يوسف زيدان ينسحب من «تكوين» ويتفرغ للكتابة

المؤسسة أكدت «مواصلة رسالتها وعدم التأثر بالتهديدات»

يوسف زيدان في إحدى جلسات «تكوين» (مؤسسة تكوين)
يوسف زيدان في إحدى جلسات «تكوين» (مؤسسة تكوين)
TT

يوسف زيدان ينسحب من «تكوين» ويتفرغ للكتابة

يوسف زيدان في إحدى جلسات «تكوين» (مؤسسة تكوين)
يوسف زيدان في إحدى جلسات «تكوين» (مؤسسة تكوين)

في مفاجأة غير متوقعة، أعلن الروائي والكاتب المصري الدكتور يوسف زيدان، أحد أبرز مؤسسي «تكوين»، انسحابه من المؤسسة والاستقالة من مجلس أمنائها، واجتناب أي أنشطة أو فعاليات ترتبط بها.

وأرجع زيدان قراره إلى رغبته في التفرغ للكتابة، التي وصفها بأنها «هي التي تدوم»، مضيفاً: «ربما تثمر في الواقع العربي المعاصر الذي بلغ حداً مريعاً من التردي». على حد تعبيره.

ونفى زيدان هروبه من المؤسسة، التي فجرت جدلاً واسعاً في مصر بالآونة الأخيرة، والتنصل من أهدافها، خلال تعليق له على أحد متابعيه عبر «فيسبوك»، مضيفاً «أنه اتخذ قراره بعد معاناة وطول تفكير».

وأثار قرار زيدان المفاجئ ردوداً متباينة في مصر، فبينما أعرب متابعون عن استيائهم من القرار «غير المتوقع»، رحّب آخرون بانسحابه ودعوا بقية أعضاء مجلس الأمناء إلى الاستقالة وإغلاق المؤسسة.

وقررت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، الأحد، تأجيل دعوى حلّ مجلس أمناء «تكوين» التي أقامها المحامي غلاب الحطاب، ضد مجلس أمناء «تكوين» لجلسة 3 أغسطس (آب) المقبل لتقرير مفوضي الدولة.

وردّت مؤسسة «تكوين» على قرار زيدان، بإصدار بيان قالت فيه إنها «ستواصل جهودها الحثيثة للارتقاء بوعي المواطن العربي ونشر قيم التسامح والحوار في عالم عربي، انتشرت فيه خطابات الكراهية والتكفير، ولن تنصاع لخطابات التهديد والترهيب، بل ستمضي قدماً، تماماً مثلما فعل المحدثون، على غرار محمد عبده، وطه حسين، وفرج فودة، وغيرهم». وفق تعبيرها.

وقدّمت المؤسسة الشكر والامتنان لزيدان على «مساهمته البناءة والمثمرة في تكوين المؤسسة ووضع لبناتها الأولى، وحرصه اللامشروط على ترسيخ مبادئ الحوار والتسامح». وفق البيان.

وقالت إنها «تحترم قراره في ظل الضغوطات التي تعرض لها في الفترة الأخيرة، وكمية الهجمات التي طالته وطالت المؤسسة».

ورغم إبداء الكاتبة فاطمة ناعوت «تعجبها» من عدم نشر جميع حلقات برنامجها «صورة وصوت» والاكتفاء بنشر 10 حلقات منه، فإنها تؤيد زيدان في اتخاذ القرار الذي يناسبه.

مضيفة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إنه ربما يريد التفرغ للكتابة مثلما أعلن، أو قد تكون هناك أسباب خفية غير معلومة».

وقالت ناعوت، التي وصفها زيدان في بيان سابق بأنها «أحد المتحمسين للمؤسسة، وأنه لا تربطها علاقة بـ(تكوين)»: «المركز يواصل نشاطه بانتظام عبر نشر ما يخصهم من أعمال»، مؤكدة أنها «مؤسسة مهمة تعمل بشكل جيد»، ووصفتها بأنها «بارقة أمل ومؤسسة واعدة في مواجهة الفكر الظلامي».

وأقامت مؤسسة «تكوين الفكر العربي» مؤتمرها التأسيسي بالمتحف المصري الكبير، في 4 مايو (أيار) الماضي. وفجّرت موجة من الجدل بشأن أهدافها.

وتطور الجدل إلى دعوة الدكتور أسامة الأزهري، المستشار الديني للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أعضاء «المؤسسة» إلى مناظرته، وهو ما وافق عليه زيدان، بشرط أن تكون المناظرة بعيدة عن وسائل الإعلام و«صخب البسطاء»، وفق وصفه.

جلسة إعلان «تكوين» (مؤسسة تكوين)

وكان الأزهري قد أعلن، في بيان مطول له، عن استعداده لمحاورة كل أعضاء «تكوين» بمفرده، عبر مناظرة كبرى، ودعا كلاً من يوسف زيدان، وإبراهيم عيسى، وإسلام بحيري، وفاطمة ناعوت، وضمّ إليهم الدكتور زاهي حواس، مطالباً بالمبادرة بالهجوم الفكري في عدة قضايا، من بينها «المسجد الأقصى»، و«صلاح الدين»، و«السنة النبوية»، و«الصحابة»، كما طلب من زاهي حواس مناقشته حول «وجود الأنبياء في مصر».

وعدّ أن إعلانه عن المناظرة الكبرى «يعفي الأزهر من خوض هذا الجدل».

في المقابل، طلب زيدان من الأزهري «مناقشة هذه الموضوعات بهدوء ورويّة منفردينِ، بعيداً عن وسائل الإعلام، وصخب البسطاء». مشدداً على أن ما طرحه الأزهري للتحاور وتبادل الرأي لا يخص من قريب أو بعيد مؤسسة «تكوين»، وما تهدف إليه من تثقيف عام.

