أظهرت دراسة بريطانية، أن النساء يتمتعن ببراعة ذهنية أفضل خلال فترة الدورة الشهرية، رغم اعتقادهن بأن أداءهن سيكون أسوأ.
وأوضح الباحثون أن دراستهم التي نشرت نتائجها، الثلاثاء، بدورية (Neuropsychologia) هي الأولى التي تقيم الإدراك المرتبط بالرياضة خلال الدورة الشهرية.
وقد تعتقد بعض النساء أن أداءهن الذهني يتراجع خلال الدورة الشهرية، لما يمررن به من تغيرات هرمونية معقدة قد تؤثر على وظائف الدماغ المختلفة، مثل المزاج والتركيز، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن ذلك يحدث على أرض الواقع.
وأظهرت أبحاث سابقة أن النساء قد يكنّ أكثر عرضة للإصابات الرياضية خلال المرحلة الأصفرية، التي تمتد من الإباضة حتى بداية الدورة الشهرية التالية، وعادة ما تتراوح مدتها بين 12 و14 يوماً.
ويُعزى ذلك للتغيرات الهرمونية الكبيرة، لكن كيفية ارتباط هذه التغيرات بزيادة احتمال الإصابة لا تزال غير معروفة.
وخلال الدراسة، جمع الباحثون بيانات سرعة الاستجابة والأخطاء من 241 مشاركة أكملن سلسلة من الاختبارات الإدراكية بفاصل 14 يوماً. كما أكملت المشاركات مقياساً للحالة المزاجية واستبياناً للأعراض مرتين. وتم استخدام تطبيقات تتبع الدورة الشهرية لتقدير مرحلة الدورة التي كانت فيها المشاركات عند إجراء الاختبارات.
وتم تصميم الاختبارات لتقليد العمليات الذهنية الشائعة في الرياضات الجماعية. وفي أحد الاختبارات، طُلب من المشاركات الضغط على زر عند رؤية وجه مبتسم فقط، لاختبار الانتباه وسرعة الاستجابة والدقة. وفي اختبار ثانٍ، طُلب منهن التعرف على مجموعة من الصور لتقييم الإدراك المكاني. وفي اختبار ثالث، طُلب منهن الضغط على زر عندما تتصادم كرتان متحركتان على الشاشة لقياس التوقيت المكاني.
ورغم أن المشاركات شعرن بأنهن في حالة أسوأ خلال الدورة الشهرية، واعتقدن أن ذلك سيؤثر سلباً على أدائهن، فإن استجاباتهن كانت أسرع، وأخطاءهن كانت أقل.
وكانت دقة التوقيت أفضل بنسبة 12 في المائة في اختبار تصادم الكرات، وضغطن على الزر عند رؤية الوجه المبتسم في الوقت الخاطئ بنسبة أقل بـ25 في المائة في اختبار الانتباه وسرعة الاستجابة والدقة.
وقالت الباحثة الرئيسية في «كلية لندن الجامعية»، الدكتورة فلامينيا رونكا: «من المدهش أن أداء المشاركات الذهني كان أفضل خلال الدورة الشهرية، ما يتحدى ما تعتقده النساء، وربما المجتمع عموماً، حول قدراتهن في هذا الوقت من الشهر».
وأضافت: «اعتقدت المشاركات أن الدورة الشهرية قد تؤثر سلباً على وظيفتهن الإدراكية، ومع ذلك، وجدنا أنهن كن أسرع وأكثر دقة خلال هذه المرحلة».
وأشارت إلى أن هذه النتائج لا تعني أن النساء يصبحن أكثر أو أقل قدرة أو ذكاءً في أوقات محددة، بل كانت لديهن ببساطة أوقات رد فعل أسرع وأبطأ في مهام معرفية محددة مرتبطة بتوقيت الحركات خلال الرياضة.