«الرياضيات» ترتقي بعلم الأورام الدقيق إلى آفاق جديدة

استخدام «النمذجة الرياضية» في تطبيقات الأبحاث الطبية الحيوية
استخدام «النمذجة الرياضية» في تطبيقات الأبحاث الطبية الحيوية
TT

«الرياضيات» ترتقي بعلم الأورام الدقيق إلى آفاق جديدة

استخدام «النمذجة الرياضية» في تطبيقات الأبحاث الطبية الحيوية
استخدام «النمذجة الرياضية» في تطبيقات الأبحاث الطبية الحيوية

لـ«النمذجة الرياضية» (mathematical modeling) كثير من التطبيقات في الأبحاث الطبية الحيوية، بما في ذلك الفهم الأفضل للفيزيولوجيا المرضية على المستوى الجزيئي والتنبؤ بنتائج العلاج.

وفي دراسة نُشرت في «نيتشر كومبيوتيشونال ساينس» (Nature Computational Science)، شرح الدكتور جي وي وانغ، بروفيسور البيولوجيا الحاسوبية في الطب بمستشفى «هيوستن ميثوديست»، الأثر الإيجابي للنمذجة الرياضية للعلاج المناعي للسرطان في الطب الشخصي. وناقشت الدراسة على وجه التحديد نمذجة العلاج المناعي للسرطان، وتطبيقاته وتحدياته.

ويُعد علم الأورام مجالاً سريع التطور في الطب الحديث، بسبب التقدم التكنولوجي في علم وظائف الأعضاء البشرية، وعلم التشريح، وعلم الأوبئة، والمجالات الأخرى ذات الصلة. وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي والعلاجات المتقدمة المتاحة، لا يزال السرطان سبباً رئيسياً للوفاة على مستوى العالم، ومصدر عبء اقتصادياً هائلاً. ويرى الباحثون أنه يمكن للتعاون الفعال بين الأطباء وعلماء الأحياء المحوسب، أن يحد التطبيق المتقدم الصحيح في «النمذجة الرياضية» من عبء المرض على المستوى العالمي.

وتشمل العلاجات المناعية النموذجية للسرطان العلاج بمثبطات نقاط التفتيش المناعية، والعلاج بنقل الخلايا بالتبني، والتطعيم، والعلاج «السيتوكيني» الخارجي. كما يمكن استخدام العلاج المناعي للسرطان مع العلاجات التقليدية مثل العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. وتؤدي العلاجات المركبة عادة إلى نتائج علاجية أفضل مقارنة بالعلاجات الأحادية، إذ يجري استهداف مسارات رئيسية متعددة بشكل تآزري.

ويتوقع الدكتور وانغ أن تصبح استراتيجيات العلاج المناعي القائمة على الحساب (computation - based immunotherapy) جزءاً مهماً من الجيل التالي لعلاجات السرطان، من خلال تسهيل الترجمة السريرية للأدوية الجديدة وتحسين استراتيجيات العلاج الشخصية، لتحقيق أقصى قدر من النجاح العلاجي.

وفي الولايات المتحدة الأميركية، هنالك أكثر من 600 دواء لعلاج السرطان، بما فيها 30 عامل علاج مناعي على الأقل، معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA). ويشير هذا العدد إلى وجود عدد كبير من مجموعات الأدوية المحتملة ذات نتائج علاجية غير معروفة.

تجدر الإشارة إلى أن تطوير أدوية السرطان عملية مكلفة للغاية وتستغرق وقتاً طويلاً. لذا يمكن أن تكون العلاجات المركبة فعالة من حيث التكلفة، نظراً إلى أن كثيراً من الأدوية معتمدة مسبقاً من إدارة الغذاء والدواء. ولأنه لا يمكن اعتماد التجارب السريرية معياراً لتقييم العلاجات المركبة، يقول الدكتور وانغ: «قد تكون (النمذجة الرياضية) مع الذكاء الاصطناعي أمراً لا غنى عنه لتحديد مجموعات الأدوية المثالية بكفاءة وفاعلية، بالإضافة إلى التنبؤ الدقيق بنتائج العلاج».

ويوضح الدكتور وانغ أنه بالإضافة إلى التنبؤ بفاعلية مجموعات العلاج الشخصية، يمكن لدراسات الجرعات، التي يجري تنفيذها على الكومبيوتر أو عن طريق برامج محاكاة «السيليكو» (silico)، التنبؤ باستجابة المريض القصوى عند أقل جرعة أو تردد علاجي، ويمكنها حتى تقدير سمية الأدوية الجديدة قبل إجراء الاختبار على البشر.

ويختم الدكتور وانغ، إن «منصات النمذجة هذه لا توفّر أسساً قيمة لدراسة الآليات الكامنة وراء التوازن الدقيق بين نجاح العلاج وفشله فحسب، بل توفر أيضاً أدوات كمية لنقل عملية تحسين العلاج من الأساليب القائمة على التجربة والخطأ إلى تصميم هندسي».


