احتفالاً بمرور 116 عاماً العلاقات المصرية - الصربية، نظمت دار الكتب والوثائق المصرية بالتعاون مع الأرشيف الوطني الصربي معرضاً بالمجلس الأعلى للثقافة، الأربعاء، يضم العديد من الوثائق والصور الفوتوغرافية النادرة لرموز حركة «عدم الانحياز» التي ضمت 29 دولة في بداية تأسيسها.
وتحتفي وزارة الثقافة المصرية هذه الأيام بالعلاقات مع صربيا عبر برنامج «أيام الثقافة الصربية في مصر» بمشاركة جهات متعددة منها وزارة الخارجية المصرية وسفارة صربيا في القاهرة.
ويوضح أستاذ التاريخ بجامعة القاهرة الدكتور محمد عفيفي، أحد المشاركين في الاحتفالية أن «المعرض تضمن مجموعة من الوثائق ومقتطفات من الصحافة والدوريات المختلفة وصوراً فوتوغرافية نادرة»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «نصف المعرض عن الجانب المصري اهتم بتعليقات الصحافة المصرية على حركة عدم الانحياز، خصوصاً في عصر عبد الناصر والسادات وجوزيف تيتو، وتشكيل أعضاء الوفد المصري في المؤتمرات الخاصة بالحركة».
وتأسست حركة عدم الانحياز بدعوة من الرئيس اليوغسلافي جوزيف تيتو للدول النامية بالبعد عن استقطابات معسكري الحرب الباردة (أميركا والاتحاد السوفياتي)، واتباع ما عرف وقتها بالطريق الثالثة، وانضم للحركة في خطواتها التأسيسية الرئيس المصري جمال عبد الناصر ورئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو.
ويتابع عفيفي أن «الجانب الصربي من المعرض اهتم بالصور الخاصة بمؤتمرات قمة عدم الانحياز في بلغراد بيوغسلافيا السابقة»، لافتاً إلى أن المعرض شهد تكاملاً بين الجانبين، وأرجع «غياب تقارير وزارات الخارجية أو مراسلات السفارات، التي يمكن أن تكون لها أهمية تاريخية، إلى الطبيعة الاحتفالية للمعرض». مؤكداً أن «دار الكتب والوثائق بذلت مجهوداً كبيراً في جمع الصور والصحف وبعض القرارات الرسمية، خصوصاً التي نشرت في (الوقائع المصرية)».
ومن أبرز الوثائق المعروضة «مذكرة للعرض على رئيس الجمهورية بتشكيل وفد الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) للاجتماع التمهيدي لدول عدم الانحياز بمدينة القاهرة يوم 5 يونيو (حزيران) 1961، وجزء من خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في مؤتمر أقطاب الدول غير المنحازة بمدينة بلغراد، في سبتمبر (أيلول) 1961».
وتشهد احتفالية أيام الثقافة الصربية في مصر العديد من الفعاليات، من بينها معرض للحرف اليدوية الصربية، ومعرض للصور الفوتوغرافية بعنوان «تجربة صربيا الجبال والأنهار»، ومعرض يضم عدداً من مقتنيات السيدة الأولى زوجة الرئيس الراحل جوزيف تيتو، كما تشارك فرقة كولو الصربية للفنون الشعبية و«فرقة رضا» المصرية للفنون الشعبية في الفعاليات أيضاً، بالإضافة إلى عرض الفيلم الصربي «الملك بيتر».
وتتضمن الفعاليات التي تقام في الفترة من 10 إلى 12 يوليو (تموز) الجاري، ندوة بعنوان «حركة عدم الانحياز ودورها العالمي»، يديرها الدكتور محمد عفيفي، ويُشارك بها كل من الدكتورة إيمان عامر أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة القاهرة، والدكتور دراجان تيودوسيتش، كبير المُؤرشفين بمؤسسة أرشيفات يوغوسلافيا، والدكتورة زبيدة عطا المتخصصة في تاريخ العصور الوسطى وعميد كلية الآداب جامعة حلوان سابقاً، والسفير عزت سعد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية. بالإضافة إلى ندوة بعنوان «مصر وصربيا - علاقات ثقافية» تشهد كلمات ومداخلات لوزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو، والسفير ميروسلاف تشيستونيتش سفير جمهورية صربيا بالقاهرة.