من الصورة إلى «الإنجازات»... الملفات الشخصية على «لينكد إن» تكشف النرجسيين

هل شعرت في مرة من المرات أن أحدهم يبدو كالطاووس على «لينكد إن»؟ (ويكيبيديا)
هل شعرت في مرة من المرات أن أحدهم يبدو كالطاووس على «لينكد إن»؟ (ويكيبيديا)
TT

من الصورة إلى «الإنجازات»... الملفات الشخصية على «لينكد إن» تكشف النرجسيين

هل شعرت في مرة من المرات أن أحدهم يبدو كالطاووس على «لينكد إن»؟ (ويكيبيديا)
هل شعرت في مرة من المرات أن أحدهم يبدو كالطاووس على «لينكد إن»؟ (ويكيبيديا)

هل سبق لك أن انزعجت من منشورات حساب ما على «لينكد إن» (LinkedIn) لأنه بدا كأن صاحبه «طاووس» إلى حد ما؟

كشفت دراسة جديدة عن روابط مفاجئة بين بعض ميزات «لينكد إن» وسمات الشخصية النرجسية. كما اتضح، قد تكشف شبكتك المهنية عن غير قصد عن أكثر من مجرد أبرز الجوانب المهنية، وفق تقرير لـ«سايكولوجي توداي».

وفقاً للدراسة التي أجراها، توبياس إم هارتل وزملاؤه في جامعة «أوسنابروك» (2024)، قد تكشف الملفات الشخصية على «لينكد إن» عن شخصيات الأشخاص أكثر مما نعتقد.

وقارنت دراستهم، التي نشرت في مجلة «علم النفس المهني والتنظيمي»، الملفات الشخصية على «لينكد إن» لـ406 مستخدمين مع تقييمات لميولهم النرجسية. استخدم الباحثون استبيان الإعجاب والتنافس النرجسي (NARQ)، وهو أداة راسخة لقياس النرجسية المتضخمة، لتقييم السمات النرجسية للمشاركين.

استخدم الفريق تقنية متطورة للتعلُّم الآلي تُسمى «Elastic Net regression» لتحليل 64 ميزة مختلفة لملفات تعريف «لينكد إن»، والبحث عن روابط لنتائج النرجسية.

ويسمح هذا النهج بالتحليل المتزامن لميزات الملف الشخصي المتعددة، ما يكشف عن الأنماط التي قد تفوتها الملاحظة البشرية أو الأساليب الإحصائية التقليدية.

العلامات الصارخة للنرجسية على «لينكد إن»

إذن، ما الذي كشفه هذا التحليل المدعوم بالذكاء الاصطناعي؟

فيما يلي أهم علامات النرجسية على «لينكد إن»:

الاهتمام الزائد بالمتابعين: يميل النرجسيون إلى متابعة الشخصيات المؤثرة أو الشركات البارزة. على سبيل المثال، قد يكونون أكثر عرضة لمتابعة المشاهير مثل إيلون ماسك أو الشركات ذات الأسماء الكبيرة مثل «غوغل».

ابتسامة أقل في الصور الشخصية: على عكس ما قد تتوقعه، كان النرجسيون أقل عرضة لإظهار ابتسامة دافئة وحقيقية في صورهم.

مزيد من الإنجازات المتعلقة بالمنظمات: يميل النرجسيون إلى إدراج مزيد من الإنجازات في قسم «الإنجازات» (accomplishments) في ملفهم الشخصي على «لينكد إن»، وتحديداً في الفئة المسماة «المنظمات» (Organizations).

ويمكن أن يشمل ذلك الانتماءات أو المناصب، مثل «عضو مجلس إدارة مؤسسة... الخيرية» أو «رئيس شبكة الأعمال المحلية».

وجود صور الخلفية: من المرجح أن يستخدم النرجسيون ميزة صورة الخلفية في «لينكد إن».

مهارات التحدث أمام الجمهور: النرجسيون أكثر عرضة للإشارة صراحة إلى «التحدث أمام الجمهور» بصفتها إحدى مهاراتهم.

ومن المثير للاهتمام أن كثيراً من ميزات «لينكد إن» التي قد يتوقع المرء أن تكون مرتبطة بالنرجسية لم تظهر أي ارتباط يذكر في هذه الدراسة.

إن المظهر المبهرج في صور الملف الشخصي، وقسم «حول» (About) الشامل، وقائمة مثيرة للإعجاب من المهارات التي تبدو جميعها أدوات أساسية للترويج الذاتي، لم تكن مؤشرات مهمة على الميول النرجسية. وهذا يذكرنا بأن مظاهر السمات الشخصية في السلوك عبر الإنترنت يمكن أن تكون أكثر دقة مما قد نفترض، وفق التقرير.

لماذا مهم هذا لمكان عمل صحي؟

غالباً ما يسهم النرجسيون في المناصب القيادية بشكل كبير في بيئات العمل السامة، إنهم يميلون إلى إعطاء الأولوية لاحتياجاتهم الخاصة على رفاهية فريقهم، ما يؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية والإنتاجية والابتكار.

فهم علامات «لينكد إن» هذه، يقدم أداة جديدة لتحديد التأثيرات السامة المحتملة في المؤسسات، وفق التقرير.

في حين أن اكتشاف السمات النرجسية على موقع «لينكد إن» قد يبدو أمراً مثيراً للفضول، إلا أن واقع التعامل مع النرجسيين في مكان العمل يمكن أن يكون مرهقاً عاطفياً وصعباً على المستوى المهني.

