تكليف عسيري رئيساً تنفيذياً لمهرجان البحر الأحمر... والتركي مستشاراً

محمد عسيري الرئيس التنفيذي المكلف لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي (الشرق الأوسط)
محمد عسيري الرئيس التنفيذي المكلف لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي (الشرق الأوسط)
TT

تكليف عسيري رئيساً تنفيذياً لمهرجان البحر الأحمر... والتركي مستشاراً

محمد عسيري الرئيس التنفيذي المكلف لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي (الشرق الأوسط)
محمد عسيري الرئيس التنفيذي المكلف لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي (الشرق الأوسط)

أعلنت مؤسسة البحر الأحمر السينمائي عن تحديثات إدارية تتضمّن تعيين محمد عسيري عضو مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي السابق، رئيساً تنفيذياً مكلّفاً، وانتقال محمد التركي إلى دور استشاري في المؤسسة، وذلك لرغبته في إكمال رحلته السينمائية والتركيز على مسيرته المهنية كمنتج أفلام مستقلّ ورجل أعمال.

وأحرزت المؤسسة خلال الأعوام القليلة الماضية العديد من الإنجازات، كما حققت حضوراً متألقاً خلال الدورة الـ77 من مهرجان كان السينمائي، حيث وقع الاختيار على أربعة أفلام سينمائية مدعومة من المؤسسة، لتُعرض ضمن المهرجان، بما فيها «نورة»، وهو أول عمل سينمائي سعودي يصل إلى المسابقة الرسمية في تاريخ المهرجان العريق، بالإضافة إلى حصوله على تنويه خاص من لجنة التحكيم. كما تضمنت القائمة فيلم «إلى الأرض المجهولة» وفيلم «أنيمال» اللذين عُرضا ضمن «أسبوع النّقاد»، بالإضافة إلى فيلم «رفعت عيني إلى السماء» الذي حصد جائزة «العين الذهبية» كأفضل فيلم وثائقي.

يُذكر أن المؤسسة دعمت تحت قيادة محمد التركي أكثر من 250 مشروعاً سينمائياً من السعودية والعالم العربي وأفريقيا وآسيا، وساهمت في إيصال تلك الأفلام إلى المحافل والمهرجانات الدولية، مثل مهرجان كان ومهرجان البندقية ومهرجان تورونتو وغيرها من المهرجانات المرموقة.

جُمانا الراشد ومحمد عبد العزيز التركي في افتتاح «كان»

واعتبرت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، جمانا راشد الراشد، أن اختيار فيلم «نورة» في مهرجان عريق مثل مهرجان كان السينمائي «شكّل لحظة تاريخية ونقطة تحوّل بالنسبة للمؤسسة وللسينما السعودية بشكل عام»، مضيفة أن «الإنجازات التي حققناها في النسخة الأخيرة من مهرجان كان، هي ثمرة الجهود الحثيثة والطموحة التي بذلها فريق العمل خلال السنوات الثلاث الماضية».

وعبّرت الراشد عن امتنانها لمحمد التركي على جهوده ودوره الفعّال في قيادة المؤسسة وفريقها نحو هذه اللحظة التاريخية الاستثنائية، وأضافت: «نتطلّع لمتابعة مسيرته المهنية كأحد أبرز الأسماء في صناعة الأفلام السينمائية، كما نتطلّع للترحيب بالقيادة الجديدة للمؤسسة إلى جانب الفريق الحالي الذي ترأسه المديرة التنفيذية شيفاني بانديا مالهوترا».

من جانبه، علّق محمد التركي بالقول: «تشرّفت بالعمل مع مؤسسة البحر الأحمر السينمائي على مدار السنوات الثلاث الماضية لترسيخ مكانة المملكة العربية السعودية على الساحة العالمية للسينما»، مضيفاً: «نستذكر كل هذه الإنجازات ونحن على أعتاب الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وعلى وقع تطوره المتسارع والملحوظ خلال أعوام قليلة، والآن هو الوقت الملائم للانتقال إلى رحلتي القادمة في مسيرتي المهنية».

وأكّد التركي على رغبته في الاستمرار بدعم فريق المؤسسة بقيادة رئيسة مجلس الأمناء جمانا راشد الراشد والمديرة التنفيذية شيفاني بانديا مالهوترا.

تجدر الإشارة إلى أن الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي ستُعقد في مقرّ المهرجان الجديد «البلد» في جدة التاريخية، من 5 إلى 14 ديسمبر (كانون الأول) 2024.


