حديث هنيدي عن «معاناة بداياته» يلفت الاهتمام

روى مغامرته مع «ديزني» عبر «بيت السعد»

محمد هنيدي خلال البرنامج (قناة «إم بي سي» على «يوتيوب»)
محمد هنيدي خلال البرنامج (قناة «إم بي سي» على «يوتيوب»)
TT

حديث هنيدي عن «معاناة بداياته» يلفت الاهتمام

محمد هنيدي خلال البرنامج (قناة «إم بي سي» على «يوتيوب»)
محمد هنيدي خلال البرنامج (قناة «إم بي سي» على «يوتيوب»)

لفت الفنان محمد هنيدي الانتباه بحديثه عن معاناته في بداياته بعالم التمثيل، وقبوله أدواراً بسيطة لمدة 15 سنة حتى أصبح معروفاً، كما تطرق إلى تقديمه عملاً مع «ديزني»، وكيف كان هذا العمل البداية لأول مبلغ كبير يحصل عليه.

وتحدث الفنان المصري خلال برنامج «بيت السعد»، الذي قدمه الأخوان عمرو سعد وأحمد سعد، عن تفاصيل كثيرة في حياته العملية جذبت الاهتمام، وتصدر البرنامج «التريند» على «إكس» الخميس.

وتطرق هنيدي إلى أول عمل قام به في حياته وهو في المرحلة الابتدائية، وكيف ذهب ليعمل مع جده مقاولاً في النجارة، مقابل 5 جنيهات في اليوم. كما أشار إلى مغامرته مع «ديزني» بعد تحويل «تيمون وبمبة» إلى مسلسل للأطفال، وقيامه بدوبلاج شخصية «تيمون».

وحكى قصة أول مبلغ كبير يتقاضاه من الفن بعد معاناة طويلة، وبعد أن تم رفضه أكثر من مرة، ومشاركته في عمل ثم الاعتذار عنه بعد أول يوم تصوير، وهو ما تسبب له في مشاكل وقتها، وقال: «تعبت كثيراً في بدايات مشواري، خلال الخمسة عشر عاماً قبل فيلم (إسماعيلية رايح جاي)»، وقال إنه أثناء عمله في مسرحية «ألابندا» (1998) التي قام ببطولتها مع علاء ولي الدين، عرض عليه أحد المنتجين العمل في مسلسل عن شخصية «تيمون وبمبة» في 80 حلقة.

هنيدي والأخوان عمرو وأحمد سعد خلال البرنامج (صفحة «إم بي سي» على «يوتيوب»)

ويواصل هنيدي أنه سأل المنتج عن المبلغ الذي سيتقاضاه، فأخبره بأنه سيحصل على 10 آلاف جنيه (الدولار كان وقتها يساوي 3.40 جنيه)، وأن العمل سيستغرق نحو شهرين، فأخبره هنيدي أنه سينهي تسجيل العمل في 10 أيام، ولكنه يريد الأموال حالاً.

وفعلاً حصل على الأجر، واشترى سيارة بها تكييف وذهب إلى المسرح، بغرض مفاجأة طاقم عمل المسرحية، إلا أن السيارة صدمتها حافلتان خلال الطريق. والطريف أنه حصل على شهادة تقدير من «ديزني» لأنه أنهى تسجيل الحلقات في وقت قياسي.

ويعد محمد هنيدي (مواليد 1965) من أبرز نجوم الكوميديا في مصر والوطن العربي، وكانت أولى مشاركاته في فيلم «إسكندرية ليه» عام 1979، وبدأ يبرز في أدوار خلال تسعينات القرن الماضي، من بينها أفلام «سارق الفرح» و«حلّق حوش» و«بخيت وعديلة» و«قشر البندق»، وبدأ يتصدر أدوار البطولة عقب نجاح فيلم «إسماعيلية رايح جاي» عام 1997، الذي شارك في بطولته مع المطرب محمد فؤاد، ليلعب أول أدوار البطولة في «صعيدي في الجامعة الأميركية» عام 1998.

