مشاجرة محمد رمضان مع أحد المعجبين تعيد الجدل حول «انفعال الفنانين»

بعد جولة تصوير في الساحل الشمالي

محمد رمضان في أحد حفلاته الغنائية (حسابه على «فيسبوك»)
محمد رمضان في أحد حفلاته الغنائية (حسابه على «فيسبوك»)
TT

مشاجرة محمد رمضان مع أحد المعجبين تعيد الجدل حول «انفعال الفنانين»

محمد رمضان في أحد حفلاته الغنائية (حسابه على «فيسبوك»)
محمد رمضان في أحد حفلاته الغنائية (حسابه على «فيسبوك»)

أعادت المشاجرة التي نشبت بين الفنان محمد رمضان وأحد المعجبين في الساحل الشمالي الجدل حول «انفعال الفنانين» رداً على تجاوزات بعض المعجبين، بعد أسابيع قليلة من أزمة صفع الفنان عمرو دياب أحد المعجبين على المسرح، بعدما حاول التقاط صورة معه بطريقة أزعجت الفنان.

وظهر محمد رمضان في مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، الاثنين، خلال تحركه في الشارع بالساحل الشمالي في مصر، والتقاط كثير من الصور والفيديوهات مع الجمهور الذي تصادف مروره بينهم، لكنه أوقف أحد الشباب بعد التقاط صورة لهما، وطلب منه الهاتف الذي صوّر به، لتنشب مشاجرة قصيرة صفع فيها رمضان الشاب على وجهه، بينما حاول الأخير رد الصفعة قبل أن يتدخل المارة للفصل بينهما. وتصدر اسم محمد رمضان «التريند» على «إكس»، ونشر فيديو لجولته بين الجمهور على صفحته في «إنستغرام».

وأرجع عدد من المتابعين انفعال رمضان على الشاب بسبب سخريته من اسمه خلال التقاط مقطع الفيديو ومناداته بلفظ تهكمي، الأمر الذي استوقف الفنان المصري الذي كان يلتقط الصور والفيديوهات مع معجبيه في أثناء التحرك داخل إحدى القرى السياحية الشهيرة.

ويرى الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن أن «سوء الحظ بات مصاحباً لرمضان الذي يتنقل من أزمة لأخرى مع تراجع مكانته ممثلاً، وبقائه على الساحة مطرباً»، مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «محاولته إظهار جماهيريته عبر وجوده والتقاطه الصور مع الجمهور لنشرها عبر حساباته على مواقع التواصل، أوقعته في مشكلة جديدة».

محمد رمضان (حسابه على فيسبوك)

وكان محمد رمضان قد أعلن غيابه عن السباق الدرامي الرمضاني الماضي بعدما تردّدت أخبار عن خلاف بينه وبين المخرج محمد سامي، الذي كان يُفترض أن يتعاون معه في عمل درامي جديد بعد نجاحهما في مسلسل «جعفر العمدة» العام الماضي.

وتجاهل محمد رمضان الرد على الجدل المصاحب للواقعة، ونشر صوراً من الموقع نفسه لالتفاف الجمهور حوله، والتقاط الصور معه عبر خاصية «ستوري» في صفحتيه على «إنستغرام» و«فيسبوك»، بجانب نشر لقطات لتفاعل الجمهور مع أغنيته الجديدة «بمزاجي».

ويصف الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين ما حدث بأنه «خطأ واضح»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «رمضان لا يتحمّل الخطأ بمفرده، ولكن يتحمله أيضاً الشاب الذي ظهر في الفيديو ويبدو أنه تصرف بشكل غير طبيعي، إذ تُظهر مقاطع فيديو أن هناك تصرفاً في التصوير لم يعجب رمضان، وطلب منه الهاتف ليمسح الفيديو قبل تصاعد الموقف».

وأضاف سعد الدين أن «الفنان في النهاية هو إنسان يحاول ضبط انفعالاته، لكن في بعض الأوقات يخرج عن شعوره، ويمكن أن يردّ بشكل غاضب أو منفعل نتيجة ما يحدث معه، الأمر الذي يمكن تفهمه في حالة محمد رمضان مع عدم إنكار تحمله جزءاً من المسؤولية».