مقالات ذات صلة

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يوميات الشرق His Three Daughters فيلم درامي عائلي تميّزه بطلاته الثلاث (نتفليكس)

عندما يُطبخ موت الأب على نار صراعات بناته

يخرج فيلم «His Three Daughters» عن المألوف على مستوى المعالجة الدرامية، وبساطة التصوير، والسرد العالي الواقعية. أما أبرز نفاط قوته فنجماته الثلاث.

كريستين حبيب (بيروت)
ثقافة وفنون «المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

«المسرح الألماني المضاد»... رد الاعتبار لتجربة راينر فاسبندر

رغم وفاته في سن السادسة والثلاثين، فإن الكاتب المسرحي والمخرج السينمائي والممثل الألماني راينر فيرنر فاسبندر (1945 - 1982) ترك وراءه كنزاً من الإبداع

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة.

انتصار دردير (سلا (المغرب))
يوميات الشرق ماغي سميث في لقطة من عام 2016 (أ.ف.ب)

ماغي سميث سيدة الأداء الساخر

بأداء عملاق وخفة ظل وسخرية حادة تربعت الممثلة البريطانية ماغي سميث على قلوب معجبيها، كما جمعت بين الجوائز وبين حب الجمهور.

عبير مشخص (لندن)
يوميات الشرق داليا تشدّد على أنها لن تطلب العمل من أحد (الشرق الأوسط)

داليا البحيري لـ«الشرق الأوسط»: لن أطرق باب أحد من أجل العمل

قالت الفنانة المصرية داليا البحيري إن التكريم الذي يحظى به الفنان يكون له وقع رائع على معنوياته إذ يُشعره بأنه يسير في الطريق الصحيح.

انتصار دردير (سلا (المغرب))

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
TT

أسماء المدير: «كذب أبيض» فتح أمامي أبواب السينما العالمية

أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)
أسماء المدير أمام بوستر المهرجان في مدينتها سلا (إدارة مهرجان سلا)

قالت المخرجة المغربية أسماء المدير، إن رحلتها من أجل الحصول على تمويل لفيلمها «كذب أبيض» لم تكن سهلة، بل عاشت معاناة على مدى 10 سنوات معه، بيد أن هذا لم يُزعزع ثقتها أبداً، مؤكدةً في حوار مع «الشرق الأوسط» أنها شَرَعت في العمل على فيلم جديد، وتعكف حالياً على كتابة عملٍ روائيٍّ طويل مُستمَداً من الواقع.

وأشارت أسماء المدير إلى أنها لا تضع نفسها تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يحظى فيلمها المقبل بقدر نجاح «كذب أبيض»، وأن هذا حدث مع كبار مخرِجي السينما في العالم.

وحرصت المخرجة الشابة على حضور المهرجان الدولي لفيلم المرأة الذي يُقام بمدينتها «سلا» بالمغرب، وقد استقبلها الجمهور بحفاوة، وأقام المهرجان حواراً معها بحضور المخرجين الشباب، وطلبة مدارس السينما.

ووضع فيلم «كذب أبيض» أسماء المدير في مكانة سينمائية جيدة، بعدما طافت معه على مدى عام في مهرجانات عدة، حاصداً جوائز كثيرة، فما وقْعُ ذلك كله عليها؟

تجيب أسماء المدير: «لم أتغيّر، لكن مسيرتي المهنية تغيّرت، فقد تحقّق جزء كبير من أحلامي السينمائية، من بينها وصول الفيلم لمهرجان (كان) وفوزه بجائزتين، وتمثيله لبلادي بالأوسكار، وقد حقّقت ما أردته من أن يكون إنتاجاً عربياً خالصاً، من المغرب والسعودية وقطر، كما نجاحه بوصفه أول فيلمٍ مغربي يحصل على الجائزة الكبرى في مهرجان (مراكش)، وترشّحي لجائزة (الروح المستقلة) مع سينمائيين كبار، على غرار مارتن سكورسيزي، وجوستين تريت؛ مخرجة فيلم (تشريح سقوط)، لا شك أن (كذب أبيض) فتح أمامي أبواب السينما العالمية».

لقطة من فيلم «كذب أبيض» (إدارة مهرجان «سلا»)

لم يكن نجاح الفيلم لحظياً، فالنجاح في رأي أسماء مجموعة من المحطات عبر الزمن، وسنوات تتخلّلها مراحل سقوط ونهوض، تُعِدّ نفسها كما لو كانت في سفر ووصلت إلى المحطة التي تبغيها، مثلما تقول: «قد يجعلني ذلك لا أشعر بنشوة النجاح سوى مع مرور الوقت، حين ألتقي بصُنّاع أفلام كبار يقولون لي: لقد نجحت».

