مقامات مدحت صالح وأغنيات محمد منير تُطرب جمهور «العلمين»

المهرجان يحتفي بالفنّ والتراث الفلسطيني

مدحت صالح يغنّي في حفل «العلمين» (إدارة المهرجان)
مدحت صالح يغنّي في حفل «العلمين» (إدارة المهرجان)
TT

مقامات مدحت صالح وأغنيات محمد منير تُطرب جمهور «العلمين»

مدحت صالح يغنّي في حفل «العلمين» (إدارة المهرجان)
مدحت صالح يغنّي في حفل «العلمين» (إدارة المهرجان)

في ليلة غنائية خاصة بالمقامات الموسيقية، بدأت، الخميس، فعاليات النسخة الثانية من «مهرجان العلمين» المُقام في الساحل الشمالي بمصر، ويستمر حتى نهاية الشهر المقبل؛ وهي الليلة التي افتُتح فيها المسرح الروماني بالمدينة التراثية في العلمين الجديدة.

«ليلة مقامات» قدَّمها الفنان المصري مدحت صالح على خشبة المسرح، وصُوّرت ضمن حلقات برنامج «معكم» للإعلامية منى الشاذلي التي حرصت على التفاعل مع الجمهور لأكثر من ساعتين ونصف الساعة، قدَّم خلالها صالح مجموعة من أغنياته المميّزة بجانب تلك التراثية من مقامات موسيقية مختلفة.

وعزف الموسيقار عمرو سليم على البيانو مقطوعة «حلّفني» التي لحنها كمال الطويل لـ«العندليب الأسمر» عبد الحليم حافظ، وسط تصفيق الجمهور الذي طالبه في نهاية حفله بأداء أغنية «ابن مصر».

منى الشاذلي ومدحت صالح على المسرح (إدارة المهرجان)

ومن الأغنيات القديمة التي قدَّمها صالح، «رمش عينه» لمحرم فؤاد، و«قلبي ليك ميال» لفايزة أحمد، و«يا جميل يا للي هنا» لمحمد فوزي، و«ع الحلوة والمرّة» لعبد الغني السيد، بالإضافة إلى مجموعة من أغنياته الخاصة، منها «حبيبي يا عاشق»، و«النور مكانه في القلوب»، و«وعدي»، و«لحظة تاريخية».

وتحدّثت الشاذلي خلال الحلقة مع صالح عن المقامات الموسيقية، وكيفية تدرّبه عليها، فأشار إلى أنّ اختياره للباقة التي قدّمها في «ليلة مقامات» جاء لحرصه على تحقيق تفاعل مع الجمهور، منطلقاً من أنّ أقصى لحظات السعادة للفنان تكمن في حدوث هذا التفاعل.

وعدّ الناقد الموسيقي المصري مصطفى حمدي اختيار مدحت صالح ليكون نجم «ليلة مقامات»، «جيداً لتميُّز صوته وقدرته على تقديم الأغنيات ذات المقامات الموسيقية المختلفة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «الأمر لم يقتصر على حلقة فنية، بل تضمَّن جانباً مهماً تمثَّل في تعريف الجمهور بالمقامات الموسيقية وتنوّعها، الأمر الذي يعزّز نشر هذه الثقافة».

مدحت صالح خلال تصوير الحلقة مع منى الشاذلي (الشرق الأوسط)

في سياق متصل، أجرى الفنان محمد منير «بروفة» على حفله الذي يفتتح الحفلات الغنائية الجماهيرية، الجمعة، بعد وصوله إلى العلمين مع فرقته الموسيقية، وذلك على المسرح الذي سيشهده، مع اختيار أغنيات متنوّعة ليقدّمها لأكثر من ساعتين.

وإضافة إلى إعلان المهرجان تخصيص 60 في المائة من العائدات لمصلحة أهالي فلسطين، خصَّصت إدارته مساحة للفنون الفلكلورية الفلسطينية ضمن أولى الحفلات الغنائية مع مشاركة الفنانة دينا الوديدي بجانب محمد منير في حفله ضمن إطار الاحتفاء بالتراث الفلسطيني.

ويلفت الناقد الموسيقي مصطفى حمدي إلى أنّ «اختيار منير ليكون نجم أول الحفلات الجماهيرية يعبّر عن الهوية المصرية الأصيلة للمهرجان بوصفه من الأصوات المصرية المهمّة بجانب جمهوره العريض في جميع حفلاته».

وبينما بدأ حجز التذاكر لحفل منير قبل أسبوع فقط من موعده، فتحت الشركة المنظِّمة للمهرجان باب الحجز لحفل الفنان عمرو دياب المقرَّر يوم 9 أغسطس (آب) المقبل.

