هل يؤثر النظر إلى الهاتف ليلاً على نومك؟https://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5028318-%D9%87%D9%84-%D9%8A%D8%A4%D8%AB%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%B1-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%87%D8%A7%D8%AA%D9%81-%D9%84%D9%8A%D9%84%D8%A7%D9%8B-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%86%D9%88%D9%85%D9%83%D8%9F
رجل يستخدم هاتفه بينما يستلقي في الفراش (أرشيفية - رويترز)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
هل يؤثر النظر إلى الهاتف ليلاً على نومك؟
رجل يستخدم هاتفه بينما يستلقي في الفراش (أرشيفية - رويترز)
توصلت دراسة جديدة إلى أن الضوء المنبعث من الهواتف الذكية ليس له تأثير كبير على جودة النوم، وذلك على عكس ما كان يعتقد سابقاً.
ونصحت الكثير من الدراسات السابقة الأشخاص الذين يأملون في الحصول على نوم جيد بتجنب استخدام الأجهزة مثل الهواتف والأجهزة اللوحية، ومشاهدة التلفزيون قبل النوم بسبب الضوء الأزرق الذي تنتجه.
ويقال إن الضوء الأزرق يثبط الميلاتونين، وهو الهرمون الذي يساعد على النوم ويضبط إيقاع الساعة البيولوجية للإنسان.
ومع ذلك، أشارت الدراسة الجديدة إلى أن تأثير الشاشات على القدرة على النوم ليس كبيراً كما نعتقد، بحسب ما نقلته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.
وقال مايكل غراديسار، عالم النفس الذي شارك في الدراسة: «إذا نظرنا إلى جميع العوامل التي يمكن أن تضر بنومنا، فسنجد أن الخوف من الشاشات أمر مبالغ فيه».
وأضاف: «لقد راجعنا 11 دراسة أجريت في جميع أنحاء العالم ولم نجد دليلاً على أن النظر إلى ضوء الشاشة في الساعة التي تسبق النوم يصيبك بالأرق أو يحفز اضطرابات النوم لديك».
وبحسب غراديسار، فإن أقصى تأثير للشاشات على النوم تم رصده في إحدى الدراسات التي أجريت قبل عِقد من الزمن، كان بسيطاً جداً، حيث وجدت الدراسة أن الشاشات تؤخر الناس من النوم لمدة 10 دقائق فقط.
وفقاً لغراديسار وفريقه، فإن العامل الأكثر أهمية الذي يؤثر على نوم الشخص هو التوقيت الذي يغفو فيه وليس ضوء الهاتف.
كما قلل راسل فوستر، أستاذ علم الأعصاب في جامعة أكسفورد، والذي لم يشارك في الدراسة، من تأثير الضوء الأزرق على النوم، مضيفاً: «لا يوجد دليل على أن الأضواء الزرقاء المنبعثة من الشاشات لها أي تأثير كبير على النوم».
وفي وقت سابق من هذا العام، خلصت دراسة أجرتها جامعة بازل السويسرية إلى نتائج مماثلة، وأكدت أن الضوء الأزرق للشاشة لا يؤثر بشكل كبير على دورة نوم الشخص واستيقاظه.
الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....
علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.
باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟
كريستين حبيب (بيروت)
«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنانhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/5084244-%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%85%D9%91-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A9-%D8%AA%D9%8F%D8%AB%D9%84%D8%AC-%D9%82%D9%84%D8%A8-%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9-%D9%85%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%91-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86
«مساعدة الصمّ»... مبادرة تُثلج قلب مجتمع منسيّ في لبنان
مؤسِّسة المبادرة مع فريقها المُساعد للنازحين الصمّ (نائلة الحارس)
قد ينشغل اللبنانيون في زمن الحرب بأخبارها وأحوال النازحين وكيفية تأمين حاجاتهم. لكنّ قلةً منهم فكّرت بجزء من المجتمع اللبناني؛ هم الأشخاص الصمّ. فهؤلاء يفتقدون القدرة على السمع وسط حرب شرسة. لا أصوات القذائف والصواريخ، ولا الانفجارات والمسيّرات. ولا يدركون إعلانات التحذير المسبقة لمنطقة ستتعرّض للقصف. وقد تكمُن خطورة أوضاعهم في إهمال الدولة الكبير لهم. فهي، كما مراكز رسمية ومستشفيات ووسائل إعلام، لا تعيرهم الاهتمام الكافي. فتغيب لغة الإشارة التي يفهمونها، ليصبح تواصلهم مع العالم الخارجي صعباً.
من هذا المنطلق، ولدت مبادرة «مساعدة الصمّ»، فتولاها فريق من اللبنانيين على رأسهم نائلة الحارس المولودة من أب وأم يعانيان المشكلة عينها. درست لغة الإشارة وتعاملت من خلالها معهما منذ الصغر؛ الأمر الذي دفع بأصدقائها الصمّ، ملاك أرناؤوط، وهشام سلمان، وعبد الله الحكيم، للجوء إليها. معاً، نظّموا مبادرة هدفها الاعتناء بهؤلاء الأشخاص، وتقديم المساعدات المطلوبة لتجاوز المرحلة.
