مصر تسعى للاستفادة سياحياً من بحيرة قارون بالفيوم

ضمن خطة تطوير شاملة لإعادة التوازن البيئي إليها

مناظر طبيعية لافتة وجذابة في بحيرة قارون (صفحة فندق سياحي بالفيوم على «فيسبوك»)
مناظر طبيعية لافتة وجذابة في بحيرة قارون (صفحة فندق سياحي بالفيوم على «فيسبوك»)
TT

مصر تسعى للاستفادة سياحياً من بحيرة قارون بالفيوم

مناظر طبيعية لافتة وجذابة في بحيرة قارون (صفحة فندق سياحي بالفيوم على «فيسبوك»)
مناظر طبيعية لافتة وجذابة في بحيرة قارون (صفحة فندق سياحي بالفيوم على «فيسبوك»)

تسعى مصر لوضع بحيرة قارون بالفيوم (جنوب القاهرة) على مؤشر الاستثمار السياحي، من خلال خطة لتنمية البحيرة وتنميتها والعمل على حفظ التوازن البيئي داخلها.

وأكدت وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد على العمل لاستكمال مشروعات إعادة التوازن البيئي لبحيرة قارون في أقرب وقت، وتحسين الأوضاع بها، لافتة في بيان، الأربعاء، إلى أن هذه المشروعات التي تتضمن تطهير واستزراع وحفاظاً على التنوع البيئي بالبحيرة تأتي ضمن خطة شاملة للارتقاء بالبحيرات المصرية كافة، وعدّت «إعادة بحيرة قارون لسابق عهدها تمنح فرصة أكبر للاستثمار السياحي».

وأشارت الوزيرة إلى التوافق بين عدة جهات للعمل على تنمية البحيرة، وذكرت جهود محافظة الفيوم في هذا الإطار، واستكمال المشروعات المتنوعة التي تضمن تنمية البحيرة.

حضور سياحي متنوع على ضفاف بحيرة قارون (صفحة فندق سياحي بالفيوم على «فيسبوك»)

وتعدّ بحيرة قارون واحدة من 14 بحيرة مصرية، وتبلغ مساحتها نحو 600 كيلومتر مربع، وتذكر مصادر عدة أن مساحتها كانت أضعاف ذلك في الماضي، ويصل متوسط عمقها إلى 7.5 متر، بينما أكثر الأماكن عمقاً 14 متراً، وهي من البحيرات العذبة التي مصدرها مياه النيل، إلا أنها تعتمد بشكل كبير على الصرف الزراعي لتعويض التبخر بها.

ويؤكد المتخصص في الإرشاد السياحي، الدكتور محمود المحمدي أن «بحيرة قارون تمتلك مقومات سياحية كبيرة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «المقومات السياحية والبيئية التي تمتلكها هذه البحيرة تجعلها من أهم الأماكن التي يمكن استغلالها في سياحة البحيرات، ومن بين تلك المقومات المناظر الطبيعة وأيضاً هجرة الطيور إليها في مواسم معينة».

ولكن توجد بعض المشكلات؛ مثل مشكلة الصرف الصحي، التي تعمل الدولة على حلها بإنشاء محطات صرف صحي ومحطات رفع.

وعدّ الدكتور أحمد الأنصاري محافظ الفيوم البحيرة ذات طبيعة خاصة، مشيراً إلى أنها «تختلف عن باقي بحيرات الجمهورية مما يستدعي التعامل معها بطرق وأساليب تتماشى مع طبيعتها».

وأشار إلى تنسيق الجهود مع وزارة البيئة والجهات المعنية في إطار اهتمام مصر بمختلف البحيرات، ومن بينها بحيرة قارون، لما لها من مردود إيجابي على العاملين بمجالي الصيد والسياحة.

محمية بحيرة قارون (الهيئة العامة للاستعلامات)

وعدّ المتخصص في الإرشاد السياحي «امتلاك مصر لـ14 بحيرة في أماكن متعددة يؤهلها للعمل على نشر سياحة البحيرات، التي تعتمد على أنماط مختلفة ومتنوعة، منها السياحة الترفيهية والاسترخاء والمغامرات وأيضاً الرياضية»، ووصف بحيرة قارون بأنها «من أكبر وأقدم البحيرات الطبيعية العذبة في العالم».

موضحاً: «كانت مساحتها قديماً أكبر 10 أضعاف مساحتها الآن، حيث كانت تغطي مدينة الفيوم، ولكنها انحسرت مع عوامل الزمن، وترتبط بنهر النيل من خلال بحر يوسف، وهو المجرى المائي الذي يربط بين النيل والبحيرة منذ عهد الملك أمنمحات الثاني في القرن الـ19 قبل الميلاد، ويعمل على تخزين الفائض من مياه الفيضان في بركة قارون».

وتشتهر محافظة الفيوم بالعديد من المعالم السياحية من بينها قرى سياحية ذات طابع تراثي تقع حول بحيرة قارون، مثل قرية تونس، ويلفت المحمدي إلى أن «نسبة الإشغالات في فترات الإجازات الدراسية تصل إلى حوالى ٨٠ في المائة؜ بفنادق محافظة الفيوم».


