعره».
إلى جانب باحثين من العديد من المعاهد الفرنسية وجامعة تورز، وجدت دراسة بيرتين أن الدجاج ينفش ريش رأسه عندما يكون راضياً وهادئاً، وأن الاحمرار لبضع ثوانٍ يشير إلى رد فعل على الإثارة - في المواقف الإيجابية مثل الانتظار لتناول الطعام - وكذلك المواقف المخيفة، مثل محاولة الإمساك بها.
وأضافت بيرتين: «في البشر، غالباً ما يرتبط الاحمرار بالخجل أو الإحراج، ولكنه يظهر أيضاً في التعبير عن مجموعة من المشاعر، مثل الغضب أو الفرح... على الرغم من أن مشاعر الدجاج ليست قابلة للمقارنة بشكل مباشر مع تلك التي يختبرها البشر، فقد أظهرنا أن هذه الحيوانات (تحمرّ) أيضاً في غضون ثوانٍ أثناء المشاعر القوية».
وخلصت الدراسة التي نُشرت يوم الأربعاء إلى أن الاحمرار الخفيف وريش الرأس المنفوش يشيران إلى أن الدجاج هادئ وآمن، مما يوفر المعرفة التي يمكن استخدامها لتقييم رفاهيته.
في حين تم التحقُّق من تعبيرات الوجه في العديد من الثدييات الأخرى، مثل الكلاب والخيول والخنازير والفئران، لم تتم دراستها على نطاق واسع في الطيور.
لفهم كيف تعبر الدجاجات عن المشاعر بشكل واضح، قالت بيرتين إن الباحثين أمضوا 4 أسابيع في مزرعة فرنسية لمراقبة 17 دجاجة من سلالات مختلفة، وتصوير سلوكياتها الروتينية وردود الفعل تجاه محفزات مختلفة.
وأشارت بيرتين إلى أن كل واحدة منها لديها غرائبها وشخصياتها - فبعضها «يخاف بسهولة شديدة عند أدنى ضوضاء، بينما يتفاعل البعض الآخر بشكل أقل بكثير»، مضيفة أن هذه الاختلافات الفردية مجال لمزيد من الدراسة.
رغم أن الباحثين لم يتمكنوا من تفسير الآلية التي يحمرّ بها وجه الدجاج في هذه الدراسة، فقد خلصوا إلى أن الخدَّين وشحمة الأذن تكشف عن مشاعر الطيور بشكل أكبر من رؤوسها أو أعمدة أذنها.
وبناءً على نتائج هذه الدراسة، تأمل بيرتين في التحقّق مما إذا كانت هذه المظاهر العاطفية مرتبطة بالتفاعلات الاجتماعية للدجاج، فضلاً عن آثارها على رفاهية الحيوان.