هنيدي وبوستر فيلم الإسترليني (صفحته على «فيسبوك»)

وخلال البرنامج تحدث هنيدي عن «أزمة الكوميديا»، مؤكداً أن الكوميديا ستظل موجودة، لكن الرهان الحقيقي على الكتابة التي تستحق، والمخرج الذي يقوم بتنفيذ الكتابة بطريقة ملائمة، مشيراً إلى أن الكثير من المخرجين يرفضون ويخافون من تقديم أعمال كوميدية، مؤكداً أنها «تتطلب مقومات خاصة، وليست مجرد أعمال فنية خفيفة كما يتصور البعض».

وعن التجديد في الكوميديا، قال هنيدي إنه يستقي الأفكار الكوميدية الجديدة من الشاعر ومن «السوشيال ميديا»، مضيفاً: «الشعب المصري مرعب في الكوميديا»، محذراً من أنه «ليس كل إفيهات (السوشيال ميديا) تصلح للدخول في الأعمال الفنية»، ووصف هذا الأمر بأنه «فخ كبير».

وعد الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن «الاستماع إلى بدايات النجوم الكبار له جاذبية خاصة لدى جمهور (السوشيال ميديا تحديداً)»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الكثير من الجماهير لا يتذكرون كيف كانت بدايات الفنانين، حتى لو كانوا شاهدوهم في أدوار يقدمونها في فترة الشباب، لكن حين يتحدث الفنان عن بداياته ومعاناته في البداية فلا شك أنه يحظى باهتمام كبير»، مضيفاً: «خصوصاً حين يكون هذا النجم له مشوار طويل يصل إلى نحو 40 عاماً مثل هنيدي، كما تلفت تلك الحوارات الانتباه للمتغيرات التي حدثت في سوق الإنتاج الدرامي، وتوضح كيف كانت البدايات صعبة للوصول إلى دور أو مشهد».

وقدم هنيدي عبر مسيرته الفنية عشرات الأفلام التي لقيت صدى جماهيرياً، أحدثها أفلام «الإنس والنمس» و«نبيل الجميل اختصاصي تجميل» و«مرعي البريمو»، وأعلن مؤخراً عن العمل على فيلمه الجديد «الإسترليني».


مقالات ذات صلة

محمد سعد يعود إلى الأضواء بـ«الدشاش»

يوميات الشرق محمد سعد في لقطة من الإعلان الدعائي لفيلم «الدشاش» (الشركة المنتجة)

محمد سعد يعود إلى الأضواء بـ«الدشاش»

يجسّد محمد سعد في «الدشاش» شخصية طبيب خلال الأحداث التي تدور في إطار اجتماعي كوميدي تشويقي، ويشاركه البطولة عدد من النجوم.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق معالجة «سيد الخواتم» على طريقة الأنيمي اليابانية

«سيد الخواتم» يدخل عالم الرسوم المتحركة اليابانية

إذا كنت تودُّ معرفة من هو ملك وادي «هيلمز ديب»، فأنت في المكان المناسب.

سارة بار (نيويورك)
يوميات الشرق ياسمين رئيس في مشهد من «الفستان الأبيض» (الشركة المنتجة)

مصر: أفلام «الأوف سيزون» تغادر دور العرض لـ«ضعف الإيرادات»

شهدت عدة أفلام مصرية، تصنف ضمن العرض خلال «الأوف سيزون»، تراجع إيراداتها مما أدى إلى رفعها من دور العرض السينمائي في مصر.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
يوميات الشرق بشير الديك مع أحمد زكي وحسين فهمي (حسابه على فيسبوك)

تفاقم الحالة الصحية للسيناريست المصري بشير الديك

أثارت دينا ابنة السينارسيت المصري المعروف بشير الديك حالة واسعة من القلق والجدل في الساعات الأخيرة بشأن صحة والدها.

