«القومي للمسرح» يمنح أولوية لتكريم الفنانين على قيد الحياة

رئيس المهرجان محمد رياض استنكر اتهامه بـ«المجاملة»

رياض في المؤتمر الصحافي للمهرجان (إدارة المهرجان)
رياض في المؤتمر الصحافي للمهرجان (إدارة المهرجان)
TT

«القومي للمسرح» يمنح أولوية لتكريم الفنانين على قيد الحياة

رياض في المؤتمر الصحافي للمهرجان (إدارة المهرجان)
رياض في المؤتمر الصحافي للمهرجان (إدارة المهرجان)

دافع الفنان المصري محمد رياض رئيس المهرجان القومي للمسرح عن قرارته التي أحدثت جدلاً في الأوساط المسرحية، ومن بينها أسماء المكرمين في الدورة الـ17 من المهرجان، واستنكر اتهامه بـ«مجاملة بعض الأسماء».

وأكد رياض في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط» أن «الاعتراض على أسماء المكرمين بات سلوكاً روتينياً يتكرر كل عام مهما جئنا بأسماء بارزة وصاحبة إنجاز»، مشيراً إلى أن «هناك مئات الأسماء في الحقل المسرحي التي تستحق التكريم لكنني مقيد باختيار 10 أسماء كحد أقصى».

تعليق لمدير المهرجان (إدارة المهرجان)

وفيما يتعلق بعدم تكريم أسماء فنانين راحلين، أشار إلى أنه «يمتلك وجهة نظر محددة تتمثل في إعطاء الأولوية للأحياء حتى يفرحوا بالتكريم أثناء حياتهم».

وأوضح أن «المكرمين هذه الدورة يمثلون مختلف الأجيال والمدارس المسرحية، ولم تقتصر الاختيارات على الممثلين فقط، بل شملت تخصصات أخرى شديدة الأهمية».

وعبر 33 عرضاً مسرحياً تم انتقاؤها من بين 150 عرضاً تقدم للمشاركة، يستعد صناع المهرجان القومي للمسرح لإطلاق دورته الـ17 الثلاثاء المقبل في حدث يعد الأبرز على الساحة المسرحية المصرية.

ومن أبرز العروض التي تتنافس هذا العام على جوائز المهرجان «مش روميو وجولييت» لعلي الحجار ورانيا فريد شوقي، إخراج عصام السيد، وهو عرض استعراضي غنائي، و«النقطة العامية» إعداد وإخراج أحمد فؤاد، و«العيال فهمت» إخراج شادي سرور، و«أوبرا العتبة»، كتابة وإخراج هاني عفيفي، و«لعبة القتلة» إعداد وإخراج صبحي يوسف، و«ضد النسيان» إخراج إسلام تمام و«جريمة بيضاء» إخراج سامح بسيوني.

وتتعدد الجهات المشاركة في الحدث البارز مثل «البيت الفني للمسرح» و«الهيئة العامة لقصور الثقافة» و«مركز الهناجر»، فضلاً عن «المسرح الجامعي»، والمسرح الخاص والفرق الحرة المستقلة.

وبحسب مسؤولي المهرجان، تهدف الدورة الجديدة إلى تشجيع المبدعين على تطوير رؤاهم المسرحية وصناعة أعمال تليق بعراقة المسرح المصري.

وأثير خلال المؤتمر الصحافي الذي عُقد مساء الأربعاء بـ«مركز الهناجر للفنون» بدار الأوبرا المصرية للإعلان عن تفاصيل الدورة الجديدة حالة من الجدل بشأن اتهام مسؤولي المهرجان بـ«مجاملة بعض المكرمين».

الفنان ياسر صادق مدير المهرجان (إدارة المهرجان)

وهو ما رد عليه ياسر صادق، مدير المهرجان، قائلاً: «لا توجد (شللية) أو مجاملات في اختيار المكرمين ولو كان هذا أسلوبنا لكان محمد رياض نفسه (نجم النجوم) في مصر»، على حد تعبيره.

وتشمل قائمة المكرمين لهذه الدورة الفنانين أحمد بدير، وأحمد آدم، وسلوى محمد علي، وأسامة عباس، وحسن العدل، وعزت زين، فضلاً عن مصمم الرقصات والاستعراضات عاطف عوض والمنتج أحمد الإبياري والمخرج عبد الله سعد والناقدة نجوى عانوس.

وأبدى بعض الحضور اعتراضهم على تكريم كل من أحمد بدير وأحمد آدم باعتبارهما «أصحاب تجربة عريضة بالمسرح الخاص التجاري وليسا من أبناء مسرح الدولة»، على حد تعبير المنتقدين.

وقالت ماجدة عبد العليم، المنسق العام للمهرجان، إن «مسابقة التأليف المسرحي شهدت منافسة بين 179 نصاً هذا العام، مقابل 107 نصوص الدورة الماضية، فيما تقدم لمسابقة المقال النقدي 29 مقالاً».

