«أوركسترا مزيكا» تحيي «صيف مرسيليا» بحفل تكريمي لفيروز

بدعوة من الدولة الفرنسية

قائدة الفرقة أمل قرمازي (فرقة مزيكا)
قائدة الفرقة أمل قرمازي (فرقة مزيكا)
TT

«أوركسترا مزيكا» تحيي «صيف مرسيليا» بحفل تكريمي لفيروز

قائدة الفرقة أمل قرمازي (فرقة مزيكا)
قائدة الفرقة أمل قرمازي (فرقة مزيكا)

على مسرح عائم على المياه وسط مدينة مرسيليا، تحيي فرقة «أوركسترا مزيكا» اللبنانية حفلاً تكريمياً لفيروز بدعوة من الدولة الفرنسية. يقام الحفل مساء 20 يوليو (تموز) الحالي ضمن مهرجان «صيف مرسيليا». أراد القيّمون على هذا الحدث تكريم سفيرتنا إلى النجوم، واختاروا «أوركسترا مزيكا» كي تقوم بهذه المهمة كونها لبنانية ومشهورة في أوروبا.

الفرقة تأسست في عام 2017 على يد اللبناني شادي حاكمي. وتتألف من نحو 30 عازفاً وموسيقياً بقيادة المايسترو أمل قرمازي. وتعد «أوركسترا مزيكا» الفرقة الموسيقية العربية المخولة في أوروبا والعالم العربي، تنظيم وأداء حفلات لفيروز. ويوضح شادي حاكمي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «نتفرّد بهذه المهمة كوننا نراعي جميع الحقوق الفكرية والقانونية الخاصة، بما يتعلق بفيروز. ولقد سبق وأقمنا أكثر من حفل لها في أوروبا مكان إقامتنا».

وعما إذا سبق أن تواصلت الفرقة مع ريما الرحباني بهذا الخصوص، يرد: «لا، لم نتواصل معها أو مع أحد من عائلة فيروز. ولكننا وبما أننا نحافظ على الحقوق الفكرية للرحابنة، ونقوم بدفع ما يتوجب علينا لجمعية الـ(ساسيم) فنحن في المكان السليم. فهنا في أوروبا الحقوق الفكرية يعطونها أهمية كبرى. ولا مجال لإقامة أي حفل موسيقي من دون دفع مستحقاته حسب القانون الفرنسي».

فرقة «أوركسترا مزيكا» تعيد توزيع موسيقى الأغاني بمستوى عالمي (فرقة مزيكا)

يستغرق الحفل الذي يحمل اسم «فيروزيات» نحو 90 دقيقة. وستكون أبوابه مفتوحة مجاناً أمام الجميع. ومن المتوقع أن يحضره آلاف الفرنسيين والجاليات العربية هناك. ويتألف الحفل من قسمين: غنائي وموسيقي. ويضيف شادي في سياق حديثه: «بصفتنا فرقة موسيقية وغنائية نحيي حفلاتنا موزعة على خطّين. وعادة ما يتضمن الأول عزفاً موسيقياً مع فريق كورال. وفي الخط الثاني نستضيف فناناً معيناً ليحيي الحفل. هذه المرة اخترنا رشا رزق كي تؤدي أغاني فيروز. فهي معروفة في الوسط الفني، وسبق أن تعاونت مع زياد الرحباني. فسجّلت أغنية فيروز (بلا ولا شي) بصوتها».

هذا بالنسبة لحفل «فيروزيات». ولكن الفرقة تنظم مرات كثيرة حفلات خاصة بفنانين معروفين، فيقدمون أغانيهم من خلال توزيع موسيقي جديد تعتمده الفرقة. وهو ما حصل مع رامي عياش في الشهر الماضي. ويتابع حاكمي: «نحيي الحفلات لمغنين مختلفين وأصحاب أغانٍ شعبية أيضاً، فنعيد توزيع موسيقى أغانيهم بأسلوب مختلف».

