رحلة العائلة المقدسة إلى مصر في معارض أثرية وحفلات فنية

إحدى الحفلات التي تواكب إحياء ذكرى رحلة العائلة المقدسة (المتحف القومي للحضارة المصرية)
إحدى الحفلات التي تواكب إحياء ذكرى رحلة العائلة المقدسة (المتحف القومي للحضارة المصرية)
TT

رحلة العائلة المقدسة إلى مصر في معارض أثرية وحفلات فنية

إحدى الحفلات التي تواكب إحياء ذكرى رحلة العائلة المقدسة (المتحف القومي للحضارة المصرية)
إحدى الحفلات التي تواكب إحياء ذكرى رحلة العائلة المقدسة (المتحف القومي للحضارة المصرية)

نظمت متاحف ومراكز ثقافية في القاهرة فعاليات مختلفة احتفالاً بذكرى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، التي حلّت أول يونيو (حزيران) الحالي، وتوافق 24 بشنس بالتقويم القبطي.

ونظّم المتحف القومي للحضارة المصرية فعاليات عدّة، من بينها عرض فيلم تسجيلي عن رحلة العائلة المقدسة، وعرض فني قدمت خلاله فرقة «أغابي» مجموعةً من الأغنيات القبطية والترانيم الكنسية، بالإضافة إلى تنظيم معرض مؤقت للآثار القبطية، ومعرض للصور الفوتوغرافية يتضمّن عدداً من مواقع الرحلة.

وقال الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف الدكتور أحمد غنيم إن «هذا الحدث الذي يعود إلى أكثر من ألفي عام له مكانة تاريخية ودينية في وجدان الشعب المصري»، مضيفاً خلال الأمسية التي أقيمت، الأحد، أن المتحف حريصٌ على إلقاء الضوء على منتج مسار رحلة العائلة المقدسة، مشيراً إلى أن وزارة السياحة والآثار المصرية تولي هذا المسار اهتماماً كبيراً.

متحف الحضارة المصرية يحتفي برحلة العائلة المقدسة (المتحف القومي للحضارة المصرية)

وتحدّث غنيم عن «جهود متحف الحضارة من أجل إحياء التراث بأشكاله المختلفة، وأن الاحتفاء بذكرى رحلة العائلة المقدسة بمثابة رسالة سلام ومحبة وأمان من أرض مصر، التي احتضنت العائلة المقدسة»، ولفت إلى جهود الدولة المصرية ممثلةً في وزارتي الثقافة والسياحة والآثار في إعداد ملف لتوثيق وتسجيل الممارسات والاحتفالات الشعبية المرتبطة برحلة العائلة المقدسة في مصر ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لـ«اليونيسكو».

ونظّم المتحف معرضاً أثرياً بعنوان «مبارك شعبي مصر» تضمن مجموعة فريدة ومتنوعة من المقتنيات القبطية منذ القرون الميلادية الأولى وحتى أوائل القرن العشرين، منها الأيقونات التي تصوّر مشاهد من رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر، بالإضافة إلى أعمال متنوعةً من الفخار والأحجار والنسيج والخشب، ويستمر مدة أسبوعين.

معرض للآثار القبطية بمناسبة ذكرى رحلة العائلة المقدسة (المتحف القومي للحضارة المصرية)

ونظم المتحف معرضاً للفنون التشكيلية والصور الفوتوغرافية يضمّ مجموعةً من الأيقونات القبطية واللوحات الفنية، وعرض نموذجاً فنياً لمغارة الميلاد، ونماذج من التماثيل المنحوتة، كما عرض فيلماً تسجيلياً عن «كتاب فنان»، يتضمّن سرداً قصصياً ورسومات ومشاهد لـ15 محطة من مسار العائلة المقدسة من تصميم الفنانة ميليسا مجدي، وفق بيان للمتحف.

واستضاف المتحف القبطي في القاهرة احتفالية تذكار دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، تضمّنت ندوةً عن تصويرها في الفن القبطي، وعرض فيلماً تسجيلياً عن الحدث، واختتمت بمجموعة من الترانيم قدّمها «كورال العذراء مريم». كما نظّم ورشه فنية لرسم أهم الأماكن التي مرّت بها العائلة المقدسة، وتحديد مكانها على خريطة مصر.

المتحف القبطي بالقاهرة يحتفل بذكرى رحلة العائلة المقدسة (المتحف القبطي)

في السياق، نظّم المركز القومي للترجمة في مصر ندوة عن كتاب «رحلة الخير... العائلة المقدسة في مصر»، وهو كتابٌ صدر باللغتين العربية والإنجليزية ومنه نسخة صوتية «يحكي بطريقة سردية أدبية رحلة العائلة المقدسة في مصر، حين جاءت السيدة مريم العذراء والطفل المقدس ويوسف النجار فراراً من بطش الملك هيرودوس وطافوا في ربوع مصر شمالاً وجنوباً حيث وجدوا الأمان».

وكرّمت الدكتورة كرمة سامي، رئيسة المركز، فريق عمل المشروع، وهم المؤلف أحمد إبراهيم الشريف، والمترجمة رضوى قطيط، ومن تحرير إنجي عرفة، والأداء الصوتي لمروة وهدان ويارا حسونة.

وكانت وزارة السياحة والآثار أطلقت جولات افتراضية عدّة خلال الفترة الماضية في مسار رحلة العائلة المقدسة، خصوصاً في وادي النطرون بالصحراء الغربية، ومنطقة جبل الطير في محافظة المنيا (جنوب مصر) وسط اهتمام رسمي بتعزيز هذا المنتج السياحي.


