أداة ذكية ترد على أسئلة المرضى بتعاطف «أكثر من الأطباء»

الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في الرد على استفسارات المرضى (رويترز)
الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في الرد على استفسارات المرضى (رويترز)
TT

أداة ذكية ترد على أسئلة المرضى بتعاطف «أكثر من الأطباء»

الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في الرد على استفسارات المرضى (رويترز)
الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في الرد على استفسارات المرضى (رويترز)

توصلت دراسة أميركية إلى أن أداة ذكاء اصطناعي يمكنها صياغة ردود على استفسارات المرضى بدقة وكفاءة تضاهي ردود الأطباء، وبأسلوب أكثر تعاطفاً.

وأوضح الباحثون بجامعة نيويورك أن هذه الأدوات يمكنها تخفيف عبء الرسائل اليومية على الأطباء، وتحسين طريقة تواصلهم مع المرضى، وفق النتائج المنشورة، الثلاثاء، في دورية «غاما نتورك».

ويستخدم المرضى أدوات السجلات الصحية الإلكترونية في مركز لانغون بجامعة نيويورك لطرح أسئلتهم على الأطباء المعالجين، وتجديد الوصفات ومراجعة نتائج الفحوصات.

في المقابل، يخصص الأطباء وقتاً كبيراً لفلترة هذه الرسائل والرد عليها، إلا أنهم يواجهون زيادة سنوية تفوق نسبتها 30 في المائة في عدد الرسائل التي يتلقونها يومياً، والتي تزيد على 150 رسالة، مما يستدعي منهم ساعات طويلة بعد الدوام لفرز الرسائل والرد عليها، ويتسبب في إرهاق كبير لهم.

واختبر المركز قدرة أداة ذكاء اصطناعي تشبه روبوتات الدردشة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي التوليدي في الرد على الأسئلة بلغة بشرية مُقنعة، باستخدام أحدث نموذج من روبوت الدردشة الشهير (chatGPT).

وقيّم الأطباء 344 زوجاً من الردود البشرية وردود الذكاء الاصطناعي على رسائل المرضى من حيث الدقة والملاءمة والشمولية والنبرة. وللحصول على تقييم دقيق، لم يعرف الأطباء ما إذا كانت الردود التي كانوا يراجعونها قد تمت صياغتها بواسطة البشر أو بواسطة أداة الذكاء الاصطناعي.

وأظهرت الدراسة أن ردود أداة الذكاء الاصطناعي تفوقت على الردود البشرية من حيث الفهم والنبرة بنسبة 9.5 في المائة، وكانت أكثر احتمالية ليتم اعتبارها متعاطفة بنسبة 125 في المائة، مقارنة بردود الأطباء.

ومع ذلك، كانت ردود الذكاء الاصطناعي أطول وأكثر تعقيداً، مما يشير إلى الحاجة لمزيد من التدريب على الأداة، لذلك يُفترض أن يقوم الأطباء بمراجعة مسودات الذكاء الاصطناعي قبل إرسالها للمرضى.

وتشير النتائج إلى أن روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، المدمجة في السجل الصحي الإلكتروني باستخدام بيانات المرضى، قادرة على بناء مسودات استجابات عالية الجودة لطلبات المرضى، مما يخفف بشكل كبير من عبء الرسائل على الأطباء ويحسن تواصلهم مع المرضى.

ونوه الباحثون إلى أن هذه الأدوات يمكنها بناء رسائل ذات جودة مماثلة لتلك التي يقدمها مقدمو الخدمات البشرية، ما يمكن أن يقلل عبء العمل على مقدمي الرعاية عبر تمكينهم من إنشاء استجابات فعالة وأكثر تعاطفاً مع المرضى.


مقالات ذات صلة

نظام غذائي يحمي من أمراض الشيخوخة

يوميات الشرق الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة (جامعة هارفارد)

نظام غذائي يحمي من أمراض الشيخوخة

توصلت دراسة أميركية إلى أن الالتزام بنظام غذائي غني بالأطعمة النباتية، مع استهلاك منخفض إلى معتدل للأطعمة الحيوانية، يعزز فرص الحماية من أمراض الشيخوخة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك غالباً ما تحتوي مشروبات الطاقة على كميات كبيرة من السكر والإلكتروليتات التي لا يحتاجها إلا الرياضيون المحترفون (رويترز)

7 أطعمة «صحية» قد تقصر عمرك... احذرها!

الكثير منا يسعى لاتباع نظام غذائي صحي أملاً في العيش حياة أطول وأكثر نشاطاً، لكن المفاجأة أن بعض الأطعمة التي نعتبرها صحية قد تكون عائقاً أمام تحقيق هذا الهدف.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
صحتك الأسماك الدهنية مثل السلمون والسردين تحافظ على صحة الدماغ (رويترز)

12 نوعاً من الأطعمة المعززة للدماغ يوصى بتناولها بعد سن الخمسين

يوصي خبراء التغذية والأطباء بإدراج هذه الأطعمة الـ12 المدعومة بأبحاث علمية في النظام الغذائي للأشخاص فوق سن الخمسين.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
يوميات الشرق الأشجار تُعزِّز جودة الحياة في المدن (المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيوريخ)

التوزيع الجيّد للأشجار في المدن يُقلّل الوفيات

توزيع الأشجار في المدن لا يقل أهمية عن عددها، إذ يمكن لتخطيط المساحات الخضراء بشكل مترابط أن يُسهم في تقليل معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة والشيخوخة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
صحتك حَبّ الشباب من أكثر الأمراض الجلدية انتشاراً في العالم (جامعة كاليفورنيا)