مقالات ذات صلة

مصر: البحث عن مفقودين في غرق مركب سياحي

شمال افريقيا ناجون من غرق المركب في مقهى بمرسى علم أمس (أ.ب)

مصر: البحث عن مفقودين في غرق مركب سياحي

عملت فرق الإنقاذ المصرية، على مدار الساعة، على إنقاذ العدد الأكبر من 45 شخصاً كانوا على متن «لنش» سياحي، تعرض للغرق بمنطقة سطايح شمال مدينة «مرسى علم».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اللنش السياحي «سي ستوري» (محافظة البحر الأحمر - فيسبوك)

إنقاذ 28 شخصاً والبحث عن 17 آخرين بعد غرق مركب سياحي في مصر

أفادت وسائل إعلام مصرية، اليوم (الاثنين)، بغرق أحد اللنشات السياحية بأحد مناطق الشعاب المرجانية بمرسي علم بالبحر الأحمر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق ستقدم للزوار رحلة فريدة لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة (منصة ويبوك)

تركي آل الشيخ و«براذرز ديسكفري» يكشفان عن «هاري بوتر: مغامرة موسم الرياض»

في حدث يجمع المتعة والإثارة، سيكون زوار موسم الرياض 2024 على موعد لمعايشة أجواء استثنائية مشابهة لسلسلة الأفلام الأيقونية الشهيرة «هاري بوتر: موسم الرياض».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
سفر وسياحة قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات وفاقت شهرتها حدود البلاد

محمد عجم (القاهرة)

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
TT

مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة طرابلس لكسر حاجز الانقسام

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)
بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي المشارك في مهرجان الفيلم الأوروبي بطرابلس (السفارة الفرنسية)

بعيداً عن التكلس السياسي الذي تعانيه ليبيا، انطلق في العاصمة طرابلس مهرجان للفيلم الأوروبي تحت إشراف بعثة الاتحاد الأوروبي إلى البلاد، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، في خطوة تستهدف توسيع الشراكة الثقافية وكسر حاجز الانقسام، من خلال تجميع الليبيين بالثقافة والفن.

وتشارك في النسخة الأولى من المهرجان، التي انطلق الأحد، 5 سفارات أوروبية عاملة في ليبيا، بأعمال يتم عرضها للجمهور مجاناً لمدة 5 أيام، تنتهي الخميس المقبل. وعبّر سفير بعثة الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، نيكولا أورلاندو، عن سعادته لافتتاح أول مهرجان سينمائي ليبي - أوروبي في طرابلس، إلى جانب الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وسفارات فرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وإسبانيا. وعدّ هذا الحدث «علامة فارقة في الشراكة الثقافية بين ليبيا والاتحاد».

ويعرض مساء اليوم (الاثنين) فيلم «راعي البقر من الحجر الجيري» المقدم من سفارة مالطا، بقاعة الهيئة العامة للسينما والمسرح في شارع الزاوية بطرابلس، التي دعت الجمهور للاستمتاع بمشاهدته.

البوستر الترويجي لفيلم «فتاة عادت» الإيطالي (إدارة المرجان)

وبجانب الفيلم المالطي، فإن العروض المفتوحة للجمهور تتضمن، وفق ما أعلنت إدارة المهرجان، ورئيس بعثة الاتحاد، «طفلة عادت» من إيطاليا، و«قصر الحمراء على المحك»، إسباني، ويعرض الثلاثاء، ثم «كليو» (ألمانيا) الذي يعرض للجمهور الأربعاء، على أن يختتم المهرجان بفيلم «عاصفة» الفرنسي.

ولوحظ أن الدول المشاركة في المهرجان حرصت على تروّج الأعمال المشاركة، من هذا المنطلق دعا المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في ليبيا الجمهور الليبي لحضور الفيلم الفرنسي الذي أخرجه كريستيان دوغواي، وقالا في رسالة للجمهور الليبي: «نحن في انتظاركم لتشاركونا هذه اللحظة السينمائية الاستثنائية».

جانب من افتتاح مهرجان الفيلم الأوروبي في طرابلس (البعثة الأوروبية إلى ليبيا)

وكان رئيس هيئة السينما والمسرح والفنون، عبد الباسط بوقندة، عدّ مبادرة الاتحاد لإقامة المهرجان «خطوة إيجابية في مسار الشراكة بين ليبيا، متمثلة في هيئة السينما والمسرح والفنون، والاتحاد الأوروبي والدول الخمس المشاركة».

وأضاف بوقندة، في كلمة الافتتاح، الذي بدأ الأحد بعرض الأفلام، أن المناسبة «تفتح آفاقاً واسعة في مجالات السينما كواحدة من أهم أنواع التواصل بين الشعوب ومرآة عاكسة لكثير من القضايا الاجتماعية والإنسانية والثقافية التي تسهم بفاعلية في توعية الناس، وتدفع بهم تجاه الارتقاء والإحساس بالمسؤولية».

بوستر فيلم «عاصفة» الفرنسي (السفارة الفرنسية لدى ليبيا)

وخلال مراسم الافتتاح، عُرض فيلم «شظية» الليبي الذي أنتج في الثمانينات، من تأليف الأديب الليبي المعروف إبراهيم الكوني، ويحكي قصة معاناة الليبيين مع الألغام التي زرعت في صحراء ليبيا خلال الحرب العالمية الثانية، وراح ضحيتها كثير من المواطنين في مدن ومناطق مختلفة من البلاد.

وبجانب العروض السينمائية في ليبيا، تُجمّع الفنون في ليبيا عادةً من فرقت بينهم السياسة، ويحشد المسرح على خشبته ممثلين من أنحاء البلاد، كانت قد باعدت بينهم الآيديولوجيات في زمن ما، يحكون جميعاً أوجاعهم عبر نصوص ولوحات إبداعية، ويفتحون نوافذ جديدة للتلاقي والحوار بعيداً عن النزاع والانقسام السياسي.

وسبق أن تعطلت الحركة الفنية المسرحية في ليبيا، مُتأثرة بالفوضى الأمنية التي شهدتها ليبيا عقب اندلاع ثورة «17 فبراير» التي أسقطت نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. لكن مع الاستقرار النسبي الذي تشهده ليبيا يظل الرهان على الفن في اختبار الانقسام السياسي، الذي ضرب البلاد، لتوحيد الليبيين.