مقالات ذات صلة

مصر: تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين»

شمال افريقيا إحدى القطع الأثرية التي عرضت بمزادات خارجية (الدكتور عبد الرحيم ريحان)

مصر: تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين»

عادت قضية الاتجار في الآثار المصرية إلى الواجهة من جديد، بعد تحرك برلماني لمواجهة بيع الآثار «أونلاين» عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق صورة نشرها البروفيسور كابا أحد دعاة الأفروسنتريك على صفحته في فيسبوك (فيسبوك)

زيارة «الأفروسينتريك» للمتحف المصري تجدد الجدل بشأن أفكارها

جددت زيارة لمجموعة من «الأفروسينتريك» للمتحف المصري بوسط القاهرة الجدل بشأن أفكارها التي تدعي أن أصول الحضارة المصرية القديمة أفريقية.

محمد الكفراوي (القاهرة )
يوميات الشرق اكتشاف حطام سفينة يعود تاريخها إلى 3300 عام مع حمولتها قبالة الساحل الشمالي لإسرائيل 20 يونيو 2024 (أسوشييتد برس)

اكتشاف حطام سفينة عمرها 3300 عام قبالة سواحل إسرائيل

العثور على حطام سفينة يعود تاريخها إلى أكثر من 3000 عام مع حمولتها قبالة الساحل الشمالي لإسرائيل، على ما أفادت الخميس سلطة الآثار الإسرائيلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
بيئة محتجون مدافعون عن البيئة يرشون صخور ستونهنج الأثرية بطلاء برتقالي في 19 يونيو 2024 (أ.ف.ب)

اعتقال نشطاء بيئيين بسبب رش صخور ستونهنج الأثرية بالطلاء (فيديو)

قام  محتجون مدافعون عن البيئة برش طلاء على صخور ستونهنج في بريطانيا، وأظهرت لقطات نشرت على الشبكة العنكبوتية طلاء برتقالياً يغطي بعض صخور البناء الصخري الشهير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق  مجموعة من التوابيت بعد اكتشافها بسقارة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

توابيت سقارة الملونة لاجتذاب الجمهور الصيني

يراهن معرض «قمة الهرم: حضارة مصر القديمة» على عرض التوابيت الملونة المكتشفة حديثاً بمنطقة سقارة للمرة الأولى لاجتذاب الجمهور الصيني بمتحف شنغهاي.

محمد الكفراوي (القاهرة )

المغربي عبد الله لامان رفض فكرة أنّ «هارفرد» للأغنياء فقط

عبد الله لامان... إرادة وتفوُّق (حسابه الشخصي)
عبد الله لامان... إرادة وتفوُّق (حسابه الشخصي)
TT

المغربي عبد الله لامان رفض فكرة أنّ «هارفرد» للأغنياء فقط

عبد الله لامان... إرادة وتفوُّق (حسابه الشخصي)
عبد الله لامان... إرادة وتفوُّق (حسابه الشخصي)

تداولت وسائل إعلام فرنسية خبر تمكُّن الطالب العربي الأصل عبد الله لامان من الحصول على منحة من جامعة «هارفرد» الأميركية العريقة للدراسة في كلية الطبّ فيها، وإجراء بحوث في مختبراتها. واستضافت القناة التلفزيونية الثانية الطالب المتفوّق في برنامجها الصباحي المباشر للحديث عن ظروف نشأته، وعن مسيرته الدراسية.

يبلغ عبد الله 24 عاماً. وقال إنه وُلد لأسرة مهاجرة من المغرب، نشأ في بلدة صغيرة بمحافظة إيفلين، غير بعيدة عن باريس، تُدعى شانتلو، لا يزيد عدد سكانها على 10 آلاف. وكان عليه تذليل عقبات عدّة للتمكُّن من دخول المعاهد المرموقة التي تحتاج إلى دورات تأهيلية باهظة الثمن للفوز بمكان فيها. لكنه رفض فكرة أنّ أبناء الأوساط المتواضعة لا يحقّ لهم التطلُّع للجامعات الكبرى، واجتهد حتى دخل كلية «سنترال سوبيليك» للهندسة، وهو اليوم في سنته الثالثة.

انضم عبد الله إلى فريق بحثي دولي يهتمّ بتصميم الأجهزة الهندسية للعلاجات الطبية، وتلقّى دعوة لزيارة كلية «ستانفورد» الأميركية الخاصة الواقعة في وادي السليكون بسان فرنسيسكو، موطن شركات التكنولوجيا المتقدّمة. ثم تقدّم لمسابقة عالمية للهندسة العلاجية، واشترك في بحث عن تطوير خوارزمية لتتبُّع الخلايا السرطانية في الوقت الحقيقي للمرضى؛ ونال الميدالية الذهبية، ومنحة من «هارفرد» لتقديم أطروحته ولإجراء بحوثه في مختبراتها.

في مقابلاته مع الصحافة، حرص على الاعتراف بفضل أسرته في دعمه رغم ظروفها الصعبة، خصوصاً تشجيع والده العامل المهاجر إبراهيم لامان له. ونشر تسجيلاً عبر حساباته في وسائل التواصل نراه فيه يقبّل رأسه. وقال إنه فاز بالمنحة بسبب تفوّقه؛ إذ كان عليه أن يجتهد ضعف ما يبذله الطالب ذو الظروف الميسّرة، رافضاً فكرة أنها جاءته على سبيل المكافأة الخيرية لطالب فقير.