الحبّة السوداء والخلّ علاج طبيعي لحَبّ الشباب

كشفت دراسة سريرية هندية عن فاعلية مزيج موضعي من الحبّة السوداء والخلّ في علاج حَبّ الشباب، مما يجعله بديلاً طبيعياً محتملاً للعلاجات التقليدية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )

مصر: انتقادات لداعية ديني استضاف مطربي مهرجانات في برنامجه

إحدى حلقات البرنامج مع المطرب سعد الصغير (يوتيوب)
إحدى حلقات البرنامج مع المطرب سعد الصغير (يوتيوب)
TT

مصر: انتقادات لداعية ديني استضاف مطربي مهرجانات في برنامجه

إحدى حلقات البرنامج مع المطرب سعد الصغير (يوتيوب)
إحدى حلقات البرنامج مع المطرب سعد الصغير (يوتيوب)

تعرض الداعية المصري الدكتور مبروك عطية لانتقادات عدة ومطالبات بالتحقيق معه وإسقاط أستاذيته جراء استضافته عدداً من مطربي المهرجانات والفنانين بمصر عبر بودكاست «كلام مبروك»، الذي يعرض عبر إحدى المنصات العربية خلال شهر رمضان الحالي 2025.

وأثار البرنامج الذي يقدمه داعية وأستاذ بجامعة الأزهر، جدلاً واسعاً عبر التعليقات والآراء «السوشيالية»، ما بين مؤيد ومعارض للفكرة، خصوصاً أن الداعية المصري عُرِفَ ببرامجه الدينية والاجتماعية على مدار مشوار طويل قدم خلاله برامج تلفزيونية عدة من بينها «الموعظة الحسنة»، و«اعرف دينك»، بخلاف حلوله ضيفاً على كثير من البرامج الأخرى يتنوع محتواها ما بين الفتاوى الدينية وعرض للمشكلات الأسرية في محاولة لإيجاد حل لها، كما شملت التعليقات أيضاً، تساؤلات حول السبب وراء اتجاه عطية لهذه النوعية من البرامج.

وكان بين ضيوف «كلام مبروك» مطربا المهرجانات حسن شاكوش وعمر كمال والمطرب الشعبي سعد الصغير، والأخير تعرض لانتقادات «سوشيالية» لتلاوته آيات قرآنية خلال وجوده ضيفاً على البرنامج، كما كان، من بين ضيوف البودكاست أيضاً، الفنانون إسلام إبراهيم ووفاء عامر وانتصار ومادلين طبر ورانيا فريد شوقي، وغيرهم.

ووجّه الشيخ الأزهري أحمد تركي، انتقادات للدكتور مبروك عطية، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية سابقاً؛ لما يقدمه من محتوى عبر البرنامج، قائلاً عبر حسابه الرسمي بموقع «فيسبوك»: «أستاذيتك في الأزهر توجب عليك الحفاظ على القيم الدينية والوطنية والهوية الصحيحة، وحوارك مع التافهين يُسقط أستاذيتك، فالعلم الديني ليس فقط امتلاك المعلومات والحصول بها على الشهادات والأستاذية، إنما هو أيضاً تسخيره لدعم القيم والخير، وليس لنشر الابتذال».

الدكتور مبروك عطية (حسابه بموقع فيسبوك)

وفي ختام منشوره، وجّه تركي حديثه للإمام الأكبر شيخ الأزهر، مطالباً بتحويل الداعية المصري للتحقيق ومحاسبته لمخالفته مقتضى رسالته ووظيفته.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن برنامج «كلام مبروك» تم تصويره خلال انتشار جائحة «كورونا» لصالح منصة عربية قبل سنوات، وفق مصادر أكدت أن هدف البرنامج محاورة الضيوف من الفنانين من منظور اجتماعي، ودمج الدين بالحياة الاجتماعية، وتصحيح بعض المعلومات الخاطئة خلال الحوار بسهولة ويسر في حضور عدد من الجمهور أثناء التصوير.

من جانبه، أعرب وكيل وزارة الأوقاف المصرية سابقاً، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، الدكتور سالم عبد الجليل، عن رفضه لما يحدث بشكل قاطع، ووصفه بأنه «سقطة لا يمكن أن تغتفر»، موضحاً أن «عالم الدين لا بد أن يحاور علماء من مجالات مختلفة لإيصال فكر مغاير للناس من خلال مناظرات ومعلومات واختلافات في الرأي ينتج عنها علم غزير يفيد المشاهد».

وأكد عبد الجليل أنه لم يشاهد حلقات «كلام مبروك»، لكن المحتوى في حد ذاته يرسخ لفكر معين لدى الجمهور، ويؤثر على تفكير الناس بشكل سلبي، وفق تصريحاته لـ«الشرق الأوسط»، متسائلاً: «ما الداعي من وجود برنامج بهذا الشكل، ولماذا لم يتدخل الأزهر الشريف؟».

وعَدّ عبد الجليل «المطالبة بإسقاط أستاذية عطية أمراً طبيعياً»، مضيفاً: «بل لا بد من إعلان الأزهر موقفه بشكل صريح تجاه هذا البرنامج غير المنطقي»، مشيراً إلى أن الناس البسيطة التي تبحث عن العلم والمعرفة، وغيرهم من النماذج التي تضيف للمجتمع، هم أولى بالاستضافة والفرصة للحديث من غيرهم.

وتعليقاً على انتقاد بعض الآراء للمطرب الشعبي سعد الصغير بعد تلاوته لآيات من القرآن الكريم خلال حلقته في البرنامج، قال عبد الجليل: «القرآن ليس حكراً على أحد، بشرط التزام الآداب في الترتيل والأداء».