وقال التقرير: «تخيَّل أنك تصب كل قلبك في مشروع ما، فقط لكي يحصل زميل نرجسي على كل الفضل. أو تصور نفسك كأنك تمشي باستمرار على أرض مهتزة حول رئيسك الذي لا يستطيع التعامل حتى مع أدنى انتقاد. فهذه السيناريوهات ليست محبطة فحسب، بل يمكن أن تؤدي إلى زيادة التوتر، وانخفاض الرضا الوظيفي، وحتى الإرهاق».



الموظفون يعيشون «أزمة ثقة» برؤسائهم... ما السبب برأي علم النفس؟

كيفية تحسين العلاقات في مكان العمل (رويترز)
كيفية تحسين العلاقات في مكان العمل (رويترز)
TT

الموظفون يعيشون «أزمة ثقة» برؤسائهم... ما السبب برأي علم النفس؟

كيفية تحسين العلاقات في مكان العمل (رويترز)
كيفية تحسين العلاقات في مكان العمل (رويترز)

إذا كنت تواجه أزمة ثقة بمديرك في الوقت الحالي، فأنت لست وحدك، حسب تقرير لشبكة «سي إن بي سي».

وقال بن غرانغر، كبير علماء النفس في مكان العمل ورئيس الخدمات الاستشارية لتجربة الموظفين في شركة «Qualtrics»، للشبكة، إن الكثير من المديرين عادوا إلى حالة ما قبل «كوفيد»، أي أقل وضوحاً وتفاعلاً مما كانوا عليه في عامي 2020 و2021.

وأضاف: «لقد ولت أيام رؤية المديرين في منازلهم في اجتماعات افتراضية، والتواصل حول تجارب الوباء المشتركة والدردشة حول العائلات وأنماط الحياة».

ووفق غرانغر، أصبح الناس معتادين على مستوى عال من التواصل أيام «كوفيد»، لذا فإن هذا الانخفاض في التواصل (الآن) لا تعطي الشعور بالقدر نفسه من الحميمية في العلاقة مع المدير.

وفقاً لاستطلاع المرونة العالمية الذي أجرته «Qualtric» في مايو (أيار) 2020، فإن 67 في المائة من الموظفين يثقون في رئيسهم لاتخاذ قرارات عمل سليمة، لكن غرانغر أشار إلى أن هذا العدد تضاءل منذ ذلك الحين.

أضف إلى ذلك موجات تسريح العمال التي حدثت بعد «كورونا»، والتي حدث بعضها فجأة عبر البريد الإلكتروني أو «Slack»، وسيشعر الموظفون بمزيد من التوتر وأقل ثقة من أي وقت مضى، حسب غرانغر.

والنتيجة، قد يجد الرؤساء صعوبة في قيادة مؤسساتهم بفاعلية، وقد يستقيل الموظفون بهدوء، أو يرحلون فعلياً.

كيفية تحسين العلاقات في مكان العمل؟

ولتغيير هذه الديناميكية، يحتاج الرؤساء إلى إعطاء الأولوية لثلاثة «مكونات»، وفقاً لغرانغر: الكفاءة والنزاهة والإحسان.

وقال: «عندما يكتشف الناس هذه الأشياء الثلاثة، فمن المرجح أن يثقوا برئيسهم»، مضيفاً: «في بعض الأحيان، تخطئ قليلاً، ولكن إذا أظهرت أنك تهتم لأمر شخص آخر... سوف يمنحك الناس بركتهم».

وأوضح أن الموظفين يريدون العمل لدى شخص «تمتع بقيم جيدة، ويتوافق مع تلك القيم، ويبحث عن مصلحة الآخرين».

مهارات التواصل والاستماع والتعاون مهمة أيضاً، لكل من الرؤساء والموظفين. يمكن للأشخاص الذين يتمتعون بهذه المهارات تعزيز علاقاتهم في مكان العمل، وبناء الثقة والمساعدة في تعزيز الثقافة التي يرغب الأشخاص في أن يكونوا جزءاً منها، وفقاً لخبير ثقافة مكان العمل توم غيمبل.

وقال لـ«سي إن بي سي»: «كلما كنت أكثر أصالة، كلما زاد عدد الأشخاص الذين يتواصلون معك ويستمتعون بشركتك».

أما باندي كوهين وديان هوسكينز، المديران التنفيذيان المشاركان لشركة الهندسة المعمارية جينسل، فنصحا بمحاولة عقد اجتماعات غير رسمية مع رئيسك أو مديرك من حين لآخر.

وقالت هوسكينز لـ«سي إن بي سي»: «سيخصص العديد من الموظفين الأصغر سناً في جينسلر 15 دقيقة في التقويم الخاص بي فقط لتناول القهوة والتحدث، سواء كان الأمر يتعلق بالعمل أو الحياة خارج العمل، وهواياتنا واهتماماتنا. لا أستطيع أن أعبر عن مدى تقديري لهذه المحادثات والاستمتاع بها».

وأضافت: «في هذا النوع من المحادثات، يفكر معظم الرؤساء: ما الذي يمكنني تقديمه أو قوله لمساعدة هذا الشخص على إطلاق بعض أفكاره حول حياته المهنية، أو تجربة شيء جديد؟ يمكن أن تكون هذه المحادثات ذات معنى ومثمرة حقاً».