هل يكون النجاح الباهر عائقاً أمام تجربتها السينمائية المقبلة، ومتى تبدأها؟

تجيب أسماء، ذات الـ34 عاماً، قائلة: لقد «بدأتها بالفعل، أعمل على فكرة فيلم روائي مرتبط بقصة حقيقية، ولكن بطريقتي، وأحاول أن أستمد أفلامي من الواقع، ولا أضع نفسي تحت ضغوط النجاح، وليس بالضرورة أن يكون العمل المقبل بنجاح (كذب أبيض)، نعم سأشتغل عليه بالجدية نفسها، لكنني لا أتحكم في النجاح، فقد لا يعجب الجمهور مثلاً، وليس معنى ذلك أنني فشلت، بل عليّ أن أُجرّب شكلاً آخر، ومَن يخشى التجربة يفتح لنفسه باب الفشل».

وتضيف موضّحةً: «مُخرِجون كبار حدث معهم هذا، ومنهم المخرج الإيراني عباس كياروستامي الذي قدّم أفلاماً قوية، ومن ثمّ قدّم فيلماً لم يكتب عنه ناقد واحد، حتى المخرج يوسف شاهين تعجبني بعض أفلامه، وبعضها ليس على المستوى نفسه، وأذكر حين زارنا المخرج محمد خان خلال دراستنا السينما، قال إنه يصنع أفلامه كما يريدها، وهذا كل شيء، لذا أقرأ النقد وأدَعُه جانباً، فقد انتهى الفيلم بالنسبة لي».

تأثّرت أسماء المدير بمخرجين مغاربة كبار، ومن بينهم حكيم بلعباس في كل أفلامه، ومحمد المعنوني بفيلمه «الحال»، وفوزي بن سعيدي في «ألف شهر».

المخرجة المغربية أسماء المدير (إدارة مهرجان سلا)

عاشت أسماء المدير رحلة معاناة تَعُدُّها رحلة صحية، قائلة: «عانيت مع الفيلم 10 سنوات، كبرت خلالها معه سعياً وراء الإنتاج الذي حلمت به في كل تفاصيله، المونتاج والإخراج والكتابة، وقد بدأته في 2016، وفي عام 2020 وصلنا لآخر محطة تصوير، وخلال عامَي 21 و22 كان المونتاج، ليصدر الفيلم في 2023، قبل ذلك عشت مراحل من الفشل والنجاح، كنت أقدّم ملف الفيلم لصناديق دعم فترفضه، لكنني كنت واثقة أنني أصنع فيلماً حقيقياً، فلم يتزعزع إيماني به، ولم أستسلِم لثقة اكتسبتها، فأنا لا أعرف شيئاً آخر سوى السينما، هي شغفي ودراستي ومهنتي، ومجالي الذي اخترته وتخصصت فيه، وصارت الهواية مهنة، وعندي دائماً نظرة بعيدة أتجاوز بها العراقيل، وأتطلّع لما بعد».

تنظر لما مرّت به بشكل إيجابي، قائلة: «أرى أن هذه الرحلة تجربة صحية، فلو حصلت على دعم كبير في البداية كنت سأجد صعوبة في تحقيق ما وصلت إليه في النهاية، بالنسبة لي هي أشياء صحية لأي مبتدئ، وأغلب صُنّاع الأفلام يواجهون ذلك في البداية».

وتنحاز المخرجة المغربية للأفلام الوثائقية، مؤكّدة: «إنه مجال خصب، وبه حرية أكبر وأشكال كثيرة ممكن تجريبها، الأفلام الروائية أحياناً تكون متشابهة، ومنذ زمن لم نشاهد تجارب مبهرة تخرج عن المألوف، لكن الوثائقي لا يزال خصباً».

فرحتها الكبيرة حين تُوِّج فيلمها بالجائزة الكبرى في «مراكش» (إدارة مهرجان سلا)

لحظات سعادة عاشتها أسماء المدير مع الفيلم في مدن عدة، لكن أسعدها يوم عُرض في مهرجان «مراكش»، تقول: «أجمل ما سمعت عن الفيلم كان في مراكش أيضاً، الجمهور المغربي كان رائعاً في استقباله للفيلم، وقد حظي بنجاح أسعدني، كما عُرض في مهرجان (البحر الأحمر السينمائي)، والآن هناك موزّع سينمائي في مصر يتفاوض على عرضه بالقاهرة مع الجهات التي تملك حقوق توزيعه».