كما أُتيح الحجز لحفل الفنانة ماجدة الرومي في 19 يوليو (تموز)، وهو أحد الحفلات الضخمة التي ستصاحب فيها الفنانة اللبنانية الأوركسترا بقيادة المايسترو نادر عباسي، علماً بأنه أُعلن عن الحفل وأُضيف إلى فعاليات المهرجان ضمن سلسلة الحفلات التي يجري الإعلان عنها تباعاً.


مقالات ذات صلة

حنان ماضي تعود للأضواء في الموسم الصيفي بالأوبرا المصرية

يوميات الشرق حنان ماضي تشارك في الموسم الصيفي للأوبرا (دار الأوبرا المصرية)

حنان ماضي تعود للأضواء في الموسم الصيفي بالأوبرا المصرية

تعود المطربة المصرية حنان ماضي للأضواء مجدداً خلال فعاليات «الموسم الصيفي للموسيقى والغناء» بدار الأوبرا.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق نانسي عجرم وسمير سرياني يُكملان مشوار النجاح (صور: سمير سرياني)

نانسي عجرم وسمير سرياني... الثقة المُثمرة

يُخبر المخرج اللبناني سمير سرياني «الشرق الأوسط» أنه تصوَّر فكرة وخطرت أخرى في اللحظة الأخيرة ليتغيَّر كلُّ المخطَّط.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق أنانت أمباني نجل الملياردير الهندي موكيش أمباني وراديكا ميرشانت يتفاعلان خلال احتفالات زفافهما في مومباي (رويترز)

بحضور مشاهير وسياسيين... نجل أغنى رجل في آسيا يتزوج في «زفاف العام» (صور)

تزوج الابن الأصغر لموكيش أمباني، أغنى رجل في آسيا، من صديقته منذ فترة طويلة في وقت مبكر من اليوم (السبت)، فيما أطلق عليه الكثيرون «حفل زفاف العام».

«الشرق الأوسط» (نيودلهي)
يوميات الشرق نهال الهلالي وشيماء النوبي خلال الحفل (بيت السحيمي بالقاهرة)

السيرة الهلالية و«المربعات» بأصوات نسائية في القاهرة التاريخية

بـ«الملس» الصعيدي، وهو الزي الشعبي بجنوب مصر، وقفت فنانتان أمام جمهور بيت السحيمي في القاهرة التاريخية، مساء الخميس، لتقدما حفلاً للسيرة الهلالية وفن المربعات.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق يحضّر لعمل موسيقي جديد «بيانو كونشرتو 2» (عمر الرحباني)

عمر الرحباني لـ«الشرق الأوسط»: همّي أن تحمل أعمالي المستوى المطلوب

على صدى نجاح «مشوار» يحضّر عمر لسهرة موسيقية يحييها في مهرجانات البترون الدولية. ففي 21 يوليو الحالي سيعتلي أحد أهم مسارح الصيف في لبنان.

فيفيان حداد (بيروت)

روان حلاوي لـ«الشرق الأوسط»: موضوع «يا ولاد الأبالسة» شائك ويحاكي الإنسانية

ممثلون معروفون يشاركون في المسرحية (روان حلاوي)
ممثلون معروفون يشاركون في المسرحية (روان حلاوي)
TT

روان حلاوي لـ«الشرق الأوسط»: موضوع «يا ولاد الأبالسة» شائك ويحاكي الإنسانية

ممثلون معروفون يشاركون في المسرحية (روان حلاوي)
ممثلون معروفون يشاركون في المسرحية (روان حلاوي)

منذ لحظة قراءتك لعنوان مسرحية روان حلاوي الجديدة تستشف النقمة؛ أطلقت عليها اسم «يا ولاد الأبالسة» لتعبّر عن مشاعر الملامة لواقع يعيشه الرجل والمرأة. فمَن وزّع الأدوار لتكون على هذا النحو بينهما؟ ولماذا لا تكون الإنسانية هي العنوان العريض لهما؟ فتجمع بدل أن تفرّق، وتؤلف مجتمعاً متوازناً. توضّح حلاوي لـ«الشرق الأوسط»: «أردته عنواناً يهزّنا ويدفعنا إلى التصرّف بدل التلهي بالكلام فقط. فقد آن الأوان أن نفعل بدل التفرج على مشهد يطالعنا يومياً».

للوهلة الأولى وبعد شروحات روان حلاوي، قد يخيّل للبعض أن المسرحية ترتكز على فلسفة اجتماعية. ولكنها تؤكد: «إنها مسرحية اجتماعية ساخرة، وليست من نوع الكوميديا. اتبعت فيها النصّ البسيط ليستطيع الحضور التفاعل معها من دون أي صعوبة تذكر».