بوستر الدورة الـ17 من المهرجان (إدارة المهرجان)

وأوضحت أن «عدد ورش المهرجان بلغت هذه الدورة 6 ورش شملت جميع فنون العرض المسرحي من تمثيل وتأليف وإخراج وإلقاء وسينوغرافيا».

وتتكون لجنة تحكيم مسابقة العروض المسرحية من الفنان محمد أبو داود (رئيساً) وعضوية كل من الناقدة عبلة الرويني، والفنان أحمد مختار، والمخرج عادل عبده، والموسيقار خالد شكري، والفنانة عزة لبيب، ومهندس الديكور د. سمير شاهين.

وتحمل الدورة الجديدة اسم الفنانة سميحة أيوب، حيث كان من المقرر انطلاقها يوم 15 يوليو (تموز) الحالي، لكن إدارة المهرجان قررت تأجيلها لنحو أسبوعين لتبدأ يوم 30 يوليو وتنتهي في 15 أغسطس (آب) المقبل.

الفنان محمد رياض رئيس المهرجان القومي للمسرح (إدارة المهرجان)

ودافع الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، عن قرار التأجيل، مستنكراً الهجوم عليه وانتقاده، مؤكداً أنه «المسؤول الوحيد عن التأجيل». وأضاف: «كل فعاليات المهرجان من ورش عمل وندوات مستمرة وفق خطتها المرسومة المعتادة، وكل ما هنالك أنني قررت تأجيل حفل الافتتاح 15 يوماً فقط؛ لأسباب لست مطالباً بالإفصاح عنها».


مقالات ذات صلة

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

يوميات الشرق الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» الذي جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» بمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ45، وتلعب بطولته الفنانة سلاف فواخرجي.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق بوستر مهرجان الفيوم السينمائي الدولي للبيئة والفنون المعاصرة (إدارة المهرجان)

4 أفلام سعودية للعرض في مهرجان الفيوم السينمائي

تشارك 4 أفلام سعودية في الدورة الأولى لمهرجان الفيوم السينمائي الدولي لأفلام البيئة والفنون المعاصرة الذي يقام خلال الفترة ما بين 25 و30 نوفمبر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق بطلات فيلم «انصراف» (الشرق الأوسط)

المخرجة السعودية جواهر العامري استلهمت «انصراف» من أحداث حقيقية

عُرض «انصراف» في كلٍ من أميركا وفرنسا وبريطانيا، في حين شهد «مهرجان القاهرة» عرضه العربي الأول.

انتصار دردير (القاهرة)
يوميات الشرق العياد بعد تسلم الجائزة في المهرجان (الشرق الأوسط)

ناقد سعودي يحصد جائزة «جيل المستقبل» في «القاهرة السينمائي»

حصد الناقد السينمائي السعودي أحمد العياد جائزة «جيل المستقبل» التي أقيمت نسختها الأولى ضمن فعاليات «أيام القاهرة لصناعة السينما».

أحمد عدلي (القاهرة )
يوميات الشرق وصيفات العروس يبتهجن في حفل زفافها بالفيلم (القاهرة السينمائي)

«دخل الربيع يضحك»... 4 قصص ممتلئة بالحزن لبطلات مغمورات

أثار فيلم «دخل الربيع يضحك» الذي يُمثل مصر في المسابقة الدولية بمهرجان «القاهرة السينمائي» في دورته الـ45 ردوداً واسعة.

انتصار دردير (القاهرة )

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
TT

«سلمى» يرصد معاناة السوريين... ويطالب بـ«الكرامة»

الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)
الفنانة السورية سُلاف فواخرجي والمخرج جود سعيد مع فريق الفيلم (القاهرة السينمائي)

في كل مرة يُعلن فيها عن الإفراج عن دفعة من المعتقلين السوريين، تتزيّن بطلة فيلم «سلمى» وتهرع مع والد زوجها، علّها تعثر على زوجها «سجين الرأي» الذي اختفى قبل سنوات في ظروف غامضة، متمسكة بأمل عودته، رافضة إصدار شهادة وفاته، ومواصلة حياتها مع نجلها ونجل شقيقتها المتوفاة.

تدور أحداث الفيلم السوري «سلمى» في هذا الإطار، وقد جاء عرضه العالمي الأول ضمن مسابقة «آفاق عربية» في «مهرجان القاهرة السينمائي» في دورته الـ45، وتلعب الفنانة السورية سلاف فواخرجي دور البطولة فيه إلى جانب المخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد الذي يؤدي دور والد زوجها. وقد أُهدي الفيلم لروحه.

تتعرض «سلمى» للاستغلال من أحد أثرياء الحرب سيئ السمعة، لتبدأ بنشر معلومات دعائية لشقيقه في الانتخابات على خلفية ثقة السوريين بها للعبها دوراً بطوليّاً حين ضرب زلزال قوي سوريا عام 2023، ونجحت في إنقاذ عشرات المواطنين من تحت الأنقاض، وتناقلت بطولتها مقاطع فيديو صورها كثيرون. وتجد «سلمى» نفسها أمام خيارين إما أن تتابع المواجهة حتى النهاية، وإما أن تختار خلاصها مع عائلتها.