تقول نائلة الحارس لـ«الشرق الأوسط» إنّ القصة بدأت مع صديقتها ملاك بعد نزوح أهلها الصمّ إلى منزلها في بيروت هرباً من القصف في بلدتهم الجنوبية، فتوسّعت، من خلالهم، دائرة الاهتمام بأصدقائهم وجيرانهم. وعندما وجدت ملاك أنّ الأمر بات يستدعي فريقاً لإنجاز المهمّات، أطلقت مع هشام وعبد الله المبادرة: «اتصلوا بي لأكون جسر تواصل مع الجمعيات المهتمّة بتقديم المساعدات. هكذا كبُرت المبادرة ليصبح عدد النازحين الصمّ الذين نهتم بهم نحو 600 شخص».
لا تواصل بين الصمّ والعالم الخارجي. فهم لا يستطيعون سماع أخبار الحرب عبر وسائل الإعلام، ولا يملكون «لاب توب» ولا أدوات تكنولوجية تخوّلهم الاطّلاع عليها لحماية أنفسهم. كما أنّ لا دورات تعليمية تُنظَّم من أجلهم ليتمكّنوا من ذلك.
كي تلبّي نائلة الحارس رغبات الصمّ وتجد فرصاً لمساعدتهم، كان عليها التفكير بحلّ سريع: «لأنني أدرس لغة الإشارة والترجمة، دعوتُ من خلال منشور على حسابي الإلكتروني متطوّعين لهذه المهمّات. عدد من طلابي تجاوب، واستطعتُ معهم الانكباب على هذه القضية على أرض الواقع».
معظم الصمّ الذين تعتني بهم المبادرة في البيوت. بعضهم يلازم منزله أو يحلّ ضيفاً على أبنائه أو جيرانه.
يؤمّن فريق «مساعدة الصمّ» جميع حاجاتهم من مساعدات غذائية وصحية وغيرها. لا تواصل من المبادرة مع جهات رسمية. اعتمادها الأكبر على جمعيات خيرية تعرُض التعاون.
كل ما يستطيع الصمّ الشعور به عند حصول انفجار، هو ارتجاج الأرض بهم. «إنها إشارة مباشرة يتلقّونها، فيدركون أنّ انفجاراً أو اختراقاً لجدار الصوت حدث. ينتابهم قلق دائم لانفصالهم عمّا يجري في الخارج»، مؤكدةً أنْ لا إصابات حدثت حتى اليوم معهم، «عدا حادثة واحدة في مدينة صور، فرغم تبليغ عائلة الشخص الأصمّ بضرورة مغادرة منزلهم، أصرّوا على البقاء، فلاقوا حتفهم جميعاً».
وتشير إلى أنّ لغة الإشارة أسهل مما يظنّه بعضهم: «نحرّك أيدينا عندما نتحدّث، ولغة الاشارة تتألّف من هذه الحركات اليومية التي نؤدّيها خلال الكلام. كما أن تعلّمها يستغرق نحو 10 أسابيع في مرحلة أولى. ويمكن تطويرها وتوسيعها بشكل أفضل مع تكثيف الدروس والتمارين».
عدد الصمّ في لبنان نحو 15 ألف شخص. أما النازحون منهم، فقلّة، بينهم مَن لجأ إلى مراكز إيواء بسبب ندرة المعلومات حول هذا الموضوع. كما أنّ كثيرين منهم لا يزالون يسكنون بيوتهم في بعلبك والبقاع وبيروت.
بالنسبة إلى نائلة الحارس، يتمتّع الأشخاص الصمّ بنسبة ذكاء عالية وإحساس مرهف: «إنهم مستعدّون لبذل أي جهد لفهم ما يقوله الآخر. يقرأون ملامح الوجه وحركات الشفتين والأيدي. وإنْ كانوا لا يعرفون قواعد لغة الإشارة، فيستطيعون تدبُّر أنفسهم».
إهمال الدولة اللبنانية لمجتمع الصمّ يبرز في محطّات عدّة. إن توجّهوا إلى مستشفى مثلاً، فليس هناك من يستطيع مساعدتهم: «ينبغي أن يتوافر في المراكز الرسمية، أسوةً بالخاصة، متخصّصون بلغة الإشارة. المشكلات كثيرة في كيفية تواصلهم مع الآخر. فالممرض في مستشفى قد لا يعرف كيفية سؤالهم عن زمرة دمهم. وليس هناك مَن يساعدهم لتقديم أوراق ووثائق في دعوى قضائية. هذه الثغر وغيرها تحضُر في مراكز ودوائر رسمية».
تختم نائلة الحارس: «التحدّي في الاستمرار بمساعدة الأشخاص الصمّ. فالإعانات التي نتلقّاها اليوم بالكاد تكفينا لأيام وأسابيع. على أي جمعية أو جهة مُساعدة أخذ هؤلاء في الحسبان. فتُدمَج مساعدات الأشخاص العاديين مع مساعدات الصمّ، وبذلك نضمن استمرارهم لأطول وقت».