رشا رزق تتولى مهمة أداء أغاني فيروز في 20 يوليو الحالي (فرقة مزيكا)

ما يميز فرقة «أوركسترا مزيكا» عن غيرها، كما يقول شادي حاكمي، هو مستواها الموسيقي: «نعتمد مقاييس عالمية في توزيعنا الموسيقي. كما أن فريقنا يتألف من عازفين متخصصين. فهم درسوا في معاهد موسيقية أو تخرجوا في جامعات عالمية. وغالبيتهم حائزون على شهادات دراسات عليا في الموسيقى. فقائدة الأوركسترا أمل قرمازي متخرجة في جامعة السوربون الفرنسية قسم الموسيقى، وأدت دراساتها العليا في هذا المجال ضمن جامعات عالمية».

يشير شادي إلى أن الموسيقى التي يعزفونها تتبع الطريقة الأوركسترالية الأوروبية: «جميع الأغاني المعروفة التي نعيد توزيعها نقاربها من هذا المنحى، فنحافظ على هويتها الجوهرية، ولكننا نضعها في قالب أوركسترالي حديث».

المسرح الذي سيستضيف حفل «فيروزيات» في مدينة مرسيليا الفرنسية (فرقة مزيكا)

15 أغنية لفيروز ستؤديها رشا رزق بعد أن تم اختيارها من ألحان فليمون وهبي والأخوين الرحباني وزياد الرحباني. ومن بينها «راجعين يا هوا» و«آخر أيام الصيفية» و«بكتب اسمك يا حبيبي» و«كيفك انت» وغيرها. ويعلّق شادي: «ستكون عبارة عن مقتطفات من مسيرة فيروز الغنائية. كما نلوّن الحفل بـ5 مقطوعات موسيقية بتوزيع جديد، فتعزف الفرقة (يا أنا يا أنا) و(حبيتك بالصيف)، وكذلك (ع هدير البوسطة)، مطعمةً بآلات عزف غربية أوركسترالية. كما نقدّم (بكتب اسمك يا حبيبي) بنكهة لاتينية، فيما (البنت الشلبية) يدخلها عزف الساكسوفون والجاز. والأهم بالنسبة لنا الحفاظ على هوية الأغنية وروحها ووضعها في قالب حديث. أما التغيير الذي نعتمده مرات فهو لا يتجاوز الـ20 في المائة. ويتعلق فقط بمزاج الأغنية وليس بجوهرها».

وعن المسؤولية التي تحمّله إياها هذه الحفلة في مدينة فرنسية، يرد شادي حاكمي: «المسؤولية حاضرة دائماً عندنا. وندرك جيداً أن ما نقوم به غير متاح لكثيرين. لا نفلسف الأمور أو نبالغ في تحديثها، كما نعرف تماماً أن الصوت الذي يؤدي أغاني فيروز لا يمكنه أن يكون بديلاً عنها. سبق وقدمنا الحفل نفسه في بروكسل ومدينة (ليل) الفرنسية وفي باريس، وتعاونا فيها مع كارلا رميا ورنين الشعار. ونحن بشكل عام نهدف إلى حمل الإرث الفني العربي عامة. فنقوم بنشره في العالم ضمن نسخة موسيقية محدّثة».

تستقطب حفلات فرقة «أوركسترا مزيكا» الأجانب والجاليات العربية بشكل ملحوظ. ويخبرنا شادي حاكمي بأن الفرقة تضطر مرات لتكرار الحفلات في غضون أيام قليلة؛ نظراً لنجاحها.

تنوي «أوركسترا مزيكا» الانتقال قريباً إلى لبنان لإحياء حفلات موسيقية في ربوعه. «نحضّر لهذا الموضوع. ونتوقع أن نقوم بذلك في العام المقبل. فهذه السنة لدينا مجموعة حفلات علينا إنجازها في بلدان أوروبية وفي المغرب العربي».

وعما إذا كان هناك تواصل مع زياد الرحباني، يقول: «سبق أن تواصلنا معه ضمن نطاق المهنة والتعاون الفني بعيداً عن حفلات فيروز. فطموحنا تقديم حفل موسيقي خاص به، كما نرغب في أن نكرّمه بكتاب نوثّق فيه أهم مراحل حياته».