رشا أحمد (القاهرة )
سينما «إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز - كاليفورنيا)

«النجوم تلمع أملاً» من أجل فنان لبنان المُلقى في النسيان

يستيقظ ريكاردو كرم يومياً مع أفكار جديدة لا يهدأ قبل أن تتحقّق (من حفل عام 2023)
يستيقظ ريكاردو كرم يومياً مع أفكار جديدة لا يهدأ قبل أن تتحقّق (من حفل عام 2023)
TT

«النجوم تلمع أملاً» من أجل فنان لبنان المُلقى في النسيان

يستيقظ ريكاردو كرم يومياً مع أفكار جديدة لا يهدأ قبل أن تتحقّق (من حفل عام 2023)
يستيقظ ريكاردو كرم يومياً مع أفكار جديدة لا يهدأ قبل أن تتحقّق (من حفل عام 2023)

يُفضِّل الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم وَصْف الحدث بالمبادرة، على حصره بحفل. الخميس، في الـ26 من الشهر الحالي، يُقام «شاينينغ ستارز أوف هوب» (النجوم تلمع أملاً) بموسمه الثاني. تتّحد أصوات فنانين مع نغمات الأوركسترا الحيّة لتُعلن التصدّي لأشكال الخذلان: مرّة هو الزمن ومرّات البشر. فمَن وُلدت من أجلهم المبادرة، هم هذه السنة فنانو لبنان المُهمَلون. غدرت السنوات وتخلّى الآخر، بعد أعمار بذلوها للعطاء. كانوا نجوماً يتلألأون، ثم حلَّ ما يجرُّ إلى الخفوت. ليس معدن المواهب، فهو أصيل؛ وإنما الأولويات وأجندة السوق.

وُلدت المبادرة هذه السنة لدعم فناني لبنان المُهمَلين (من حفل عام 2023)

لم يظنّ ريكاردو كرم أنّ موسماً آخر سيولّد آخر؛ فرغم الإرادة والاجتهاد، يقسو الظرف ويشتدّ العصف. يرى في الحدث إحدى أذرع مؤسّسة «تكريم» التي أسَّسها لتتجاوز كونها خيرية، نحو بناء الجسور وتغيير السردية المتعلّقة بالعرب. يقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ التكريمات تشاء شُكْر مَن لا ينالون التقدير على الجهد، ومَن يعملون بصمت أو يُحال تعبهم على الواجب. «نبحث عنهم ونحتفل بهم. يلهموننا التوسُّع في الإنصاف».

على مدى 15 عاماً، عبَرَت «تكريم» من جائزة مُوزَّعة في حفل سنوي نحو نقاش قضايا الإنسان ضمن ورشات عمل ومنتديات، من لبنان والمنطقة إلى أميركا وأوروبا ولاحقاً أستراليا. كبُرت ونضُجت. يراها «واحة في مواجهة رداءة الزمن، تختار الأفضل وتضيء عليه».

«النجوم تلمع أملاً» لحظة إنسانية مُلحَّة

رسالته تجعل «النجوم تلمع أملاً» لحظة إنسانية مُلحَّة. 30 عاماً من المكانة الإعلامية قرَّبت ريكاردو كرم من ممثلين يلمس اليوم معاناتهم. يدرك تفوّق الجهد الجماعي على العون الفردي؛ وأنّ اليد وحدها لا تصفّق رغم نُبل المحاولة. أجرى اتصالاته وكتب للموسم الثاني الحياة.

أراد للحدث أن يعمّ المناطق ولا يقتصر على بهجات ديسمبر. لكنها الاستحالة اللبنانية. ففي فرنسا مثلاً، يُنظَّم شبيهه، ومنه استلهم كرم الفكرة، فيجمع كبار الفنانين لتأدية أغنيات العمالقة. هنا في أرض المباغتات، تخضع الخطط للظرف. يقول: «ينجح مشروع فنفكّر بالتالي، ليحدُث ما ينسف الخطط. الحروب تفرض إيقاعها. اليوم، وبعد مرارات غزة ولبنان، أردنا تذكيراً بإنسانيتنا. طوال الأمسية، سنصغي إلى أغنيات تحاكي المحبة والتسامح والقيم. سنشعر بقدرة الغفران على اجتراح الضوء، والحبّ على التخطّي».