تحكي المسرحية قصص 4 رجال يمثلون نماذج مختلفة في مجتمعنا. لم تقارب في كتابتها موضوعات محرّمة (تابوات)، وتعدّها تحاكي الإنسانية لدى الطرفين. وتتساءل: «أنا مع حقوق المرأة، ولكنني لا أعرف في الحقيقة، لماذا لا نزال نطالب بها؟ ولا أعلم لماذا نحتفل بيومها العالمي؟ لقد آن الأوان أن نلفت انتباه مجتمعاتنا إلى واقع التمييز السائد بين أدوار المرأة والرجل».

بعنوان المسرحية رغبت روان حلاوي لفت نظر الناس (روان حلاوي)

تبدأ عروض المسرحية في 24 يوليو (تموز) الحالي على خشبة «مسرح المدينة»، ويلعب بطولتها الممثلون علي منيمنة، وطارق تميم، وربيع الزهر، وسليم الأعور. كما تطل حلاوي شخصياً فيها بدور صغير.

الموضوع قد يكون سبق وجرى تناوله على المسرح، ولكنها تعالجه بأسلوب مختلف لا يشبه مسرحيات أخرى. حدث محوري يتخلّل قصة العمل ومنه تنطلق خيوط المسرحية. لماذا اختارت هذه الأسماء من الممثلين لتشاركها العمل، ترد لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تناقشنا وتحاورنا كثيراً. فهم زملائي وأصدقائي في الوقت نفسه، وأعدّهم أصحاب شخصيات تناسب الأدوار التي يلعبونها. وتعمّدت أن يكونوا بأعمار متشابهة. هذه الكيمياء الحاضرة بينهم تبرز بشكل واضح في أدائهم، وتعزز رسالة العمل».

ليس من السهل إيصال الفكرة للناس. فما الصعوبات التي واجهتها لترجمتها على المسرح؟ تقول: «استغرق تأليف المسرحية وكتابتها وقتاً طويلاً. رغبت في أن تترك أثرها في الناس، فتُحدث نقاشاً بينهم. لقد نقلت طرحاً جديداً. سألت وبحثت واستفزتني مواقف كثيرة استثمرتها في كتابتي».

البطولة ذكورية بامتياز، فهل في عملها هذا تدافع عن المرأة أو تنتقد الرجل؟ توضح: «في رأيي المرأة كما الرجل، هما ضحيتا مجتمع مركّب تحكمه سلطة معينة. يتراءى لي أن هناك لعبة تحاك على الإنسان منذ زمن طويل، لنصل إلى هذه المعضلة. وزّعوا علينا الأدوار وأنجزوا الصفقات للوصول إلى ما نحن عليه. أما المستفيدون الرئيسيون من هذا الوضع فهم الرأسماليون».

«يا ولاد الأبالسة» تنطلق عروضها في 24 يوليو على مسرح المدينة (روان حلاوي)

«علينا بالتغيير» تقول روان، ومن هنا تبدأ حكايتها مع هذه المسرحية. «كان لا بدّ أن نبدأ من مكان ما للتخلص من التمييز بين المرأة والرجل ووضع حد له. ومَن سيحضر العمل يستوعب الفكرة التي أعالجها. أدرك أن هذه المعضلة لا تقتصر على بلادنا العربية. إنها متفشية بشكل كبير في أهم الدول الأجنبية، وفي مقدمها أميركا. ولذلك أفكر في ترجمة النص إلى الإنجليزية، لأتنقل بها على مسارح العالم. كل ما كتبته يحمل الحياد ويحكي بلسان الرجل. لا أضع اللوم على هذا الإنسان أو ذاك. كما أننا لا نعرف مَن الذي بدأ في ممارسة التمييز بين الاثنين على مرّ الزمن. ولكن ما نعرفه جميعاً، هو أن الرجل لديه الضوء الأخضر للتحكم بكل شيء».

على نحو 80 دقيقة ستدور مسرحية «يا ولاد الأبالسة». وتتضمن كل العناصر الفنية المسرحية من موسيقى ومؤثرات صوتية وبصرية وديكورات. ويروي الممثلون الأربعة كلٌ منهم قصته على طريقته. «جميعهم يؤلفون وجوهاً لعملة واحدة. لست ناقمة عليهم لأني أعدّهم ضحايا تماماً كما النساء».

التمييز الذي تتناوله روان حلاوي في المسرحية لا ينبع من العنصرية. فهي تحاول رفع الصوت عالياً حول حالة تقسيم الأدوار في المجتمع. هناك صفات محددة وأفعال تُمارَس على المرأة كما على الرجل، وتتابع: «حان الوقت أن نحكي عمّا يجمعنا وليس العكس».

وتختم روان حلاوي واصفة العمل بأنه يدور بين الواقعية والملحمية. «أردته كذلك لأكسر الحواجز بيني وبين جمهور المسرح. أريده أن يتفاعل مع الموضوع فيفكر ويحلّل على أمل إحراز التغيير».