مقالات ذات صلة

إلغاء الحفل الغنائي لهيفاء وهبي في الكويت

يوميات الشرق ملصق حفل هيفاء في الكويت

إلغاء الحفل الغنائي لهيفاء وهبي في الكويت

أعلن زيد عبد الرضا، مدير عام شركة «مركز الفنون للإنتاج الفني والتوزيع»، إلغاء حفل الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي في الكويت، دون إبداء أسباب.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
يوميات الشرق المغني الشهير جاستن بيبر (رويترز)

في منشور صريح... جاستن بيبر يكشف عن شعوره بأنه «محتال» و«غير مؤهل»

كشف المغني الشهير جاستن بيبر أنه يشعر باستمرار بأنه «محتال» أثناء حديثه مع متابعيه عن معاناته مع متلازمة المحتال.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق بورتريه نحتي لموسيقار الأجيال ومجموعة من مقتنياته الشخصية (الشرق الأوسط)

متحف عبد الوهاب يبرز رحلة «موسيقار الأجيال» في دنيا الفنون

بين شوارع «وسط البلد» في القاهرة، وفي مبنى تراثي يمتد تاريخ إنشائه لأكثر من 100 عام، يحكي متحف الموسيقار المصري الراحل محمد عبد الوهاب «أنشودة الفن».

نادية عبد الحليم (القاهرة )
يوميات الشرق الحفل يتضمن أغنيات لفيروز وأسمهان ووردة الجزائرية (جاهدة وهبه)

جاهدة وهبه تحيي حفل «كوكب الشرق وأيقونات من الزمن الجميل»

خلال الحفل الذي ستحييه جاهدة وهبه سيلتقي الغناء بالشعر وذكرى الماضي بالحاضر.

فيفيان حداد (بيروت)
متحف الموسيقار محمد عبد الوهاب (وزارة الثقافة المصرية)

مصر تحتفي بذكرى ميلاد «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب

تحتفي مصر بذكرى ميلاد «موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب التي تحل في 13 مارس (آذار) الجاري، بإقامة حفل غنائي كبير لأعمال الفنان الراحل.

محمد الكفراوي (القاهرة )

نيكول سابا: تخوّفت من الجمهور بسبب دوري في «وتقابل حبيب»

نيكول سابا في مسلسل «وتقابل حبيب» (الشركة المنتجة)
نيكول سابا في مسلسل «وتقابل حبيب» (الشركة المنتجة)
TT

نيكول سابا: تخوّفت من الجمهور بسبب دوري في «وتقابل حبيب»

نيكول سابا في مسلسل «وتقابل حبيب» (الشركة المنتجة)
نيكول سابا في مسلسل «وتقابل حبيب» (الشركة المنتجة)

قالت الفنانة اللبنانية نيكول سابا إنها كانت قلقة قبل عرض مسلسل «وتقابل حبيب» بسبب انتشار بعض الأخبار حول قصته، وتخوّفت من ردود الفعل المحتملة تجاه شخصية «رقية»، التي تُجسِّد من خلالها دور امرأة تخطف رجلاً من زوجته.

وأضافت نيكول، في حوارها مع «الشرق الأوسط»، أنها بدأت تشعر بالاطمئنان بعد عرض الحلقة الثانية، خصوصاً بعد المشهد الذي جمعها بالفنان خالد سليم، إذ لاحظت تفاعل الجمهور مع الشخصية بدلاً من التركيز على الحُكم المسبق عليها.

وأوضحت أن «تتابع الأحداث ساعد في بناء الشخصية بشكل تدريجي، ما جعلها تترك انطباعاً واضحاً لدى المشاهدين مع مرور الحلقات».

وقالت نيكول إنها تلقت تعليقات متضاربة من الجمهور، «ففي حين عبَّر كثيرون عن شعورهم بالاستفزاز من شخصية (رقية)، أبدى آخرون إعجابهم بأدائها»، وهو ما رأته دليلاً على نجاحها في تقديم الدور بشكل مقنع، لافتة إلى أن التحدي الأكبر بالنسبة لها كان تحقيق التوازن بين إيصال أبعاد الشخصية للجمهور من دون أن يفقدوا ارتباطهم بالممثلة التي تؤديها.