وهو رأي يدعمه محمد عبد الرحمن الذي يؤكد أن «الفنان المصري كان عليه الحرص بشكل أكبر عند التعامل مع الموقف الذي يأتي بعد وقت قصير من أزمة عمرو دياب، بخلاف أن وجود نجوم مشهورين في الأماكن العامة يجعلهم عرضة لمواقف أكثر صعوبة، وعليهم أن يتعاملوا معها بشكل أكثر احترافية وبأقصى درجات ضبط النفس».

ويختتم سعد الدين حديثه بالتأكيد على «أحقّية النجم في طلب مسح فيديو أو صورة يراها غير مناسبة بعد التقاطها، وهو الأمر الذي يبدو أن رمضان حاول القيام به».


مقالات ذات صلة

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

يوميات الشرق مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)

«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان

إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم...

فيفيان حداد (بيروت)
يوميات الشرق الشيف بوراك في أحد المقاطع الدعائية  (صفحته على فيسبوك)

مطعم تركي يُجدد الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر

جددت أسعار فواتير «باهظة» لمطعم تركي افتُتح حديثاً بمنطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة) الجدل بشأن «الفجوة الطبقية» في مصر.

محمد الكفراوي (القاهرة )
رياضة عالمية نادي باريس سان جيرمان (الشرق الأوسط)

سان جيرمان يحتكم إلى الاتحاد الفرنسي في نزاعه مع مبابي

قدّم نادي باريس سان جيرمان طلبا لمناقشة نزاعه المالي مع مهاجمه السابق كيليان مبابي أمام اللجنة التنفيذية للاتحاد الفرنسي لكرة القدم، بعد القرارات المؤيدة للاعب.

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق الطبيبة المصرية التي نشرت مقطع فيديو أثار جدلاً (جزء من المقطع على يوتيوب)

توقيف طبيبة لـ«إفشاء أسرار المرضى» يثير انقساماً «سوشيالياً» بمصر

أثار توقيف طبيبة مصرية بتهمة «إفشاء أسرار المرضى»، تبايناً وانقساماً «سوشيالياً» في مصر، بعد أن تصدرت «التريند» على «غوغل» و«إكس»، الثلاثاء.

محمد الكفراوي (القاهرة)
يوميات الشرق تشاء الصرخة إعلاء صوت العدالة والدفع قُدماً بقضية المناخ (غرينبيس)

«أحلامنا ليست للبيع والشراء»... صرخة الطفولة العربية لعالَم عادل

يصرخ الأطفال عالياً في الكليب: «أحلامنا ليست للبيع والشراء»، ويعبّرون عن إحباطهم من عالَمٍ لا يكترث لغدهم، ينادون بتغيير جذري يجعل من رفاهيتهم ومستقبلهم أولوية.

فاطمة عبد الله (بيروت)

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
TT

غاليري «آرت أون 56» رسالةُ شارع الجمّيزة البيروتي ضدّ الحرب

أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)
أبت أن تُرغم الحرب نهى وادي محرم على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية (آرت أون 56)

عاد إلى ذاكرة مُؤسِّسة غاليري «آرت أون 56»، نهى وادي محرم، مشهد 4 أغسطس (آب) 2020 المرير. حلَّ العَصْف بذروته المخيفة عصر ذلك اليوم المشؤوم في التاريخ اللبناني، فأصاب الغاليري بأضرار فرضت إغلاقه، وصاحبته بآلام حفرت ندوباً لا تُمحى. توقظ هذه الحرب ما لا يُرمَّم لاشتداد احتمال نكئه كل حين. ولمّا قست وكثَّفت الصوتَ الرهيب، راحت تصحو مشاعر يُكتَب لها طول العُمر في الأوطان المُعذَّبة.

رغم عمق الجرح تشاء نهى وادي محرم عدم الرضوخ (حسابها الشخصي)

تستعيد المشهدية للقول إنها تشاء عدم الرضوخ رغم عمق الجرح. تقصد لأشكال العطب الوطني، آخرها الحرب؛ فأبت أن تُرغمها على إغلاق الغاليري وتسليمه للعدمية. تُخبر «الشرق الأوسط» عن إصرارها على فتحه ليبقى شارع الجمّيزة البيروتي فسحة للثقافة والإنسان.