مقالات ذات صلة

دراسة: الأطفال الذين يستخدمون مستحضرات العناية أكثر عرضة للتسمم

صحتك منتجات ومستحضرات العناية الشخصية تحتوي على الفثالات السامة (أرشيفية)

دراسة: الأطفال الذين يستخدمون مستحضرات العناية أكثر عرضة للتسمم

وجدت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يستخدمون المزيد من منتجات ومستحضرات العناية الشخصية لديهم مستويات أعلى من الفثالات السامة في أجسادهم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك وجد البحث صلة بين استهلاك البيض وتحسين الذاكرة الدلالية والأداء التنفيذي (رويترز)

دراسة: تناول المزيد من البيض قد يساعد في إبقاء عقلك حاداً ومتيقظاً

سيعاني ثلثا البالغين الأميركيين من مستوى معين من الضعف الإدراكي بحلول سن السبعين. ومع ذلك، تشير دراسة حديثة إلى حل بسيط لتجنب التدهور المعرفي: تناول البيض.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا تظهر العلامات على يد طفلة بعد تعافيها من جدري القردة (أرشيفية - رويترز)

المغرب يسجل أول حالة إصابة بجدري القردة

أكدت وزارة الصحة المغربية اليوم الخميس تسجيل أول حالة إصابة بجدري القردة.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
تكنولوجيا تتصاعد أهمية العيادات الرقمية كواحدة من أحدث التطورات في تقديم الخدمات الصحية (شاترستوك)

«بوبا» للتأمين: استشارات الفيديو من أكثر الخدمات الصحية طلباً في السعودية

تقنيات مبتكرة في الرعاية الصحية الرقمية والتطبيب عن بُعد تبرز في مؤتمر «فنتك 24»

نسيم رمضان (لندن)
صحتك الدهون الزائدة حول الخصر مرتبطة بالألم المزمن في جميع أنحاء الجسم (أرشيفية - رويترز)

دهون البطن تتسبب في ألم مزمن في جميع أنحاء الجسم

ربطت دراسة جديدة الدهون الزائدة حول الخصر بالألم المزمن في جميع أنحاء الجسم.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

دراسة: الأطفال الذين يستخدمون مستحضرات العناية أكثر عرضة للتسمم

منتجات ومستحضرات العناية الشخصية تحتوي على الفثالات السامة (أرشيفية)
منتجات ومستحضرات العناية الشخصية تحتوي على الفثالات السامة (أرشيفية)
TT

دراسة: الأطفال الذين يستخدمون مستحضرات العناية أكثر عرضة للتسمم

منتجات ومستحضرات العناية الشخصية تحتوي على الفثالات السامة (أرشيفية)
منتجات ومستحضرات العناية الشخصية تحتوي على الفثالات السامة (أرشيفية)

وجدت دراسة جديدة أن الأطفال الذين يستخدمون المزيد من منتجات ومستحضرات العناية الشخصية مثل واقي الشمس والغسول والصابون وأدوات العناية بالشعر لديهم مستويات أعلى من الفثالات السامة في أجسادهم، التي تتسبب في عدد كبير من اضطرابات التكاثر والنمو، وتم العثور على أعلى مستويات الفثالات لدى الأطفال السود واللاتينيين.

ووفق ما ذكرته صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد فحصت الدراسة أكثر من 600 عينة بول لأطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و8 سنوات بحثاً عن الفثالات، وهي اختلالات شديدة السمية في الغدد الصماء يمكن أن تغير إنتاج الهرمونات، وترتبط بأمراض الإنجاب والجهاز المناعي والتمثيل الغذائي. كما أنها تُعد مواد سامة تضر بنمو الأطفال وتؤثر على سلوكهم وقدرتهم على التعلم.

وقال مايكل بلوم، الباحث في جامعة جورج ميسن الأميركية والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن نتائج الدراسة «مثيرة للقلق». وأضاف: «تظهر النتائج أن استخدام منتجات العناية بالبشرة على الأطفال يعد من مصادر التعرض لهذه المواد الكيميائية... ما يثير القلق بالتأكيد هو أن هذه المنتجات يتم استخدامها بشكل متكرر وعلى مدى فترات طويلة من الزمن».

والفثالات هي مواد ملدنة شائعة (تُضاف لزيادة المرونة أو السيولة للمادة التي تضاف إليها)، وتضيفها العديد من الشركات كمكونات لمنتجات العناية الشخصية للمساعدة في تثبيتها أو حمل العطور. ويكون الأطفال معرضين للخطر بشكل أكبر عند امتصاص الفثالات لأن لديهم مساحة أكبر من سطح الجلد مقارنة بوزن الجسم، ولأن أنظمتهم الأيضية (التي يحول بها الجسم الطعام والشراب إلى طاقة) قد لا تكون متطورة بشكل كامل للمساعدة في معالجة هذه المركبات.

وقال بلوم إنه لا يزال هناك عدد قليل من الأبحاث التي تتقصى حول خطورة تعرض الأطفال للمواد الكيميائية الموجودة في منتجات العناية الشخصية. وعلى الرغم من أن الجسم يتخلص من المواد الكيميائية بسرعة، فإن التعرض لمستوى عالٍ منها وعبر العديد من الطرق وباستمرار يشكل خطراً على الصحة.

ووجدت الدراسة أن الأولاد يميلون إلى أن تكون لديهم مستويات أعلى من الفثالات من البنات، وأن المستويات المتفاوتة بين المجموعات العرقية قد تكون لها علاقة بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية، أو تفضيلات العلامات التجارية، أو إمكانية الوصول لهذه المنتجات، أو تكرار الاستخدام، كما قال بلوم. ومن المرجح أن تحتوي المنتجات الأرخص ثمناً والأقل جودة على مستويات أعلى من الفثالات، وعادةً ما تكون المنتجات التي تحمل علامة «خالية من الفثالات» أكثر تكلفة.

وأشار بلوم إلى أن الاتحاد الأوروبي مثلاً لديه قيود على العديد من أنواع الفثالات في منتجات العناية الشخصية، لذلك من الممكن صنع منتجات فعالة غير ملوثة بالمواد الكيميائية. وكتب مؤلفو الدراسة أنه يجب «تعزيز المناقشات بين صناع السياسات الذين ينظمون تصنيع وتعبئة منتجات العناية الشخصية للقضاء على التفاوتات في التعرض للمواد الكيميائية المسببة لاختلال الغدد الصماء بين الأطفال».