ويشارك في بطولة الفيلم كلٌ من باسم ياخور، وحسين عباس، والفيلم من إخراج جود سعيد الذي يُعدّه نقاد «أحد أهم المخرجين الواعدين في السينما السورية»، بعدما حازت أفلامه جوائز في مهرجانات عدة، على غرار «مطر حمص»، و«بانتظار الخريف».

سُلاف تحتفل بفيلمها في مهرجان القاهرة (القاهرة السينمائي)

قدّمت سُلاف فواخرجي أداءً لافتاً لشخصية «سلمى» التي تنتصر لكرامتها، وتتعرّض لضربٍ مُبرح ضمن مشاهد الفيلم، وتتجاوز ضعفها لتتصدّى لأثرياء الحرب الذين استفادوا على حساب المواطن السوري. وتكشف أحداث الفيلم كثيراً عن معاناة السوريين في حياتهم اليومية، واصطفافهم في طوابير طويلة للحصول على بعضِ السلع الغذائية، وسط دمار المباني جراء الحرب والزلزال.

خلال المؤتمر الصحافي الذي نُظّم عقب عرض الفيلم، تقول سُلاف فواخرجي، إنه من الصّعب أن ينفصل الفنان عن الإنسان، وإنّ أحلام «سلمى» البسيطة في البيت والأسرة والكرامة باتت أحلاماً كبيرة وصعبة. مؤكدة أن هذا الأمر ليس موجوداً في سوريا فقط، بل في كثيرٍ من المجتمعات، حيث باتت تُسرق أحلام الإنسان وذكرياته. لافتة إلى أنها واحدة من فريق كبير في الفيلم عمل بشغف لتقديم هذه القصة. وأضافت أنها «ممثلة شغوفة بالسينما وتحب المشاركة في أعمال قوية»، مشيرة إلى أن «شخصية (سلمى) تُشبهها في بعض الصّفات، وأن المرأة تظل كائناً عظيماً».

من جانبه، قال المخرج جود سعيد، إن هذا الفيلم كان صعباً في مرحلة المونتاج، خصوصاً في ظل غياب عبد اللطيف عبد الحميد الذي وصفه بـ«الحاضر الغائب».

مشيراً إلى أن قصة «سلمى» تُمثّل الكرامة، «وبعد العشرية السّوداء لم يبقَ للسوريين سوى الكرامة، ومن دونها لن نستطيع أن نقف مجدداً»، وأن الفيلم يطرح إعادة بناء الهوية السورية على أساسٍ مختلفٍ، أوّله كرامة الفرد. ولفت المخرج السوري إلى أن شهادته مجروحة في أداء بطلة الفيلم لأنه من المغرمين بأدائها.

الفنان السوري باسم ياخور أحد أبطال فيلم «سلمى» (القاهرة السينمائي)

ووصف الناقد الأردني، رسمي محاسنة، الفيلم بـ«الجريء» لطرحه ما يقع على المسالمين من ظلمٍ في أي مكان بالعالم؛ مؤكداً على أن كرامة الإنسان والوطن تستحق أن يُجازف المرء من أجلها بأمور كثيرة، وتابع: «لذا لاحظنا رفض (سلمى) بطلة الفيلم، أن تكون بوقاً لشخصية تمثّل نموذجاً للفساد والفاسدين رغم كل الضغوط».

وأوضح رسمي محاسنة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن الفيلم قدّم شخصياته على خلفية الحرب، عبر نماذج إنسانية متباينة، من بينها تُجار الحرب الذين استغلوا ظروف المجتمع، ومن بقي مُحتفّظاً بإنسانيته ووطنيته، قائلاً إن «السيناريو كُتب بشكل دقيق، وعلى الرغم من دورانه حول شخصية مركزية فإن المونتاج حافظ على إيقاع الشخصيات الأخرى، وكذلك الإيقاع العام للفيلم الذي لم نشعر لدى متابعته بالملل أو بالرتابة».

سُلاف والمخرج الراحل عبد اللطيف عبد الحميد في لقطة من الفيلم (القاهرة السينمائي)

وأشاد محاسنة بنهاية الفيلم مؤكداً أن «المشهد الختامي لم يجنح نحو الميلودراما، بل اختار نهاية قوية. كما جاء الفيلم دقيقاً في تصوير البيئة السورية»؛ مشيراً إلى أن «المخرج جود سعيد استطاع أن يُخرِج أفضل ما لدى أبطاله من أداء، فقدموا شخصيات الفيلم بأبعادها النفسية. كما وفُّق في إدارته للمجاميع».

واختتم محاسنة قائلاً: «تُدهشنا السينما السورية باستمرار، وتقدّم أجيالاً جديدة مثل جود سعيد الذي يتطوّر بشكل ممتاز، وفي رأيي هو مكسبٌ للسينما العربية».