تُقلِّص ساعات هذا الفَتْح، فتعمل بدوام جزئي. تقول إنه نتيجة قرارها عدم الإذعان لما يُفرَض من هول وخراب، فتفضِّل التصدّي وتسجيل الموقف: «مرَّت على لبنان الأزمة تلو الأخرى، ومع ذلك امتهنَ النهوض. أصبح يجيد نفض ركامه. رفضي إغلاق الغاليري رغم خلوّ الشارع أحياناً من المارّة، محاكاة لثقافة التغلُّب على الظرف».

من الناحية العملية، ثمة ضرورة لعدم تعرُّض الأعمال الورقية في الغاليري لتسلُّل الرطوبة. السماح بعبور الهواء، وأن تُلقي الشمس شعاعها نحو المكان، يُبعدان الضرر ويضبطان حجم الخسائر.

الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه (آرت أون 56)

لكنّ الأهم هو الأثر. أنْ يُشرّع «آرت أون 56» بابه للآتي من أجل الفنّ، يُسطِّر رسالة ضدّ الموت. الأثر يتمثّل بإرادة التصدّي لِما يعاند الحياة. ولِما يحوّلها وعورةً. ويصوّرها مشهداً من جهنّم. هذا ما تراه نهى وادي محرم دورها في الأزمة؛ أنْ تفتح الأبواب وتسمح للهواء بالعبور، وللشمس بالتسلُّل، وللزائر بأن يتأمّل ما عُلِّق على الجدران وشدَّ البصيرة والبصر.

حضَّرت لوحات التشكيلية اللبنانية المقيمة في أميركا، غادة جمال، وانتظرتا معاً اقتراب موعد العرض. أتى ما هشَّم المُنتَظر. الحرب لا تُبقى المواعيد قائمة والمشروعات في سياقاتها. تُحيل كل شيء على توقيتها وإيقاعاتها. اشتدَّت الوحشية، فرأت الفنانة في العودة إلى الديار الأميركية خطوة حكيمة. الاشتعال بارعٌ في تأجيج رغبة المرء بالانسلاخ عما يحول دون نجاته. غادرت وبقيت اللوحات؛ ونهى وادي محرم تنتظر وقف النيران لتعيدها إلى الجدران.

تفضِّل نهى وادي محرم التصدّي وتسجيل الموقف (آرت أون 56)

مِن الخطط، رغبتُها في تنظيم معارض نسائية تبلغ 4 أو 5. تقول: «حلمتُ بأن ينتهي العام وقد أقمتُ معارض بالمناصفة بين التشكيليين والتشكيليات. منذ افتتحتُ الغاليري، يراودني هَمّ إنصاف النساء في العرض. أردتُ منحهنّ فرصاً بالتساوي مع العروض الأخرى، فإذا الحرب تغدر بالنوايا، والخيبة تجرّ الخيبة».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه، وربما حيّزه في هذا العالم. تُسمّيه مُتنفّساً، وتتعمّق الحاجة إليه في الشِّدة: «الفنانون والزوار يريدون للغاليري الإبقاء على فتح بابه. نرى الحزن يعمّ والخوف يُمعن قبضته. تُخبر وجوه المارّين بالشارع الأثري، الفريد بعمارته، عما يستتر في الدواخل. أراقبُها، وألمحُ في العيون تعلّقاً أسطورياً بالأمل. لذا أفتح بابي وأعلنُ الاستمرار. أتعامل مع الظرف على طريقتي. وأواجه الخوف والألم. لا تهمّ النتيجة. الرسالة والمحاولة تكفيان».

الغاليري لخَلْق مساحة يجد بها الفنان نفسه وربما حيّزه في العالم (آرت أون 56)

عُمر الغاليري في الشارع الشهير نحو 12 عاماً. تدرك صاحبته ما مرَّ على لبنان خلال ذلك العقد والعامين، ولا تزال الأصوات تسكنها: الانفجار وعَصْفه، الناس والهلع، الإسعاف والصراخ... لـ9 أشهر تقريباً، أُرغمت على الإغلاق للترميم وإعادة الإعمار بعد فاجعة المدينة، واليوم يتكرّر مشهد الفواجع. خراب من كل صوب، وانفجارات. اشتدّ أحدها، فركضت بلا وُجهة. نسيت حقيبتها في الغاليري وهي تظنّ أنه 4 أغسطس آخر.