مع خالد سليم في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)

وعدّت الممثلة اللبنانية «قدرة الممثل على تقديم شخصية مكروهة دون أن ينعكس ذلك على صورته الشخصية من أصعب الأمور في التمثيل»، مشيرة إلى أن حماسها للمسلسل جاء لما تضمنته شخصية «رقية» من تركيبة نفسية معقدة، استفزتها بسبب أبعادها المختلفة التي وجدت فيها فرصة للتعبير عن قدراتها التمثيلية.

وأوضحت: «(رقية) ليست مجرد امرأة تسعى للسيطرة، وإنما لديها دوافعها التي تُبرِّر تصرفاتها، وحاولتُ تقديم الشخصية بطريقة تجعل أفعالها مفهومة في سياقها الدرامي، الأمر الذي جعلني خلال التحضير أعيد مشاهدة شخصيات مشابهة في السينما والدراما، ودراسة الطريقة التي تُقدَّم بها هذه الأدوار لأتمكن من إضفاء طابع خاص عليها».

وأكدت أن شخصية «رقية» كانت تحتاج إلى تحضير مكثف بسبب طبيعتها المعقدة، مع حرصها على تقديم الدور بأسلوب يجعلها تبدو واقعية من دون مبالغة، لافتة إلى أن أحد العناصر المهمة في تجسيد الشخصية كان الكاريزما، لأن «رقية» لا يمكن أن تكون شخصية ضعيفة، بل لا بدّ أن تمتلك حضوراً قوياً يُبرِّر تعلق «يوسف» بها، وفق قولها.

وأشارت إلى أن أحد التحديات التي واجهتها خلال تجسيد الشخصية كان «تحقيق التوازن بين إظهار قوة الشخصية وإبراز دوافعها للتصرف بهذه الطريقة»، موضحة أن الظروف التي عاشتها وضعتها في موقف معقد، الأمر الذي دفعها إلى الحرص على إظهار الجانب الإنساني لها.

وأكدت حرصها أثناء التصوير على مناقشة هذه التفاصيل مع الكاتب عمرو محمود ياسين، لإظهار أن تحولاتها العدوانية لم تحدث بشكل مفاجئ، لكنها اضطرت إليها لحماية حبها.

نيكول سابا في مشهد من المسلسل (الشركة المنتجة)

وعن المشاهد التي جمعتها مع ياسمين عبد العزيز، وصفتها نيكول بأنها كانت «قوية ومليئة بالتوتر الدرامي، خصوصاً المشهد الأول بيننا في الحلقة السادسة»، وأوضحت: «هذا المشهد كان يحمل قدراً من العنف والانفعال، ما تطلَّب استعداداً نفسياً خاصاً، لكنه في الوقت نفسه كان من المشاهد التي ساهمت في إبراز العلاقة بين الشخصيتين بشكل واضح».

وأكدت نيكول أن «الكيمياء بين الممثلين تلعب دوراً كبيراً في إنجاح المشاهد المشتركة»، لافتة إلى أن علاقتها بياسمين عبد العزيز كانت مميزة على المستوى المهني، وجمع بينهما تفاهم واضح خلال التصوير، ما ساعد في إبراز الصراع بين الشخصيتين بشكل مقنع للمشاهدين، مشيرة إلى أن بعض المشاهد احتاجت إلى إعادة تصوير أكثر من مرة للوصول إلى أفضل أداء ممكن.

وتطرقت نيكول إلى حرصها على التأني في قبول أي عمل، سواء في التمثيل أو الغناء، لتركيزها على جودة المشروع أكثر من عدد الأعمال التي تقدمها، موضحة أنها تحب الغناء على المسرح والتفاعل المباشر مع الجمهور، لكنها ترى أن التمثيل أكثر تحدياً، لأنه يمنح الفنان فرصة لتقديم شخصيات تظلُّ عالقة في أذهان المشاهدين لفترات طويلة.

وأضافت: «أؤمن أن التمثيل والغناء مجالان يكمل أحدهما الآخر، لكنني أختار العمل في أي منهما وفقاً للفرص المتاحة والجودة المقدمة»، وأكدت أنها تبحث عن الاختلاف في الأدوار الدرامية التي تقدمها.