لم يظنّ ريكاردو كرم أنّ موسماً آخر سيولّد آخر لقسوة الظرف (من حفل عام 2023)

في صالة السفراء بـ«كازينو لبنان» المُجاور لخليج جونية المتلألئ بأضواء الميلاد، يُقام الحفل لدعم 105 ممثلين تركوا لمساتهم المسرحية والسينمائية وأخبروا قصصاً لا تُنسى. اليوم، هم منسيّون. نحو 20 فناناً يجتمعون من أجل هذه القضية، ليعلنوا بأصواتهم ومواهبهم أنّ الذهب سيظلّ يلمع، وإن حجب وهجه غيمٌ أسود. بقيادة المايسترا ياسمينا صباح، وبمشاركة أوركسترا من 21 موسيقياً، مع نحو 20 راقصاً، يقول الفنانون برناديت حديب، وبرونو طبّال، وديا عودة، وجنى سلامة، وجو قديح، وكريستيان أو عنّي، ومنال ملاط، ومارك رعيدي باز، وماتيو خضر، ومكسيم شامي، وناريمان أبو رحال، ورند، وسهير نصر الدين، وطلال الجردي، وطوني أبو جودة، ووسام صليبا، وزاف؛ إنّ هذا العرض التطوّعي لا يحتفي بالمواهب اللبنانية وتنوّعها فحسب، وإنما يتحوّل يداً تمتدّ إلى مَن هجرتهم الأيدي، فتُهدّئ إحساسهم بالإهمال.

في «كازينو لبنان» يُقام الحفل لدعم 105 ممثلين تركوا لمساتهم (من حفل عام 2023)

يعود الريع لهم؛ هم بوصف ريكاردو كرم مَن «خانهم العُمر وربما الذاكرة، ولوّعتهم الحرب. الجزء المُهمَّش الذي أحالوه على الماضي وغباره». الفارق بين نسخة 2023 الأولى و2024 الثانية، أنّ الإنهاك أرخى ثقله على هذا العام. ومع ذلك، اتصل بمَن لبّوا النداء: «كانوا كثراً يجعلون التوقّف عند بعضٍ تذرَّعوا للتهرُّب، رغم كونهم أثرياء، مسألة ثانوية. دعمُ الفنانين لا يقتصر على صنفه المادي. كل ما يحتاجون إليه سيصل: دواء، ومواد غذائية، ومساحيق تنظيف، ومكياج، وملابس، وعطور...».

المكانة الإعلامية قرَّبت ريكاردو كرم من ممثلين يلمس معاناتهم (من حفل عام 2023)

يستيقظ يومياً مع أفكار جديدة لا يهدأ قبل أن تتحقّق. 3 عقود في الإعلام والحوارات والجهود الإنسانية، جعلت اسم ريكاردو كرم اختزالاً للصدقية والشفافية. وبالتحاق الشغف والمحبة بالفضيلتَيْن المتراكمتَيْن عبر السنوات، يضمن التجاوب وحماسة الخيِّرين لإسعاد الآخرين.

يُمازح بأنها «ليست نزعة اشتراكية» تلك المُحرِّضة على العطاء، وإنما رغبته في أن تسود العدالة الاجتماعية بين البشر. ويكشف أنّ الحفل سيشهد إطلاق جَمْع تبرّعات مفتوح عبر مواقع التواصل، بالتعاون مع مؤسسة بريطانية، لرفع المبلغ: «نستطيع الشعور بآلام ممثل رافق مراحل من أعمارنا وشكَّلت نجوميته شعاع أيام عصيبة. أرى في عيون الممثلين المنسيّين خيبات. المهنة جاحدة، والحرب هدَّت الحيل. الدولة والآخر، عمّقا الخذلان. نذكُرهم بالدعم والحبّ والوفاء».