وكان زيدان قد أعلن قبل ذلك رفضه عقد مناظرات باسم مؤسسة «تكوين» بعد إعلان الإعلامي المصري عمرو أديب عن العمل على تنظيم مناظرة بين إسلام البحيري، عضو مجلس أمناء «تكوين»، والداعية عبد الله رشدي، لمناقشة ما تقدمه مؤسسة «تكوين»، والاتهامات التي وجّهها إليها البعض بـ«المساس بالثوابت الدينية والاجتماعية».

وقال زيدان: «ليس من مهام مؤسسة (تكوين) عقد المناظرات بين المتخاصمين، ولا المواجهات بين المتخالفين... فقد ثبت بالتجربة أنه لا جدوى من الجدال الديني»، وهدّد بالانسحاب من المؤسسة إذا أُقيمت تلك المناظرة، وبالفعل لم يتم عقدها.

وشهدت مصر تقديم بلاغات تطالب بإغلاق مركز «تكوين»، من بينها دعوى قضائية أعلن عنها المحامي مرتضى منصور، بالإضافة إلى بيان عاجل تقدم به لمجلس النواب النائب مصطفى بكري، الذي اتهم المركز بـ«إثارة الفتنة»، و«الطعن في الثوابت الدينية».

وعلّق زيدان على تلك الاتهامات متسائلاً: «ما كل هذه الكراهية تجاه التفكير والعقلانية وإعادة النظر في المفاهيم العامة؟». على حد وصفه.


مقالات ذات صلة

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الرجال المتزوجون يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب (رويترز)

الزواج يبطئ شيخوخة الرجال

أظهرت دراسة جديدة أن الرجال المتزوجين يتقدمون في العمر أبطأ من الرجال العزاب، إلا إن الشيء نفسه لا ينطبق على النساء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
يوميات الشرق النجم الشجاع أنقذ الموقف (مواقع التواصل)

نجم «ديزني» يتخلّص من أفعى على الطائرة... ويتلقّى مكافأة

نجح نجم «ديزني»، الأسترالي أندري ريريكورا، في التخلُّص من ثعبان على طائرة «فيرجين إيرلاينز»... فماذا كانت مكافأته؟

«الشرق الأوسط» (سيدني)
يوميات الشرق إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

«الشرق الأوسط» (برلين)
يوميات الشرق جمال لوتشيا بونتي من نوع مختلف عن جدّتها (موقع الحفل)

حفيدة صوفيا لورين «مختلفة الجمال» تخرج إلى المجتمع في «حفل المبتدئات»

جرتْ العادة أن تحضُر كل مُشاركة بصحبة فتى من أبناء المشاهير والأثرياء، وأن ترقص معه «الفالس» كأنهما في حفل من حفلات القصور في عهود ملوك أوروبا.

«الشرق الأوسط» (باريس)

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

هولندي يروّج للسياحة المصرية بالتجديف في النيل لمدة أسبوع

المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)
المجدف الهولندي يبدأ رحلته من بني سويف حتى القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

دشن المجدف الهولندي المحترف، روب فان دير آر، مشروع «التجديف من أجل مصر 2024»، بهدف الترويج لمنتج السياحة الرياضية المصرية، حيث تستمر الرحلة لمدة أسبوع، وتبدأ من بني سويف (115 كيلومتراً جنوب القاهرة)، وحتى العاصمة القاهرة.

ويهدف المشروع إلى تسليط الضوء على جمال مصر وتراثها الطبيعي والثقافي المتميز، بالإضافة إلى الترويج لمقوماتها السياحية والأثرية المتنوعة، ورفع الوعى بأهمية الحفاظ على نهر النيل.

المُجدّف الهولندي المحترف روب فان دير آر (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ووفق عمرو القاضي، الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، فإن مشاركة الهيئة في هذا الحدث تأتي في إطار حرص الدولة المصرية على التعاون مع سفارات الدول الأجنبية بمصر، ولا سيما في الفعاليات والأحداث التي تلقي الضوء على المقصد السياحي المصري والترويج لمقوماته ومنتجاته السياحية المتنوعة والمختلفة.

ولفت القاضي إلى أن «هذه النوعية من الأحداث تخاطب شريحة من المهتمين بمنتج السياحة الرياضية بصفة عامة ومنتج سياحة المغامرات بصفة خاصة، كما أنها تتماشى مع الاستراتيجية الترويجية للهيئة التي تهدف إلى الترويج لمقومات مصر السياحية، علاوة على الدور المجتمعي الذي تقوم به الهيئة في التعاون مع المؤسسات الخيرية».

جدير بالذكر أن هذا المشروع يتم تنفيذه بالتعاون والتنسيق بين سفارة دولة هولندا في القاهرة، ومؤسسة مجدي يعقوب للقلب، وشركة Aspire، وتحت رعاية عدد من الوزارات.

مشروع «التجديف من أجل مصر 2024» يهدف إلى الترويج للسياحة الرياضية (وزارة السياحة والآثار المصرية)

ويتوقع وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، الوصول إلى هدف «30 مليون سائح سنوياً» بحلول عام 2031 إذا لم تحدث متغيرات جيوسياسية جديدة بالمنطقة»، وفق تعبيره.

وقال إن «الاستراتيجية التي أعلنتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية -30 مليون سائح بحلول عام 2028- كانت طَموحة للغاية، ولم تضع في حسبانها الأزمات السياسية والعسكرية التي أثّرت تداعياتها على دول المنطقة والعالم».

ورغم ذلك توقع الوزير أن يشهد العام الحالي زيادة في أعداد السائحين القادمين إلى مصر، ليكون 15.2 مليون سائح في 2024، مقارنةً بـ14.906 مليون سائح عام 2023.